الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصاحبه هو الدافق في الحقيقة، فقال سيبويه: هو على النسب، أي ذو دفق.
وقال ابن عطية: يصحّ أن يكون الماء دافقاً، لأن بعضه يدفق بعضاً، ومقصود الآية إثبات الحشر، فأمر الإنسان أن ينظر أصْلَ خلقته، ليعلم أن الذي خلقه مِنْ ماءٍ دافق قادر على أنْ يعيده.
ووَجْه اتصال هذا الكلام بما قبله أنه لما أخبر أن على كلّ نفس حافظاً يحفظ
أعمالها أعقبه بالتنبيه على الحشر، حيث تُجازَى كل نفس بأعمالها.
(مَا لَه مِنْ قوَّةٍ ولا نَاصِر) :
الضمير للإنسان، ولما كان دَفْع المكاره في الدنيا إمّا بقوة الإنسان أو بنصرة غيره له أخبر الله أنه يعدمهما يوم القيامة.
(ما شاءَ الله) :
فيه وجهان:
أحدهما: أن معناه لا تَنْسى إلا ما شاء الله أن تنساه، كقوله:(أَوْ نُنْسِهَا) .
والآخر: أنه لا تنسى شيئا، ولكن قال: إلَاّ ما يشاء الله - تعظيما لله بإسناد
الأمر إليه، كقوله:(خالدين فيها إلا ما شاء الله) ، على بعض الأقوال.
وعَبَّر الزمخشري عن هذا بأنه من استعمال التقليل في معنى النفي، والأول
أظهر، فإن النسيان جائز على النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أراد الله أن يرفعه من القرآن أو فيما قضى الله أن ينساه، ثم يذكره.
ومن هذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع قراءة
عباد بن بشر رحمه الله: لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أُنسيتها.
(موضوعة) : معَدة بشرابها.
(مَبْثوئة) : متفرقة، وذلك عبارة عن كثرتها.
وقيل مبسوطة.
(مالاً لُبَداً) : أي كثيراً.
وقرئ بضم اللام وكسرها، وهو جمع لبدة - بالضم والكسر، بمعنى الكثرة.
ونزلت الآية عند قوم في الوليد بن المغيرة، فإنه أنفق أموالاً في إنفاق أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل في الحارث بن عامر بن نوفل، وكان قد أسلم وأنفق في الصدقات والكفَّارات، فقال: لقد أنفقْتُ مالي مذ تبعت محمدا.
(ما أدْرَاكَ ما العَقَبة) : تعظيم للعَقَبة، ثم فسرها بفكّ
الرقبة، وهو تفسير لاقْتَحم.
وفك الرقبة هو عِتْقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أعتق رقبةً مؤمنة أعتق الله بكل عضْوٍ منها عضواً من النار".
(مَسْغَبَة) : مجاعة.
يقال سغب الرجل إذا جاع.
(مَقْرَبة) : قرابة.
(مَتْرَبة) : فَقْر.
(مَرْحَمة) : أي وصّى بعضهم بعضاً برحمة المساكين وغيرهم.
وقيل الرحمة كلّ ما يؤدّي إلى رحمة الله.
(مَيْمنة) : جهة اليمين.
(مَشْأَمة) : جهة الشمال.
وروي أن الميمنة عن يمين العرش.
ويحتمل أن يكونا من اليُمْن والشؤم.
(ما بَنَاها) :
(ما) هاهنا، وفي قوله:(وما طَحَاها)(وما سوّاها) - موصولة بمعنى (مَنْ) .
والمراد الله تعالى.
وقيل إنها مصدرية.
كأنه قال: والسماء وبنيانها.
وضعَّفَ الزمخشري هذا بقوله: فألهمها، فإن المراد الله تعالى باتفاق، فهذا القولُ يؤدِّي إلى فساد النظم، وضَعّف بعضهم
كونها موصولة بتقديم ذكر المخلوقات على الخالق.
فإن قيل: لم عدل عن (مَنْ) إلى (ما) في قول مَنْ جعلها موصولة؟
فالجواب أنه فعل ذلك لإرادة الوصْفيّة، كأنه قال: والقادر الذي بَنَاها.
فإن قلت: لم نكر النفس؟
فالجواب مِن وجهين:
أحدهما: أنه أراد الجنس، كقوله: علمت نَفْسٌ ما أحضرت.