الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في فترة إدريسَ، أو نوحٍ فبعث اللَّهُ النبيين، فاختلفوا عليهم.
والأولُ هو الأنسبُ بالنظم الكريم.
{وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ}
أي: جنسَ الكتابِ،
ــ
وفي (ش):
" وضعف الوجه الثاني بوجوه منها: أنه لم يعلم الاتفاق على الكفر، حتى لا يكون مؤمن أصلا في عصر من الأعصار."(1) أهـ
(في فترة إدريس): " أي بعد رفعه إلى السماء إلى أن بعث نوح."(2)(ع)
(أو نوح): " أي بعد موته إلى أن بعث هود."(3)(ع)
(أي: جنس الكتاب) اقتصر (ق) عليه حيث قال: " يريد به الجنس (4)، ولا يريد به أنه أنزل مع كل واحد كتابا يخصه، فإن أكثرهم لم يكن لهم كتاب يخصهم، وإنما كانوا يأخذون بكتب من قبلهم."(5) أهـ
قال (ع):
" في النهر: " قوله: {مَعَهُمُ} حال مقدرة من: {الْكِتَابَ} متعلق بمحذوف، وليس منصوبا بـ {أَنزَلَ} ، واللام في الكتاب للجنس." (6)
فالمعنى: وأنزل جنس الكتاب مقدرا مقارنته ومصاحبته للنبيين، حيث كان كل واحد منهم يأخذ الأحكام إما من كتاب يخصه، أو من كتب من قبله.
(1) حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 298).
(2)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (342 / أ).
(3)
المرجع السابق.
(4)
ينظر: الوسيط، للواحدي (1/ 316)، المحرر الوجيز (1/ 286)، زاد المسير (1/ 177)، تفسير القرطبي (3/ 32)، التبيان في إعراب القرآن (1/ 171)، روح المعاني (1/ 495).
(5)
تفسير البيضاوي (1/ 135).
(6)
تفسير النهر الماد، بحاشية البحر المحيط (1/ 135).
وينظر: روح المعاني (1/ 495).
وقال السمين الحلبي في " الدر المصون "(2/ 374): " قوله: {مَعَهُمُ} هذا الظرفُ فيه وجهان، أحدُهما: أنه متعلقٌ بـ {أَنزَلَ} . وهذا لا بُدَّ فيه من تأويلٍ؛ وذلك أنه يلزَمُ من تعلُّقِهِ بـ {أَنزَلَ} أن يكونَ النبيون مصاحِبين للكتابِ في الإِنزالِ، وهم لا يُوصَفُونَ بذلك؛ لِعَدَمِهِ فيهم. وتأويلُهُ: أنَّ المرادَ بالإِنزالِ الإِرسالُ؛ لأنه مُسَبِّبٌ عنه، كأنه قيل: وأرسلَ معهم الكتابَ؛ فتصِحُّ مشاركتُهم له في الإِنزالِ بهذا التأويلِ.
والثاني: أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ من الكتاب، وتكونُ حالاً مقدرةً أي: وأنزلَ مقدِّراً مصاحبتَه إياهم."
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فاندفع أن الجنس أيضا لا يصلح؛ لأنه لم ينزل مع كثير جنس الكتاب." (1) أهـ
" وقوله: (ولا يريد به إلخ) رد على (ك) حيث قال: " أو مع كل واحد كتابه." (2) أهـ
" يعني يكون الكتاب للعهد (3)، وتعويض تعريف اللام عن تعريف الإضافة (4). والمعنى: مع كل واحد من النبيين كتابه."(5)(ع)
لكن كتابة السعد مع مفسرنا خصص وقيد كل واحد حيث قال:
" يعني: يكون الكتاب للعهد، وتعويض تعريف اللام عن تعريف الإضافة.
والمعنى: مع كل واحد من الذين لهم كتاب. وعموم النبيين لا ينافي خصوص الضمير العائد إليه بمعونة القرينة." (6) أهـ
وكتب (ع) على قول (ق):
" (فإن أكثرهم لم يكن له إلخ): أجيب عنه: بأن عموم النبيين لا ينافي رجوع ضمير {مَعَهُمُ} إلى بعضهم، كقوله:{وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} (7)، فإن الضمير للرجعيات (8) التي هن بعض المطلقات العامة المذكورة سابقا.
ولا يخفى أن لفظ (ك)(9) آب عنه. والقول: بأن المراد" كل واحد من بعض النبيين"ركيك." (10) أهـ
(1) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (342 / ب - 343 / أ).
(2)
تفسير الكشاف (1/ 256).
(3)
قال الإمام أبو حيان في " البحر المحيط "(2/ 364): " وَالْكِتَابُ: إِمَّا أَنْ تَكُونَ أَلْ فِيهِ لِلْجِنْسِ.
وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لِلْعَهْدِ عَلَى تَأْوِيلِ: مَعَهُمْ، بِمَعْنَى مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.
أَوْ عَلَى تَأْوِيلِ أَنْ يُرَادَ بِهِ وَاحِدٌ مُعَيَّنٌ مِنَ الْكُتُبِ، وَهُوَ التَّوْرَاةُ. قَالَهُ الطَّبَرِيُّ (4/ 280): أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى وَحَكَمَ بِهَا النَّبِيُّونَ بَعْدَهُ، وَاعْتَمَدُوا عَلَيْهَا كَالْأَسْبَاطِ وَغَيْرِهِمْ.
وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ مُفْرَدًا وُضِعَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ، وَقَدْ قِيلَ بِهِ."
(4)
حيث قال: الكتاب، بأل التي للعهد، عوضا عن قوله: كتابه، بالإضافة إلى ضمير النبيين.
(5)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (342 / ب - 343 / أ).
(6)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (134 / ب).
(7)
سورة: البقرة، الآية:228.
(8)
الرجعيات: هن المطلقات طَّلاقا رجْعِيّا وهُوَ: الذي يَجُوزُ مَعَهُ لِلزَّوْجِ رَدُّ زَوْجَتِهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْنَافِ عَقْدٍ، وذلك إذا طلقها طلقة أو طلقتين ما لم تمض عدتها، فإذا مضت عدتها انقلب الطلاق إلى بائن. ينظر: معجم لغة الفقهاء (1/ 220)، الموسوعة الفقهية الكويتية (29/ 29).
(9)
آخر عبارة للإمام الزمخشري صـ (296) من هذا الجزء من التحقيق. تفسير الكشاف (1/ 256).
(10)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (343 / أ).