الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في نفسي: لا أدخل في هذا الدين حتى أعلم أهم الذين كنت أرجو وأنتظر؟ وكيف سيرتهم وأعمالهم، وإلى متى تكون عاقبتهم.
فلم أزل أدْفَع ذلك وأؤخره لأتبين وأتثبت، حتى قدم عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، فلما رأيْتُ صلاةَ المسلمين وصيامهم ووفاءهم بالعهد، وما صنع الله لهم على الأعداء علمتُ أنهم هم الذين كنت أنتظر، فحدثت نفسي بالدخول في الإسلام، فوالله إني ذات ليلة فوق سطح لي إذ رجل من المسلمين يقرأ قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ) ، فلما سمعتها خِفْتُ ألا يصبح حتى يحول الله وجهي من
قفاي، فلما أصبح غدوتُ على عمر، فأسلمت حين أصبحت.
وقال كعب لعمر عند انصرافه إلى الشام: يا أمير المؤمنين، إنه مكتوب في
كتاب الله إن هذه البلاد التي فيها بنو إسرائيل مفتوحة على يَدِ رجل من
الصالحين، رحيم بالمؤمنين، شديد على الكافرين، سِرُّه مِثْل علانيته، وعلانيتة مثل سره، لا يخالف قوله فعله، والقريب والبعيد عنده في الحق سواء، وأتباعه رهبان بالليل أسود بالنهار، متراحمون متواصلون متباذلون.
فقال له عمر: ثَكلَتْك أمُّك! أحقٌّ ما تقول، قال: أي والذي أنزل التوراةَ
على موسى، والذي يسمع ما نقول، إنه لحقٌّ.
فقال له عمر: الحمد لله الذي أعزنا وشرفنا، وأكرمنا ورحمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبرحمته التي وسعت كل شيء.
(نَقِيرا) :
هو النقرة التي في ظَهْر النّواة، وهو تمثيل وعبارة عن أقل الأشياء، ويبخلون بما هو أكثر منه من باب الأوْلى.
(نَطِيحة) :
هي التي نطحتها بهيمةٌ أخرى حتى ماتت.
(نَقِيباً) :
هو نَقيب القوم القائم بأمورهم.
(نَعَم) :
هي الإبل والبقر والغنم خاصة، وجمعه أنعام، لا واحد له من لفظه.
(نَفَقاً في الأرض) ، أي منفذاً تنفذ فيه إلى ما تحت الأرض.
وهذه الآية في سيدنا ونبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه كان شديدَ الحِرْص على إيمان قومه، فقيل له: إن استَطعْتَ أن تدخل في الأرض أو تصعد إلى السماء لتأتيهم بآية يؤمنون بسببها فافعل، وأنت لا تقدر على ذلك، فاستسلم لأمر الله.
(نَبأ) : خبر.
ومنه اشتق النبيء بالهمز، وترك الهمز تخفيف.
وقيل: إنه عند من ترك الهمز مشتق من النبوة، وهي الارتفاع.
(نَصْر) :
بالصاد معروف، وبالسين اسم صنم.
ومنه: (يَعُوق ونَسْرا) ، واسم طائر أيضاً.
(نَكد) : عسر.
وقيل: أربع كلمات في أربعة كتب:
في التوراة الحسود يموت كمداً.
وفي الإنجيل البخيل تأكل ماله العدا.
وفي الزّبور: الظالم لا يفلح أبدًا.
وفي الفرقان: (وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا) .
(نَتَقْنا الجَبلَ فوقهم) ، أي رفعناه، والضمير لبني إسرائيل، يعني أن الله قال لهم: خذوا التوراة، فأبوا من أخذها، فاقتلع الجبَل ورَفَعه فوقهم كأنه ظلّة.
ومنه قولهم: نتَقَت المرأةُ إذا أكثرت الولد.
وأين هؤلاء القوم من هذه الأمة المحمّدية، حيث أخذوا الكتابَ بقوة.
فصاروا يَتْلُونه آناءَ الليل والنهار، قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خَلْقِ السماوات والأرض، ولهذا أكرمهم الله بخصال مثَنَّيات لم يُعْطِها غيرهم: مكة، والمدينة، والقبلة اثنان: الكعبة وبيت المقدس.
والدعاء. اثنان: الأذان والإقامة، والجهاد اثنان: مع الكفار، والمنافقين.
والصبر اثنان: مع الله بالرضا ومع الأمة بالنفس.
والدعاء اثنان: في الدنيا: ربّنا لا تؤاخذنا.