الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{هَلْ يَنظُرُونَ}
استفهامٌ إنكاري في معنى النفي
ــ
(في معنى النفي): " ولذا وقع بعده الاستثناء المفرَّغ (1)."(2)(ش)
وفي (ع):
" (استفهام في معنى النفي (3)):
والضمير راجع إلى {الَّذِينَ آمَنُوا} إن أريد به المنافقون أو أهل الكتاب، أو إلى {مَن يُعْجِبُكَ} إن أريد به مؤمنو أهل الكتاب أو المسلمون (4).
ومعنى كونهم ناظرين لحلول البأس: اتصافهم بما يوجب حلوله عليهم، فكأنهم منتظرون له." (5) أهـ
(1) الاستثناء المفرَّغ: هو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه، فلا عمل لـ "إلا"، بل يكون الحكم عند وجودها مثله عند فقدها. وشرطه: كون الكلام غير إيجاب، وهو: النفي نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} [آل عمران: 144]، والنهي نحو:{وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء: 171]، والاستفهام الإنكاري نحو:{فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: 35]، ولا يقع ذلك في إيجاب؛ فلا يجوز: قام إلا زيد. ينظر: اللمحة في شرح الملحة (1/ 467)، أوضح المسالك (2/ 222)، شرح الأشموني (1/ 509).
(2)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 295).
(3)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (1/ 169)، تفسير القرطبي (3/ 25)، البحر المحيط (2/ 342)، الدر المصون (2/ 362)، التحرير والتنوير (2/ 283)، إعراب القرآن وبيانه (1/ 308).
ويقول الإمام السيوطي في " الإتقان في علوم القرآن "(3/ 267) ما ملخصه: "وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ صِيغَةُ الِاسْتِفْهَامِ فِي غَيْرِهِ مَجَازًا، وَأَلَّفَ فِي ذَلِكَ الْعَلَّامَةُ شمس الدين بن الصَّائِغِ كِتَابًا سَمَّاهُ "رَوْضُ الْأَفْهَامِ فِي أَقْسَامِ الِاسْتِفْهَامِ"، قَالَ فِيهِ: قَدْ تَوَسَّعَتِ الْعَرَبُ فَأَخْرَجَتِ الِاسْتِفْهَامَ عَنْ حَقِيقَتِهِ لمَعَانٍ أَوْ أَشْرَبَتْهُ تِلْكَ الْمَعَانِي. الْأَوَّلُ: الْإِنْكَارُ، وَالْمَعْنَى فِيهِ عَلَى النَّفْيِ وَمَا بَعْدَهُ مَنْفِيٌّ؛ وَلِذَلِكَ تَصْحَبُهُ "إِلَّا" كَقَوْلِهِ: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: 35]، {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 17]." وينظر: البرهان في علوم القرآن (2/ 328).
(4)
ينظر: روح المعاني (1/ 493).
ولقد تعددت أقوال المفسرين فيما يرجع إليه الضمير في قوله تعالى: {يَنظُرُونَ} :
فمنهم من يرى أنه يرجع إلى: التَّارِكِينَ الدُّخُولَ فِي السِّلْمِ.
…
ينظر: معالم التنزيل (1/ 269)، تفسير القرطبي (3/ 25)، فتح القدير (1/ 242).
ومنهم من يرى أنه يرجع إلى: الْيَهُودِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ دِينَكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَعَ مُوسَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالُوا:{لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55]. ينظر: مفاتيح الغيب (5/ 360).
ومنهم من يرى أنه عائدٌ على المخاطبين بقولِه: {زَلَلْتُم} . ينظر: البحر المحيط (2/ 343)، الدر المصون (2/ 363).
وللإمام الطاهر بن عاشور في هذا الموضع تفصيل حسن. ينظر: التحرير والتنوير (2/ 281).
(5)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (339 / ب).