الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}
أي: من أصناف أموالِهم.
{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ}
(ما): إما شرطية، وإما موصولة حُذف العائدُ إليها، أي: ما أنفقتموه من خير، أي خير كان، ففيه تجويزُ الإنفاق من جميع أنواعِ الأموالِ، وبيانٌ لما في السؤال، إلا أنه جُعل من جُملةِ ما في حيز الشرطِ أو الصلة، وأُبرِز في معرِض بيانِ المصرِفِ حيث قيل:
{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}
؛ للإيذان بأن الأهمَّ بيانُ المصارفِ المعدودة؛ لأن الاعتدادَ بالإنفاق بحسب وقوعِه في موقعه.
ــ
(حذف العائد) أي: على التقديرين. (1)
(أي خير كان) إشارة إلى عموم خير (2)؛ لتنكيره في حيز الشرط أو ما يشبهه. (3)
(وبيان لما في السؤال) وهو: المنفَق.
في (ك):
" فإن قلت: كيف طابق الجواب السؤال في قوله: {قُلْ مَا أَنفَقْتُم} (4) وهم قد سألوا عن بيان ما ينفقون، وأجيبوا ببيان المصرف؟
قلت: قد تضمن قوله: {مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ} بيان ما ينفقونه وهو كل خير، وبنى الكلام على ما هو أهم وهو: بيان المصرف؛ لأن النفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها.
(1) ينظر: الدر المصون (2/ 384)، التبيان في إعراب القرآن (1/ 173).
(2)
أغلب المفسرين على أن قوله تعالى: {خَيْرٍ} ، في قوله:{مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ} معناه: المال؛ لِقَوْلِهِ عز وجل: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8]، وَقَالَ:{إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ} [البقرة: 180].
ينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 183)[لمقاتل بن سليمان البلخي ت: 150 هـ، تحقيق: عبد الله شحاته، دار إحياء التراث - بيروت، ط: الأولى - 1423 هـ]، تفسير الطبري (4/ 292)، معاني القرآن للزجاج (1/ 287)، الكشف والبيان (2/ 136)، تفسير الراغب الأصفهاني (1/ 444)، معالم التنزيل (1/ 273) زاد المسير (1/ 180)، التحرير والتنوير (2/ 318).
(3)
أي: الصلة.
(4)
سورة: البقرة، الآية:215.