المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌{أُوْلَئِكَ} ــ {أُوْلَئِكَ} قال (ك): " الداعون بالحسنتين {لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا} (1) - من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

[إبراهيم السقا]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌ أسباب اختيار الموضوع:

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ منهج البحث:

- ‌أولا: المنهج التوثيقي:

- ‌ثانيا: المنهج التحليلي:

- ‌ خطة البحث:

- ‌التمهيد

- ‌ تعريف الحاشية:

- ‌الحاشية لغة:

- ‌الحاشية في الاصطلاح:

- ‌ تعريف التحقيق:

- ‌التحقيق لغة:

- ‌التحقيق في الاصطلاح:

- ‌ تعريف الدراسة:

- ‌الدراسة لغة:

- ‌ويقصد بدراسة المخطوط هنا:

- ‌ الدراسة

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأول: التعريف بالإمام أبي السعود

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌ مولده، ونشأته وطلبه للعلم

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌ وفاته:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بتفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)

- ‌ تأليف الكتاب:

- ‌ قيمته العلمية:

- ‌ الشروح والحواشي التي كتبت عليه:

- ‌الفصل الثاني

- ‌التعريف بالشيخ السقا

- ‌ اسمه ونسبه، ومولده:

- ‌ نشأته وطلبه للعلم:

- ‌ شيوخه:

- ‌ تلاميذه:

- ‌من المصريين:

- ‌ ومن تلامذته من غير المصريين

- ‌من أهل الشام:

- ‌من أهل ليبيا:

- ‌من أهل المغرب:

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌أولا: الكتب المطبوعة:

- ‌ثانيا: الكتب التي لم تطبع:

- ‌ وفاته:

- ‌الفصل الثالث

- ‌المبحث الأول: التعريف بالحاشية

- ‌ المطلب الأول: توثيق نسبة الحاشية إلى صاحبها:

- ‌أولا: ما نص عليه أكثر من ترجم للشيخ السقا: أن له حاشية على تفسير الإمام أبي السعود:

- ‌ثانيا: إقرار الشيخ في بداية الحاشية:

- ‌ثالثا: ذكر اسمه صريحا في النسخ المعتمدة:

- ‌المطلب الثاني: قيمة الحاشية العلمية:

- ‌المطلب الثالث: الرموز التي وردت بالحاشية:

- ‌النوع الأول: الرموز التي تشير إلى المؤلفات أو أصحابها - وقد تركتها كما هي

- ‌النوع الثاني: الرموز التي تشير إلى كلمات مختصرة - وقد كتبتها بتمامها

- ‌المبحث الثاني: منهج الشيخ السقا في الحاشية

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في وضع الحاشية، والتعامل مع المصادر:

- ‌ ومن أهم حواشي الكشاف التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌ ومن أهم حواشي تفسير البيضاوي التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌المطلب الثاني: منهج الشيخ في التعامل مع الموضوعات التي تضمنهتا الحاشية:

- ‌أولا: موقفه من التفسير بالمأثور:

- ‌1 - من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - من تفسير القرآن بالأحاديث النبوية:

- ‌3 - من تفسير القرآن بأقوال الصحابة:

- ‌4 - من تفسير القرآن بأقوال التابعين:

- ‌ثانيا: موقفه من التفسير بالرأي الجائز:

- ‌1 - الأمثلة اللغوية:

- ‌2 - الأمثلة النحوية:

- ‌3 - الأمثلة البلاغية:

- ‌4 - أمثلة من السيرة النبوية:

- ‌5 - أمثلة من جانب العقيدة:

- ‌6 - أمثلة من جانب الفقه:

- ‌ثالثا: موقفه من تخريج النصوص التي احتواها الكتاب:

- ‌1 - موقفه من تخريج الأحاديث:

- ‌2 - موقفه من تخريج أبيات الشعر:

- ‌رابعا: موقفه من قضايا علوم القرآن:

- ‌1 - التناسب بين الآيات:

- ‌2 - أسباب النزول:

- ‌3 - الناسخ والمنسوخ:

- ‌4 - موقفه من توجيه القراءات:

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على منهج الشيخ في الحاشية

- ‌المبحث الثالث: النسخ الخطية وعمل الباحث فيها

- ‌المطلب الأول: وصف النسخ الخطية للحاشية:

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌النسخة الرابعة:

- ‌المطلب الثاني: النسخ المعتمدة وأسباب اختيارها

- ‌المطلب الثالث: منهج الباحث في دراسة وتحقيق نص الحاشية:

- ‌ العمل في القسم الدراسي:

- ‌ العمل في قسم التحقيق:

- ‌أولا: كتابة نص الحاشية:

- ‌ثانيا: تخريج النصوص التي احتواها الكتاب، وذلك كما يلي:

- ‌ثالثا: تيسير فهم النص، وذلك كالآتي:

- ‌رابعا: التعقيب على المؤلف: عن طريق:

- ‌خامسا: ذكر الفهارس الفنية، وهي كالتالي:

- ‌المطلب الرابع: صور ضوئية لبعض صفحات المخطوط

- ‌{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}

- ‌{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ}

- ‌{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

- ‌{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ}

- ‌{فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}

- ‌{أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}

- ‌{فَمِنَ النَّاسِ}

- ‌{مَن يَقُولُ}

- ‌{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}

- ‌{وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}

- ‌{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}

- ‌{وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً}

- ‌{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا}

- ‌{وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

- ‌{وَاذْكُرُوا اللَّهَ}

- ‌{فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}:

- ‌{فَمَن تَعَجَّلَ}

- ‌{فِي يَوْمَيْنِ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{وَمَن تَأَخَّرَ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{لِمَنِ اتَّقَى}

- ‌{وَاتَّقُوا اللَّهَ}

- ‌{وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}

- ‌{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}

- ‌{وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

- ‌{وَإِذَا تَوَلَّى}

- ‌{سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}

- ‌{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}

- ‌{وَإِذَا قِيلَ لَهُ}:

- ‌{اتَّقِ اللَّهَ}:

- ‌{أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}

- ‌{فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ}

- ‌{وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}:

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ}:

- ‌{ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}

- ‌{وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}

- ‌{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}

- ‌{كَافَّةً}

- ‌{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}

- ‌{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}

- ‌{فَإِن زَلَلْتُم}

- ‌{مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ}

- ‌{الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ}

- ‌{حَكِيمٌ}

- ‌{هَلْ يَنظُرُونَ}

- ‌{إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ}

- ‌{فِي ظُلَلٍ}

- ‌{مِّنَ الْغَمَامِ}

- ‌{وَالْمَلَائِكَةُ}

- ‌{وَقُضِيَ الْأَمْرُ}

- ‌{وَإِلَى اللَّهِ}

- ‌{تُرْجَعُ الْأُمُورُ}

- ‌{سَلْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ}

- ‌{كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}

- ‌{وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

- ‌{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

- ‌{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا}

- ‌{فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}

- ‌{وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ}

- ‌{بِغَيْرِ حِسَابٍ}:

- ‌{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}

- ‌{فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ}

- ‌{مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}

- ‌{وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ}

- ‌{بِالْحَقِّ}

- ‌{لِيَحْكُمَ}

- ‌{بَيْنَ النَّاسِ}

- ‌{فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌{وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ}

- ‌{إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{بَغْيًا بَيْنَهُمْ}

- ‌{فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا‌‌ لِمَااخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌ لِمَا

- ‌{مِنَ الْحَقِّ}

- ‌{وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

- ‌{أَمْ حَسِبْتُمْ}

- ‌{أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم}

- ‌{مَّسَّتْهُمُ}

- ‌{الْبَأْسَاءُ}

- ‌{وَالضَّرَّاءُ}

- ‌{وَزُلْزِلُوا}

- ‌{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}

- ‌{مَتَى}

- ‌{نَصْرُ اللَّهِ}

- ‌{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}

- ‌{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}

- ‌{وَالْيَتَامَى}

- ‌{وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}

- ‌{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}

- ‌{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}

- ‌{وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}

- ‌{وَاللَّهُ يَعْلَمُ}

- ‌{وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}

- ‌{قِتَالٍ فِيهِ}

- ‌{قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}

- ‌{قُلْ}

- ‌{صَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}

- ‌{وَكُفْرٌ بِهِ}

- ‌{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}

- ‌{وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ}:

- ‌{مِنْهُ}

- ‌{أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ}

- ‌{وَالْفِتْنَةُ}

- ‌{أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}

- ‌{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ}

- ‌{حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ}

- ‌{إِنِ اسْتَطَاعُوا}

- ‌{وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ}

- ‌{فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}

- ‌{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}

- ‌{وَأُوْلَئِكَ}

- ‌{أَصْحَابُ النَّارِ}

- ‌{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌{أُوْلَئِكَ} ــ {أُوْلَئِكَ} قال (ك): " الداعون بالحسنتين {لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا} (1)

{أُوْلَئِكَ}

ــ

{أُوْلَئِكَ} قال (ك):

" الداعون بالحسنتين {لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا} (1) أي نصيب من جنس ما كسبوا من الأعمال الحسنة، وهو الثواب الذي هو المنافع الحسنة.

أو من أجل ما كسبوا، كقوله:{مِّمَّا خَطِيآتِهِمْ أُغْرِقُوا} (2) أو لهم نصيب مما دعوا به (3)، يعطيهم منه ما يستوجبونه بحسب مصالحهم في الدنيا (4)، واستحقاقهم في الآخرة.

وسمي الدعاء كسبا (5)؛ لأنه من الأعمال، والأعمال موصوفة بالكسب (6):(بما كسبت أيديكم)(7)، ويجوز أن يكون {أُوْلَئِكَ} إلى الفريقين جميعا، وأن لكل فريق [منهم](8) نصيبا من جنس ما كسبوا". (9)

(1) سورة: البقرة، الآية:202.

(2)

سورة: نوح، الآية:25.

(3)

ينظر: مدارك التنزيل (1/ 173)، غرائب القرآن (1/ 569)، محاسن التأويل (2/ 79) [لمحمد جمال الدين القاسمي ت: 1332 هـ، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى - 1418 هـ].

إلا أن الإمام الشوكاني ضعف الاحتمال الثاني فقال: " وَقِيلَ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: {مِّمَّا كَسَبُوا} التَّعْلِيلُ، أَيْ: مِنْ أَجْلِ مَا كَسَبُوا، وَهُوَ بَعِيدٌ." فتح القدير (1/ 235).

(4)

تبعا لمذهب الإمام الزمخشري الاعتزالي: في وجوب فعل الصلاح والأصلح على الله لعباده.

(5)

قال الزجاج في " معاني القرآن وإعرابه "(1/ 275): " كسبهم ههنا الذي ذكر هو الدعاءُ."

(6)

الْكَسْبُ: مصدر كَسَبَ يقال: كَسَبَ الْمَال: ربحه، وَالْإِثْم: تحمله، وَالشَّيْء: جمعه، والْكَسْبُ: يُطْلَقُ عَلَى مَا يَنَالُهُ الْمَرْءُ بِعَمَلِهِ فَيَكُونُ كَسْبَهُ وَمُكْتَسَبَهُ، {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].

ينظر: شمس العلوم - مادة كسب (9/ 5832)، المعجم الوسيط - حرف الكاف (2/ 786).

وقال الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب "(5/ 338) ما ملخصه: " الْكَسْبُ: يُطْلَقُ عَلَى مَا يَنَالُهُ الْمَرْءُ بِعَمَلِهِ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ جَرَّ مَنْفَعَةٍ أَوْ دَفْعَ مَضَرَّةٍ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ فِي الْأَرْبَاحِ: إِنَّهَا كَسْبُ فُلَانٍ، فلَا يُرَادُ إِلَّا الرِّبْحُ، فَأَمَّا الَّذِي يَقُولُهُ أَصْحَابُنَا مِنْ أَنَّ الْكَسْبَ وَاسِطَةٌ بَيْنَ الْجَبْرِ وَالْخَلْقِ فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْكُتُبِ الْقَدِيمَةِ فِي الْكَلَامِ."

(7)

إشارة إلى قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30].

(8)

في ب: عنهم. والمثبت أعلى هو الصحيح.

(9)

تفسير الكشاف (1/ 248).

ص: 141

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كتب السعد:

" (أولئك الداعون إلخ) يعني: يحتمل أن يكون إشارة إلى الفريق الثاني، وحينئذ إن جعل كسبهم عبارة عما عملوا من الحسنات، فـ (من) للبعضية (1) على تقدير مضاف، أي: من جنس ما كسبوا، أو للسببية (2) من غير افتقار إلى اعتبار حذف.

وحاصله: أن (من) للابتداء (3)، والمبدأ بمنزلة المادة، أو بمنزلة الفاعل.

وإن جعل عبارة عن دعائهم وطلبهم إيتاء الحسنتين، فـ (من) للبعضية بمعنى: أنهم لا يعطون إلا البعض مما طلبوا، وهو القدر الذي استوجبوه في الدنيا نظرا إلى المصالح، وفي الآخرة نظرا إلى الاستحقاق، إذ الصانع حكيم لا يفعل ما ليس [بمصلحته](4)، ولا يُعطيِ ما ليس بِمُستحَق.

ويحتمل أن يكون إشارة إلى الفريقين، (ومن) للابتداء المادي على حذف المضاف دون السببي؛ لأن ما أعطي الفريق الأول من المطالب الدنيوية ليست بسبب أعماله الرديئة.

ولا يبعد المعنى الثالث أيضا، وإن لم يذكره بناء على ما [في جعل](5) الكسب عبارة عن

(1) مِن التي للبعضية: هي التي يَصح أن يحل محلها (بعض) كَمَا فِي: (أخذت من الدَّرَاهِم)، أَو يكون الْمَذْكُور قبلهَا لفظا أَو معنى بَعْضًا مِمَّا بعْدهَا كَقَوْلِك:(أخذت درهما من الدَّرَاهِم). ينظر الكليات (1/ 831).

(2)

مِن السببية: وتسمى التعليلية أيضا، وهي التي يكون ما بعدها سببا أو علة لما قبلها، نحو:{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ} [البقرة: 19]، {لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: 74].ينظر: الجنى الداني (1/ 310).

(3)

مِن الابتدائية: هي التي تكون لابتداء الغاية، في المكان اتفاقاً، نحو:{مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا} [الإسراء: 1]، وكذا فيما نزل منزلة المكان، نحو: من فلان إلى فلان. وفي الزمان عند الكوفيين، كقوله تعالى:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108]. ينظر: المصدر السابق (1/ 308).

(4)

في ب: بمصلحة. وما في ب هو الصحيح.

(5)

في ب: جعل في. والمثبت أعلى هو الصحيح.

ص: 142

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

دعائهم من التكلف (1) ". (2) أهـ

فأنت تراه جعل احتمالات (من) كلها في الاحتمال الأول في الإشارة، وليس في الثاني إلا الابتداء على تقدير المضاف، أو الثالث على ما فيه.

وظاهر المفسر (3) خلاف هذا كـ (ق)، إلا أن (ق) قال:

" {لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا} أي: من جنسه، وهو: جزاؤه، أو من أجله، أو مما دعوا به، نعطيهم منه ما قدرنا."(4) أهـ

فكتب (ع):

" (أي من جنسه) " يحتمل التبعيض على نحوهما من جنس واحد، والابتداء أي: مبدأهما جنس واحد، وهذا أقرب؛ لأن الجنس (5) هو: الحسنة المطلقة،

والنوعان (6) الدنيوي والأخروي، والحمل على البيان ليس بالوجه ". (7) كذا في الكشف. أهـ

(1) يرى الأمام الزمخشري أن قوله: {أُوْلَئِكَ} إن كان إشارة إلى الفريق الثاني المذكور في قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، فـ "من" في قوله:{مِّمَّا كَسَبُوا} إما للبعضية، والمعنى: لهم نصيب من جنس ما كسبوا من الأعمال الحسنة وهو: الثواب الحسن.

أو للسببية، والمعنى: لهم نصيب حسن بسبب ما كسبوا من الأعمال الحسنة.

وإن جعل الكسب عبارة عن دعائهم وطلبهم إيتاء الحسنتين فـ "من" للبعضية، والمعنى: لهم البعض مما دعوا. وإن جعل لفظ {أُوْلَئِكَ} إشارة إلى الفريقين معا، أي: الفريق الداعي بحسنة الدنيا فقط، والفريق الداعي بالحسنتين، فـ "من " حينئذ للابتداء، والمعنى: أن لكل فريق منهم نصيبا من جنس ما كسبوا، ولا يجوز أن تكون سببية، ولا يبعد هنا الاحتمال الثالث مع ما فيه من التكلف.

(2)

مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (132 / ب - 133 / أ).

(3)

أي الإمام أبي السعود في تفسيره.

(4)

تفسير البيضاوي (1/ 132).

(5)

الجِنْس: أَعَمُّ مِنَ النَّوْع، وهو اسم دال على كثيرين مختلفين بالأنواع. كالنبات فهو جنس يشمل عدة أنواع كالقمح والشعير. ينظر: التعريفات - باب الجيم (1/ 78)[لعلي بن محمد الجرجاني ت: 816 هـ، دار الكتب العلمية بيروت -لبنان، ط: الأولى 1403 هـ -1983 م].

(6)

النَّوْع: أخص من الجنس، وهو اسم دال على أشياء كثيرة مختلفة بالأشخاص. وكل صنف أو ضرب من شَيْء فَهُوَ النَّوْع. ينظر: التعريفات - باب النون (1/ 247)، الكليات - فصل النون (1/ 887).

(7)

حاشية الكشف على الكشاف، لعمر بن عبد الرحمن (1/ 387).

ص: 143

إشارة إلى الفريق الثاني

ــ

[لكن هذا مما يتعلق بعبارة (ك) (1). وكتب (2)](3):

(فهو جزاؤه (4)): وجزاء الشاء: مماثل له في القدر والوصف، من كونه نافعا وضارا. قال الله (5):{مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} (6)." (7) أهـ

(إشارة إلى الفريق الثاني) في (ش):

" قدمه؛ لأنه هو [الجزل](8)(9). ولأن الفريق الأول قد بين حالهم بقوله: {وَمَا لَهُ (10) فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (11)، فالمناسب تخصيص (12) هذا بالثاني (13)،

(1) يقصد عبارة الكشاف صـ (141) من هذا التحقيق.

(2)

أي الإمام عبد الحكيم في حاشيته.

(3)

ما بين المعقوفين من كلام الشيخ السقا.

(4)

الجَزَاء: مصدر جزَى، وجزاء الشاء: هُوَ مَا فِيهِ الكِفايَةُ عليه، إِن خَيْراً فخَيْرٍ وَإِن شرّاً فشرَ؛ ولذا يقال: الجزاء من جنس العمل. فالجَزاءُ يكونُ ثَواباً ويكون عقاباً قال تعالى: {فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} [الكهف: 88]، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى: 40]. ينظر: تاج العروس - مادة جزى (37/ 351)، معجم اللغة العربية - مادة جزى (1/ 372).

(5)

في ب بزيادة: تعالى.

(6)

سورة: الأنعام، الآية:160.

(7)

مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (335 / أ - ب).

(8)

في ب: الجزاء.

(9)

الْجَزْلُ: في الأصل: من جَزُلَ الْحَطَبُ: إذَا عَظُمَ وَغَلُظَ، ثُمَّ اسْتعمل مجازا فِي اللَّفْظُ الْجَزْلُ: ضِدُّ الرَّكِيكِ. وَفُلَانٌ جَزْلُ: العاقِلُ الأَصِيلُ الرَّأْي. ينظر مادة (جزل) في: المصباح المنير (1/ 99)، تاج العروس (28/ 203).

(10)

وردت في حاشية السقا بلفظ (وما لهم).

(11)

سورة: البقرة، الآية:200.

(12)

التخصيص: هو قصر العام على بعض أفراده. ينظر: الإتقان في علوم القرآن (3/ 52)، الموسوعة القرآنية المتخصصة (1/ 150).

(13)

اختلف المفسرن فيما يعود عليه اسم الإشارة {أُوْلَئِكَ} في هذه الآية على ثلاثة أقوال:

الأول: يرى أنه يعود على الداعين بالحسنتين معا. ولم يذكر غير هذا القول.

كالإمام الواحدي في " الوسيط "(1/ 308)، والإمام البغوي في " معالم التنزيل "(1/ 260)، والإمام ابن عطية في " المحرر الوجيز "(1/ 77).

الثاني: يرى جواز أن يعود على الداعين بالحسنتين، أو أن يعود على الفريقين معا.=

ص: 144

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وعلى هذا ينبغي حمل قوله: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (1) على أنه لا يناقشهم؛ ليسرع وصولهم إلى الفوز بالسعادة الأبدية." (2) أهـ

وفي (ع):

" (إشارة إلى الفريق الثاني): وهذا أقرب إلى النظم؛ لأن قوله: {أُوْلَئِكَ} إلخ في مقابلة قوله: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (3).

والتعبير باسم الإشارة (4)؛ للدلالة على أن اتصافهم بما سبق عِلَّة (5) للحكم المذكور،

= كما ذكر الإمام الزمخشري وتبعه القاضي البيضاوي وتبعهما الإمام أبو السعود، وعليه الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب"(5/ 338)، والإمام الآلوسي في " روح المعاني "(1/ 487).

وأغلب القائلين بهذا الرأي ذكر الاحتمال الثاني بصيغة التضعيف (قيل) على نحو قول الإمام القرطبي في تفسيره (2/ 434): " قَوْلُهُ تَعَالَى: "{أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا} هَذَا يَرْجِعُ إِلَى الْفَرِيقِ الثَّانِي فَرِيقِ الْإِسْلَامِ، أَيْ: لَهُمْ ثَوَابُ الْحَجِّ أَوْ ثَوَابُ الدُّعَاءِ، فَإِنَّ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِ عِبَادَةٌ.

وَقِيلَ: يَرْجِعُ {أُوْلَئِكَ} إِلَى الْفَرِيقَيْنِ، فَلِلْمُؤْمِنِ ثَوَابُ عَمَلِهِ وَدُعَائِهِ، وَلِلْكَافِرِ عِقَابُ شِرْكِهِ وَقِصَرِ نَظَرِهِ عَلَى الدُّنْيَا، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تعالى:{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا} [الأنعام: 132]."

الثالث: يرى ترجيح عود اسم الإشارة على الفريقين معا، ومن أصحاب هذا القول الإمام أبو حيان حيث قال في " البحر المحيط " (2/ 311 - 312) ما ملخصه: " فَالظَّاهِرُ أَنَّ: {أُوْلَئِكَ} ، إِشَارَةٌ إِلَى الْفَرِيقَيْنِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّ كُلَّ فَرِيقٍ لَهُ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبَ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شرا فشر.

وَقِيلَ: {أُوْلَئِكَ} ، مُخْتَصٌّ بِالْإِشَارَةِ إِلَى طَالِبِي الْحَسَنَتَيْنِ فَقَطْ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عَطِيَّةَ غَيْرَهَ، وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بِإِزَائِهِ. وَالْأَظْهَرُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّ:{أُوْلَئِكَ} ، إِشَارَةٌ إِلَى الْفَرِيقَيْنِ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ:{وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} ، وَهَذَا لَيْسَ مِمَّا يَخْتَصُّ بِهِ فَرِيقٌ دُونَ فَرِيقٍ، بَلْ هَذَا بِالنِّسْبَةِ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ، وَالْحِسَابُ يَعُمُّ مُحَاسَبَةَ الْعَالَمِ كُلِّهِمْ، لَا مُحَاسَبَةَ هَذَا الْفَرِيقِ الطَّالِبِ الْحَسَنَتَيْنِ." وتبعه صاحب الدر المصون (2/ 343).

(1)

سورة: البقرة، الآية:202.

(2)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 293).

(3)

سورة: البقرة، الآية:200.

(4)

اسم الإشارة: هو الموضوع لمعين في حال الإشارة، وَيشار بـ " ذَا " للمذكر، وَبـ " ذي وذه وتي وته وتا " للمؤنث، و" ذان وتان " للمثنى، بِالْألف رفعا وبالياء جرا ونصبا، و" أولاء " لجمعهما.

فَإِن كَان قَرِيبا جِيءَ باسم الاشارة مُجَردا من الْكَاف وجوبا، ومقرونا بهَا التَّنْبيه جوازا، نحو: جَاءَنِي هَذَا أو ذَا.

وَإِن كَانَ بَعيدا وَجب اقترانه بِالْكَاف، إِمَّا مُجَرّدَة من اللَّام نَحْو: ذَاك، أَو مقرونة بهَا نَحْو: ذَلِك.

ينظر: توضيح المقاصد (1/ 405)، شرح قطر الندى (1/ 98).

(5)

العِلَّة: علة الشاء: هي السببٌ، والحُجَّةٌ، والمُبرِّرٌ الذي يتوقف عليه ذلك الشاء، وعلة الحكم: هي الوصف الذي يناط به الحكم الشرعي، يوجد الحكم بوجوده، ويتخلف بانعدامه. ينظر: التعريفات - باب العين (1/ 154)، معجم لغة الفقهاء - حرف العين (1/ 319).

ص: 145