الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَكُفْرٌ بِهِ}
عطفٌ على {صَدٌّ} عاملٌ فيما بعده مثلَه، أي: وكفرٌ بالله - تعالى-.
وحيث كان الصدُ عَن سَبِيلِ الله فرداً من أفراد الكفرِ به - تعالى - لم يقدَحِ العطفُ المذكورُ في حسن عطفِ قوله - تعالى -:
{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}
على سبيل الله؛ لأنه ليس بأجنبيَ محضٍ. وقيل: هو أيضاً معطوف على {صَدٌّ} بتقدير المضاف، أي: وصدُ المسجدِ الحرام.
ــ
وقال الراغب: " السبيل: الطريق التي فيها سهولة."(1)." (2)."(3) أهـ
وفي (ش):
" (عن الإسلام، أو ما يوصل إلخ): كون الإسلام والطاعات طريقا توصل إلى الله، مجاز ظاهر."(4) أهـ
(أي: وكفر بالله): " للقرب، وقيل: بسبيل الله."(5)
(ع)
(وقيل: هو أيضا): " أي كـ {كُفْرٌ} معطوف إلخ. هو ما في (ق) قال:
" {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} على إرادة المضاف، أي: وصد المسجد الحرام. كقول أبو دؤاد (6):
(1) المفردات في غريب القرآن (1/ 395).
(2)
الإتقان (2/ 364)، وجاء فيه بلفظ: السبيل والطريق. على سبيل الفرق بينهما وليس تعريف الأول بالثاني.
(3)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (347 / أ).
(4)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 301).
(5)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (347 / أ).
وينظر: زاد المسير (1/ 183).
وقال أبو حيان في " البحر المحيط "(2/ 385): " وَالضَّمِيرُ فِي: {بِهِ}، يَعُودُ عَلَى السَّبِيلِ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَدَّثُ عَنْهُ بِأَنَّهُ صَدٌّ عَنْهُ، وَالْمَعْنَى: وَكُفْرٌ بِسَبِيلِ اللَّهِ، وَهُوَ دِينُ اللَّهِ وَشَرِيعَتُهُ، وَقِيلَ: يَعُودُ الضَّمِيرُ فِي: {بِهِ}، عَلَى اللَّهِ - تَعَالَى-، قَالَهُ الْحُوفِيُّ."
(6)
أبو دؤاد: هو شاعر جاهلي قديم، اختلف في اسمه، والأشهر أنه: جارية بن الحجّاج الإيادي، المعروف بـ (أبي دؤاد)، من حي من إياد، يقال لها:(يقدم). كان من وُصّاف الخيل المجيدين. له (ديوان شعر)، وقد أخافه بعض الملوك، فصار إلى بعض ملوك اليمن فأجاره فأحسن إليه، فضرب المثل: بـ " جار كجار أبى دؤاد. ينظر: الأصمعيات (1/ 185)[للأصمعي عبد الملك بن قريب بن أصمع ت: 216 هـ، تحقيق: أحمد شاكر - عبد السلام هارون، دار المعارف - مصر، ط: السابعة، 1993 م]، الشعر والشعراء (1/ 231)، المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء (1/ 146) [للحسن بن بشر الآمدي ت: 370 هـ، تحقيق: د. ف. كرنكو، دار الجيل، بيروت، ط: الأولى، 1411 هـ - 1991 م].