الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقرئ بالجر؛ عطفا على {ظُلَلٍ} أو {الْغَمَامِ} .
{وَقُضِيَ الْأَمْرُ}
أي: أتم أمرُ إهلاكهم وفُرغ منه.
ــ
(على {ظُلَلٍ} (1) أو {الْغَمَامِ} ) (2): " تقديره مع الملائكة، كقولهم: أقبل الأمير والعسكر، أي: مع العسكر." كذا في المعالم. (3)
وحاصله: اعتبار العطف مقدما على الظرفية." (4)(ع)
(أو الغمام)" هذا أقرب، و (5) بالتعريف أنسب (6)."(7)(سعد)
(أي أتم أمر إلخ): " فالقضاء بمعنى: الإتمام (8)، على ما هو أصله.
(1) في ب بزيادة: أي.
(2)
قراءة الجمهور: {الْمَلَائِكَةُ} بالرفع؛ عطفا على {اللَّهُ} في قوله: {يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} .
وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو جعفر والأهوازي عن أبي بحرية: (والملائكةِ) بالجر؛ عطفا على {ظُلَلٍ} أو على {الْغَمَامِ} . ينظر: المبسوط في القراءات العشر (1/ 145)، معالم التنزيل (1/ 269)، المحرر الوجيز (1/ 283)، التبيان في إعراب القرآن (1/ 169)، البحر المحيط (2/ 345)، النشر في القراءات العشر (2/ 227).
وقد رجح الإمام الطبري في " تفسيره "(4/ 261) قراءة الرفع قائلا: " وأما الذي هو أولى القراءتين في: "والملائكة"، فالصواب بالرفع؛ عطفًا بها على اسم الله تبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وإلا أن تأتيهم الملائكة، على ما روي عن أبيّ بن كعب؛ لأن الله جل ثناؤه قد أخبر في غير موضع من كتابه أن الملائكة تأتيهم، فقال جل ثناؤه: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]، وقال: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158]."
وينظر: معاني القرآن للأخفش (1/ 183): " والرفع هو الوجه، وبه نقرأ."، معاني القرآن للزجاج (1/ 280):" والرفع هو الوجه المختار عند أهل اللغة في القراءَة."
(3)
تفسير معالم التنزيل، للبغوي (1/ 269)، وينظر: تفسير القرطبي (3/ 25).
(4)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (339 / ب).
(5)
في ب بزيادة: هذا. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(6)
يرجح الإمام السعد في قراءة: (والملائكةِ) بالجر، أن تكون الكلمة معطوفة على {الْغَمَامِ} ؛ لأنه الأقرب إليها وهو معرفة مثلها، فهذا مناسب في العطف أكثر من عطفها على {ظُلَلٍ} .
(7)
لم أجدها في مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف، ينظر: لوحة (133 / ب).
(8)
ينظر: المفردات - مادة قضى (1/ 674)، تهذيب اللغة - باب القاف والضاد (9/ 169).
وذكر المفسرون عدة أقوال في تفسير قوله تعالى: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} ذكرها الإمام أبو حيان في " البحر المحيط"(2/ 345) قائلا: " {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} مَعْنَاهُ: وَقَعَ الْجَزَاءُ وَعُذِّبَ أَهْلُ الْعِصْيَانِ، وَقِيلَ: أُتِمَّ أَمَرُ هَلَاكِهِمْ وَفُرِغَ مِنْهُ، وَقِيلَ: فُرِغَ مِنْ وَقْتِ الِانْتِظَارِ وَجَاءَ وَقْتُ الْمُؤَاخَذَةِ، وَقِيلَ: فُرِغَ لَهُمْ مِمَّا يُوعَدُونَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: فُرِغَ مِنَ الْحِسَابِ وَوَجَبَ الْعَذَابُ. وَهَذِهِ أَقْوَالٌ مُتَقَارِبَةٌ."
ينظر: تفسير الطبري (4/ 269)، مفاتيح الغيب (5/ 361)، مدارك التنزيل (1/ 176)، الدر المصون (2/ 365)، فتح القدير (1/ 242)، روح المعاني (1/ 493).
وهو عطفٌ على {يَأْتِيَهُمُ} داخل في حيز الانتظار.
وإنما عُدل إلى صيغة الماضي؛ دَلالة على تحققه فكأنه قد كان،
أو جملةٌ مستأنفةٌ جِيءَ بها إنباءً عن وقوع مضمونها.
ــ
واللام: للعهد (1). وهو عطف على {هَلْ يَنظُرُونَ} ؛ لأنه خبر معنى. (2)
{وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} تذييل للتأكيد. كأنه قيل: وإلى الله ترجع الأمور التي من جملتها إهلاكهم. (3)
وعلى قراءة (قضاء الأمر) عطف على {هَلْ يَنظُرُونَ} ، يعني: أنهم لا ينتظرون إلا إتيان العذاب، وأمره إلى الله." (4)(ع) وهذا غير رأي المفسر. (5)
(وإنما عدل إلى صيغة إلخ) في (ش):
" واختير الماضي في {قُضِيَ} دون إتيان البأس؛ للاهتمام به."(6)
(1) يقول الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب "(5/ 358): " وَلَا شَكَّ أَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْمَعْهُودِ السَّابِقِ، فَلَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ قَدْ جَرَى ذِكْرُ أَمْرٍ قَبْلَ ذَلِكَ حَتَّى تَكُونَ الْأَلِفُ وَاللَّامُ إِشَارَةً إِلَيْهِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا الَّذِي أَضْمَرْنَاهُ مِنْ أَنَّ قَوْلَهُ: {يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} أَيْ: يَأْتِيهِمْ أمر الله."
وزاد الإمام الطاهر بن عاشور احتمالا آخر قائلا: " وَالتَّعْرِيفُ فِي {الْأَمْرُ} إِمَّا لِلْجِنْسِ مُرَادًا مِنْهُ الِاسْتِغْرَاقُ، أَيْ: قُضِيَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا، وَإِمَّا لِلْعَهْدِ، أَيْ: أَمْرُ هَؤُلَاءِ أَيْ عِقَابُهُمْ، أَوِ الْأَمْرُ الْمَعْهُودُ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ وَهُوَ الْجَزَاءُ." التحرير والتنوير (2/ 287).
(2)
ينظر: روح المعاني (1/ 493).
وقال صاحب " التحرير والتنوير "(2/ 287): " وَقَوْلُهُ: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} إِمَّا عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ {هَلْ يَنظُرُونَ} إِنَّ كَانَتْ خَبَرًا عَنِ الْمُخْبَرِ عَنْهُمْ، وَالْفِعْلُ الْمَاضِي هَنَا مُرَادٌ مِنْهُ الْمُسْتَقْبَلُ، وَلَكِنَّهُ أَتَى فِيهِ بِالْمَاضِي؛ تَنْبِيهًا عَلَى تَحْقِيقِ وُقُوعِهِ أَوْ قُرْبِ وُقُوعِهِ، وَالْمَعْنَى: مَا يَنْتَظِرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وَسَوْفَ يُقْضَى الْأَمْرُ، وَإِمَّا عَطْفٌ عَلَى جملَة {يَنظُرُونَ} إِن كَانَت جُمْلَةِ {هَلْ يَنظُرُونَ} وَعِيدًا أَوْ وَعْدًا وَالْفِعْلُ كَذَلِكَ لِلِاسْتِقْبَالِ، وَالْمَعْنَى مَا يَتَرَقَّبُونَ إِلَّا مَجِيءَ أَمْرِ اللَّهِ وَقَضَاءِ الْأَمْرِ."
(3)
ينظر: روح المعاني (1/ 493)، التحرير والتنوير (2/ 287).
(4)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (339 / ب - 340 / أ).
(5)
حيث قال الإمام أبو السعود في تفسيره (1/ 213): " وهو عطفٌ على {يَأْتِيَهُمُ} داخل في حيز الانتظار، وإنما عُدل إلى صيغة الماضي؛ دَلالة على تحققه فكأنه قد كان، أو جملةٌ مستأنفةٌ جِيءَ بها؛ إنباءً عن وقوع مضمونها." وهذا هو رأي صاحب الدر المصون (2/ 365).
(6)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 296). وينظر: البحر المحيط (2/ 345)، الدر المصون (2/ 365)، فتح القدير (1/ 242)، روح المعاني (1/ 493).
وقال الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب "(5/ 361): " {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} مَعْنَاهُ: ويقتضي الْأَمْرَ، وَالتَّقْدِيرُ: إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وَيَقْضِيَ الْأَمْرَ، فَوَضَعَ الْمَاضِي مَوْضِعَ الْمُسْتَقْبَلِ وَهَذَا كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ، وَخُصُوصًا فِي أُمُورِ الْآخِرَةِ، فَإِنَّ الْإِخْبَارَ عَنْهَا يَقَعُ كَثِيرًا بِالْمَاضِي، قَالَ اللَّهُ سبحانه وتعالى:{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي} [المائدة: 116]، وَالسَّبَبُ فِي اخْتِيَارِ هَذَا الْمَجَازِ أَمْرَانِ: =