الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من قوله تعالى: {فَنَسِيَ} ، والمعنى: أن الإفاضةَ من عرفه شرعٌ قديم فلا تغيِّروه.
{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ}
من جاهليتكم
ــ
وفي (ش): " [قوله] (1): (من قوله: {فَنَسِيَ} (2)) (3) يعني: أمر الشجرة (4). و (ثم) على هذه القراءة لتفاوت الرتبة."(5)(ش)
(من جاهليتكم): " إشارة إلى أن (استغفر) يتعدى (6) إلى اثنين: أولهما: بنفسه، والثاني: بـ (من)، استغفر الله من ذنب، وحذف المفعول الثاني هنا؛ للعلم به.
(1) سقط من ب.
(2)
سورة: طه، الآية:115.
(3)
ما بين القوسين في حاشية الشهاب هو من كلام الإمام البيضاوي.
(4)
على أن المراد بالناس: آدم عليه السلام، خلاصة آراء العلماء في المراد بـ {النَّاسُ}:
ظَاهِرُهُ الْعُمُومُ فِي الْمُفِيضِينَ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ الْأَمْرُ الْقَدِيمُ الَّذِي عَلَيْهِ النَّاسُ، كَمَا تَقُولُ: هَذَا مِمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ، أَيْ عَادَتُهُمْ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: النَّاسُ أَهْلُ الْيَمَنِ وَرَبِيعَةُ. وهو قول الْكَلْبِيُّ.
وَقِيلَ: جَمِيعُ الْعَرَبِ دُونَ الْحُمْس.
وَقِيلَ: النَّاسُ إِبْرَاهِيمُ وَمَنْ أَفَاضَ مَعَهُ مِنْ أَبْنَائِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ.
وَقِيلَ: إِبْرَاهِيمُ وَحْدَهُ. وإيقاع اسم الجمع على الواحد جائز إذا كان رئيسا مقتدى به: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120]. وهو قول الضَّحَّاكُ.
وَقِيلَ: آدَمُ وَحْدَهُ، وَهُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيُّ لِأَنَّهُ أَبُو النَّاسِ وَهُمْ أَوْلَادُهُ وَأَتْبَاعُهُ، وَالْعَرَبُ تُخَاطِبُ الرَّجُلَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَهُ أَتْبَاعٌ مُخَاطَبَةَ الْجَمْعِ، وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ ابْنِ جُبَيْرٍ:(مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسي)، بِالْيَاءِ مِنْ قَوْلِهِ:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ} [طه: 115]. ينظر: تفسير ابن أبي حاتم (2/ 354)، تفسير البغوي (1/ 230)، زاد المسير (1/ 166)، تفسير البحر المحيط (2/ 302).
(5)
حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (2/ 292).
(6)
الفعل المتعدي: هو الذي يصل إلى مفعوله بغير حرف جر نحو ضربت زيدا. ويسمى فعلا متعديا وواقعا ومجاوزا. وشأن الفعل المتعدي أن ينصب مفعوله إن لم ينب عن فاعله نحو: تَدَبَرْتُ الكتبَ، فإن ناب عنه وجب رفعه نحو: تُدُبِرَتْ الكتبُ. والأفعال المتعدية على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما يتعدى إلى مفعولين، وهو نوعان:
أحدهما: ما أصل المفعولين فيه المبتدأ والخبر: كظن وأخواتها.
الثاني: ما ليس أصلهما ذلك: كأعطى وكسا.
القسم الثاني: ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل: كأعلم وأرى.
القسم الثالث: ما يتعدى إلى مفعول واحد: كضرب ونحوه.
ينظر: اللمع في العربية (1/ 51)[لأبي الفتح عثمان بن جني ت: 392 هـ، تحقيق: فائز فارس، دار الكتب الثقافية - الكويت]، المفصل في صنعة الإعراب (1/ 342) [لمحمود بن عمرو الزمخشري ت: 538 هـ، تحقيق: د. علي بو ملحم، مكتبة الهلال - بيروت، ط: الأولى، 1993]، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (2/ 145) [لابن عقيل الهمداني المصري ت: 769 هـ، تحقيق: محمد عبد الحميد، دار التراث- القاهرة، ط: العشرون 1400 هـ -1980 م].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ولم يجئ (استغفر) في القرآن إلا متعديا للأول فقط. وأما قوله تعالى: [{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} (1)](2)، {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ} (3)، {فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (4)، فالظاهر أن هذه اللام (لام) العلة (5)، لا (لام) التعدية (6)، ومجرورها مفعول لأجله (7)، لا مفعول به (8)." (9)(ز)
(1) سورة: غافر، الآية: 55، وسورة: محمد، الاية:19.
(2)
ما بين المعقوفتين سقط من ب.
(3)
سورة: يوسف، الآية:29.
(4)
سورة: آل عمران، الآية:135.
(5)
لام العلة: هي اللَّام الدَّاخِلَة على مَا يَتَرَتَّب على فعل الْفَاعِل الْمُخْتَار، إِن كَانَ ترتبه عَلَيْهِ بطرِيق السَبَبِيَّة والاقتضاء فِي نفس الْأَمر، وَكَانَ مَعَ ذَلِك حَامِلا لَهُ عَلَيْهِ وباعثا لإقدامه على ذَلِك الْفِعْل. وتسمى أيضا لَام الْغَرَض. ينظر: الكليات (1/ 781).
(6)
لام التعدية: نحو: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103]، {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا} [مريم: 5]. ينظر: الجنى الداني في حروف المعاني (1/ 98).
(7)
المفعول لأجله: وَيُسمى الْمَفْعُول من أَجله والمفعول له، وَهُوَ: كل مصدر مُعَلل لحَدث مشارك لَهُ فِي الزَّمَان وَالْفَاعِل، وَذَلِكَ كَقَوْلِه تَعَالَى:{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19]، فالحذر مصدر مَنْصُوب ذُكِرَ عِلة لجعل الْأَصَابِع فِي الآذان، وزمنه وزمن الْجعل وَاحِد، وفاعلهما أَيْضا وَاحِد وهم الْكَافِرُونَ، فَلَمَّا استوفيت هَذِه الشُّرُوط انتصب، فَلَو فقد الْمُعَلل شرطا من هَذِه الشُّرُوط وَجب جَرّه بلام التَّعْلِيل .. ينظر: توضيح المقاصد (2/ 654)، شرح قطر الندى وبل الصدى (1/ 226)[لجمال الدين، ابن هشام ت: 761 هـ، تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد، دار القاهرة، ط: الحادية عشرة، 1383 هـ]، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (2/ 185).
(8)
المفعول به: اسمٌ دلَّ على شيءٍ وقع عليه فعلُ الفاعلِ، إثباتاً أو نفياً، ولا تُغيَّر لأجله صورةُ الفعل، فالأولُ نحو:"برَيتُ القلمَ"، والثاني نحو:"ما بَرَيتُ القلمَ".
وقد يَتعدَّدُ، المفعولُ به في الكلام، إن كان الفعل متعدِّياً إلى أكثرَ من مفعول به واحدٍ، نحو "أعطيتُ الفقيرَ دِرهماً، ظننتُ الأمرَ واقعاً، أعلمتُ سعيداً الأمر جَليّاً".
وأحيانا يتعدى الفعل إلى مفعوله بواسطة حرف جر مثل: "أعرِضْ عن الرذيلة، وتَمسَّكْ بالفضيلة".
ينظر: اللمحة في شرح الملحة (1/ 321)[لشمس الدين، ابن الصائغ ت: 720 هـ، تحقيق: إبراهيم بن سالم الصاعدي، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط: الأولى، 1424 هـ/2004 م]، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع (2/ 5) [لجلال الدين السيوطي ت: 911 هـ، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، المكتبة التوفيقية - مصر]، جامع الدروس العربية (3/ 5) [لمصطفى بن محمد سليم الغلايينى ت: 1364 هـ، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، ط: الثامنة والعشرون، 1414 هـ - 1993 م].
(9)
حاشية زادة على البيضاوي (2/ 493 - 494).
وينظر: البحر المحيط (2/ 304)، الدر المصون (2/ 336).