الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ}
التي هي آياته الباهرةِ؛ فإنها سببٌ للهدى الذي هو أجلُّ النعم.
وتبديلُها جعلُها سبباً للضلالة
ــ
(التي هي آياته) في (ق): " أي: آياته إلخ."(1) ما هنا.
" إشارة إلى أن نعمة الله من وضع المظهر موضع المضمر بغير اللفظ السابق؛ لتعظيم الآيات (2)."(3)(ع)
وفي السيوطي:
" يريد أن ذكر النعمة هنا من وضع الظاهر موضع المضمر بغير لفظه السابق؛ تصريحا بكونها نعمة؛ لقصد مزيد التقريع." قاله الطيبي (4) والسعد (5)." (6) أهـ
(فإنها سبب [للهدى] (7)) تعليل لأنها نعمة.
(وتبديلها جعلها إلخ): " هذا على تقدير أن يراد بالآيات: المعجزات.
(1) تفسير البيضاوي (1/ 134).
(2)
ينظر: محاسن التأويل (2/ 92)، روح المعاني (1/ 494).
ولكن صاحب " التحرير والتنوير" له رأي آخر، حيث قال:" وَلَيْسَ قَوْلُهُ: {نِعْمَةَ اللَّهِ} مِنْ قَبِيلِ وَضْعِ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ، بِأَنْ يَكُونَ الْأَصْلُ: وَمَنْ يُبَدِّلْهَا أَيِ: الْآيَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ؛ لِظُهُورِ أَنَّ فِي لَفْظِ (نِعْمَةِ اللَّهِ) مَعْنًى جَامِعًا لِلْآيَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ النِّعَمِ."(2/ 292).
وقد جمع الإمام أبو حيان في " البحر المحيط "(2/ 350) كل ما ذكره المفسرون من أقوال في بيان معنى {نِعْمَةَ اللَّهِ} وكيفية تبديلها حيث قال: " {نِعْمَةَ اللَّهِ} : الْحُجَجُ الْوَاضِحَةُ الدَّالَّةُ عَلَى أَمْرِهِ صلى الله عليه وسلم يُبَدِّلُ بِهَا التَّشْبِيهَ وَالتَّأْوِيلَاتِ.
أَوْ مَا وَرَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ نعته صلى الله عليه وسلم، يُبَدِّلُ بِهِ نَعْتَ الدَّجَّالِ.
أَوِ الِاعْتِرَافُ بِنُبُوَّتِهِ يُبَدِّلُ بِهَا الْجَحْدَ لَهَا.
أَوْ كُتُبُ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةُ عَلَى مُوسَى وَعِيسَى عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ يُبَدِّلُ بِهَا غَيْرَ أَحْكَامِهَا كَآيَةِ الرَّجْمِ وَشِبْهِهَا.
أَوِ الْإِسْلَامُ. قَالَهُ الطَّبَرِيُّ. [(4/ 272)]
أَوْ شُكْرُ النِّعْمَةِ يُبَدِّلُ بِهَا الْكُفْرَ.
أَوْ آيَاتُهُ وَهِيَ أَجَلُّ نِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ؛ لِأَنَّهَا أَسْبَابُ الْهُدَى وَالنَّجَاةِ مِنَ الضَّلَالَةِ، وَتَبْدِيلُهُمْ إِيَّاهَا، أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَهَا لِتَكُونَ أَسْبَابَ هُدَاهُمْ، فَجَعَلُوهَا أَسْبَابَ ضَلَالَتِهِمْ، كَقَوْلِهِ:{فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} . قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. [(1/ 254)]. سَبْعَةُ أَقْوَالٍ."
(3)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (340 / ب).
(4)
حاشية الطيبي على الكشاف (2/ 349).
(5)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (133 / ب).
(6)
حاشية السيوطي على البيضاوي (2/ 406).
(7)
سقط من ب.
وازديادِ الرِّجس، أو تحريفها، أو تأويلها الزائغ.
ــ
وقوله: (أو تحريفها إلخ)(1) على تقدير أن يراد بالآيات: الكتب.
وفرق آخر وهو: أن التبديل قد يكون في الذات نحو: بدلت الدراهم بالدنانير، وهو الوجه الثاني.
وقد يكون في الصفات نحو: بدلت الحلقة خاتما، وهو الوجه الأول (2).
وقال أبو حيان: " حذف حرف الجر من نعمة، والمفعول الثاني؛ لدلالة المعنى عليه، والتقدير: (ومن يبدل بنعمة الله كفرا)، ودل على ذلك ترتيب جواب الشرط عليه."(3) " (4)(ع)
وفي (ش):
" والتبديل: التغيير، وذلك يكون في الذات نحو: بدلت الدراهم دنانير، أو في الأوصاف نحو: بدلت الحلقة خاتما.
والوجه الأول: ناظر إلى تفسير الآية بالمعجزة، والثاني: إلى تفسيرها بالكتب.
وهذا ناظر إلى معنى التبديل، فالأول: تبديل ما هو حقه، والثاني: تبديل أنفسها بالتحريف والتأويل، والنعمة حينئذ من وضع المظهر موضع المضمر؛ ليدل على أنها نعمة إلهية جليلة." (5)
[قوله](6): (وازدياد إلخ) قال (ع):
" تلميح إلى قوله: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} (7)."(8) أهـ
قال (ك):
" وتبديلهم إياها: أن الله أظهرها لتكون أسباب هداهم، فجعلوها أسباب ضلالهم، كقوله:
{فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} (9)." (10) أهـ
(1) هذا كلام الإمام أبي السعود وهو نفسه كلام الإمام البيضاوي.
(2)
ينظر: تهذيب اللغة - باب الدال واللام (14/ 93)، تاج العروس - مادة بدل (28/ 64).
(3)
البحر المحيط (2/ 351).
(4)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (340 / ب - 341 / أ).
(5)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 296).
(6)
سقط من ب.
(7)
سورة: التوبة، الآية:125.
(8)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (341 / أ).
(9)
سورة: التوبة، الآية:125.
(10)
تفسير الكشاف (1/ 254).
وينظر: مفاتيح الغيب (6/ 366)، مدارك التنزيل (1/ 176)، البحر المحيط (2/ 351)، التحرير والتنوير (2/ 292).