الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإشارة التائبين إلى الفلاح: (وتوبوا إلى الله جميعاً) .
وإشارة أهل الكتاب إلى الفلاح: (يا أهل الكتاب تعَالوا إلى كلمة) .
وإذا أردت محبةَ الله لعباده فانظر كيف خفَّف المعصية َ على النفس، وثقل
عليها الطاعة، ليكون لها حجة، ويقبل عذرها إذا رجعَتْ إليْه، فاللهُ يُثيبُ
المطيعَ بغاية الثواب للامتثال، ويعاقب الكافر بأقبح العقوبة للمخالفة، والعاصي يعاقبه في الدنيا بأنواع الأمراض والأسقام حتى في قطع شِسْع نعْله إن لم يتبْ، حتى يلقى الله ولا ذَنْب عليه.
قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) .
(عاهدتُم من المشركين) :
إنما أسند العَهْد إلى المسلمين، لأن فعْل الرسول صلى الله عليه وسلم لازم للمسلمين، فكأنهم هم الذين عاهدوا المشركين، وكان
صلى الله عليه وسلم قد عاهد المشركين إلى آجال محدودة، فمنهم مَنْ وفى، فأمر الله أن يتمَّ عهدَه إلى مدته، ومنهم مَنْ نقض أو قارب النقض، فجعل له أجل أربعة أشهر، وبعدها لا يكون له عهد.
(عَاهدْتَ منهم) : يريد بني قُرَيظة.
(على سَوَاءٍ) ، أي على مَعدلة.
وقيل معناه أنْ تستوي معهم في العلم فتنقض العهد.
(عَرَضاً قريباً) :
هذا الكلام وكثيرٌ مما بعده في هذه السورة في المنافقين الذين تخلَّفُوا عن غزْوَة تبوك، وذلك أنها كانت إلى أرض بعيدة، وكانت في شدة الحرِّ وطيب الظلال والثمار، فثقلت عليهم، فأخبر الله في هذه الآية أنَّ السفر لو كان لعرض الدنيا أو مسافة قريبة لاتّبعوه.
(عفَا الله عنك لِمَ أذنْتَ لهم) :
قدَّم الله العفْو لنبيّه قبل عتابه، إكراماً له وجَبْرًا لقلْبه أن ينصدع، وذلك لخوفه من ربه، كأنه قال: أصلحك الله يا محمد، لِمَ أذِنْتَ لهم في التخلّف عن الخروج معك حتى يتبيّن لك الذين صدَقوا وتَعْلم الكاذبين، لأنهم قالوا نستأذنه في القعود، فإن أذِن لنا
قعدنا، وإن كان يظهر الصدق من الكذب، وإن لم يأذن قعد العاصي والمنافق
ويسافر المطيع.
(عَنِيد) : ومعاند وعَنود بمعنى واحد، أي معارض للحق مخالف، يقال:
عِرقٌ عَنود، وطعنة عنود، إذا خرج الدم منها على جانب.
(على تقْوَى مِنَ الله) :
أي حسن النية في تأسيس بُنْيانه، وقصد وَجْه الله، وإظهار شرعه.
والمراد به مسجد المدينة، أو مسجد قبَاء.
(على اللهِ رِزْقُها) : قد قدمنا أنه وَعْد وضمان.
فإن قيل: كيف قال: (على الله) بلَفْظِ الوجوب، وإنما هو تفضُّل، لأن اللَه
لا يجب عليه شيء؟
والجواب أنه ذكره كذلك تأكيداً في الضمان، ولأنه لما وعد فيه صار واقعاً
لا محالة، لأنه لا يخلف الميعاد.
(عَرْشُه على الماء) :
دليل على أنَّ الماء والعرش كانا موجودين قَبْل خَلْق السماوات والأرض، فسبحان مَنْ لا يُشْبه صنعَه صنع المخلوقين، ولا تدرك حَقائق حكمته بصيرة المحققين، إبليس كانت قبلته العرش، فصار مخذولاً ومطروداً، وعمر بن الخطاب كانت قبلته الصنم فصار مودوداً ومحموداً، إذا أراد الله أن يدْخِل المنافق فيمن يوافق، وإذا لم يرد إدخال الموافق فيمن ينافق لا رادَّ لقضائه، ولا معَقَب لحكمه، سمكة أخذنها اليهود فصاروا قردة، وسمكة أخذت يونس فصارت رئيس السمكِ.
(عَلَى أمَم مِمَّنْ مَعَكَ) ، أي في السفينة.
واختار الزمخشري أن يكون المعنى من ذريّة ممن معك.
ويعني به المؤمنين إلى يوم القيامة.
فَمِنْ على هذا لابتداء الغاية، والتقدير على أمم ناشئة ممن معك.
وعلى الأول تكون (مِنْ) لبيان الجنس.
(عذَابٍ غَليظ) :
يحتمل أن يريد به عذابَ الآخرة، ولذلك