الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: الْمعْلَمة في وجوهها، فهو من السما بمعنى العلامة.
وقيل: الْمُعَدَّة للجهاد، وقد قدمنا أنَّ المسوَّمة في حجارة قَوْمِ لوط المكتوب عليها أسماء أصْحَابها.
(مُحَرَّرًا) : أي عتيقاً مِنْ كلّ شغل إلَاّ خدمة المسجد.
وقائل هذه المقالة حنّة - بالنون - امرأة عمران، وهي أم مريم.
(مصَدِّقاً بكلمةٍ من الله) :
أي مصدّقاً بعيسى عليه السلام، مؤمناً به.
وسمّي عيسى كلمة الله، لأنه لم يوجد إلا بكلمةِ الله وَحْدَها.
وهي قوله: كنْ، لا بسببٍ آخر، وهو الولد كسائر بني آدم.
(ممْتَرين) : شاكين.
(موتوا بغَيْظكم) : تقريع وإغاظة.
وقيل دعاء.
(مسَوَّمِين) - بفتح الواو وكسرها، أي معلَمين، أو معْلمين خيلهم أو أنفسهم.
وكانت سما الملائكة يوم بَدْر عمائم بيضاء، إلا جبريل
فإنه كانت عمامته صفراء.
وقيل: كانوا بعمائم صفر.
وكانت خيلهم مجزوزة الأذناب.
وقيل: كانوا على خيل بُلق.
(ما جعله اللَّهُ إلا بشْرَى) :
الضمير عائد على إنزال الملائكة والإمداد بهم.
(مضَاعَفة) :
كانوا يزيدون في الرّبا عاماً بعد عام.
(مؤَجَّلاً) ، نصب على المصدر، لأن المعنى كتب الموت كتاباً.
وقال ابن عطية: نصب على التمييز
(متَوَكّلين) :
التوكل هو الاعتماد على الله في تحصيل المنافع أو حِفْظها بعد حصولها، وفي رَفْع المضرة، ورَفعها بعد وقوعها، وهو من أَعْلَى المقامات، لوجهين: أحدهما قوله تعالى: (إن الله يحِبُّ الْمتَوَكلين) .
والآخر المكان الذي في قوله تعالى: (ومَنْ يَتَوكَلْ على الله فهو حَسْبهُ) .
وقد يكون واجباً لقوله: (وعلى الله فَتَوَكَّلوا إن كنْتم مؤمنين)، فجعله شرطاً في الإيمان ولظاهر قوله:(وعلى الله فلْيَتَوَكَّل المؤمنون) ، فإن الأمر محمول على الوجوب.
واعلم أنَّ الناس في التوكل على ثلاث مراتب:
الأولى: أن يعتمد العبد على ربه، كاعتماد الإنسان على وَكيله المأمون عنده
الذي لا يشكّ في نصيحته له وقيامه بمصالحه.
والثانية: أن يكون العبد مع ربه كالطفل مع أمه، فإنه لا يعرف سواها ولا
يلجأ إلا إليها.
وَالثالثة: أن يكون العبد مع ربه كالميّت بين يدي الغاسل، قد أسلم إليه نفسه بالكليّة، فَصاحِب الدرجة الأولى له حظّ من النظر لنفسه، بخلاف صاحب الثانية، وصاحب الثانية له حظ من المراد والاختيار، بخلاف صاحب الثالثة.
وهذه الدرجات مبنيةٌ على التوحيد الخالص، فهي تَقوَى بقوَّته، وتضعف
بضعفه.
فإن قلت: هل يشترط في التوكل تَرْك الأسباب أم لا؟
فالجواب أَن الأسبابَ على ثلاثة أقسام:
أحدها: سبب معلوم قطعاً قد أجراه الله، فهذا لا يجوز تَرْكه، كالأكل
لدَفْعِ الجوع، واللباس لدفع البرد.
ولا يجوز ترك ما يؤْذِي النفس ولا استعمال إذايتها، وقد سئل الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام عمن ترك الأكل حتى أضعف النفس عن الصلاة والنكاح، وترك الواجبات.
فأجاب بأنه لا يجوز استعمال ما يخلّ بالواجبات.
والثاني: سبب مظنون، كالتجارة وطلب المعايش وشِبْه ذلك، فهذا لا يقدح
فِعْله في التوكل، بل يجب استعماله، وهو أفضل من العبادة، لأن طلب الحلال فريضةٌ على كل مسلم.
وفي الحديث: "مَنْ بات تعباً من الحلال بات مغفوراً له"(1) .
(1) في جامع الأصول برقم 21612 - "من بات كالاًّ من طلب الحلال بات مغفورًا له"(ابن عساكر من طريق عمرو بن أبى الأزهر عن أبان بن أبى عياش وهما متهمان عن أنس)