الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مع الذين أنْعم اللَّهُ عليهم
…
) الآية هذه مفسِّرة لقوله:
(صِرَاط الذين أنْعَمْتَ عليهم) .
والصدّيق فعّيل من الصدق أو من التصديق.
والمراد بها المبالغة.
والصدّيقون أرْفَع الناس درجة بعد الأنبياء.
كالغريق وصاحب الهدْم، حسبما ورد في الحديث أنهم سبعة.
(وما لكم لا تقَاتِلون في سبيل الله) : تحريض على القتال.
وما مبتدأ والجار والمجرور خبره، ولا تقاتلون في موضع الحال.
(متاعُ الدّنْيَا قَلِيل) :
هذه الآية تحقير للدنيا، وفيها الردّ
على من يكرَة الموتَ، ولا يبذل نفسه في مرضاة الله وفاءً بالعهد الذي عاهد عليه الله.
(مَا لِهؤلاءِ الْقَوم) : توبيخ على قلةِ فَهْمهم.
(ما أرسلناك عليهم حَفِيظاً) : أي من أعرض عن طاعتك
يا محمد، فما أنت عَلَيْهِ حفيظ، تحفظ أعماله، بل حسابه وجزاؤه على الله.
(إنْ عليكَ إلَاّ البلاغ) .
وفي هذا متاركة وموَادعة منسوخة بالقتال.
(ما كان لأهْلِ المدينة
…
) ، الآية: عتاب لمن تخلَّف عن
غَزْوَة تَبوك من أهل يَثْرب، ومَنْ جاورها من قبائل العرب.
(ما كان المؤمنون ليَنْفِروا كافَّة)
.
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في التفاوت في الخروج إلى الغَزْوِ والسرايا، أي لا ينبغي خروج جميع المؤمنين في السرايا، وإنما يجب ذلك إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، ولذلك
عاتبهم في الآية المتقدمة على التخلف عنه، فالآية الأولى في الخروج معه صلى الله عليه وسلم، وهذه في السرايا التي كان يبعثها.
وقيل هى ناسخة لكل ما ورد من الأمر بخروج الجميع، فهو دليل على أن
الجهاد فَرْض كفايةٍ لا فرض عَيْن.
وقيل: هي في طلب العلم على البعض، لأنه فرض كفاية.
(ما مِنْ شَفِيِع إلَاّ مِن بعد إذْنِه) : أي لا يشفع إليه أحد إلا مِنْ بعد أنْ يأذن له في الشفاعة.
وفي هذا ردّ على المشركين الذين يزعمون أن
الأصنام تشفَع لهم.
(ما خلق الله ذلك إلا بالحقّ) ، أي بدء الخلق، وضياء
الشمس، ونور القمر، وسيره في المنازل، وجميع ما خلق إنما هو لحكلمة لا
لعَبَث.
(ما تَلَوْتُهُ عليكم) ، أي ما تلوْته إلا بمشيئة الله، لأنه من
عنده لا من عندي.
(ما لهم مِنَ اللهِ من عَاصِم) : الضمير يعود على من كسب
السيئات، يعني أنه لا يعصمهم أحد من عذاب الله.
(ما جِئْتم به السِّحْر) : ما موصولة مرفوعة بالابتداء
والسحر الخبر - وقرئ آلسِّحْر - بالاستفهام، فما على هذا استفهامية والسحر خبر ابتداء مضمَر.
(ما آمَنَ لموسَى إلا ذرّيةٌ مِنْ قَوْمِه) : الضمير عائد على
موسى، ومعنى الذرية شبّان وفتيان من بني إسرائيل آمنوا به على خوفهم من
فرعون.
وقيل: إن الضمير عائد على فرعون.
وروي في هذا أنها امرأة فرعون، وخازنه، وامرأة خازنه.
وهذا بعيد، لأن هؤلاء لا يقال لهم ذرية، ولأن الضمير ينبغي أن يعود على أقرب مذكور.
(ما اختَلَفوا حتّى جاءهم العِلْم) : قيل يريد اختلافَهم في دينهم.
وقيل اختلافهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم.
(وما تغْنِي الآياتُ والنّذر عن قَوْم لا يؤمِنون) ، يعني
مَنْ قضى الله عليه أنه لا يؤمن.
وما نافية أو استفهامية يراد بها النفي.
(مَنْ كان يريد الحياةَ الدّنْيَا وزِينَتَها) الآية.
نزلت في الكفار الذين يريدون الدنيا ولا يريدون الآخرة، إذ هم لا يصدقون بها.
وقيل نزلت في أهل الرِّبا من المؤمنين الذين يُريدون بأعمالهم الدنيا حسبما ورد في الحديث: في الغازي والمنفق والمجاهد الذين أرادوا أن يقال ذلك لهم: أوَّل مَن تسعّر به النار.
والأول أوضح، لتقدم ذكر الكفَّار المناقضين للقرآن.
وإنما قصد بهذه الآية أولئك.
(ما كانوا يَسْتَطِيعونَ السَّمْعَ
…
) الآية.
ما نافية، والضمير للكفّار.
والمعنى وصفهم بأنهم لا يسمعون ولا يبصرون، كقوله:(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ) .
وقيل غير ذلك، وهو بعيد.
(مَثَل الذين ينْفِقون أموالَهم في سَبِيلِ الله) : ظاهره الجهاد.
وقد يُحْمل على جميع وجوه البِرِّ، فمثّل الله بهذه الآية أنَّ الحسنة
بسبعمائة، كما جاء في الحديث: إن رجلاً جاء بناقة فقال: هذه في سبيل الله، فقال صلى الله عليه وسلم:"لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة"
(وما أنْفَقْتمْ مِنْ نَفَقَةٍ أو نذَرْتم مِنْ نَذْرٍ فإنَّ اللهَ يَعْلَمُه) :
ذكر نوعين، وهما ما يفعله الإنسان تبرّعاً، وما يفعله بعد إلزامه لنفسه
بالنذر.
وفي قوله: (فإن اللهَ يَعْلَمه) وعْد بالثواب.
وفي قوله: (وما للظالمين مِنْ أنصار) .
وعِيد لمن يمنع الزكاة، أو ينْفِق لغير الله.
(وما تنْفِقوا مِنْ خَيْرٍ فلأنْفسكم) الآية: يعني منفعته لكم.
وقيل: إنه خبر عن الصحابة، أي أنهم لا ينفقون إلا ابتغاء وجه الله، ففيه
تزكيةٌ لهم، وشهادة بفضلهم.
وقيل: ما تنفقون نفقةً تقبل منكم إلا ابتغاء وجه الله، ففي ذلك حَضّ على
الإخلاص.