الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ}
ــ
أي: آسر، والأخيذ: الأسير." (1)
أي: جعلته العزة وحمية الجاهلية أسيرا بقيد الإثم لا يتخلص منه." (2)(ع)
وفي (ز):
" (أخذته بكذا) إشارة إلى أن باء {بِالْإِثْمِ}: للتعدية؛ بناء على أن لا فرق بين: أخذته بكذا، وبين: حملته عليه، فكما أن (على) صلة الفعل (3) الذي قبلها كذلك الباء."(4) أهـ
ثم الجملة الشرطية تحتمل الوجهين في نظيرتها، أي: كونها مستأنفة أو معطوفة على: {يُعْجِبُكَ} . (5)
{جَهَنَّمُ} : " علم (6) لدار العقاب، ممنوع من الصرف (7)، إما للعلمية والتأنيث،
(1) النهاية في غريب الحديث والأثر - مادة أخذ (1/ 28)[تحقيق: طاهر أحمد الزاوى، المكتبة العلمية - بيروت، 1399 هـ - 1979 م].
(2)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (337 / أ).
(3)
كلمة "على" في قول البيضاوي (1/ 133): " حملته الأنفة وحمية الجاهلية على الإِثم" هي للتعدية وصلة الفعل، أي: تصل الفعل إلى مفعول إذا كان الفعل لازما، وتصله إلى مفعول ثان إذا كان متعديا.
(4)
حاشية زادة على البيضاوي (2/ 501).
(5)
يقصد أن جملة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ} ، تحتمل وجهي الإعراب الجائزين في جملة:{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى} ، أي: كونها مستأنفة أو معطوفة. ينظر: البحر المحيط (2/ 332)، الدر المصون (2/ 353).
(6)
العَلَم: هو الاسم الذي يعين مسماه مطلقا، أي: بلا قيد التكلم أو الخطاب أو الغيبة. ولا يخلو من أن يكون اسمًا ، كـ"زيد" و"جعفر"، أو كنية كـ "أبي عمرو" و"أم كلثوم"؛ أو لقباً كـ "الفاروق". ينظر: شرح المفصل لابن يعيش (1/ 93)، شرح ابن عقيل (1/ 118).
(7)
الممنوع من الصرف: هو ما لا يدخله تنوين الصرف.
وهو ما فيه علتان" فرعيتان "من علل تسع، وهم: العلمية والعجمة: كـ"إبراهيم"، والعلمية والتأنيث: كـ "زينب" و"فاطمة"، والعلمية وزيادة الألف والنون كـ "عثمان"، والعلمية والتركيب المزجي: كـ "بعلبك"، والعلمية ووزن الفعل: كـ " أحمد"، والعلمية وألف الإلحاق المقصورة: كـ "علقى".
والوصفية ووزن فعلان الذي مؤنثه فعلى: كـ"عطشان" الذي مؤنثه "عطشى"، والوصفية ووزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء: كـ "أحمر" الذي مؤنثه "حمراء"، والوصفية والعدل وذلك في أسماء العدد المبنية على فعال ومفعل: كـ "ثلاث ومثنى".
أو علة واحدة منها تقوم مقامهما، وهي نوعان: صيغة منتهى الجموع: كـ "مساجد"، و"مصابيح".
وألف التأنيث الممدودة كـ "صحراء"، أو المقصورة كـ "حبلى".
ويكون جره بالفتحة نيابة عن الكسرة إن لم يُضف أو لم تدخل عليه "أل"، نحو: مررت بمساجدَ، فإن أضيف أو دخلت عليه "أل" جُر بالكسرة، نحو: مررت بمساجدِ القاهرة أوبالمساجدِ.
ينظر: شرح ابن عقيل (3/ 321)، شرح شذور الذهب للجوجري (2/ 826)، شرح التصريح (1/ 84).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأصل معناه: البئر البعيدة القعر.
وقيل: إنه غير عربي، وأصله: كهنام، فمنع الصرف للعلمية والعجمة (1)، والداعي إلى القول بالعجمة: أن وزن (فَعَلَّل) لم يوجد (2)، وبعض النحاة: أثبته وذكروا له نظائر (3)." (4)(ش)
وفي (ق):
" {جَهَنَّمُ} اسم علم لدار العقاب، وهي في الأصل اسم مرادف للنار، وقيل: معرب."(5) أهـ
كتب (ع):
" (وهي في الأصل إلخ) في الصحاح وشمس العلوم: " أنه من الملحق بالخماسي بزيادة الحرف الثالث، وأنه فَعَلَّل." (6)
(1) قال أبو بكر الأنباري في كتابه "الزاهر في معاني كلمات الناس"(2/ 146):
" في جهنم قولان:
قال يونس - شيخ سيبويه - وأكثر النحويين: جهنم: اسم للنار التي يعذب الله بها في الآخرة. وهي أعجمية، لا تجري - أي لا تنصرف - للتعريف والعُجْمة.
وقال آخرون: جهنم اسم عربي، سميت نار الآخرة به لبعد قعرها. وإنما لم تَجْرِ لثقل التعريف وثقل التأنيث. قال قطرب: حُكِي لنا عن رؤبة أنّه قال: ركِيّة جِهِنام، يريد: بعيدة القعر. " [تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط: الأولى، 1412 هـ -1992].
وقال ذلك أيضا الأزهري في "تهذيب اللغة"(6/ 273)، وابن الجوزي في "زاد المسير"(1/ 172)، والنووي في "تهذيب الأسماء واللغات"(3/ 59)[دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان].
(2)
هكذا كتبت في حاشية السقا، ولكن الموجود في حاشية الشهاب:" فعنَّل"، وهو الأصح.
قال السمين الحلبي في "الدر المصون"(2/ 356): " و «جهنَّمُ» اخَتَلَفَ الناسُ فيها، فقيل: هي أعجميةٌ وعُرِّبتْ ........ ، وقيل: بل هي عربيةُ الأصلِ، والقائلون بذلك اختلَفوا في نونِها: هل هي زائدةٌ أم أصليةٌ؟ فالصحيحُ أنها زائدةٌ ووزنُها «فَعَنَّل» مشتقةٌ من «رَكِيَّةٌ جَهْنام» أي: بعيدةُ القَعْر، وهي من الجَهْم وهو الكراهةُ، وقيل: بل نونُها أصليَّةٌ ووزنُها «فَعَلَّل» كعَدَبَّس، قال: لأن «فعنَّلاً» مفقودٌ في كلامِهم، وجعل «زَوْنَكاً» فَعَلَّلاً أيضاً، لأنَّ الواوَ أصلٌ في بناتِ الأربعةِ كوَرَنْتَل، لكنَّ الصحيحَ إثباتُ هذا البناءِ، وجاءَتْ منه ألفاظ، قالوا:«ضَفَنَّط» من الضَّفاطة وهي الضخامة، و «سَفَنَّج» و «هَجَنَّف» للظَّلِيم، والزَّوْنَك: القصير
…
إلخ."
ينظر: البحر المحيط (2/ 317)، التحرير والتنوير (2/ 272).
(3)
كما سيأتي في كلام الإمام السيوطي القادم.
(4)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 295).
(5)
تفسير البيضاوي (1/ 133).
(6)
الصحاح تاج اللغة - مادة جهنم (5/ 892)، شمس العلوم - مادة جهنم (2/ 1201).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وفي النهر: " وهي مشتقة من قولهم: "ركية كهنام"، إذا كانت بعيدة القعر (1)، وكلاهما من الجهم، وهي الكراهية والغلظ (2)، ووزنها: " فَعَنَّل"، ولا يلتفت لمن قال: " وزنها (فَعَلَّل) كـ" عَدَنَّس"(3)، وأن (فَعَنَّلا) مفقود؛ لوجود (فَعَنَّل) نحو:" زَّوَنَّك "، و" هَجَنَّف " وغيرهما." (4)
وقوله: (وقيل: مُعَرَّب) أي: فارسي (5)، وأصله: كهنام، فعرب بإبدال الكاف جيما، وإسقاط الألف، والمنع على هذا: للعجمة أو التأنيث." (6) أهـ
وفي السيوطي:
" وما قيل: من أن هذا البناء مفقود في كلامهم، فهو مردود بـ" هَجَنَّف ": للظَّليم (7)، و"زَّوَنَّك": للقصير؛ لأنه يزوك في مشيته، أي يتبختر (8)، و" ضَفَنَّط" (9): من الضفاطة وهي: الضخامة، و" سَّفَنَّج" (10)."(11) أهـ
(1) قال الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير"(2/ 272) بعد ذكر الأقوال في "جهنم": " وَأَمَّا قَوْلُ الْعَرَبِ رَكِيَّةُ جَهَنَّم، أَي: بعيدَة الْقَعْرِ، فَلَا حُجَّةَ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ نَاشِئٌ عَنْ تَشْبِيهِ الرَّكِيَّةِ بِجَهَنَّمَ؛ لِأَنَّهُمْ يَصِفُونَ جَهَنَّمَ أَنَّهَا كَالْبِئْرِ الْعَمِيقَةِ الْمُمْتَلِئَةِ نَارًا."
(2)
ينظر: تاج العروس - مادة جهم (31/ 431)، معجم اللغة العربية - مادة جهم (1/ 414).
(3)
الأصل: "عَدَبَّس"، بالباء الموحدة التحتية، وليس " عَدَنَّس " بالنون الموحدة الفوقية، ولعله تصحيف من الكاتب. والعَدَبَّسٌ: الشَّرِسُ الخُلُقِ العَظيمُ من الإِبل وغَيْرَها، والجمع العدابس، والعَدَبَّسَةُ: الكُتْلَةُ من التَّمْرِ. ينظر: الصحاح تاج اللغة - مادة عدبس (3/ 947)، تاج العروس - مادة عدبس (16/ 233).
(4)
النهر الماد، بهامش تفسير " البحر المحيط "(1/ 117).
(5)
وقد زاد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير"(2/ 272) قولا ثالثا فقال: " وَقِيلَ: أَصْلُهَا عِبْرَانِيَّةٌ، كِهِنَامُ بِكَسْرِ الْكَافِ وَكَسْرِ الْهَاءِ."
(6)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (337 / ب - 338 / أ).
(7)
الظَّليم: الذكر من النعام، وجمعه: ظِلمان. ينظر: شمس العلوم - مادة ظليم (7/ 4245)، الصحاح تاج اللغة - مادة ظلم (5/ 1978).
(8)
ينظر: العين - باب الكاف (5/ 323)، تهذيب اللغة - باب الكاف (10/ 59)، تاج العروس - مادة زنك (27/ 188).
(9)
ضَفَنَّط: يقال: رجل ضَفَنّط بَيِّن الضَّفاطة، أي: سمينٌ رخْوٌ ضَخْم البَطْن. ينظر: العين - حرف الضاد (7/ 79)، تهذيب اللغة - باب الجيم (11/ 165)، تاج العروس - مادة سفنج (6/ 40).
(10)
سَّفَنَّج: الظَّليم الخَفيف أو الذَّكَر، وَقيل: هُوَ من أَسماءِ الظَّليم فِي سُرْعَتِه. ينظر: العين - باب الجيم (6/ 201)، تهذيب اللغة - باب الضاد (12/ 71)، تاج العروس - مادة ضفط (19/ 454).
(11)
حاشية السيوطي على البيضاوي (2/ 402).