الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ظلم أنفسنا.
ما أرى بصائرنا إلا عميَتْ عن مشاهدة مشاهدِ القوم إذا
أشخصت لنا ال
صفا
ت منهم شخصاً هرب، كأننا ضِدّان لا نجتمع.
اللهم أَقلْ عثراتنا، وارحم ضراعتنا، ولا تؤاخدنا بأفعالنا، لأنا علمنا أنك
عفوٌّ تحبُّ العفو، فاعْف عنا بجاهِ سيدنا ومولانا ومنقذنا من الهول العظيم صلى اللَه عليه وعلى آله أفضل صلاة وأزكى تسليم.
(صَفًّا) :
ذكر فيه أبو عبيدة وجهين:
الصف الذي يصلّى فيه، كما قال بعضهم: ما استطعت أن آتي الصف اليوم.
وصفوف الناس كما قال: (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) .
وأما قوله تعالى: (إن الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صَفًّا) ، فقد قدمنا أنه ليس المراد به نفس التصافّ، وإنما المقصود به
الثبوت والجدّ في القتال، خلافاً لمن قال: إن قتال الرجالة أفضل مِنْ قتال
الفرسان، لأن التراصّ فيه يمكن أكثر مما يمكن للفرسان.
قال ابن عطية: وهذا ضعيف، خَفي على قائله مقصد الآية.
(صَفًّا صَفًّا) : مستوى من الأرض أملس لا نبات فيه.
(صَوَافَّ) : معناه قائمات قد صفَفْنَ أيديهن وأرجلهن، وهو
منصوب على الحال من الضمير المجرور، ووزنُه فواعل، وواحده صافة.
وقرئ صوافي، أي خوالص لا يشركون في نحرها أو في التسمية على نحرها.
(صَوَامع) :
منازل الرهبان، جمع صَوْمَعة - بفتح الميم - وهي موضع العبادة، وكانت للصابئين.
وسمي بها في الإسلام موضع الأذان.
والمعنى لولا دفاع الله لاستولى الكفَّار عليها.
فإن قلت: قد استولى الكفَّار عليها فهدَمُوها وخرَّبوا المساجد؟
فالجواب أن ذلك بذنوب أهلها، وما اجترحوا فيها من المعاصي، لأن الله
وعد بنصر مَنْ ينصرُ دِينه في مواضع من كتابه: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) .
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) .
(صَرْفاً ولا نَصْراً) .، أي حيلة ولا نصرة.
يعني أنهم لا يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم عذاب الله.
والصرفُ والمنعُ والحيلولة بمعنى واحد.
ومنه قوله تعالى: (وحِيْلَ بينَهم وبيْنَ ما يشْتَهُون) ، ويحتمل على
هذا أن يكون الخطابُ للمشركين أو المعبودين.
والصرف على هذين الوجهين صرف العذابِ عنهم.
أو يكون الخطاب للمسلمين، والصرف على هذا ردّ التكذيب.
(صَرْح) ، أي قصر.
وقيل صَحْن الدار، وإنما صنع سليمانُ هذا الصَّرْح لأنَّ الجن كرهوا تزوّج سليمان لبلقيس، فقالوا له: إن عقلها مخبول، وإن رِجْلها كحافر الحمار، فاختبر عقلها بتنكير العرش، فوجدها عاقلةً، لأنها قالت:(كأنه هو) ، ولم تَقُل نعم، لأنها تغيَّر عليها أمره، ولم تقل لا، لأنها كانت
ترى بَعْضَ علاماته.
ثم أمر بأن يتخذوا قَصْراً من زجاج، ويحفروا حولَه نهراً، ويجعلوا فيه السمك والضفادع، وأمر بأن يتَّخِذوا على الماء قنطرة من زجاج، ففعلوا ما أمروا، ثم أمرها أنْ تدخل الصرح، فعزمت على الدخول، فرأت
الزجاج على الماء، فحسبته لُجَّة وكشفت عن ساقَيْها، فرأى سليمان أنها ليس فيها شيء من العيوب والْمَنْقصة، وأسلمت فتزوّجها سليمان، وكان يأتيها في كل شهر مرة.
(صيَاصِيهم) : حصونهم.
وصَيَاصِي البقَر قرونها، لأنها تمنع بها وتدفع عن أنفسها، وصيصاء الديك: شَوْكاته، ونزلت الآية في يهود بني قُريظة، وذلك أنهم كانوا معاهدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَنَقَضُوا عَهْده، وصاروا مع
قريش، فلما انصرفت قريش عن المدينة حصرهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكم سَعْد بن معاذ، فحكم بأن يُقْتَل رجالهم، وتسْبَى نساؤهم، وذَرَاريهم.
(صَرِيخ) : هو المغيث والْمنقذ، من الغرق.
(صديق) : مَنْ صدقك محبته، وآثرك على نفسه، وهو
أقلّ من القليل.
وفي قوله تعالى: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) .
إشارةٌ إلى كثرة الشفعاء في العادة وقلَّة الأصدقاء.