الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعشرة لتضرعه إلى الله وتمرّغه في الرماد، ويقول: يا رب، إنَّ حبّ الدنيا قد غلب عليَّ وأنا أعلم أنك ربّ الكل (1) .
(نَنْسخ مِنْ آية أو نُنْسِها) :
من النسيان، وهو ضد الذكر، أي ننسها النبي صلى الله عليه وسلم بإذن الله، كقوله:(سسقْرِئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) .
أو بمعنى الترك، فتركها غير منزّلة عليك أو غير منسوخة.
وقرئ بالهمز بمعنى التأخير، أي نؤخر إنزالها أو ننسخها.
وقد قدمنا الكلام في الناسخ والمنسوخ.
وقرئ بضم النون، أي نأمر بنسخه.
(نَبْتَهل) :
من اللعنة، نقول: لعنَةُ الله على الكاذب منّا ومنكم.
هذا أصل الابتهال، ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه، وإن لم يكن
لعنة.
ولما نزلت الآية أرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى نصارى نَجْران ودعاهم إلى المباهلة، ودعا بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين، فلم يقدروا على المباهلة لعلمهم أنهم على الباطل، وأعطوا الجزية على البقاء في دينهم.
(نَطْمِسَ وجوها) :
نمحو ما فيها من عَيْن وأنْف وحاجب، حتى تصير كالأدبار في خُلوّها عن الحواس.
(نلعنهم كما لعَنّا أصحابَ السبْتِ) .
أي نمسخهم كما مسخنا أصحابَ السبت الذين قلنا لهم: (كونوا قِرَدة خاسِئين) ، أو يكون من اللعن المعروف، والضمير يعود على الوجوه، والمراد
أصحابها، أو يعود على الذين أُوتوا الكتاب على الالتفات.
قال شَهْر بن حَوْشَب، عن كعب الأحبار: كان أبي من مؤمني أهلِ التوراة
برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من عظمائهم وخيارهم، وكان من أعلم الناس بما أنزل الله في التوراة وبكتب الأنبياء، ولم يكن يدخر عني شيئاً، فقال لي يوماً: يا بني، إني قد حضرتني الوفاة، وقد علمت أني لم أدّخر عنك شيئاً مما كنْت أعلم، غير ورقتين
(1) العجب كل العجب كيف يذكر العلامة الحافظ السيوطي رحمه الله هذا الهراء دون أن يتعقبه؟؟!!!
ذكر فيهما النبي المبعوث، وقد أظَلّ زمانه، وكرهت أن أخبرك بذلك.
ولا آمن عليك بعد وفاتي من بعض هؤلاء الكذّابين فتتبعه، وقد قطعتهما من
كتابك، وجعلتهما في هذه الكوة التي ترى، وطينت عليهما، فلا تتعرض لهما ولا تظهرهما زمانَك هذا، وأقِرَّهما في موضعهما حتى يخرج ذلك النبي، فإذا خرج فاتّبعه، وانظر فيهما، فإن الله يزيدك بذلك خيراً كثيراً.
فلما مات والدي لم يكن أحبّ إليّ من انقضاء المأتم، حتى أنظر ما في
الورقتين، فلما انقضى المأتم فتحت الكوّة، ثم استخرجت الورقتين، فإذا فيهما: "محمد رسول الله خاتم النبيين، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، ليس بفَظّ ولا غليظ، ولا سخَّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يجزي بالسيئة الحسنة، ويعفو ويغفر ويصفح، أمته الحمّادون الذين يحمدون الله على كل شرف وعلى كل حال، وتذلّل ألسنتهم بالتكبير، وينصر الله نبيهم على كل مَنْ ناوأه، يغسلون فروجهم بالماء، ويأتزرون على أوساطهم، وأناجِيلهم في صدورهم، وهم يأكلون قرْبانهم في بطونهم، ويؤجرون عليها، وتراحمهم بينهم تراحم بني الأب والأم، وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة من الأمم، وهم السابقون والشفّع لهم.
فلما قرأت هذا قلت في نفسي: واللَه ما علمني شيئاً خيراً لي من هذا.
فمكثت بهذا ما شاء الله، حتى بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، وبيني وبينه بلاد بعيدة، لا أقدر على إتيانه.
وبلغني أنه خرج بمكة فهو يظهر مرة ويستخفي أخرى، فقلت: هو هذا.
وتخوّفت ما كان والدي خوّفني وحذّرني من الكذابين، وجعلت أحبّ أن أتبين
وأتثبت، فلم أزل بذلك حتى بلغني أنه أتى المدينة، فقلت في نفسي: إني لأرجو أن يكون إياه، وجعلت ألتمس السبيل إليه، فلم يقَدَّر لي، حتى بلغني أنه توفي صلوات الله وسلامه عليه، فقلت في نفسي: لعله لم يكن الذي كنْت أظن.
ثم بلغني أنَّ خليفته قام مقامه، ثم لم ألبث إلا قليلاً حتى جاءتنا جنودة، فقلت