الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مَقَامٍ أمِين) ، بضم الميم من الإقامة بالموضع، وبفتحها
موضع قيام.
والمراد به الجنة.
(مرْتَقِبون) : منتظرون هلالكَ يا محمد، فارتقب أنْتَ
نَصْرَنا، وفيه وعدٌ ووعيدٌ لهم.
(مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) :
الحلق والتقصير مِنْ سنَّة الحجّ والعمرة، والحلق أفضل من التقصير للحديث.
رحم الله المحلقين ثلاثاً والمقصرين.
(مصيْطِرون) : أي أرباب غالبون.
وقيل المصيطر المسلّط
القاهر، ومنه:(لَسْتَ عليهم بمصَيْطِر) .
(منْتَهى) : أي آخر.
والمعنى أنَّ جميعَ العلوم تنتهي إلى الله، ثم يقف العلماء عند ذلك.
أو إلى الله المصير.
وفي الحديث "لا فكرة في الرب".
(مؤْتَفِكة) : هي مدينة قوم لوط.
ومعنى (أهْوَى) ، طرحها من علوّ إلى سفل، فجعلها تهوي.
ومنه: (فأمّه هَاوِية) .
(مسْتَمِرّ) : أي دائم.
وقيل ذاهب يزول عن قريب.
وقيل معناه شديد، وهو على هذا من المِرّة بمعنى القوة.
(مسْتَقِرّ) ، أي كل شيء لا بد له من غاية، فالحقّ يحق
والباطل يبطل.
(مزْدَجَر) :
اسم مصدر بمعنى ازدجار، أو اسم موضع بمعنى
أنه مظنّة أنْ يزدجر، والمراد بها قصص القرآن وبراهينه ومواعظه.
(منْهَمر) ، أي كثير، كان الله يقول مكر قَوْم نوح وأرادوا
قَتْله وإخراج نوح من بينهم، ومكَرْنا نحن بخروجهم مِنْ وجه الأرض، ففتحنا
أبواب السماء بماءٍ منهمر، فقلنا: يا سماء أمطري، ويا أرض انشقّي، ويا طوفان أهلك، ويا كافر، اهلك بأهلك.
(مدَّكر) : تحضيض على الادّكار، فيه ملاطفة جميلة من الله لعباده.
ووزْن مدَّكر مفتعل، وأصله مدتكر، ثم أبدل من التاء دال، وادغم فيه
الدال.
فإن قلت: ما فائدة تكرير هذه الآية، وقوله:(فذوقوا عذابي ونذر) .
فالجواب أنه كرره ليُنَبّه السامعَ عند كل قصة فيعتبر بها، إذ كلّ قصة من
القصص عبرةٌ وموعظة، فختم كلَّ واحدة بما يوقِظُ السامع من الوعيد في قوله:(فكيف كان عذابي ونذر) .
ومن الملاطفة في قوله: (ولقد يَسَّرْنَا القرآن للذكر فهل من مدَّكِر) .
(مُنْقَعِر) ، أي منقطع، ويشبَّه اللَّهُ قَوْمَ عادٍ بذلك لما بَغَوْا
وتمرَّدوا، وقالوا لهود: لا نلتفت إلى قولك، ولا نخاف من تهديدك، فإن كنت صادقاً فأنزل علينا عذابا.
قال: (قد وقع عليكم من ربكم رِجْس وغَضَب) ، فمنع الله عنهم المطر ثلاثَ سنين حتى هلكت المواشي والدواب، فقال لهم هود:
(استَغْفِروا رَبَّكم ثم توبوا إليه) .
فقالوا: لا نَتوبُ، ولكن نرسل رجالاً إلى مكة َ للاستسقاء، لأنهم كانوا يعظّمونها، ويطلبون بها حوائجهم، فبعثوا منهم ستَّةً
وآمن منهم رجلان، وقالا: إلهنا إنك تهلك قَوْمَ هود، ولسنا منهم، فاستجِبْ دعاءنا، واقْضِ حاجتنا، فسمعا صوتاً: سَلْ تعْط.
فقال أحدهما: إلهي إني أسأل عمرَ سبْع نسور، فسمع صوتا: أعْطِيت ذلك، فبقي أربعةٌ من الكفار، وكان اسم واحد منهم قيدا، فقالوا له: ادع أنْتَ، فدعا، وقال: اللهم إني لم أجئ لمريض أداويه، ولا لأجْلِ أسيرٍ فأفْديه، اللهم فاسْقِ عاداً كما كنْتَ تسقيهم، فهاجت ثلاث سحائب حمراً وبيضاً وسوداً، فسمع صوتاً: اخْتَرْ أيّها شئت.
فقال: قد اخترت السوداء، فسمع صوتاً يقول: قد اختَرْتَ رَعَّادا لايبْقَى مِنَ
الرَّعاد أحداً لا والدا ولا ولداً.
فأمر الله تعالى ملك الريح أن يرسل من الصَّرْصَر مقدار حلقه.
قال وَهْب بن منَبّه اليماني: تحت الأرض السفلى، كما يقال لها العقيم، تعصفُ يوم القيامة، فتقلع الجبالَ من أماكنها، وترفع الأرض وتزَحْزِحها، وتشقّ الأرض، قال تعالى:(وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) ، وسبعة آلاف موكّلون بهذا الريح، فأمر الله الملك الموكّل به أن
يرسل جزءا من هذا الريح إلى قوم عاد، فقال: إلهي، كم أرسل، قال: مقدار منخر ثور.
قال: إلهي كثير، فأمر الله أن يرسل مقدار حلقة خاتم، فقال: إلهي
كثير، لا تدَع شيئاً في الأرض إلا أهلكته (1) .
فأمر الله أن يرسل مقدار سَمِّ الخِيَاط، فلما جاءتهم السحاب قالوا:(هذا عارِض ممْطِرنا) .
فقال لهم هود: (بل هوَ ما استَعْجلَتْم به رِيح فيها عذابٌ أليم) .
فجاءتهم الريح، فخرج منهم سبعمائة، وصعدوا في الجبل، أخذ كلّ واحد
منهم بيد صاحبه وذيله طامعين في النجاة، فلما اشتد الريح صاحوا وركضوا في الجبل، فساخ إلى ركبتهم، فلما حان العذاب أظلمت السماء، ورعدت، فنزلت ريح، فهدم جميع أبنيتهم ورفعها في الهواء، فجعلها مثل الدقيق المطحون، فصار رَمْلاً، وهذه الرمال التي على وجه الأرض من ذلك، ثم رفع قومَ هود إلى الهواء وضربهم على الأرض، فصاروا كأنهم أعجاز نَخْلٍ خاوية.
وروي أن هوداً جمع المسلمين، وخَطّ حولهم خطًّا، فكانت الريح تأتي إلى
ذلك الخط، وترجع كما قال تعالى:(تَنْزعُ الناسَ) .
والإشارة بذلك إلى أنَّ الريحَ إذا هبت يوم القيامة على نار جهنم تصير النارُ تحت أقدام أمته خامدة، ويعطون صحائفهم، واحد بيمينه والآخر وراء ظهره.
(محْتظِر) ، أي محترق متفتت، كأنه صاحب الغنم الذي
يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه أو للسكنى، وشبَّه الله ثموداً لما هلكوا بما يتفتّت في الحظيرة من الأوراق وغيرها.
(1) من الإسرائيليات المنكرة، وكيف يردُّ المَلَكُ أمر الله تعالى، وهل الملك أعلم من الله كما توهمه القصة؟؟!!!
وعلى كلٍّ فالثابت عند المحققين ترك مرويات وهب بن منبه وكعب الأحبار. والله أعلم.
وأما المحْتَضَر في قوله: (كلُّ شِرْبِ محْتَضَر) فمعناه
محضور مشهود، وذلك أن الله جعل للناقة يوماً ولقوم صالح يوماً يشربون فيه
الماءَ فلا يتعدونه، فاحتاجوا في يوم ورودِ الناقة إلى الماء، وطلبوا ماءً فلم يجدوه، فقال قدَارُ: لا بدَّ مِنْ قَتل هذه الناقة.
فقالوا جميعا: هذا صواب، فأخذ سيفاً، وخرج فاختفى في شِعْبِ جَبَل، وكان وقت رجوع الناقة من الماء، فلما دنت منه
حمل عليها وقتلها، ثم قصد إلى ولدها فمد الولد إلى الجبل فانشقَّ بقدرة اللَه
ودخل فيه.
(مسْتَطَر) ، أىِ مكتوب، وهو من السطر، تقول سطرت
واستطرت، وهو بمعنى واحد.
(منْشتآت) : يعني السفن، وإنما سمّيت بذلك لأن الناس ينشئونها.
وقرئ بكسر الشين بمعنى أنها تنشئ السير أو تنْشئ الموج.
(مدْهَامَّتَان) : أي تضربان إلى السواد من شدة الخضرة.
وضمير التثنية يعود على العينين الجاريتين.
(متَّكِئين) ، من التوكؤ على شيء.
(مخَلَّدون) ، الذين لا يموتون.
وقيل الْمقْرطون بالخلدات وهي ضرب من الأقراط، والأول أظهر.
(متَقَابِلين) ، أي وجوه بعضهم إلى بعض.
(مغْرَمون) ، أي معذّبون، لأنَّ الغرام هو أشدّ العذاب.
ومنه: (إنَّ عذابَها كان غَراماً) ، يعني لو جعل الله زَرْعكم
حطاماً لقلتم ذلك.
ويحتمل أن يكون من الغرم، أي مثْقَلون بما غرمناكم من النفقة.
(مُزْن) : هي السحاب.