الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأنه لا يُوصف بالقدرة على خَلْق نفسه، ولا على خلق كلامه، أو شيء من
جهاته الذاتية، ولا على الجمع بين الضدّين، وجعل الشخص في مكانين في وقت واحد، ولا على أن يجعل العالم بأسره في بَيْضة كما يعتقده الجاهل.
فإن قلت: مقدوراته أكثر أم معلوماته؟
فالجواب أن إطلاق هذا السؤال خطأ، لأنه إن أراد السائلُ مقدوراته التي لم
توجد مع معلوماته التي لم توجد لم تصح المفاضلة بينهما، لأن ما ليس بشيء لا يقال إنه أكثر مما ليس بشيء، وإن أراد بذلك مقدوراته الموجودة مع معلوماته أكثر، لأن ذاته وصفاته معلومة له، وليست بمقدورة له، بل كانت مقدورة له، وهكذا الموجودات في حال وجودها في الحال من الحدوث معلومة له، وليست بمقدورة له، بل كانت مقدورات له في حال الحدوث.
والله أعلم.
(موَاقِعوها) :
الضمير للمشركين وشركائهم، وضمير التأنيث عائد على النار، ويعني أنهم يظنّون أنهم يقعون فيها، والظنَّ هنا بمعنى اليقين.
(مَهْلِكهم مَوْعِدا) :
بضم الميم وفتح اللام: اسم مصدر من أهلك.
(مفْسِدون في الأرض) :
يعني بالقَتْل والظلم وسائر وجوه الشر.
وقيل: كانوا يأكلون بني آدم.
والضمير يعود على يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان من بني آدم في خلقتهم تَشْوِيه في الطول والقصر وطول الأذنين.
(مُثْلَى) : حُسْنَى، تأنيث أمثل.
(مُحْدَث) : بفتح الدال، يعني أن هذا القرآن مجدَّد النزول، لأنه قديم متعلق بالذات القديمة، لم يقرأ ولم يسمع، فلما خلق الله الْخَلْق
وأوجدهم كتَبَه في اللوح المحفوظ أو في ألواح على ما روي، ونزل به جبريل إلى بَيْتِ العزّة، كما قدمنا، فصار يتجدّد بالنزول به على نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، فصار مقروءاً متلُوّاً مكتوباً مسموعاً، وذلك لا يوجب تغيُّر حاله، كما أن مولانا
جلّ وعلا لم يكن في الأزَل معبودا ولا مسجوداً له ولا مذكوراً، فخلق الخلق
ليعبدوه ويوحّدوه ويذكروه، فصار لهم معلوما ومعبوداً.
(مشْفِقْون) : خائفون.
والضمير عائد على الملائكة الذين لا يَعْصون الله ما أمرهم، فهؤلاء ملائكة مطَهَّرون مشفقون من العقوبة.
وأنت أيها المتلطخ لا تشفق مع عصيانك، وهو كل يوم يناديك: عَبْدِي -
أرسلتُ إليكَ رسائلَ المواعظ تناديك: ارجع إلَيّ، الملائكة صفو بلا كدر.
والشياطين كدر بلا صفو، وأنت مجمع البحرين، فمتى غلب صَفْو عقلك على كدر شهوتك أخدمتك حملةَ العرش بمدحة ويستغفرون للذين آمنوا، يا مودعاً بدائع البدائع، الأكوان ألواح، وأنت الكاتب، وشجرة وأنتَ الثمر، وقوالب وأنت المعنى، ونافجة وأنْتَ المسك، ودفتر وأنت الخطوط، يا عجباً لك كيف أعجبك دخان الشهوات عن أسرار المشاهدات، اشتغلْتَ بجمع الفاني عن التلذّذ بخدمتنا، وشرهت عليها شره الكلب للجيفة، ولم تشفق من عتابنا، أما سمِعْتَ أهْلَ الجنة يقولون:(إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) .
فكيف تطمع أن تكون من أهلها وأنتَ غير مشْفِق من عذابنا.
اللهم ارحمنا إذا صِرْنَا إليك، والطف بنا يوم الوقوف بين يديك، فإنَّ قلوبنَا قد ماتَتْ عن طاعتك، وأعيننا قد جمدت مِنْ خَشْيَتك، وآذاننا صمّت عن سماع موعظتك، وعُقِل العقْل عن التفكر في آياتك، وخرس اللسان عن شكر نعمتك، وقُيدت الأقدام عن الإقدام إلى حضرتك، فنحن كالذي استهوته الشياطين، فلا تؤاخذنا بذنوبنا، وعامِلْنا بفضلك وكرامتك بجاه أكرم الخلق عندك، وخيرتك صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم.
(مضْغَة) : قطعة لحم.
(مخلَّقة) : تامة الخلقة.
(وغير مخلَّقة) ، غير التامة، كالسقط.
وقيل الخلّقة الْمسَوَّاة السالمة من النقصان.
(مُعْتَرَّ) :
المتعرض بغير سؤال، ووَزْنه مفتعل، يقال: اعتررت القوم، إذا تعرضت لهم.
والمعنى أطعموا مَنْ سأل ومن لم سأل ممَّن تعرض بلسان حاله.
أو أطعموا من تعفّف عن السؤال بالكلية، ومن تعرض للعطاء.
(المُخْبِتِين) : الخاشعين، وقيل المتواضعين.
وقيل نزلت أبي بكر وغمر وعثمان وعليّ.
وكذلك قوله بعد ذلك: (وبَشِّر المحسنين)
واللفظ فيها أعمّ من ذلك
(معَاجِزين) : مسابقين ومعجزين: فائتين، ويقال مثبطين.
(مخْضَرَّة) .، أي تصير الأرض خضراء بالمطر.
وقيل: إنها لا تصبح الأرض مخضرة إلا بمكة والبلاد الحارّة، وفهم بعضُهم
إنه أراد به صبيحة ليلة المطر، وأما على معنى تصير فذلك عامّ في كل بلد.
والفاء للعطف، وليست بجوابٍ، ولو كانت جواباً لقوله: ألم تر - لنصبت
الفعلَ، وكان المعنى نَفْي خضرتها، وذلك خلاف المقصود، وإنما قال بنفي
المضارع ليفيد بقاءها كذلك مدة.
(معْرِضون) : أي لا يستمعون إلى لغو الكلام، ولا يدخلون فيه.
وأنواعه كثيرة نحو العشرين نوعا
ويحتمل أَنْ يريدَ أنهم لا يتكلمون به، ولكن إعراضهم عن سماعه يقتضي
ذلك من باب أولى وأحْرَى.
(مذْعِنين) ، أي منقادين مطيعين لقَصْد الوصول إلى حقوقهم.
وسبب نزولها أنَّ رجلا من المنافقين كانت بينه وبين يهودي خصومةٌ، فدعاه
اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعرض عنه ودعاه إلى كعب بن الأشرف.
(متَبَرجاتٍ) : أي مظهرات للزينة، فأباح الله للنساء وَضعَ
الثياب بشرط أَلَاّ يقصدن إظهار زِينةٍ.
وقيل متبرجات متكشفات الشعور.
(مستَقَرًّا) : إقامة.
(مشْرِقين) : قد قدمنا أنه وقت طلوع الشمس.
وقيل معناه هنا نحو المشرق.
وانتصابة على الحال.
(مدْرَكون) : لما خاف قوم موسى من إدراك فرعون لهم
قالوا هذا.
(مسَحَّرِين) : معلّلين بالطعام والشراب، أي أنك بشر مثلنا.
(مجرمين) : يحتمل أن يريد به كفار قريش أو المتقدمين.
(منْظَرون) : تَمنَّوْا أن يؤَخَّروا حين لم ينفعهم التمني.
(مخْسِرِين) ، أي ناقصين الكيل والوزن.
(مبْصِرَةَ) : واضحة الدلالة.
وإسناد الإبصار لآيات موسى مجاز، وهو في الحقيقة لتأملها.
(مرْسِلَةٌ إليهم بهديَّةٍ) : هذا من كلام بلقيس تأكيداً
للمعنى الذي أرادَتْه حين قالت لقومها، إني مجربة هذا الرجل بهديّة من نفائس
الأموال، فإن كان ملكاً دنيويّاً أرْضَاه المال، وإن كان نبيئا لم يرْضِه المال.
وإنما يرضيه دخولنا في دينه.
وقد أكثر الناس في وصف هذه الهدية، تركناه لطوله، فانظر هذا اللطف
والسياسة من نبي الله سليمان في دعاية بلقيس إلى الإيمان، فقدّم لها أولاً الكتاب،
وقدم فيه اسمه على اسم الله، لأنه واسطة بينه وبين الله، ولما كان الأنبياءُ في
البشرية من جبلّة المرْسَل إليهم، وجِنْسهم في الظاهر، واصطفاهم الله.
بعلمه وحكمته، كانوا أكثر فَهْماً وإدراكاً.
ولذلك قال لمن أتى بهديّة بلقيس: (فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ) ، فلما رأت ذلك منه خافت وفزِعت وأسلمت مع سليمان.
فإن قلت: كيف خفي على سليمان مكانها، وكانت المسافة بين محله وبين
بلدها قريبةً، وهي مسيرة ثلاث بين صنعاء ومَأرِب؟
فالجواب أن اللهَ أخفى ذلك عنه لمصلحةٍ رآها، كما أخفى مكان يوسف على
يعقوب.
فإن قلت: كيف قال الهدهد: (وأوتِيَتْ من كل شيء) - مع قول سليمان:
(وأوتينا من كل شيء) ، كأنه سوّى بينهما؟
والجواب فَرْق ما بينهما أنَّ سليمان قال ذلك من المعجزات والنبوءة وأسباب
الدين وأسباب الدنيا، فهذا العطف على شكر مولاه وعطف الهدهد على الملك، ولم يرد إلا ما أعطيته بلقيس من أسباب الدنيا اللائقة بحالها، فبَيْن الكلامَيْنِ بَوْنٌ بعيد.
(ممَرَّد) : أملس، ومنه الشجرة الْمَرْدَاء، والأمْرَد الذي لا ثَعْر على وجهه.
(محْضَرِين) : أي للنار.
(منِيبينَ إليه) : منصوب على الحال، من قولك:(فَأقِمْ وَجْهك) ، لأن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد هو وأمّته، فلذلك
جمعهم في قوله: (منِيبين) .
وقيل هو حال من قوله: (فَطَر الناسَ) ، وهذا بعيد.