الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذا أبطل العل
ما
ء ما يدعونه أهل البطالة من الاطلاع على الغيوب.
ويستدلّون عليه بأمارات باطلة.
(مِيعَاد يوْم) :
يعني يوم القيامة أو نزول العذاب بهم في الدنيا، وهو الذي سألوا عنه على وجه الاستخفاف.
(مِرَّةٍ) : أي ذو قوة، أو ذو هيئة حسنة.
والأول هو الصحيح في اللغة.
وقيل: مرة أي محكم الفَتْل.
(مِرْصاد، أو مَرْصَد) :
طريق وانتظار، أي تنتظر الكفَّار ليدخلوها.
وقيل معناه طريقا للمؤمنين يجُوزُون عليها إلى الجنة، لأن الصراط منصوب على مَتْن جهنم.
وأما قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) ، فهو عبارة على أنه
تعالى حاضر بعلمه في كل مكان وكلّ زمان، ورقيب على كل إنسان، وأنه لا يفُوته أحد من الجبابرة والكفار.
وفي ذلك تهديد لكفّار قريش وغيرهم.
وقد كتب بعضُ الفضلاء لمن هدده: فيا للعجب ذبابة تطنّ في أذن الفيل أم
بعوضة تعدّ في التماثيل؟ وستندم على ما حدّثَتْك نفسك من أماني كاذبة.
وخيالات غير صائبة، فإن الجواهر لا تزول بالأعراض، كما أن الأرواح لا
تعنّى بالأمراض، فسبحان الله! كم بين قوي وضعيف، ودنيء وشريف! فإن
عُدْنا إلى الظواهر المحسوسات، وعَدَلْنا عن البواطن المعقولات، قلنا أُسْوَة
برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال:"ما أوذِي نبي بمثل ما أوذيت، فكانت العاقبة لله ولرسوله وللمؤمنين".
فإذا وقفت على كتابنا هذا فكن من أمرنا بالمرصاد واتْلُ أوَّلَ النحل وآخر (ص) .
***
(ما) :
اسمية وحرفية، فالاسمية تَرِدُ موصولة بمعنى الذي نحو:(ما عِنْدَك يَنْفَدُ وما عِنْد الله باق) .
ويستوي فيها الذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع.
والغالب استعمالها فيما لا يعلم، وقد تستعمل في العالم، نحو: (والسماء وما
تنَاهَا) .
(ولا أنتم عابِدون ما أعْبد) ، أي الله.
ويجوز في ضميرها مراعاة اللفظ، واجتمعا في قوله: (ويَعْبدونَ من دون اللَه
ما لا يَمْلِك لهم رِزْقاً من السماوات) .
وهذه معربة بخلاف الباقي.
واستفهامية بمعنى أي شيء، ويُسأل بها عن أعيان ما لا يعقل وأجناسه
وصفاته، وأجناس العلماء وأنواعهم وصفاتهم، نحو: ما هي.
ما لَوْنها. ما ولاّهم.
(مَا تِلْك بيمينكَ يا موسى) . (وما الرحمن) .
ولا يسأل بها عن أعيان أولي العلم، خلافاً لمن أجازه.
وأما قول فرعون: (وما ربّ العالمين) ، فإنما قاله جَهْلاً، ولهذا أجابه موسى
بالصفات.
ويجب حذف ألفها إذا جُرَّت، وإبقاء الفتحة دليلاً عليها، فَرْقاً بينها
وبين الموصول، نحو:(عَمّ يتساءلون) .
(فيمَ أنْتَ من ذِكْرَاها) ، (لم تقوئون ما لا تفعلون) .
(بم يرجع المرسلون) .
وشرطية نحو: (ما نَنْسَخْ من آية أو ننْسها) .
(وما تفْعَلوا من خير يعلمه الله) .
(فما استقَاموا لكم فاسْتَقِيموا لهم) .
وهذه منصوبة بالفعل بعدها.
وتعجبية نحو: (ما أصبرهم على النار) .
(قتِل الإنسان ما أكفره) .
ولا ثالث لهما في القرآن إلا في قراءة سعيد بن جبير:
"ما أَغرك بربك الكريم".
ومحلّها في رفع الابتداء وما بعدها خبر، وهي نكرة تامة.
ونكزة موصوفة، نحو:(بعوضة فما فَوقها) .
(نِعمَّا يَعِظكم به) ، أي نعما شيء يعظكم.
وغير موصوفة نحو: (فنعمّا هي) .
الحرفية ترد مصدرية إما زمانية، نحو:(فاتقُوا اللهَ ما استطعتم) ، أي مدة استطاعتكم.
أو غير زمانية، نحو:(فذُوقوا بما نَسِيتم) ، أي بنسيانكم.
ونافية إما عاملة عمل ليس، نحو:(ما هذا بشرا) .
(ما هُنَّ أمَّهاتهم) .
(فما منكم من أحد عنه حاجزين) .
ولا رابع لها في القرآن.
أو غير عاملة، نحو:(وما تنفقون إلا ابتغاء وَجه الله) .
(فما ربحت تجارتُهم) .
قال ابن الحاجب: وهي لنفي الحال.
ومقتضى كلام سيبويه أنَّ فيها معنى التأكيد، لأنه جعلها في النفي جواباً لقد في الإثبات، فكأنما قد فيها معنى التأكيد، فكذلك ما جعل جواباً لها.
وزيادة للتأكيد إما كافة، نحو:(إنما الله إله واحد) .
(إنما إلهكم إله واحد) .
(كأنما أغشيت وجوهُهم قِطَعاً من الليل مُظْلما) .
(ربما يودّ الذين كفروا) .
وغير كافّة نحو: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ) .
(أَيًّا مَا تَدْعُوا)(أيما الأجَلَيْن قضَيْتُ) .
(فبما رحمة من الله) ، (مما خطيئاتهم) ، (مثلاً مّا بعوضة) .
قال الفارسي: جميع ما في القرآن من الشرط بعد إما مؤكد بالنون لمشابهته
فعل الشرط بدخول ما للتأكيد لفعل القسم من جهة أن ما كاللام في القسم، لما فيها من التأكيد.
وقال أبو البقاء: زيادة (ما) مُؤْذِنة بإرادة شدة التأكيد.