المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌{أَمْ حَسِبْتُمْ} خُوطب به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

[إبراهيم السقا]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌ أسباب اختيار الموضوع:

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ منهج البحث:

- ‌أولا: المنهج التوثيقي:

- ‌ثانيا: المنهج التحليلي:

- ‌ خطة البحث:

- ‌التمهيد

- ‌ تعريف الحاشية:

- ‌الحاشية لغة:

- ‌الحاشية في الاصطلاح:

- ‌ تعريف التحقيق:

- ‌التحقيق لغة:

- ‌التحقيق في الاصطلاح:

- ‌ تعريف الدراسة:

- ‌الدراسة لغة:

- ‌ويقصد بدراسة المخطوط هنا:

- ‌ الدراسة

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأول: التعريف بالإمام أبي السعود

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌ مولده، ونشأته وطلبه للعلم

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌ وفاته:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بتفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)

- ‌ تأليف الكتاب:

- ‌ قيمته العلمية:

- ‌ الشروح والحواشي التي كتبت عليه:

- ‌الفصل الثاني

- ‌التعريف بالشيخ السقا

- ‌ اسمه ونسبه، ومولده:

- ‌ نشأته وطلبه للعلم:

- ‌ شيوخه:

- ‌ تلاميذه:

- ‌من المصريين:

- ‌ ومن تلامذته من غير المصريين

- ‌من أهل الشام:

- ‌من أهل ليبيا:

- ‌من أهل المغرب:

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌أولا: الكتب المطبوعة:

- ‌ثانيا: الكتب التي لم تطبع:

- ‌ وفاته:

- ‌الفصل الثالث

- ‌المبحث الأول: التعريف بالحاشية

- ‌ المطلب الأول: توثيق نسبة الحاشية إلى صاحبها:

- ‌أولا: ما نص عليه أكثر من ترجم للشيخ السقا: أن له حاشية على تفسير الإمام أبي السعود:

- ‌ثانيا: إقرار الشيخ في بداية الحاشية:

- ‌ثالثا: ذكر اسمه صريحا في النسخ المعتمدة:

- ‌المطلب الثاني: قيمة الحاشية العلمية:

- ‌المطلب الثالث: الرموز التي وردت بالحاشية:

- ‌النوع الأول: الرموز التي تشير إلى المؤلفات أو أصحابها - وقد تركتها كما هي

- ‌النوع الثاني: الرموز التي تشير إلى كلمات مختصرة - وقد كتبتها بتمامها

- ‌المبحث الثاني: منهج الشيخ السقا في الحاشية

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في وضع الحاشية، والتعامل مع المصادر:

- ‌ ومن أهم حواشي الكشاف التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌ ومن أهم حواشي تفسير البيضاوي التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌المطلب الثاني: منهج الشيخ في التعامل مع الموضوعات التي تضمنهتا الحاشية:

- ‌أولا: موقفه من التفسير بالمأثور:

- ‌1 - من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - من تفسير القرآن بالأحاديث النبوية:

- ‌3 - من تفسير القرآن بأقوال الصحابة:

- ‌4 - من تفسير القرآن بأقوال التابعين:

- ‌ثانيا: موقفه من التفسير بالرأي الجائز:

- ‌1 - الأمثلة اللغوية:

- ‌2 - الأمثلة النحوية:

- ‌3 - الأمثلة البلاغية:

- ‌4 - أمثلة من السيرة النبوية:

- ‌5 - أمثلة من جانب العقيدة:

- ‌6 - أمثلة من جانب الفقه:

- ‌ثالثا: موقفه من تخريج النصوص التي احتواها الكتاب:

- ‌1 - موقفه من تخريج الأحاديث:

- ‌2 - موقفه من تخريج أبيات الشعر:

- ‌رابعا: موقفه من قضايا علوم القرآن:

- ‌1 - التناسب بين الآيات:

- ‌2 - أسباب النزول:

- ‌3 - الناسخ والمنسوخ:

- ‌4 - موقفه من توجيه القراءات:

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على منهج الشيخ في الحاشية

- ‌المبحث الثالث: النسخ الخطية وعمل الباحث فيها

- ‌المطلب الأول: وصف النسخ الخطية للحاشية:

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌النسخة الرابعة:

- ‌المطلب الثاني: النسخ المعتمدة وأسباب اختيارها

- ‌المطلب الثالث: منهج الباحث في دراسة وتحقيق نص الحاشية:

- ‌ العمل في القسم الدراسي:

- ‌ العمل في قسم التحقيق:

- ‌أولا: كتابة نص الحاشية:

- ‌ثانيا: تخريج النصوص التي احتواها الكتاب، وذلك كما يلي:

- ‌ثالثا: تيسير فهم النص، وذلك كالآتي:

- ‌رابعا: التعقيب على المؤلف: عن طريق:

- ‌خامسا: ذكر الفهارس الفنية، وهي كالتالي:

- ‌المطلب الرابع: صور ضوئية لبعض صفحات المخطوط

- ‌{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}

- ‌{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ}

- ‌{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

- ‌{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ}

- ‌{فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}

- ‌{أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}

- ‌{فَمِنَ النَّاسِ}

- ‌{مَن يَقُولُ}

- ‌{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}

- ‌{وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}

- ‌{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}

- ‌{وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً}

- ‌{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا}

- ‌{وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

- ‌{وَاذْكُرُوا اللَّهَ}

- ‌{فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}:

- ‌{فَمَن تَعَجَّلَ}

- ‌{فِي يَوْمَيْنِ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{وَمَن تَأَخَّرَ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{لِمَنِ اتَّقَى}

- ‌{وَاتَّقُوا اللَّهَ}

- ‌{وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}

- ‌{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}

- ‌{وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

- ‌{وَإِذَا تَوَلَّى}

- ‌{سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}

- ‌{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}

- ‌{وَإِذَا قِيلَ لَهُ}:

- ‌{اتَّقِ اللَّهَ}:

- ‌{أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}

- ‌{فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ}

- ‌{وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}:

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ}:

- ‌{ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}

- ‌{وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}

- ‌{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}

- ‌{كَافَّةً}

- ‌{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}

- ‌{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}

- ‌{فَإِن زَلَلْتُم}

- ‌{مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ}

- ‌{الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ}

- ‌{حَكِيمٌ}

- ‌{هَلْ يَنظُرُونَ}

- ‌{إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ}

- ‌{فِي ظُلَلٍ}

- ‌{مِّنَ الْغَمَامِ}

- ‌{وَالْمَلَائِكَةُ}

- ‌{وَقُضِيَ الْأَمْرُ}

- ‌{وَإِلَى اللَّهِ}

- ‌{تُرْجَعُ الْأُمُورُ}

- ‌{سَلْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ}

- ‌{كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}

- ‌{وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

- ‌{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

- ‌{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا}

- ‌{فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}

- ‌{وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ}

- ‌{بِغَيْرِ حِسَابٍ}:

- ‌{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}

- ‌{فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ}

- ‌{مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}

- ‌{وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ}

- ‌{بِالْحَقِّ}

- ‌{لِيَحْكُمَ}

- ‌{بَيْنَ النَّاسِ}

- ‌{فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌{وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ}

- ‌{إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{بَغْيًا بَيْنَهُمْ}

- ‌{فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا‌‌ لِمَااخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌ لِمَا

- ‌{مِنَ الْحَقِّ}

- ‌{وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

- ‌{أَمْ حَسِبْتُمْ}

- ‌{أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم}

- ‌{مَّسَّتْهُمُ}

- ‌{الْبَأْسَاءُ}

- ‌{وَالضَّرَّاءُ}

- ‌{وَزُلْزِلُوا}

- ‌{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}

- ‌{مَتَى}

- ‌{نَصْرُ اللَّهِ}

- ‌{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}

- ‌{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}

- ‌{وَالْيَتَامَى}

- ‌{وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}

- ‌{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}

- ‌{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}

- ‌{وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}

- ‌{وَاللَّهُ يَعْلَمُ}

- ‌{وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}

- ‌{قِتَالٍ فِيهِ}

- ‌{قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}

- ‌{قُلْ}

- ‌{صَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}

- ‌{وَكُفْرٌ بِهِ}

- ‌{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}

- ‌{وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ}:

- ‌{مِنْهُ}

- ‌{أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ}

- ‌{وَالْفِتْنَةُ}

- ‌{أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}

- ‌{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ}

- ‌{حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ}

- ‌{إِنِ اسْتَطَاعُوا}

- ‌{وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ}

- ‌{فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}

- ‌{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}

- ‌{وَأُوْلَئِكَ}

- ‌{أَصْحَابُ النَّارِ}

- ‌{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌{أَمْ حَسِبْتُمْ} خُوطب به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

{أَمْ حَسِبْتُمْ}

خُوطب به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ من المؤمنينَ

ــ

(خوطب به) أي: بهذا الكلام (رسول الله إلخ) عبارة (ك):

" لَمَّا ذكر ما كانت عليه الأمم من الاختلاف على النبيين بعد مجيء البينات - تشجيعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على الثبات والصبر على الذين اختلفوا عليه من المشركين وأهل الكتاب، وإنكارهم لآياته وعداوتهم له - قال لهم على طريق الالتفات التي هي أبلغ: {أَمْ حَسِبْتُمْ} (1)."(2) أهـ

كتب السعد:

" (تشجيعا) علة الذكر، وضمير (عليه) لرسول الله (3)، وهو متعلق بـ (اختلفوا) على تضمين معنى التمرد والاستعلاء.

(وإنكارهم) عطف على الذين اختلفوا، أي: تشجيعا على الصبر معهم ومع إنكارهم.

و(قال) جواب (لَمَّا)، فضمير (لهم) لرسول الله والمؤمنين، وقد ذكروا بطريقة الغيبة في عموم النبيين والذين آمنوا (4)، فيكون خطابهم بقوله:{أَمْ حَسِبْتُمْ} ، التفاتا.

وقد يقال: لما كان الكلام السابق لتشجيعهم على الصبر والثبات، فكأنه قيل: إن من حقهم أن يصبروا ويثبتوا، ثم خوطبوا بقوله:{أَمْ حَسِبْتُمْ} ، وقد أشير في الفاتحة إلى وجه كون الالتفات أبلغ (5)." (6) أهـ

(1) سورة: البقرة، الآية:214.

(2)

تفسير الكشاف (1/ 256).

وينظر: مدارك التنزيل (1/ 178)، البحر المحيط (2/ 372)، غرائب القرآن (1/ 589)، روح المعاني (1/ 498).

(3)

في ب بزيادة: صلى الله عليه وسلم.

(4)

المذكورون في الآية السابقة في قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ} ، وقوله:{فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} .

(5)

ينظر: مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (18) حيث قال في تفسير قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، بعدما ذكر تعريف الالتفات ووجوهه مع ذكر الأمثلة لها قال:" وأما الفائدة ففي مطلق الالتفات وجهان، يرجع أحدهما إلى المتكلم، وهو قصد التفنن في الكلام، والتصرف فيه بوجوه مختلفة، من غير اعتبار لجانب السامع، والثاني: إلى السامع، وهو حسن تنشيطه، ولطف إيقاظه."

ثم استفاض كثيرا في شرح كل ما يتعلق بالالتفات.

(6)

مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / أ).

ص: 313

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهذا نص في أن (تشجيعا على الثبات) راجع لما ذكر أولا قبل {أَمْ حَسِبْتُمْ} ، وعبارة (ق) تحتمله ونصها:" خاطب به النبي والمؤمنين بعد ما ذكر اختلاف الأمم على الأنبياء، بعد مجيء الآيات؛ تشجيعا لهم على الثبات مع مخالفتهم."(1) أهـ

فإن علق (تشجيعا) بـ (ذكر) طابق ما في (ك)(2)، وإن علق بـ (خاطب) طابق ما في المفسر الصريح في تعلقه بـ (خوطب).

كتب (ع):

" (خاطب به إلخ) أسند الحسبان إلى النبي؛ إما لأنه كان لضيق صدره من شدائد المشركين نزل منزلة: من يحسب أن يدخل الجنة بدون تحمل المكاره، وإما على سبيل التغليب كما في:{أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} (3). (4)

وفيه بيان لوجه ربط: {أَمْ حَسِبْتُمْ} بما قبله، والوجه: الإضراب المستفاد من كلمة (أم)، مع إشارة إلى أن فيه تغيير أسلوب الغيبة إلى الخطاب، حيث كان الكلام السابق لتشجيع الرسول والمؤمنين على الثبات والصبر على أذى المشركين، فمن هذا الوجه كان الرسول مرادا، ولم يصرح (5) بكونه التفاتا؛ لعدم سبق التعبير بالغيبة.

وتفصيله على ما ذكر الطيبي: " إن {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} (6) كلام مشتمل بظاهره على ذكر الأمم السابقة والقرون الخالية، وعلى ذكر من بعث إليهم من الأنبياء، وما لقوا منهم من الشدائد بعد إظهار المعجزات؛ تشجيعا للرسول والمؤمنين على الثبات والصبر على أذى المشركين، فمن هذا الوجه كان الرسول وأصحابه مرادين بهذا الكلام غائبين، ويؤيده قوله:{فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} (7).

إذا قيل بعد ذلك: {أَمْ حَسِبْتُمْ} كان نقلا من الغيبة إلى الخطاب.

(1) تفسير البيضاوي (1/ 135).

(2)

العبارة السابقة للإمام الزمخشري صـ (313) من هذا الجزء من التحقيق.

(3)

سورة: الأعراف، الآية:88.

(4)

ينظر: روح المعاني (1/ 498).

(5)

أي: الإمام البيضاوي في عبارته السابقة، أعلى هذه الصفحة.

(6)

سورة: البقرة، الآية:213.

(7)

سورة: البقرة، الآية:213.

ص: 314

حثًّا لهم على الثبات على المصابرة على مخالفة الكفَرَة، وتحمُّل المشاقِّ من جهتهم، إثر بيانِ اختلافِ الأممِ على الأنبياءِ عليهم السلام، وقد بُيّن فيه مآلُ اختلافِهم، وما لَقِيَ الأنبياء ومن معهم من قبلهم من مكابدة الشدائد، ومقاساة الهموم، وأن عاقبة أمرِهم النصرُ.

ــ

والكلام الأول تعريض للمؤمنين بعدم التثبت والصبر على أذى المشركين، فكأنه وضع موضع: كان من حق المؤمنين التشجع والصبر تأسيا بمن قبلهم كما صرح به الحديث النبوي (1)، وهو المضرب [عنه](2) بـ (بل) التي تضمنتها {أَمْ} ، أي:"دع ذلك، أحسبوا أن يدخلوا الجنة"، فترك الخطاب." (3)(4) أهـ

فأنت تراه في حله سلك مسلك (ك) في (تشجيعا)، ولعل المفسر خالف ذلك؛ لأن في هذا الإضراب تمام التشجيع، فكان هذا هو التشجيع المعتبر للتصريح بالإنكار. تأمل (5).

(حثا لهم): للرسول ومن معه.

(وتحمل) عطف على مخالفة الكفرة، وضمير (جهتهم) للكفرة.

(وقد بين فيه) أي: فيما خوطب به النبي إلخ.

(مآل اختلافهم) أي: الأمم فجاء بيان المثل.

(1) يقصد الحديث الذي سيأتي ذكره الذي رواه البخاري وأبو داود والنسائي عن خباب بن الأرت صـ (317) من هذا التحقيق، ينظر: حاشية الطيبي على الكشاف (2/ 360).

(2)

في ب: عليه. والمثبت أعلى هو الصحيح.

(3)

حاشية الطيبي على الكشاف (2/ 361 - 362) بتصرف قليل.

وقد كان للطاهر بن عاشور في " التحرير والتنوير "(2/ 314) رأي مخالف لذلك حيث قال: " وَالْخِطَابُ لِلْمُسْلِمِينَ وَهُوَ إِقْبَالٌ عَلَيْهِمْ بِالْخِطَابِ بَعْدَ أَنْ كَانَ الْكَلَامُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَلَيْسَ فِيهِ الْتِفَات، وَجعل صَاحِبُ «الْكَشَّافِ» الْتِفَاتًا بِنَاءً عَلَى تَقَدُّمِ قَوْلِهِ: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}، وَأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يُقَالَ: أَمْ حَسِبُوا، أَيِ: الَّذِينَ آمَنُوا، وَالْأَظْهَرُ: أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ الِانْتِقَالُ مِنْ غَرَضٍ إِلَى غَرَضٍ بِالْإِضْرَابِ الِانْتِقَالِيِّ الْحَاصِلِ بِـ {أَمْ}، صَارَ الْكَلَامُ افْتِتَاحًا مَحْضًا، وَبِذَلِكَ يُتَأَكَّدُ اعْتِبَارُ الِانْتِقَالِ مِنْ أُسْلُوبٍ إِلَى أُسْلُوبٍ، فَالِالْتِفَاتُ هُنَا غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهِ عَلَى التَّحْقِيقِ."

(4)

مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (344 / أ - ب).

(5)

يقصد أن الإمام الطيبي سلك مسلك الإمام الزمخشري في تعلق (تشجيعا) بذكر الآية السابقة أي: "ذكر اختلاف الأمم السابقة

تشجيعا "، بخلاف الإمام أبي السعود فقد جعلها متعلقة بمخاطبة الرسول بهذه الآية أي: "خاطب الرسول ومن معه

تشجيعا"، وقد اختار الإمام السقا ما ذهب إليه الإمام أبو السعود؛ لأن في الآية الثانية تصريحا بالإنكار المستفاد من الهمزة وفيه تمام التشجيع.

ص: 315

وأم منقطعة

ــ

(وأم منقطعة (1)) قال (ش):

" هو أحد الوجوه، وجوز اتصالها بتقدير معادل، وكونها منقطعة بمعنى (بل) دون تقدير استفهام، وكون الاستفهام للإنكار بمعنى: لم حسبتم."(2)

وفي (ك): أنها للتقرير والإنكار، ولا مانع من الجمع بينهما.

وعبارة (ك):

" (أم) منقطعة، ومعنى الهمزة فيها للتقرير وإنكار الحسبان واستبعاده."(3) أهـ

(1)(أم) تأتي على قسمين " منقطعة " و" متصلة ":

أما المتصلة فهي: التي تقع بعد همزة التسوية نحو قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} [إبراهيم: 21]، والتي تقع بعد همزة مغنية عن (أي) نحو:{ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} [النازعات: 27].

فإذا لم يتقدم على (أم) همزة التسوية ولا همزة مغنية عن (أي) فهي منقطعة، وتفيد الإضراب كـ (بل) كقوله تعالى:{لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} [السجدة: 2 - 3]، أي: بل يقولون افتراه.

وأم المنقطعة تدل على الإضراب في كل مثال، وقد تدل - مع دلالتها على الإضراب- على الاستفهام الحقيقي، نحو قولهم:"إنها لإبلٌ أم شاءٌ"، أي: بل أهي شاء.

أو الإنكاري، كقوله تعالى:{أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} [الطور: 39]، أي: أله البنات.

وقد تُفيد الإضراب وحده، ولا تدل على الاستفهام أصلا، نحو:{أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [الرعد: 16]، أي: بل هل تستوي، إذ لا يدخل استفهام على استفهام.

وأم المنقطعة لا تأتي للدلالة على الاستفهام وحده في مثال ما، خلافا لبعضهم كأبي عبيدة.

ينظر: اللمحة في شرح الملحة (2/ 697)، أوضح المسالك (3/ 331)، شرح ابن عقيل (3/ 229).

(2)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 298).

ملخص آراء العلماء في «أم» في قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ} :

" «أم» هذه فيها أربعةُ أقوالٍ:

الأول: أنْ تكونَ منقطعةً فتتقدَّر بـ «بل» والهمزةِ. فـ «بل» : لإِضرابِ انتقالٍ من إخبارٍ إلى إخبارٍ، والهمزةُ: للتقريرِ، والتقديرُ: بل أحَسِبْتُم. [ينظر: الوسيط، للواحدي (1/ 317)، التبيان في إعراب القرآن (1/ 171)، مدارك التنزيل (1/ 178)، التحرير والتنوير (2/ 314).]

والثاني: أنها لمجردِ الإِضرابِ من غير تقديرِ همزةٍ بعدها. [نسبه كثير من المفسرين إلى الإمام الزجاج، ولم أجده في معاني القرآن وإعرابه (1/ 285).]

والثالث: أنها بمعنى الهمزةِ، فعلى هذا يُبْتَدَأُ بها في أولِ الكلامِ. ولا تحتاجُ إلى الجملةِ قبلَها يُضْرَبُ عنها. [ينظر: معاني القرآن للفراء (1/ 132).]

والرابع: أنها متصلةٌ، ولا يَسْتَقِيمُ ذلك إلا بتقديرِ جملةٍ محذوفةٍ قبلَها، فقدَّرَهُ بعضُهم: فَهَدَى اللَّهُ الذين آمنوا، فصَبَروا على استهزاءِ قومهم، أفتسلُكون سبيلَهم أم تحسَبون أن تدخلوا الجنة من غير سلوكِ سبيلهِم.

[نقله الإمام الرازي عن القفال (6/ 378).] " أهـ

الدر المصون (2/ 380).

وقال الإمام أبو حيان في " البحر المحيط "(2/ 372): " وَالصَّحِيحُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ."

(3)

تفسير الكشاف (1/ 256).

ص: 316