الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - أسباب النزول:
* عند تفسيره لقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (1)، قال:
" قال المفسرون: كانت قريش وحلفاؤهم وهم الحمس يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن أهل الله وسكان حرمه، فلا نخرج من الحرم. ويستعظمون أن يقفوا بعرفات لكونها من الحل، وكانت سائر العرب تقف بعرفات اتباعا لملة إبراهيم، فإذا أفاضوا أفاضوا من عرفات وأفاض الحمس من المزدلفة، فأنزل الله هذه الآية، وأمرهم أن يقفوا بعرفات، ويفيضوا منها كما يفعله سائر الناس."(2)
* وإذا تعددت أقوال المفسرين في ذكر سبب النزول، فإنه يذكرها جميعا دون ترجيح، كما فعل في بيان سبب نزول قول الله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} (3)، حيث قال:
- عن ابن عباس: أن هذه الآية في سرية الرجيع.
- وقيل: نزلت في صهيب (4).
- نزلت في الزبير بن العوام (5)،
(1) سورة: البقرة: الآية: 199.
(2)
صـ (93) من هذا البحث.
(3)
سورة: البقرة، الآية:207.
(4)
صهيب: هو صهيب بن سنان بن مالك المعروف بصهيب الرومي، المتوفي: 38 هـ، صحابي، وهو أحد السابقين إلى الإسلام. كان أبوه من أشراف الجاهليين، ولاه كسرى على البصرة، وكانت منازل قومه في أرض الموصل، وبها ولد صهيب، فأغارت الروم على ناحيتهم، فسبوا صهيبا وهو صغير، فنشأ بينهم، فكان ألكن. واشتراه منهم أحد بني كلب وقدم به مكة، فابتاعه عبد الله بن جدعان التيمي، ثم أعتقه. فأقام بمكة يحترف التجارة، إلى أن ظهر الإسلام، فأسلم - ولم يتقدمه غير بضعة وثلاثين رجلا- فلما أزمع المسلمون الهجرة إلى المدينة، كان صهيب قد ربح مالا وفيرا من تجارته، فمنعه مشركو قريش، وقالوا: جئتنا صعلوكا حقيرا، فلما كثر مالك هممت بالرحيل؟ فقال: أرأيتم إن تركت مالي تخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. فجعل لهم ماله أجمع. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: ربح صهيب، ربح صهيب! وشهد بدرا وأُحد والمشاهد كلها. له 307 أحاديث. وتوفي في المدينة.
ينظر: الاستيعاب (2/ 726)، أسد الغابة (3/ 38)، الإصابة (3/ 364).
(5)
الزبير: هو الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي، أبو عبد اللَّه، المتوفي: 36 هـ، حواريّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمته. أمه صفية بنت عبد المطّلب، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستّة أصحاب الشّورى، أسلم وله 12 سنة. وأول من سلَّ سيفه في الإسلام. وشهد بدرا وأحدا وغيرهما. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل، له 38 حديثا.
ينظر: الاستيعاب (2/ 510)، أسد الغابة (2/ 307)، الإصابة (2/ 457).
وصاحبه المقداد بن الأسود (1)، لما قال صلى الله عليه وسلم:" من يختزل خُبَيبا (2) عن خشبته فله الجنة." فقال: أنا وصاحبي المقداد، وكان خبيب قد صلبه أهل مكة. (3)
- أو في عليّ، استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على فراشه حين خرج إلى الغار." (4)
- وقيل: نزلت في عمار بن ياسر (5)، وأمه سمية (6)(7)." (8)
(1) المقداد: هو المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الأسود، الكندي البهراني الحضرميّ، أبو عمرو، المتوفي: 33 هـ، صحابي، من الأبطال. هو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام. وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله. واسم أبيه عمرو بن ثعلبة. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فصار يقال له: المقداد بن الأسود، إلى أن حُرِّم التبني، فعاد يتسمى المقداد بن عمرو، وشهد بدرا وغيرها. وسكن المدينة ودفن فيها. له 48 حديثا. ينظر: الاستيعاب (4/ 1480)، الإصابة (6/ 159).
(2)
خُبَيب: هو خبيب بن عدي الأنصاري، شهد بدرا، وأُسر في سرية الرجيع، وذلك في سنة ثلاث من الهجرة، واشتراه بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فمكث خبيب عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله، خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فَقَالَ: دعوني أصلي ركعتين. فكان أول من صلى ركعتين عند القتل، وصُلب بالتنعيم، وروي أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب عن خشبته. ينظر: الاستيعاب (2/ 440)، الإصابة (2/ 225).
(3)
نقله الثعلبي في " الكشف والبيان"(2/ 124) عن ابن عباس والضحاك، وذكر هذه القصة بالتفصيل البغوي في "معالم التنزيل"(1/ 265)، وذكره ابن الجوزي في " زاد المسير في علم التفسير" (1/ 172) [لأبي الفرج الجوزي ت: 597 هـ، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط: الأولى - 1422 هـ]، وذكره أبو حيان في "البحر المحيط"(2/ 334).
(4)
صـ (197) وما بعدها من هذا البحث.
(5)
عمار: هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني القحطاني، أبو اليقظان، المتوفي: 37 هـ، صحابي، من
…
الولاة الشجعان ذوي الرأي. وهو أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به هو وأبواه، وكانوا ممن يعذّب في اللَّه، ونزل فيه قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]. هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان. وولاه عمر الكوفة، فأقام زمنا وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مع عليّ. وقُتل في الثانية، وعمره ثلاث وتسعون سنة. له 62 حديثا. ينظر: الاستيعاب (3/ 1135)، الإصابة (4/ 473).
(6)
سمية: هي سميَّة بنت خبَّاط، ت: نحو 7 ق هـ، صحابية. كانت في الجاهلية مولاة لأبي حذيفة ابن المغيرة -عمّ أبي جهل-، وكان أبو حذيفة حليفا لياسر بن عامر الكناني، فزوجه بها، فولدت له عمارا، على الرق، فأعتقه ياسر. ولما كان بدء الدعوة إلى الإسلام، كانت سمية عجوزا كبيرة، فأسلمت سرا، هي وزوجها وابنها، ثم جاهروا بإسلامهم، ولم يكن لهم من يحميهم، فعذبهم مشركو قريش، وجاء أبو جهل، فطعن سمية بحربة، فقتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام. ينظر: الاستيعاب (4/ 1863)، أسد الغابة (7/ 152).
(7)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(24/ 222)، عن ابن عباس، وينظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس (1/ 28)[ينسب: لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ت: 68 هـ، جمعه: مجد الدين الفيروزآبادى ت: 817 هـ، دار الكتب العلمية - لبنان].
(8)
صـ (208) وما بعدها من هذا البحث.