الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما خوطب أهلُ الكتاب بعنوان الإيمان مع أنه لا يصِح الإيمانُ إلا بما كلَّفوه الآن؛ إيذاناً بأن ما يدّعونه لا يتمّ بدونه.
{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
بالتفرُّق، والتفريقِ، أو بمخالفة ما أُمرتم به.
{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}
ظاهرُ العداوة، أو مُظْهِرٌ لها، وهو تعليلٌ للنهي أو الانتهاءِ.
ــ
(مع أنه لا يصح الإيمان منهم إلا بما كلفوه) أي: بفعل ما كلفوه الآن؛ إذ إيمانهم بكتبهم وأنبيائهم وحده لا ينفع، ولا يقال له: إيمان صحيح بعد تكليفهم بما بعث به محمد فكيف يخاطبون بـ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} .
وقوله: (إيذانا) أي: للسامع بأن ما يدعونه إيمانا لا يتم بدونه، وكان المعنى: أن خطابهم بذلك العنوان على حسب دعواهم.
{خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} : جمع خطوة بالضم والسكون: ما بين القدمين (1)، أي: لا تسلكوا مسالكه وتطيعوه فيما دعاكم إليه من السبل الزائفة والوساوس الباطلة.
(بالتفرق): " أي في جمعيتكم، على تقدير: أن يكون {كَافَّةً} حالا من الضمير."(2) وقوله: (والتفريق) في (ق): " أو بالتفريق."(3)
"أي: في الشرائع، أو في شعب الإيمان، على تقدير: أن يكون حالا من {السِّلْمِ}."(4)(ع)
وفي (ش): " التفرق: أن يصيروا فرقا، يطيع بعض ويخالف آخر، والتفريق: بين بعض الأنبياء والكتب وبعض، أو تفريق المسلمين بإيقاع الفتن بينهم."(5)
(أو بمخالفة ما أمرتم به) أي: أيا كان.
(ظاهر العداوة): " إشارة إلى أنه من بان اللازم، بمعنى: ظهر."(6)(ش)
(أو مظهرها) على أنه من أبان المتعدي بمعنى: أظهر. (7)
(1) ينظر: تهذيب اللغة - باب الخاء والطاء (7/ 206)، المفردات - مادة خطو (1/ 288)، مختار الصحاح - مادة خطا (1/ 93).
(2)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (339 / ب).
(3)
تفسير البيضاوي (1/ 134).
(4)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (339 / ب).
(5)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 295).
(6)
المرجع السابق.
(7)
ينظر: المصباح المنير - مادة بين (1/ 70)، تاج العروس - مادة بين (34/ 297).
وقال الإمام ابن عطية في " المحرر الوجيز "(1/ 283): " و {مُّبِينٌ} يحتمل أن يكون بمعنى: أبان عداوته، وأن يكون بمعنى: بان في نفسه أنه عدو، لأن العرب تقول: بان الأمر وأبان بمعنى واحد."