الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي لا يؤمن أكثر الناس ولو حرصْتَ على إيمانهم.
ولست تسألهم أجراً على الإيمان فيثقل عليهم بحسب ذلك.
وهكذا معناه حيث وقع.
(ما يؤْمِن أكثرهم إلَاّ وهم مُشْرِكُون) :
نزلت في كفار العرب الذين يقِرّونَ بالله ويعبدون معه غيره.
وقيل في أهل الكتاب لقولهم: (عُزَير ابن الله) .
(ما أرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلَاّ رِجَالا) :
رد على من أنكر أن يكون النبي من البشر.
وقيل فيه إشارة إلىْ أنه لم يبعث رسولاً من النساء.
واختلف في مريم والصحيح أنها صدّيقة.
(ما كان حديثاً يُفْتَرى) :
يعني القرآن، وهذا أحد أسمائه.
قال الجاحظ: سَمَّى اللَّهُ كتابَه اسماً مخالفا لما سمى العرب كلامهم على الجملة
والتفصيل، سمى جملته قرآناً كما سموا ديواناً، وبعضه سورة كقصيدة، وبعضها آية كالبيت، وآخرها فاصلة كقافية.
وقال أبو المعالي عَزِيزي بن عبد الملك المعروف بشَيْذَلة في كتاب البرهان:
إن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين اسماً:
كتاباً، ومبيناً في قوله:(حم والكتابِ المبِين) .
وقرآناً وكريماً في قوله: (إنه لقرآنٌ كَرِيم) .
وكلاماً: (حتى يَسْمَعَ كلَامَ الله) .
ونوراً: (وأنزلنَا إليكم نوراً مبِينا) .
وهدى ورحمة في قوله: (وهدًى ورَحْمةً للمحْسنين) .
وفرْقاناً: (نَزَّلَ الفرْقَان على عَبْده) .
وشفاء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) .
وموعظة: (قد جاءَتْكم موعظةٌ من رَبكم وشِفَاء لِمَا في الصّدور) .
وذِكْراً ومباركا: (وهذا ذكْرٌ مُبَارَك أنزلناه) .
وعَلِيًّا: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) .
وحكمة: (حِكْمَة بالغة) .
وحكيما: (تلك آيات الكتابِ الحكيمِ) .
ومهَيْمِناً ومصدّقاً: (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) .
وحبْلاً: (واعتَصِموا بحَبْلِ اللهِ جميعا) .
وصِرَاطاَ مستقيما: (وَأَنّ هذا صِرَاطِي مستقيما) .
وقَيِّماً: (قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا) .
وقَوْلاً وفصلاً: (إنّة لقَوْل فَصْل) .
ونَبَأ عظيما: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) .
وأحسن الحديث، ومَثَاني، ومتَشابهاً:(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ) .
وتنزيلاً: (وإنّه لتَنْزِيل رَبِّ العالَمِين) .
ورُوحاً: (أوْحَيْنَا إليك رُوحاً مِنْ أمْرِنا) .
ووَحْياً: (إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) .
وعربيّاً: (قرآناً عَربيّاً) .
وبصائر: (هذا بَصَائر للناس) .
وبياناً: (هذا بيان للناس) .
وعِلماً: (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ) .
وحقًّا: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) .
وهادياً: (إنَّ هذا القرآن يَهْدِي) .
وعجباً: (قرآنا عَجَبا) .
وتذكرة: (وإنّه لَتَذْكرةٌ) .
والعروة الوثقى: (فقد استَمْسكَ بالعُرْوَةِ الؤثْقى) .
وصدقاً: (والذى جاء بالصدْق) .
وعدلاً: (تَمَّتْ كَلِمة ربِّك صِدقا وعَدْلاً) .
وأمْراً: (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ) .
ومنادياً: (إنَّنَا سَمِعْنَا منادياً للإيمان) .
وبشرى: (هدًى وبشْرَى) .
ومَجِيداً: (بل هو قرْآنٌ مَجيد) .
وزَبوراً: (ولقَدْ كتَبْنَا في الزَّبور مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) .
وبشيراً ونذيراً: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا) .
وعزيزاً: (وإنه لَكتَابٌ عَزِيز) .
وبلاغاً: (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ) .
وقَصصاً: (أحسن القصص) .
وسماه أربعةَ أسماء في آية واحدة: (في صحفٍ مكرَّمَةٍ. مرفوعة مطَهَّرة) .
فأما تسميته كتاباً فلِجَمْعِه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه.
والكتاب لغة الجمع.
والمبين، لأنه أبان الحق من الباطل، أي أظهره.
وأما القرآن فاختلف فيه، فقال جماعة: هو اسم علَم غير مشتقّ خاصّ بكلام
اللَه، فهو غير مهموز، وبه قرأ ابن كثير.
وهو مرويّ عن الشافعي.
وأخرج الخطيب والبيهقي وغيرهما عنه أنه كان يهمز قرأت ولا يهمز القرآن.
ويقول: القرآن اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسمٌ لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل.
وقال قوم منهم الأشعري: هو مشتقّ من قرنت الشيء بالشيء، إذا ضممت
أحدهما إلى الآخر، وسمي به لقران السور والآيات والحروف فيه.
وقال الفراء: هو مشتق من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً.
وهي قرائن.
وعلى القولين هو بلا همز ونونه أصلية.
وقال الزجاج: هذا القول سهو.
والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف.
ونَقْل حركة الهمز إلى الساكن قبلها.
واختلف القائلون بأنه مهموز، فقال قوم منهم الجياني: هو مصدر لقرأت.
كالرّجْحَان والغفْران، سمي به الكتاب المقروء، من باب تسمية المفعول
بالمصدر.
وقال آخرون منهم الزجاج: هو وصف على فُعْلان، وهو مشتقّ من القَرْء
بمعنى الجمع، ومنه قرأت الماء في الحوض أي جمعته.
قال أبو عبيدة: وسمي بذلك لأنه جمع السور بعضها إلى بعض.
وقال الراغب: لا يُقال لكل جَمْع قرآن، ولا لجَمْعِ كلِّ كلام قرآن، قال:
وإنما سمي قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة.
وقيل: لأنه جمع أنواع العلوم كلها.
وحكى قطْرب قولاً: إنه سمِّي قرآناً لأن القارئ يظهره ويبَيِّنُه من فيه
أخْذا من قول العرب: ما قرأت الناقةُ سلّى قطّ، أي ما أسقطت ولداً، أي ما حملت.
والقرآن يلفظه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً.
قلت: المختار عندي في هذه المسألة ما نص عليه الشافعي.
وأما الكلام فمشتق من الكلْم بمعنى التأثير، لأنه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم
تكن عنده.
وأما النور فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام.
وأما الهدى فلأن فيه الدلالة على الحق، وهو من باب إطلاق المصدر على
الفاعل مبالغة.
وأما الفرقان فلأنه فرق بين الحق والباطل.
وجّهه بذلك مجاهد، كما أخرجه ابن أبي حاتم.
وأما الشفاء فلأنه يشفي من الأمراض القلبية، كالكُفْر والجهل والغل.
والبدنية أيضاً.
وأما الذكْر فَلِمَا فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية.
والذكر أيضاً الشرف، قال الله تعالى:(وإنَّه لَذِكْرٌ لَكَ ولقَوْمِك) ، أي
شرف، لأنه بلغتهم.
وأما الحكمة فلأنه نزل على القانون المعتبر من وَضعْ كل شيء في محله، أو
لأنه مشتمل على الحكمة.
وأما الحكيم فلأنه أحكمت آياته بعجيب النظم وبديع المعاني، وأحكمت عن
تطرّق التحريف والتبديل، والاختلاف والتباين.
وأما المهيمن فلأنه شاهدٌ على جميع الكتب والأمم السالفة.
وأما الحَبْل فلأنه مَنْ تمسك به وصل إلى الجنة أو الهدى.
والحبل: السبب.
وأما الصراط المستقيم فلأنه طريق إلى الجنّة قويم لا عوج فيه.
وأما المثاني فلأن فيه بيان قصص الأمم الماضية، فهو ثان لما تقدمه.
وقيل لتكرار القصص والمواعظ فيه.
وقيل: لأنه نزل مرة بالمعنى ومرة باللفظ والمعنى:
لقوله: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) .
حكاه الكرماني في عجائبه.