الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إقرارك له بالربوبية يوم (أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) فرضيت به ربّاً واحدا رازقاً، فكيف
توَحده هنالك وتجهله ها هنا، وقد تواتر عليك إحسانه، وغمرك فضله
وامتنانه.
فإن قلت: ما فائدة تكرير ذِكْر التقوى في هذه السورة في مواطن ثلاث؟
فالجواب أن أوامرها دارت على الأمر بالمحافظة على إيقاع الطلاق إذا دعت
إليه الضرورة في وَقْتِه لاستقبال العدة حتى لا يقع الضرار بالمطلقة في تطويل
عِدّتها، والأمر بإحصاء العدة والمحافظة عليها، وأن تخرج المعتدة من بيتها حيث وقع عليها الطلاق، والأمر بإنفاذ ما يقع الاعتماد عليه من إمساك أو مفارقة، ومن حسن الصحبة وجميل العشرة: إن اعتمد الإمساك، أو بالإمتاع أو التلطف رَعْياً لما تقدم من الصحبة إن عَوَّل على المفارقة فلرَعْي هذه الأوامر أكّد سبحانه بالتزام التقوى فيما ذكر، فتأمله جارياً على أوضح تناسب.
(ما أحَلَّ الله لَكَ)
.
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، نهاه الله أن يطلبَ
رضا أزواجه بتحريم ما أحل الله له من تحريمه للجارية، ابتغاء رِضَا حَفْصة.
وهذا يدل على أنها نزلت في تحريم الجارية.
وأما تحريمه للعَسل فلم يقصد به رِضَا أزواجه، وإنما تركه لرائحته، وكان يكره أن توجد منه رائحة كريهة.
(ما يُؤْمَرون) :
وصف للملائكة بأنهم لا يعصون، وتأكيد لعدم عصيانهم.
وقيل: إن معنى (لا يعصون) ، امتثال الأمر، (ويفعلون ما يؤمرون) جدّهم ونشاطهم فيما يؤمرون به من عذاب الناس.
(ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمن) : بيان وتكميل لما قَبْله.
والخطاب بقوله: (ما تَرى) و (وارْجع البَصر) ، وما بعده للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لكل مخاطب ليعتبر.
(مَنَاكِبها) :
قال ابن عباس: هي الجبال.
وقيل الجوانب والنواحي.
وقيل الطرق.
والمعنى تعديد النعمة في تسهيل المشي على الأرض، فاستعار لها الذّلَّ
والمناكب تشبيهاً بالدّوَابّ
(مَنْ يمْشِي مكِبًّا على وَجْهه) .
توقيف على الحالتين أيهما أَهدى.
والمراد بها توبيخ الكفار، وفي معناها قولان:
أحدهما أن المشْيَ استعارة في سلوك طريق الهُدَى والضلال في الدنيا.
والآخر أنه حقيقة في المشي في الآخرة، لأن الكافر يحْمَل إلى جهنم على
وجهه.
فأما على القول الأول فقيل: إن الذي يمشي مكبًّا أبو جهل، والذي يمشي
سَوِيّاً سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل حمزة.
وقيل هي على العموم في كل مؤمن وكافر.
وقد تمشي هذهْ الأقوال أيضاً على القول الثاني.
والمكِبّ هو الذي يقع على وجهه، يقال أكبَّ الرجل وكبَّه غيره، فالمتعدي
دون همزة، والقاصر بالهمزة بخلاف سائر الأفعال.
(ماؤُكم غَوراً) :
مصدر وُصف به بمعنى غائرا، أي ذاهباً في
الأرض، وهذا احتجاج على المشركين.
والمعنى إنْ غار ماؤكم الذي تشربون منه هل يأتيكم إله غير الله بماءٍ معِين.
واختلف هل وزنه فعيل أو مفعول.
وقوله: (وكأس من مَعِين) ، أي من خمر تجري من العيون.
(ما أنْتَ بنعمةِ رَبكَ بمَجْنون) : هذا جواب القسم، وهو
خطاب لنبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، معناه نفي ما نسبه الكفار له من الجنون.
وبنعمة ربك - اعتراض بين (ما) وخبرها، كما تقول: أنْت - بحمد الله - فاضل.
والجار والمجرور في موضع الحال.
وقال الزمخشري: إن العامل فيه بمجنون.
(مَشَّاءٍ بنَمِيم) ، أي كثير المشي بالنميمة، يقال نميم ونميمة
بمعنى واحد.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نَمّام منّاع للخير".
أي شحيح، لأن الخير