الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}
أي: فأكثروا ذكره تعالى وبالغوا في ذلك، كما تفعلون بذكر آبائكم ومفاخرهم وأيامهم.
ــ
أي: إذا أتممتم عباداتكم التي أمرتم بها في الحج (1)، فاتركوا عادة الجاهلية، واتبعوا سنن الإسلام، واشتغلوا بذكر رب الأنام." (2) أهـ
(أي: فأكثروا ذكره)" الكثرة مستفادة من قوله: {كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} (3)؛ لأنه في موقع المصدر (4)، أي ذكرا مثل ذكر آبائكم. "(5)(سعد)
[(وأيامهم) " الأيام (6) عبارة عن: الحروب والوقائع. " (7) (سعد)](8)
(1) وقال الإمام ابن الجوزي في " زاد المسير "(1/ 168): " والمناسك: المتعبدات، وفي المراد بها هنا قولان: أحدهما: أنها أفعال الحج، قاله الحسن، والثاني: أنها إراقة الدّماء، قاله مجاهد."
وينظر: النكت والعيون (1/ 262)[لأبي الحسن الماوردي ت: 450 هـ، تحقيق: السيد بن عبد المقصود، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان]، المحرر الوجيز (1/ 276)، مفاتيح الغيب (5/ 333)، البحر المحيط (2/ 306).
(2)
حاشية زادة على البيضاوي (2/ 494).
(3)
سورة: البقرة، الآية:200.
(4)
المصدر: هو الاسم الذي يدل -غالبا- على الحدث المجرد من غير ارتباط بزمان، أو مكان، أو بذات، أو بعلمية. ولا بد من ناحيته اللفظية أن يشتمل على جميع الحروف الأصلية والزائدة في فعله لفظا؛ أو تقديرا، وقد يزيد عنها كأكرمه إكراما، ولا يمكن أن ينقص.
ويعمل المصدر عمل فعله؛ إن كان يحل محله فعل، إما مع "أن"، وإما مع "ما"، مثل:"يعجبني ضربك زيدا الآن أو غدا". فإِن أضفت الْمصدر إِلَى الْفَاعِل انتصب الْمَفْعُول بِهِ، وَإِن أضفته إِلَى الْمَفْعُول بِهِ انجر وارتفع الْفَاعِل بِهِ، تَقول: عجبت من أكل زيدِ الْخبزَ، وَمن أكل الْخبزِ زيدُ.
ينظر: اللمع في العربية (1/ 196)، أوضح المسالك (3/ 170)، شرح الأشموني لألفية ابن مالك (3/ 201) [لنور الدين الأُشْمُوني ت: 900 هـ، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان، ط: الأولى 1419 هـ- 1998 مـ].
(5)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (132 / أ).
(6)
الأيام: جمع اليوم، والأيام: مطلق الأوقات والأزمان نحو: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَة} [الحاقة: 24]، وتطلق مجازا على أوقات الظفَر والغَلَبَة نحو:{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، ومنه قولهم أيَّام العَرب: أي وقائعها وحروبها التي نشبت بين القبائل العربيّة في الجاهليّة، وإنَّمَا خَصُّوا الأَيَّامَ بِالوَقَائِعِ دُونَ ذِكْرِ اللَّيَالي؛ لأنَّ حُرُوبَهُمْ كَانَتْ نَهَارًا. ينظر: الكليات - فصل الياء (1/ 983)، تاج العروس - مادة يوم (34/ 145)، معجم اللغة العربية المعاصرة - مادة يوم (3/ 2522).
(7)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (132 / أ).
(8)
ما بين المعقوفتين سقط من ب.
وكانت العرب إذا قضوا مناسكهم وقفوا بمنى بين المسجد والجبل
ــ
قال (ش):
" كما يقال: يوم الفخار (1) ويوم بدر (2). وحيث أطلق يراد به: ذلك، كما بُيِّنَ في الأمثال."(3) أهـ
(وكانت العرب إلخ) " أخرجه (4)
(1) في هذه المخطوطة ذكر بلفظ (الفخار) من: الفَخْر: الذي هو ادِّعَاءُ الْعِظَمِ وَالْكِبْرِ وَالشَّرَفِ. ينظر: لسان العرب - حرف الراء (5/ 49)، تاج العروس - فصل الفاء (13/ 305).
وفي حاشية الشهاب ذكر بلفظ (الفجار) وهو الصحيح، ويوم الْفِجَارُ هو: يَوْمٌ مِنْ أَيام وَقَائِعَ كَانَتْ بَيْنَ الْعَرَبِ في الجاهلية، تَفَاجَرُوا فِيهَا بعُكاظَ فاسْتَحَلُّوا الحُرُمات. وَهِيَ أَربعة أَفْجِرَةٍ كَانَتْ بَيْنَ قُرَيْشٍ ومَن مَعَهَا مِنْ كِنانَةَ وَبَيْنَ قَيْس عَيْلان فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الدَّبْرة عَلَى قَيْسٍ، وإِنما سَمَّتْ قُرَيْشٌ هَذِهِ الْحَرْبَ فِجاراً؛ لأَنها كَانَتْ فِي الأَشهر الْحُرُمِ، فَلَمَّا قَاتَلُوا فِيهَا قَالُوا: قَدْ فَجَرْنا فَسُمِّيَتْ فِجاراً. وآخِرُ الفِجَارَات الأَرْبَعَة هو فِجَارُ الْبَرَّاضِ، وَهُوَ الذي شهده النبي صلى الله عليه وسلم، أَخْرَجَهُ أَعْمَامُهُ مَعَهُمْ.
ينظر: السيرة النبوية (1/ 184)[لعبد الملك بن هشام الحميري: 213 هـ، تحقيق: مصطفى السقا، مطبعة مصطفى الحلبي - مصر، ط: الثانية، 1375 هـ - 1955 م]، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير (1/ 59)[لابن سيد الناس، اليعمري الربعي ت: 734 هـ، تعليق: إبراهيم محمد رمضان، دار القلم - بيروت، ط: الأولى، 1414/ 1993]، إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (1/ 185) [المسماة: السيرة الحلبية، لعلي بن إبراهيم الحلبي، ت: 1044 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الثانية - 1427 هـ].
(2)
يوم بدر: يقصد غزوة بدر، وهي أولى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت يوم الجمعة فى اليوم السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وسببها: أن النبي صلى الله عليه وسلم عرف أن عيرا لقريش عظيمة فيها أموال كثيرة مقبلة من الشام إلى مكة، على رأسهم أبو سفيان بن حرب، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه العير، ولم يحتفل فى الحشد؛ لأنه إنما قصد العير، ولم يرد حربا ولا قتالا، وعرف أبو سفيان ما كان من أمر المسلمين فاستنفر قريشا ونجا بالعير، وكانت الحرب، وكان عدد المسلمين يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فقط، وعدد المشركين بين التسعمائة إلى الألف، وكان النصر للمسلمين. ينظر: السيرة النبوية وأخبار الخلفاء (1/ 157)[لمحمد بن حبان الدارمي البُستي ت: 354 هـ، وعلق عليه الحافظ السيد عزيز، الكتب الثقافية - بيروت، ط: الثالثة - 1417 هـ]، جوامع السيرة (1/ 81) [لابن حزم الأندلسي ت: 456 هـ، تحقيق: إحسان عباس، دار المعارف - مصر، ط: 1900 م].
(3)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 292).
(4)
أخرجه: الإمام ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 355) حديث رقم: 1870 بلفظ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا الْأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:" كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقِفُونَ فِي الْمَوَاسِمِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: كَانَ أَبِي يُطْعِمُ وَيَحْمِلُ الْحَمَالَاتِ، وَيَحْمِلُ الدِّيَاتِ، لَيْسَ لَهُمْ ذِكْرٌ غَيْرَ فِعَالِ آبَائِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200] يَعْنِي: ذِكْر آبَائِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"، ورجاله كلهم ثقة.
وأخرج نحوه الطبري في تفسيره (4/ 196 - 198)، أحاديث رقم: 3847 - 3858.=