المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌{زين للذين كفروا الحياة الدنيا} - من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

[إبراهيم السقا]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌ أسباب اختيار الموضوع:

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ منهج البحث:

- ‌أولا: المنهج التوثيقي:

- ‌ثانيا: المنهج التحليلي:

- ‌ خطة البحث:

- ‌التمهيد

- ‌ تعريف الحاشية:

- ‌الحاشية لغة:

- ‌الحاشية في الاصطلاح:

- ‌ تعريف التحقيق:

- ‌التحقيق لغة:

- ‌التحقيق في الاصطلاح:

- ‌ تعريف الدراسة:

- ‌الدراسة لغة:

- ‌ويقصد بدراسة المخطوط هنا:

- ‌ الدراسة

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأول: التعريف بالإمام أبي السعود

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌ مولده، ونشأته وطلبه للعلم

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌ وفاته:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بتفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)

- ‌ تأليف الكتاب:

- ‌ قيمته العلمية:

- ‌ الشروح والحواشي التي كتبت عليه:

- ‌الفصل الثاني

- ‌التعريف بالشيخ السقا

- ‌ اسمه ونسبه، ومولده:

- ‌ نشأته وطلبه للعلم:

- ‌ شيوخه:

- ‌ تلاميذه:

- ‌من المصريين:

- ‌ ومن تلامذته من غير المصريين

- ‌من أهل الشام:

- ‌من أهل ليبيا:

- ‌من أهل المغرب:

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌أولا: الكتب المطبوعة:

- ‌ثانيا: الكتب التي لم تطبع:

- ‌ وفاته:

- ‌الفصل الثالث

- ‌المبحث الأول: التعريف بالحاشية

- ‌ المطلب الأول: توثيق نسبة الحاشية إلى صاحبها:

- ‌أولا: ما نص عليه أكثر من ترجم للشيخ السقا: أن له حاشية على تفسير الإمام أبي السعود:

- ‌ثانيا: إقرار الشيخ في بداية الحاشية:

- ‌ثالثا: ذكر اسمه صريحا في النسخ المعتمدة:

- ‌المطلب الثاني: قيمة الحاشية العلمية:

- ‌المطلب الثالث: الرموز التي وردت بالحاشية:

- ‌النوع الأول: الرموز التي تشير إلى المؤلفات أو أصحابها - وقد تركتها كما هي

- ‌النوع الثاني: الرموز التي تشير إلى كلمات مختصرة - وقد كتبتها بتمامها

- ‌المبحث الثاني: منهج الشيخ السقا في الحاشية

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في وضع الحاشية، والتعامل مع المصادر:

- ‌ ومن أهم حواشي الكشاف التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌ ومن أهم حواشي تفسير البيضاوي التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌المطلب الثاني: منهج الشيخ في التعامل مع الموضوعات التي تضمنهتا الحاشية:

- ‌أولا: موقفه من التفسير بالمأثور:

- ‌1 - من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - من تفسير القرآن بالأحاديث النبوية:

- ‌3 - من تفسير القرآن بأقوال الصحابة:

- ‌4 - من تفسير القرآن بأقوال التابعين:

- ‌ثانيا: موقفه من التفسير بالرأي الجائز:

- ‌1 - الأمثلة اللغوية:

- ‌2 - الأمثلة النحوية:

- ‌3 - الأمثلة البلاغية:

- ‌4 - أمثلة من السيرة النبوية:

- ‌5 - أمثلة من جانب العقيدة:

- ‌6 - أمثلة من جانب الفقه:

- ‌ثالثا: موقفه من تخريج النصوص التي احتواها الكتاب:

- ‌1 - موقفه من تخريج الأحاديث:

- ‌2 - موقفه من تخريج أبيات الشعر:

- ‌رابعا: موقفه من قضايا علوم القرآن:

- ‌1 - التناسب بين الآيات:

- ‌2 - أسباب النزول:

- ‌3 - الناسخ والمنسوخ:

- ‌4 - موقفه من توجيه القراءات:

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على منهج الشيخ في الحاشية

- ‌المبحث الثالث: النسخ الخطية وعمل الباحث فيها

- ‌المطلب الأول: وصف النسخ الخطية للحاشية:

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌النسخة الرابعة:

- ‌المطلب الثاني: النسخ المعتمدة وأسباب اختيارها

- ‌المطلب الثالث: منهج الباحث في دراسة وتحقيق نص الحاشية:

- ‌ العمل في القسم الدراسي:

- ‌ العمل في قسم التحقيق:

- ‌أولا: كتابة نص الحاشية:

- ‌ثانيا: تخريج النصوص التي احتواها الكتاب، وذلك كما يلي:

- ‌ثالثا: تيسير فهم النص، وذلك كالآتي:

- ‌رابعا: التعقيب على المؤلف: عن طريق:

- ‌خامسا: ذكر الفهارس الفنية، وهي كالتالي:

- ‌المطلب الرابع: صور ضوئية لبعض صفحات المخطوط

- ‌{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}

- ‌{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ}

- ‌{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

- ‌{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ}

- ‌{فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}

- ‌{أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}

- ‌{فَمِنَ النَّاسِ}

- ‌{مَن يَقُولُ}

- ‌{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}

- ‌{وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}

- ‌{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}

- ‌{وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً}

- ‌{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا}

- ‌{وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

- ‌{وَاذْكُرُوا اللَّهَ}

- ‌{فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}:

- ‌{فَمَن تَعَجَّلَ}

- ‌{فِي يَوْمَيْنِ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{وَمَن تَأَخَّرَ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{لِمَنِ اتَّقَى}

- ‌{وَاتَّقُوا اللَّهَ}

- ‌{وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}

- ‌{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}

- ‌{وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

- ‌{وَإِذَا تَوَلَّى}

- ‌{سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}

- ‌{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}

- ‌{وَإِذَا قِيلَ لَهُ}:

- ‌{اتَّقِ اللَّهَ}:

- ‌{أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}

- ‌{فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ}

- ‌{وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}:

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ}:

- ‌{ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}

- ‌{وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}

- ‌{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}

- ‌{كَافَّةً}

- ‌{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}

- ‌{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}

- ‌{فَإِن زَلَلْتُم}

- ‌{مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ}

- ‌{الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ}

- ‌{حَكِيمٌ}

- ‌{هَلْ يَنظُرُونَ}

- ‌{إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ}

- ‌{فِي ظُلَلٍ}

- ‌{مِّنَ الْغَمَامِ}

- ‌{وَالْمَلَائِكَةُ}

- ‌{وَقُضِيَ الْأَمْرُ}

- ‌{وَإِلَى اللَّهِ}

- ‌{تُرْجَعُ الْأُمُورُ}

- ‌{سَلْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ}

- ‌{كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}

- ‌{وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

- ‌{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

- ‌{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا}

- ‌{فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}

- ‌{وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ}

- ‌{بِغَيْرِ حِسَابٍ}:

- ‌{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}

- ‌{فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ}

- ‌{مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}

- ‌{وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ}

- ‌{بِالْحَقِّ}

- ‌{لِيَحْكُمَ}

- ‌{بَيْنَ النَّاسِ}

- ‌{فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌{وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ}

- ‌{إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{بَغْيًا بَيْنَهُمْ}

- ‌{فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا‌‌ لِمَااخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌ لِمَا

- ‌{مِنَ الْحَقِّ}

- ‌{وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

- ‌{أَمْ حَسِبْتُمْ}

- ‌{أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم}

- ‌{مَّسَّتْهُمُ}

- ‌{الْبَأْسَاءُ}

- ‌{وَالضَّرَّاءُ}

- ‌{وَزُلْزِلُوا}

- ‌{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}

- ‌{مَتَى}

- ‌{نَصْرُ اللَّهِ}

- ‌{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}

- ‌{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}

- ‌{وَالْيَتَامَى}

- ‌{وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}

- ‌{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}

- ‌{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}

- ‌{وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}

- ‌{وَاللَّهُ يَعْلَمُ}

- ‌{وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}

- ‌{قِتَالٍ فِيهِ}

- ‌{قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}

- ‌{قُلْ}

- ‌{صَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}

- ‌{وَكُفْرٌ بِهِ}

- ‌{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}

- ‌{وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ}:

- ‌{مِنْهُ}

- ‌{أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ}

- ‌{وَالْفِتْنَةُ}

- ‌{أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}

- ‌{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ}

- ‌{حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ}

- ‌{إِنِ اسْتَطَاعُوا}

- ‌{وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ}

- ‌{فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}

- ‌{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}

- ‌{وَأُوْلَئِكَ}

- ‌{أَصْحَابُ النَّارِ}

- ‌{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌{زين للذين كفروا الحياة الدنيا}

{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}

أي: حسُنت في أعيانهم، وأُشرِبت محبتُها في قلوبهم، حتى تهالكوا عليها، وتهافتوا فيها معرِضين عن غيرها.

ــ

(أي حسنت في أعينهم إلخ): " بيان للاختصاص المستفاد من اللام (1)، وإلا فالزينة عام للمؤمن والكافر: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} (2)."(3)(ع)

وفي (ز):

" أي: (حسنت) أنث الفعل؛ لإسناده إلى ضمير الحياة، وذَكَّر {زُيِّنَ} (4) حيث لم يقل زينت؛ لكونه مسندا إلى لفظ المؤنث الغير حقيقي؛ لأن الحياة والعيش والبقاء واحد، فكأنه قيل: زين البقاء، ولا سيما وقد فصل بين الفعل والاسم بـ {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} وعند الفصل يحسن تذكير الفعل؛ لأن الفاصل يغني عن تاء التأنيث. (5)

وجيء بـ {زُيِّنَ} ماضيا؛ دلالة على أن ذلك قد وقع وفرغ، وبـ {يَسْخَرُونَ} مضارعا؛ دلالة على التجدد والحدوث." (6) أهـ

[قوله](7): (معرضين عن غيرها): " هو معنى قول (ك): " لا يريدون غيرها." (8) حيث زين لهم بحيث قصرت همتهم، ووفر حظهم منها فهم يسخرون إلخ."(9)(ش)

(1) اللام المذكورة في قوله: {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} .

(2)

سورة: الأعراف، الآية:32.

(3)

مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (341 / أ).

وقال الطاهر بن عاشور في " التحرير والتنوير "(2/ 374): " وَمَعْنَى تَزْيِينِ الْحَيَاةِ لَهُمْ، إِمَّا أَنَّ مَا خُلِقَ زَيْنًا فِي الدُّنْيَا قَدْ تَمَكَّنَ مِنْ نُفُوسِهِمْ وَاشْتَدَّ تَوَغُّلُهُمْ فِي اسْتِحْسَانِهِ؛ لِأَنَّ الْأَشْيَاءَ الزَّيْنَةَ هِيَ حَسَنَةٌ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ النَّاسِ فَلَا يَخْتَصُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِجَعْلِهَا لَهُمْ زَيْنَةً كَمَا هُوَ مُقْتَضَى قَوْلِهِ: {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} فَإِنَّ اللَّامَ تُشْعِرُ بِالِاخْتِصَاصِ، وَإِمَّا تَرْوِيجُ تَزْيِينِهَا فِي نُفُوسِهِمْ بِدَعْوَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ تُحَسِّنُ مَا لَيْسَ بِالْحَسَنِ كَالْأَقْيِسَةِ الشِّعْرِيَّةِ وَالْخَوَاطِرِ الشَّهْوِيَّةِ."

(4)

سورة: البقرة، الآية:212.

(5)

ينظر: معاني القرآن (1/ 125)[ليحيى بن زياد الفراء ت: 207 هـ، تحقيق: أحمد يوسف النجاتي وآخرين، دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر، ط: الأولى]، معاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 281)، الكشف والبيان، للثعلبي (2/ 131)، الوسيط، للواحدي (1/ 314)، المحرر الوجيز (1/ 284)، زاد المسير (1/ 176)، مفاتيح الغيب (6/ 367)، البحر المحيط (2/ 353)، الدر المصون (2/ 371).

(6)

حاشية زادة على البيضاوي (2/ 509).

وينظر: البحر المحيط (2/ 354)، محاسن التأويل (2/ 94)، روح المعاني (1/ 495)، التحرير والتنوير (2/ 296).

(7)

سقط من ب.

(8)

تفسير الكشاف (1/ 254).

(9)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 297).

ص: 269

والتزيينُ من حيث الخلق والإيجاد مستند الى الله - سبحانه - كما يُعرِبُ عنه القراءةُ على البناء للفاعل، إذ ما مِنْ شيءٍ إلا وهو خالقُه

ــ

(والتزيين إلخ) في (ك):

" المزين: هو الشيطان، زين لهم الدنيا وحسنها في أعينهم بوساوسه، وحببها إليهم لا يريدون غيرها.

ويجوز أن يكون الله قد زينها لهم بأن خذلهم حتى استحسنوها وأحبوها، أو جعل إمهال المُزين (1) تزيينا، ويدل عليه قراءة من قرأ:(زَين للذين كفروا الحياة الدنيا) على البناء للفاعل (2)." (3) أهـ

قال السعد:

" (المُزَيِّن: هو الشيطان) فيكون المسند والإسناد حقيقة.

أو المُزَيِّن: هو الله تعالى، بمعنى أن خذلانه إياهم صار سببا لاستحسانهم الحياة الدنيا، وتزيينها في أعينهم، فيكون الإسناد مجازا، كما في:" أَقْدَمَنِي بَلَدَكَ حَقٌّ لِي عَلَى فُلَانٍ"(4).

(1) في تفسير الكشاف بلفظ: المُزَيَّن له.

(2)

قراءة الجمهور: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} على بناء الفعل للمفعول، ولا يحتاج إلى إثبات علامة تأنيث؛ بسبب الفصل، والحياةُ: بالرفع نائب عن الفاعل.

وقرأ مجاهد، وحميد بن قيس، وأبو حيوة، وابن محيصن، وأبي بن كعب، والحسن، وابن أبي عبلة:(زَيَّن للذين كفروا الحياةَ الدنيا)، على بناء الفعل للفاعل.

ينظر: الكامل في القراءات العشر (1/ 503)، المحرر الوجيز (1/ 284)، زاد المسير (1/ 176)، تفسير القرطبي (3/ 28)، مدارك التنزيل (1/ 177)، الدر المصون (2/ 371)، فتح القدير (2/ 371).

ويقول الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه " إعراب القرآن "(1/ 106): " وهي قراءة شاذّة؛ لأنه لم يتقدّم للفاعل ذكر."

إلا أن الإمام أبا حيان يرى غير ذلك حيث قال: " وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، إِذْ قَبْلَهُ: {فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}." البحر المحيط (2/ 353).

(3)

تفسير الكشاف (1/ 254).

(4)

هذا المثال من قَبيل المجاز الحكمي والإسناد المجازي؛ حيث أسند القدوم إلى الحق وليس هو فاعله حقيقة إنما هو سببه، فالمعنى: أقدمتني نفسي إلى بلدك بسبب أن لي حقا على فلان، كما أسند الله سبحانه وتعالى عدم الربح إلى التجارة في قوله:{فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} [البقرة: 16]، فالتجارة ليست فاعلا على الحقيقة، وإنما هم الذين ما ربحوا في تجارتهم، ولما كان القدوم وعدم الربح موجودين على الحقيقة، لم يكُنِ المجازُ في اللفظ نَفْسه، وإِذا لم يكنِ المجازُ في نفسِ اللفظِ، كان لا مَحالة في الحُكْم والإسناد.

ينظر: دلائل الإعجاز في علم المعاني (1/ 296)[لعبد القاهر الجرجاني ت: 471 هـ، تحقيق: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة، ط: الثالثة 1413 هـ - 1992 م]، مفتاح العلوم (1/ 397)، الإيضاح في علوم البلاغة (1/ 97).

ص: 270

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أو بأن التزيين عبارة عن: إمهال المُزَيِن الحقيقي، الذي هو: الشيطان، فيكون المسند مجازا، [وقد يفهم العكس، وما ذكرناه أوفق باللفظ.

وقوله: (أو جعل) عطف على خذلهم.

وقوله: (ويدل عليه) أي: ما ذكرنا من أن الله قد زينها بأحد الطريقين المجازيين." (1) أهـ

وفي (ش) بعد عبارة (ك)(2):

" فجعل المُزَيِّن: هو الشيطان؛ ليكون المسند والإسناد حقيقة.

أو المُزَيِّن: هو الله تعالى، بمعنى أن خذلانه إياهم صار سببا لاستحسانهم الدنيا، وتزيينها في أعينهم، فيكون الإسناد مجازا، كما في:" أَقْدَمَنِي بَلَدَكَ حَقٌّ ".

أو بأن يكون التزيين عبارة: عن إمهال المُزَيِّن الحقيقي الذي هو الشيطان فيكون المسند مجازا.] (3) هذا معنى كلامه، فالمُزَيِّن الحقيقي عنده: الشيطان، والله: مزين مجازا." (4)

و(ق): عكس ذلك، وعبارته:

" المُزَيِّن حقيقة هو الله؛ إذ ما من شاء إلا وهو فاعله، ويدل عليه: قراءة (زَيَّنَ) على البناء للفاعل، وكل من الشيطان والقوة الحيوانية وما خلقه الله فيها من الأمور البهية والأشياء الشهية مُزَيّن بالعرض (5)."(6) أهـ

(1) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (134 / أ).

(2)

العبارة السابقة للإمام الزمخشري صـ (270) من هذا الجزء من التحقيق، تفسير الكشاف (1/ 254).

(3)

ما بين المعقوفتين سقط من ب.

(4)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 297).

(5)

العرض: هو الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع، أي محل، يقوم به، كاللون المحتاج في وجوده إلى جسم يحله ويقوم به، فالعرض هو ما يقابل الجوهر. ينظر: التعريفات (1/ 148)، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (2/ 1175) [لمحمد بن علي التهانوي ت: بعد 1158 هـ، تحقيق: د. علي دحروج، مكتبة لبنان ناشرون - بيروت، ط: الأولى - 1996 م].

(6)

تفسير البيضاوي (1/ 135).

ص: 271

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال (ش):

" ورده بعض [المحققين (1) المتأخرين](2) فقال:

" التزيين: هو التحسين المدرك بالحس دون المدرك بالعقل؛ ولذا جاء في بعض أوصاف الدنيا وأوصاف الآخرة. (3)

والمُزَيِّن في الحقيقة: هو الشيطان؛ فإنه حسن الدنيا في أعينهم وحببها إليهم، وقراءة (زَيَّنَ) معلوما على الإسناد المجازي.

والقاضي أخطأ في المدعي وما أصاب في الدليل.

أما الأول: فلأن التزيين صفة تقوم بالشيطان، والفاعل الحقيقي لصفة ما، تقوم به تلك الصفة، وليت شعري ما يقول هذا القائل في الكفر والضلالة.

وأما الثاني: فلأن مبناه عدم الفرق بين الفاعل النحوي الذي كلامنا فيه، والفاعل الكلامي الذي بمعزل عن هذا المقام." (4) (5)؛ لأن الله تعالى نسب التزيين إلى نفسه في مواضع كقوله:{زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} (6)، وإلى الشيطان في مواضع كقوله:{زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} (7)، وفي مواضع [ذكره](8) غير مسمى فاعله كما هنا.

(1) مكتوب فوقها في حاشية السقا: ابن كمال.

والمقصود به: شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا الرومي المتوفى سنة 940 هـ. له حَاشِيَة على شرح السَّيِّد للكشاف، وهي مخطوطة محفوظة في دار الكتب الظاهرية - دمشق، تحت رقم: 618 تفسير- 243، ولها نسخة أخرى في: المكتبه المركزية - مكة المكرمة، تحت رقم: 377/ 2.

ينظر: هدية العارفين (1/ 141)، فهارس علوم القرآن الكريم لمخطوطات دار الكتب الظاهريّة (3/ 287)[لصلاح محمد الخيمى، الناشر: مجمع اللغه العربيه - دمشق، ط: 1403 هـ - 1983 م]، خزانة التراث - فهرس المخطوطات (61/ 155)[قام باصداره مركز الملك فيصل].

(2)

في ب: المتأخرين المحققين.

(3)

تفسير الراغب الأصفهاني (1/ 436).

(4)

انتهى إلى هنا كلام هذا المحقق (ابن كمال).

(5)

في حاشية الشهاب عبارة: وهذا كله من عدم التأمل.

(6)

سورة: النمل، الآية:4.

(7)

سورة: الأنفال، الآية:48.

(8)

سقط من ب.

ص: 272

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فالتزيين إن كان بمعنى: إيجادها وإبداعها ذات زينة كما في: {زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} (1) فلا شك في أن فاعله هو: الله عند النحويين والمتكلمين.

وإن كان بمعنى: التحسين بالقول ونحوه من الوسوسة كقوله: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (2) فلا شك أن فاعله عندهما: الشيطان. (3)

وظاهر كلام الرضي: أنه حقيقة في هذين المعنيين (4).

وحيث فسره الزمخشري بالمعنى الثاني تعين أن يكون مجازا إذا أسند إليه تعالى، وحقيقة إذا أسند إلى الشيطان.

وحيث فسرها (ق): (بإيجادها حسنة، وجعلها محبوبة في قلوبهم)(5)، لزم العكس.

وليس مبنيا على الاعتزال (6)

(1) سورة: الصافات، الآية:6.

(2)

سورة: الحجر، الآية:39.

(3)

وهذا هو الذي عليه جمهور المفسرين، ينظر: معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (1/ 282)، النكت والعيون (1/ 270)، المحرر الوجيز (1/ 284)، زاد المسير (1/ 176)، مفاتيح الغيب (6/ 368)، تفسير القرطبي (3/ 28)، مدارك التنزيل (1/ 176)، البحر المحيط (2/ 353).

(4)

ينظر: شرح الرضي على الكافية (1/ 187).

(5)

ينظر: تفسير البيضاوي (1/ 135)، والعبارة هي: حسنت في أعينهم، وأشربت محبتها في قلوبهم."

(6)

الاعتزال: نسبة إلى فرقة المعتزلة وهي التي كان الإمام الزمخشري ينتمي إليها، والمعتزلة هم طائفة من أهل الكلام خالفت جمهور المسلمين في كثير من المعتقدات، ويرجع سبب تسميتهم بذلك إلى اعتزال واصل بن عطاء حلقة استاذه الحسن البصري عندما ألقى رجل سؤالا عن مرتكب الكبيرة، فأجاب واصل قبل أن يجيب الحسن: بأنه في منزلة بين المنزلتين، ثم اعتزل واصل المجلس، فقال الحسن البصري:" اعتزل عنا واصل "، فسمي هو وأصحابه معتزلة، ثم استقر مذهب الاعتزال بعد ذلك على خمسة أصول هي: القول بنفي صفات الباري - تعالى -، القول بالقدر وأن العباد خالقون لأفعالهم، إنفاذ الوعد الوعيد، أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا ولا كافرا وإنما هو في منزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ينظر: الملل والنحل (1/ 48)[لمحمد بن عبد الكريم الشهرستاني ت: 548 هـ، مؤسسة الحلبي للنشر]، الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (1/ 69) [ليحيى بن أبي الخير العمراني ت: 558 هـ، تحقيق: سعود بن عبد العزيز، أضواء السلف، السعودية، ط: الأولى، 1419 هـ/1999 م].

ص: 273

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كما زعمه صاحب الانتصاف (1).

ولا على عدم الفرق بين الفاعل الحقيقي عند أهل العربية وعند المتكلمين، فإن الفرق بينهما مشهور، وتفصيله في حواشي العضد (2) للأبهري (3).

لكن يبقى النظر في عدول (ق) عما في (ك): فإن كان بناء على ما توهم صاحب الانتصاف، وهو المتبادر من كلامه، فغير مراد. وإن كان لمعنى آخر فلينظر.

(1) صاحب الانتصاف: هو أحمد بن محمد بن منصور، أبو العباس، ناصر الدين بن المنير الإسكندراني. المتوفى: 683 هـ، أحد الأئمة المتبحرين في العلوم من التفسير والفقه والأصلين والنظر والعربية والبلاغة والأنساب. أخذ عن جماعة منهم ابن الحاجب. وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: الديار المصرية تفتخر برجلين في طرفيها: ابن المنير بالإسكندرية، وابن دقيق العيد بقوص، وله:(ديوان خطب)، ومن تصانيفه:(تفسير القرآن)، و (الانتصاف فيما تضمنه الكشاف)، و (أسرار الإسراء)، و (مناسبات تراجم البخاري)، و (مختصر التهذيب) في الفقه. ينظر: فوات الوفيات (1/ 149)، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (1/ 316) [لجلال الدين السيوطي ت: 911 هـ، تحقيق: محمد أبو الفضل، دار إحياء الكتب العربية - مصر، ط: الأولى 1387 هـ - 1967 م].

حيث قال في كتابه " الانتصاف فيما تضمنه الكشاف "(1/ 254): " وردت إضافة التزيين إلى اللَّه تعالى، وإضافته إلى غيره في مواضع من الكتاب العزيز، وهذه الآية تحتمل الوجهين، لكن الاضافة إلى قدرة اللَّه تعالى حقيقة، والإضافة إلى غيره مجاز. على قواعد السنة.

والزمخشري يعمل على عكس هذا، فان أضاف للَّه فعلا من أفعاله إلى قدرته جعله مجازا، وإن أضافه إلى بعض مخلوقاته جعله حقيقة. وسبب هذا: هو التعكيس باتباع الهوى في القواعد الفاسدة."

وقد وافق رأي الإمام أبي حيان في " البحر المحيط "(2/ 353) رأي صاحب الانتصاف، حيث ذكر قول الإمام الزمخشري ثم قال:

" وَهُوَ جَارٍ عَلَى مَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ: بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَخْلُقُ الشَّرَّ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ خَلْقِ الْعَبْدِ، فَلِذَلِكَ تَأَوَّلَ [أي: الإمام الزمخشري] التَّزْيِينَ عَلَى الْخِذْلَانِ، أَوْ عَلَى الْإِمْهَالِ."

(2)

العضد: هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو الفضل، عَضُد الدين الإيجي، المتوفي: 756 هـ، كان عالما بالأصول والمعاني والعربية. من أهل إيج (بفارس)، أخذ عن مشايخ عصره ولازم الشيخ زين الدين تلميذ البيضاوي، وولي قضاء المماليك، ومن تلامذته: الشيخ شمس الدين الكرماني، وسيف الدين الأبهري، والتفتازاني، من تصانيفه:(المواقف - ط) في علم الكلام، و (العقائد العضدية - ط)، و (جواهر الكلام - خ) مختصر المواقف، و (شرح مختصر ابن الحاجب - ط) في أصول الفقه، و (الفوائد الغياثية - خ) في المعاني والبيان، (المدخل في علم المعاني والبيان والبديع - خ). ينظر: طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (10/ 46)، الدرر الكامنة (3/ 110)، أبجد العلوم (1/ 598) [لمحمد صديق خان القِنَّوجي ت: 1307 هـ، دار ابن حزم، ط: الأولى 1423 هـ- 2002 م].

(3)

الأبهري: هو سيف الدين أحمد الأبهري، المتوفى نحو: 800 هـ، من تلامذة الإمام عضد الدين الإيجي، وله:(حاشية على شرح الإيجي على مختصر ابن الحاجب الأصولي - خ) في أصول الفقه، و (شرح المواقف للإيجي - خ) لم أقف على مكانها. ينظر: كشف الظنون (2/ 1893)، أبجد العلوم (1/ 598)، خزانة التراث (71/ 177).

ص: 274

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وسيأتي لهذا مزيد تفصيل في سورة الأنعام (1)." (2) أهـ

كتب (ع): " (والمزين على الحقيقة إلخ): " والتزيين من الله: هو أن خلق الأشياء الحسنة، والمناظر العجيبة، فنظر الخلق إليها بأكثر من قدرها فأعجبتهم، وفتنوا بها."كذا في المعالم (3).

ولا حاجة إليه؛ لما ذكره المصنف من قوله: (إذ لا شاء إلا هو فاعله)؛ لما ثبت في الكلام من إسناد جميع الممكنات إليه ابتداء، فالتزيين للكفار فعله - تعالى - ابتداء.

والقبيح: كسب القبيح لا خلقه (4). " (5) أهـ

(1) ينظر: حاشية الشهاب على البيضاوي (4/ 59 - 60)، في تفسير قوله تعالى:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].

حيث فصل الكلام في ذلك، ثم قال ردا على من خَطَّأ الإمام البيضاوي (4/ 60):

" المُخَطِّئُ مُخطِئُ من وجوه:

أحدها: أنّ قوله: " المدرك بالحس " ليس بصواب؛ لأن تزيين الأعمال ليس مما يدرك بالحس، فلا وجه لتخصيصه به.

الثاني: أنّ قوله: " والمزين في الحقيقة هو الشيطان " إن أراد بالتزيين جعله مشتهى بالطبع، وخَلق ذلك فيه فباطل، وان أراد الوسوسة ونحوها فالقاضي لا ينكره، ألا تراه قال في قوله تعالى:{وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ} [الفتح: 12] الفاعل هو الله أو الشيطان.

وكذلك قوله: " التزيين صفة تقوم بالشيطان " فإنه يقال له: أيّ معانيه أردت؟ !

الثالث: أنّ ما ذكره من عدم الفرق، فكيف يخفى على مثله، وهو مقرر في الأصلين، وإنما قصد الردّ على الزمخشري حيث فسره بما زعمه هذا القائل بناء على مذهبه في خلق العباد أفعالهم لا كما توهمه."

(2)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 297).

(3)

معالم التنزيل، للبغوي (1/ 270).

(4)

الحاصل: أنه اتفق أهل السنة والمعتزلة على أن الله - تعالى - خالق للعباد ولأفعالهم الاضطرارية.

ولكنهم اختلفوا في أفعالهم الاختيارية، فالمعتزلة يقولون: إن العبد خالق لأفعاله بقدرة خلقها الله فيه.

وأما أهل السنة فهم على أن الله - سبحانه هو الخالق لهذه الأفعال أيضا، قال تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]، فهذ الأفعال مقدورة بقدرة الله اختراعا وإيجادا وخلقا، وبقدرة العبد على وجه آخر هو الكسب، قال تعالى:{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]. ويقولون: إن كَسْب الْقَبِيحِ هو القَبِيح المُوجِب لِاسْتِحْقَاقِ الذَّمِّ بِخِلَافِ خَلْقِهِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْخَالِقَ حَكِيمٌ لَا يَخْلُقُ شَيْئًا إِلَّا وَلَهُ عَاقِبَةٌ حَمِيدَةٌ، وَإِنْ لَمْ نَطَّلِعْ عَلَيْهَا، فَجَزَمْنَا بِأَنَّ مَا نَسْتَقْبِحُهُ مِنَ الْأَفْعَالِ قَدْ يَكُونُ لَهُ فِيهَا حِكَمٌ وَمَصَالِحُ كَمَا فِي خَلْقِ الْأَجْسَامِ الْخَبِيثَةِ الضَّارَّةِ الْمُؤْلِمَةِ، بِخِلَافِ الْكَاسِبِ فَإِنَّهُ قَدْ يَفْعَلُ الْحَسَنَ وَقَدْ يَفْعَلُ الْقَبِيحَ، فَجَعَلْنَا كَسْبَهُ لِلْقَبِيحِ مَعَ وُرُودِ النَّهْيِ عَنْهُ قَبِيحًا سَفَهًا مُوجِبًا لِاسْتِحْقَاقِ الذَّمِّ وَالْعِقَابِ، وَكُلُّ مَا يَفْعَلُهُ الْعِبَادُ مِنْ طَاعَةٍ أو مَعْصِيَة، دَاخِلٌ تَحْتَ إِرَادَتة الله - تعالى - وَمَشِيئَتِهِ، فَاللَّهُ - تَعَالَى - خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.

ينظر: لوامع الأنوار البهية (1/ 291)[لمحمد بن أحمد السفاريني ت: 1188 هـ، مؤسسة الخافقين - دمشق، ط: الثانية - 1402 هـ - 1982 م]، تحفة المريد (2/ 7).

(5)

مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (341 / أ - ب).

ص: 275