الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأراد هنا المساجد على الإطلاق، وهي بيوت عبادة الله.
وروي أنَّ الآية نزلت بسبب تقلّب قريش على الكعبة.
وقيل أراد الأعضاء السبعة التي يسجدُ عليها.
ومعناها لما كانت المساجد لله فكيف تعبدون فيها غَيْرَ الله، وكذلك الأعضاء
ملكها واختراعها عندي، فكيف تصرفونها في غير ما طَلبْت منكم.
(ما يوعَدون) :
الضمير للكفّار، يعني أنهم يكفرون ويتظاهرون عليه، حتى إذا رأوا ما يوعدون.
(مَنْ شاء اتَّخَذَ إلى رَبِّه سَبِيلاً) :
أي سبيل التقرب إلى الله، ومعنى الكلام حضّ على ذلك وترغيب فيه.
(ما تَيَسَّرَ من القرآن) :
أي إن لم تقدروا على قيام الليل كلّه فقوموا بعضَه، واقْرأوا في صلاتكم بالليل ما تيسر من القرآن، وهذا الأمر للندب.
وقال ابن عطية: هو للإباحة عند الجمهور.
وقال قوم - منهم الحسن وابن سيرين: هو فرض لا بد منه، ولو أقل ما يمكن، حتى قال بعضهم: من صَلَّى الوتر فقد امتثل هذا الأمر.
وقيل: كان فرضاً، ثم نسخ بالصلوات الخمس.
وقال بعضهم: هو فرض على أهْل القرآن دون غيرهم.
(مالاً مَمْدوداً) :
اختلف في مقداره، فقيل ألف دينار. وقيل عشرة آلاف.
وقيل يعني الأرض، لأنها مدت.
(مَهَّدْتُ له تَمْهيدا) :
الضمير يعود على الوليد بن المغيرة.
ومعناها بسطت له في الدنيا بالمال والعزة وطيب العيش.
(ما جَعَلْنَا عِدَّتَهمْ إلَاّ فِتْنَةً للذين كَفَروا) :
أي جعلناهم تسعة عشر ليفتتن الكفَّار بذلك ويطمعوا أن يغلبوهم، كما قال أبو جهل: أيعجز عشرة منكم في واحد منهم.
(ماذَا ارَادَ الله بهذَا مَثَلاً) :
استبعاد منهم أن يكون هذا من عند الله.
(ما يَعْلَم جنودَ رَبِّكَ إلا هو) :
يحتمل القصد بهذا وجهين:
أحدهما: وصف جنودِ اللَهِ بالكثرة، أي هم من كثرتهم لا يعلمهم إلا الله.
والآخر: رَفْعُ اعتراض الكفار على التسعة عشر، أي لا يعلم أعدادَ جنود اللَه إلا هو، لأن منهم عدداً قليلاً، ومنهم - عددا كثيراً، حسبما أراد الله.
(ما هِيَ إلَاّ ذِكْرَى للبَشر) :
الضمير لجهنم، أو للآيات المتقدمة.
(ما سلَككمْ في سَقَر) .
أي ما أدخلكم النار، وهذا خطاب للمجرمين، يحتمل أن خاطبهم به المسلمون.
وسقر: أحدْ طبقات جهنم السبعة.
وقد صحّ أنَّ من كان في الطبق الأول تناديه الملائكة ُ: (ويْلٌ يومئذ للمكذبين) .
وتنادي مَنْ كان في الثاني: (فويل للمصلّين الذين هم عن صلاتهم
ساهون) .
وفي الثالث: (ويْلٌ لكل هُمَزةٍ لمَزة) .
وفي الرابع: (فويلٌ لهم مما كسَبتْ أيديهم) .
وفي الخامس: (وويْلٌ للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة) .
وفي السادس: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) .
وفي السابع: (ويل للمطَفِّفين الذين إذا اكْتَالُوا على الناس يستَوْفون) .
(مَنْ شاءَ ذَكره) :
فاعل شاء ضمير يعودُ على من، وفي ذلك حضٌّ وترغيب.
وقيل الفاعل هو الله، ثم قيّد فعل العبد بمشيئة الله.
فإن قلت: ما وَجْهُ مخالفة هذه الآية لسورة عبَس، وسورة الإنسان؟
فالجواب أن ضمير التذكير هنا لما تقدم من الكلام أو للقرآن بجملته.
والذكّر به عظة أو موعظة، وهو أيضاً وعظ وتنبيه، فتارة تُرَاعِي العرب في مثل هذا جهة التذكير، وتارة تراعي جهة التأنيث، فتَحْمِل الضمير على ما تدعيه من تذكير أو تأنيث.
فإن قلت: كيف طابق قوله: ما سلَككم - وهو سؤال للمجرمين -
قولَه: (يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) .
وهو سؤال عنهم، وإنما كان يتطابق ذلك لو قيل: يتساءل المجرمون ما سلككم؟
قلت: ما سلككم ليس ببيان التساؤل عنهم، وإنما هي حكاية قول المسؤولين
يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين، فيقولون: قلنا لهم: ما سلككم في سقَر؟ قالوا: لم نك من المصلّين، إلا أن الكلام جيء به على الحذف والاختصار، كما هو نهج التنزيل في غرابة نَظْمه.
(مَعَاذِيرَه) :
في معناه قولان:
أحدهما: أنَّ المعاذِيرَ الأعذار، أي الإنسان يشهد على نفسه بأعماله، ولو
اعتذر عن قبائحها.
والآخر: أنَّ المعاذير الستور، أي الإنسان يشهد على نفسه يوم القيامة ولو
أسدل الستور على نفسه في الدنيا حين يفعل القبائح.
(مَعَاشاً) : أي يُطلب فيه المعيشة، فهو على حذف مضاف
تقديره ذا معاش.
وقال الزمخشري: معناه يعاش فيه، فجعله بمعنى الحياة في
مقابلة السيئات التي بمعنى الموت.
(مَفَازا) : أي موضعَ فَوْز، يعني الجنة.
(ما قَدَّمَتْ يَدَاه) : يعني يرى كل أحد ما عمل من خير أو شر.
(ماءَها ومَرْعَاها) : نسب الماء والمرعى إلى الأرض، لأنهما يخرجان منها.
فإن قيل: لِمَ قال: (أخرج) بغير عطف العاطف؟
فالجواب أنَّ هذه الجملة في موضع الحال، أو تفسير لما قبلها، قاله
الزمخشري.