الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ارْتَدّا على آثارهما)
، أي رجعا في طريقهما يَقُصّان أثَرَهمَا
الأول، لئلا يخرجا عن الطريق.
(إِمْرًا) : عجباً، ويقال داهية.
(انْتَبَذَتْ من أهلها) اعتزلتهم ناحية.
يقال: قعد نَبْذَةً وَنُبْذَةً: أي ناحية.
(إلْحَادٍ) ، أي ميل عن الحق.
(أسْمِعْ بهم) أي ما أسمعهم، وما أبصرهم يوم القيامة، على أنهم في الدنيا
في ضلال مبين.
(اخسئوا) : كلمة تستعمل في زجر الكلاب، ففيها إهانة وإبعاد.
وفي الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم لابن صياد: اخْسَأْ فلن تَعدوَ قَدْركَ.
(إفْك) أشدّ الكذب، ونزلت الآيات الست من قوله تعالى: (إن الذين
جاءُوا بالإفْك عصْبةٌ منكم
…
) ، إلى قوله تعالى: (لهم مغفرة
ورِزْقٌ كَرِيمٌ) - في شأن عائشة وبراءتها مما رماها أهل الإفك، وذلك أن الله
برّأَ أربعة بأربعة: برّأ يوسف بشهادة الشاهد من أهلها، وبرأ موسى من قول
اليهود بالحجر الذي ذهب بثَوْبه.
وبرأ مريم بكلام وَلَدِها في حِجْرِها.
وبرأ عائشة من الإفك بنزول القرآن في شأنها.
ولقد تضمنت هذه الآيات الغاية العظمى في الاعتناء بها، والكرامة لها.
والتشديد على من قذفها.
وقد خرّج حديث الإفك البخاري ومسلم وغيرهما.
واختصاره أن عائشةَ رضي الله عنها خرجت مع رسول اللَه صلى الله عليه وسلم في غزوة بني الْمصْطَلق، فضاع لها عقد فتأخرت على التماسه حتى رحل الناس، فجاء رجلٌ يقال له صَفْوان بن المعطِّل، فرآها فنزل عن ناقته، وتَنَحَّى عنها حتى ركبت عائشة، وأخذ يقودها حتى بلغ الجيش، فقال أهل الإفك في ذلك ما قالوا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما بال رجال رمَوْا أهلي! والله ما علمت على أهلي
إلا خيراً، ولقد رموا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً.
وسأل جارية عائشة، فقالت: واللَه ما علمت عليها إلا كما يعلم الصائغ عن الذهب الأحمر.
ولم يذكر في الحديث من أهل الإفك إلا أربعة، وهم: عبد اللَه
ابن أبىّ بن سلول رأس المنافقين، وحَمْنة بنت جحش، ومسطح بن أثاثة.
وحسان بن ثابت.
وقيل: إن حسان لم يكن معهم.
(الإرْبَة) ، الحاجة إلى الوطء.
وشرط في رؤية غير ذوي المحارم شرطان:
أحدهما أن يكونوا تابعين، ومعناه أن يتبع لشيء يعْطَاه، كالوكيل والمتصرّف، ولذلك قال بعضهم: هو الذي يَتْبعك وهمّتُه بَطْنه.
والآخر ألا يكون لهم إرْبَة في النساء، كالخصِيّ، والمخنث، والشيخ الهرم.
والأحمق. فلا يجوز رؤْية النساء إلا باجتماع الشرطين.
واختلف هل يجوز أن يراها عَبْد زَوْجها وعَبْد الأجنبي أم لا، على قولين.
وأما العبيد ففيهم ثلاثة أقوال: منع رؤيتهم لسيدتهم، وهو قول الشافعي.
والجواز، وهو قول ابن عباس وعائشة.
والجوازُ بشرط أن يكون العَبْدُ وغداً وهو مذهب مالك، واحْتَج بهذه الآية.
(اطَّيَّرْنَا)،: أصله تَطَيَّرْنَا، ومعناه تَشَاءَمْنَا، وكانوا قد
أصابهم القَحْط، فَنَسَبوا ما أصابهم إلى صالح، فلذلك جاوبهم بقوله:(طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ) ، أي السبب الذي يحدث عنه خَيْرًا وشَرًّا هو عند
الله، وهو قضاؤه وقَدَره.
(اقْصِدْ في مَشْيِك) : أي اعتدل فيه، فلا تسرع فيه إسراعاً
يدل على الطَّيْش والخِفَّة التي تذهب ببهاء الوجه، ولا تبطئ لأنه يدل على النخوة والكبْر.
والْقَصْد: ما بين الإسراف والتقصير.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يمشي مُتَواضعاً لا متَبَخْتِرا ولا كسلاً، وكان بين ذلك قَوَاماً.
(امْتَازوا) أي انْفَرِدوا عن المؤمنين وكونوا على حدة، لتأخذكم الزَّبَانية.
(اصْلَوْها) : ذوقوا حَرَّها.
ويقال صليت النار إذا نالك حرُّها.
(استَفْتِهم) سَلْهم.
والضمير المفعول لقريش وسائر الكفار، أي اسألهم على
وجه التقرير والتوبيخ عما زَعموا من أن الملائكة بنات الله، فجعلوا للَه الإناث ولأنفسهم الذكور، وتلك قسمة ضِيْزَى.
(إلْيَاسِين) ، يعني إلياس وأهل دينه، جمعهم بغير إضافة
بالياء والنون على العدد، كأنّ كلَّ واحدٍ منهم اسمه إلياس.
وقال بعض العلماء:
يجوز أن يكون إلياس وإلياسين بمعنى واحد، كما يقال ميكايل وميكال.
وتقرأ على آل ياسين، أي على آل محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم بسنَدٍ حسن عن ابن مسعود، قال: إلياس هو إدريس.
وقراءته: وإن إدريس لَمِنَ المرْسلين. سلَامٌ على إدْرَاسين.
وفي قراءة أبيّ: وإن إلياس
…
سلام على إلْيَسِين.
وقيل إنه لقب إدريس.
وقد أخطأ مَنْ قال إنه إلياس المذكور في أجداد النبي صلى الله عليه وسلم.
(اشئمأزتْ) معناه نفرت، والمشمئزُّ النافر.
ومعنى الآية أن الكفار يكرهون توحيد الله، ويحبّون الإشراك به، ونزلت حين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم، فألقى الشيطان.
.. حسبما ذكر في الحج، فاستبشر الكفَّار من ذكر اللات والعزى (1) ، فلما أذهب الله ما ألقى الشيطان استكبروا واشمازُّوا.
(اصْفَح) : أعرض.
وأصل الصفح أن تنحرف عن الشيء، فتولِيه صفحةَ
وجهك، وهذا الإعراض منسوخٌ بآية السيف كما قدمنا.
(الغوا) ، من اللّغَا، وهو الهجْر والكلام الذي لا نَفْع فيه.
ورُوي أن قائل هذه المقالة أبو جهل لعنه الله، وقال لهم: تشاكلوا عند قراءته بِرَفعِ الأصوات وإنشاد الشعر، وشِبْه ذلك حتى لا يسمعه أحد.
وقيل المعنى:
قَعُوا فيه وعِيبوه.
(اعتِلوه) ، أي سُوقوه بتَعْنيف إلى سَوَاءَ الجحيم، يعني وسطها.
واختلف على مَنْ يعود الضمير، فقيل على أبي جهل.
وقيل على العموم، وهو الأظهر.
(انشزوا) ، معناه ارتفعوا عن مواضعكم حتى تُوَسِّعوا لغيركم
واختلف في هذا النشوز الأمور به، فقيل إذا دعوا إلى قتال أو صلاةٍ أو
فعلِ طاعةٍ.
وقيل: إذا أمروا بالقيام من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يحب الانفراد أحياناً، وربما جلس قومٌ حتى يُؤمَروا بالقيام.
وقيل المراد القيام في المجلس للتوسع.
(استحوذ) ، أي غلب عليهم الشيطان وتملّك نفوسهم.
واستحوذ مما خرج على الأصل ولم يُعَلّ.
ومثله اسْتَرْوَح، واستَنوَق الجمل، واستَصْوَب رأيه.
(اسعوا) : امضوا إلى ذِكْر الله بالهيئة والجدّ، ولم يرد الغدو والإسراع.
للحديث: لا تَأتُوا الصلاة وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة والوقار.
وأمر في هذه الآية بالسعي إلى الجمعة، وذلك عند جلوس الإمام على المنبر
وأخذ المؤذنين في الأذان.
(وائتمروا) خطاب للرجال والنساء.
والمعنى أن يأمرَ كلُّ واحد صاحبَه بخير، من المسامحة، والرِّفق، والإحسان.
وقيل: معنى ائتمروا تشاوروا.
ومنه: (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) .
(استَغشَوْا ثيابَهم) : جعلوها غشاوة عليهم لئلا يسمعوا كلامه
ولئلا يراهم.
ويحتمل أنهم فعلوا ذلك حقيقة، أو يكون عبارة عن إفراط إعراضهم.
فانظر نصْحَه صلى الله على نبينا وعليه وسلم، ذكر أولاً أنه دعاهم
بالليل والنهار، ثم ذكر أنه دعاهم جهاراً، ثم ذكر أنه جمع بين الجَهْر والإسرار، وهذه غايةُ الجد في النصيحة، وتبليغ الرسالة.