الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}
هي: الصحة والكفاف والتوفيق للخير
هي: الثواب والرحمة
بالعفو والمغفرة.
ــ
(هي الصحة إلخ) " يريد أن الحسنة وإن كانت نكرة في الإثبات لا تعم، إلا أنها مطلقة، فتنصرف إلى الكامل، والحسنة الكاملة في الدنيا: ما يشمل جميع حسناتها، وكذا في قوله:{وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} (1). (2)
وقوله (3): (الصحة): أي صحة البدن والعقل.
و(الكفاف): " بالفتح من الرزق: القوت، وهو ما كف عن الناس أي: أغنى، في الحديث: (اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفَافًا) (4) " كذا في الصحاح (5).
(والتوفيق للخير): أي: [جعل](6) الأسباب مهيئة لتحصيل ما هو خير في الدارين من الاعتقادات والأعمال والأقوال." (7)(ع)
(1) سورة: البقرة، الآية:201.
(2)
ينظر: روح المعاني (1/ 486).
(3)
أي: القاضي البيضاوي في تفسيره.
(4)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10/ 391) عن أبي هريرة، كتاب: الرقائق، حديث رقم:11809.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (14/ 254) كتاب: التاريخ، باب: ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ تَعْزُبَ الدُّنْيَا عَنْ آلِهِ، حديث رقم:6343. [لمحمد بن حبان الدارمي، البُستي ت: 354 هـ، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط: الثانية، 1414 - 1993].
وأخرجه إسحاق بن راهويه، في مسنده (1/ 219) باب: ما يروى عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم:175. [تحقيق: د. عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان - المدينة المنورة، ط: الأولى، 1412 - 1991].
قال عنه الألباني: صحيح، وقال عنه شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2/ 730) كتاب: الزكاة، باب: في الكفاف والقناعة، حديث رقم: 126 - (1055)، بلفظ «اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا» بدلا من «كفافا» .
(5)
الصحاح تاج اللغة - مادة كفف (4/ 1423).
(6)
في ب: اجعل.
(7)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (335 / أ).
وروي عن علي رضي الله عنه أن الحسنة في الدنيا: المرأة الصالحة، وفي الآخرة: الحور،
ــ
(وروي عن علي (1) كذا وعن الحسن (2))
قال السيوطي:
" أخرجه ابن جرير."(3)
لكن في (ق):
" وقول علي: كذا، وقول الحسن: كذا أمثلة للمراد بها."(4) أهـ
(1) ذكره الإمام الثعلبي في تفسيره " الكشف والبيان "(2/ 115) بدون إسناد، وذكره الإمام البغوي في "معالم التنزيل "(1/ 258) بدون إسناد أيضا.
وكذا ذكره القرطبي (2/ 432) عن عليّ بغير إسناد، وبصيغة التمريض قائلا " فَرُوِي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " وذكره، ثم عقبه قائلا " قلت: وهذا فيه بُعْد، ولا يصح عن عليّ، لأن النار حقيقة في النار المحرقة، وعبارة المرأة عن النار تجوّز." أهـ
وقد قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 205 - 206) ما معناه: " والصواب في ذلك أن الحسنة في الدنيا تشمل كلّ خير دنيويّ، وأما في الآخرة، فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذ فقد حُرم جميع الحسنات."
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره (1/ 558): " فالحسنة في الدنيا تشمل كلّ مطلوب دنيويّ، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنئ، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسن في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة: فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام." أهـ
(2)
أخرجه الإمام الترمذي في سننه (5/ 399) أبواب الدعوات، باب: بَاب مَا جَاءَ فِي عَقْدِ التَّسْبِيحِ بِاليَدِ، رقم:3488. وأخرجه الإمام البيهقي في " شعب الإيمان " (3/ 312) رقم: 1743، باب: نشر العلم وألا يمنعه أهله، فصل: قال: وينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجه الله تعالى.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 199) كتاب: الزهد، كلام الحسن البصري، رقم: 35315 [تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد - الرياض، ط: الأولى، 1409 هـ].
وأخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان"(4/ 205) رقم: 3878.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 358) رقم: 1879. وقال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري " (11/ 192): أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح. [رقَّم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة - بيروت، 1379 هـ]
(3)
حاشية السيوطي على البيضاوي (2/ 400).
(4)
تفسير البيضاوي (1/ 132).
وعذاب النار امرأة السوء، وعن الحسن أن الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة، وقنا عذاب النار معناه احفظنا من الشهوات والذنوب المؤدية إلى النار.
ــ
قال (ش):
" وكَوْن ما نقل تمثيلا (1) ظاهر، ولا ينبغي الحصر."(2) أهـ
وفي (ع):
" (أمثلة): أي ليس تعيينا للمراد؛ إذ لا دلالة للمطلق على المقيد أصلا. "(3) أهـ
(السوء)" يصح فيه فتح السين وضمها (4)."(5)(ش)
(1) يقصد "أمثلة" لحسنة الدنيا، وليس المراد به "التمثيل" الذي يكون وجه الشبه فيه وصفا منتزعا من متعدد.
(2)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 293).
(3)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (335 / أ).
وينظر: روح المعاني (1/ 486).
(4)
قال نشوان الحميري في " شمس العلوم " - مادة سوء (5/ 3256) ما ملخصه: " قال الفراء: السُّوء، بالفتح المصدر من ساءه سوءاً ومساءةً، والسُّوء: بالضم المكروه.
وقد قرأها ابن كثير وأبو عمرو بالضم في قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [التوبة: 98] وقرأ الباقون بفتحها.
ولم يختلفوا في فتح قوله: {امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: 28]، {قَوْمَ سَوْءٍ} [الأنبياء: 74].
وقال سيبويه: يقال: مررت برجل سَوء، بالفتح: ليس هو من «سوءته» ، وإِنما معناه: مررت برجلِ فسادٍ، كما يقال: مررت برجلِ صدقٍ: معناه: رجل صلاح." وينظر: معاني القرآن للفراء (1/ 450)[ليحيى بن زياد الفراء ت: 207 هـ، تحقيق: أحمد يوسف النجاتي، دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر، ط: الأولى].
(5)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 293).