المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} أي: من أصناف أموالِهم. ‌ ‌{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ - من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

[إبراهيم السقا]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌ أسباب اختيار الموضوع:

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ منهج البحث:

- ‌أولا: المنهج التوثيقي:

- ‌ثانيا: المنهج التحليلي:

- ‌ خطة البحث:

- ‌التمهيد

- ‌ تعريف الحاشية:

- ‌الحاشية لغة:

- ‌الحاشية في الاصطلاح:

- ‌ تعريف التحقيق:

- ‌التحقيق لغة:

- ‌التحقيق في الاصطلاح:

- ‌ تعريف الدراسة:

- ‌الدراسة لغة:

- ‌ويقصد بدراسة المخطوط هنا:

- ‌ الدراسة

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأول: التعريف بالإمام أبي السعود

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌ مولده، ونشأته وطلبه للعلم

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌ وفاته:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بتفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)

- ‌ تأليف الكتاب:

- ‌ قيمته العلمية:

- ‌ الشروح والحواشي التي كتبت عليه:

- ‌الفصل الثاني

- ‌التعريف بالشيخ السقا

- ‌ اسمه ونسبه، ومولده:

- ‌ نشأته وطلبه للعلم:

- ‌ شيوخه:

- ‌ تلاميذه:

- ‌من المصريين:

- ‌ ومن تلامذته من غير المصريين

- ‌من أهل الشام:

- ‌من أهل ليبيا:

- ‌من أهل المغرب:

- ‌ مكانته العلمية:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌أولا: الكتب المطبوعة:

- ‌ثانيا: الكتب التي لم تطبع:

- ‌ وفاته:

- ‌الفصل الثالث

- ‌المبحث الأول: التعريف بالحاشية

- ‌ المطلب الأول: توثيق نسبة الحاشية إلى صاحبها:

- ‌أولا: ما نص عليه أكثر من ترجم للشيخ السقا: أن له حاشية على تفسير الإمام أبي السعود:

- ‌ثانيا: إقرار الشيخ في بداية الحاشية:

- ‌ثالثا: ذكر اسمه صريحا في النسخ المعتمدة:

- ‌المطلب الثاني: قيمة الحاشية العلمية:

- ‌المطلب الثالث: الرموز التي وردت بالحاشية:

- ‌النوع الأول: الرموز التي تشير إلى المؤلفات أو أصحابها - وقد تركتها كما هي

- ‌النوع الثاني: الرموز التي تشير إلى كلمات مختصرة - وقد كتبتها بتمامها

- ‌المبحث الثاني: منهج الشيخ السقا في الحاشية

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في وضع الحاشية، والتعامل مع المصادر:

- ‌ ومن أهم حواشي الكشاف التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌ ومن أهم حواشي تفسير البيضاوي التي أوردها الشيخ السقا في هذا الجزء محل الدراسة:

- ‌المطلب الثاني: منهج الشيخ في التعامل مع الموضوعات التي تضمنهتا الحاشية:

- ‌أولا: موقفه من التفسير بالمأثور:

- ‌1 - من تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - من تفسير القرآن بالأحاديث النبوية:

- ‌3 - من تفسير القرآن بأقوال الصحابة:

- ‌4 - من تفسير القرآن بأقوال التابعين:

- ‌ثانيا: موقفه من التفسير بالرأي الجائز:

- ‌1 - الأمثلة اللغوية:

- ‌2 - الأمثلة النحوية:

- ‌3 - الأمثلة البلاغية:

- ‌4 - أمثلة من السيرة النبوية:

- ‌5 - أمثلة من جانب العقيدة:

- ‌6 - أمثلة من جانب الفقه:

- ‌ثالثا: موقفه من تخريج النصوص التي احتواها الكتاب:

- ‌1 - موقفه من تخريج الأحاديث:

- ‌2 - موقفه من تخريج أبيات الشعر:

- ‌رابعا: موقفه من قضايا علوم القرآن:

- ‌1 - التناسب بين الآيات:

- ‌2 - أسباب النزول:

- ‌3 - الناسخ والمنسوخ:

- ‌4 - موقفه من توجيه القراءات:

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على منهج الشيخ في الحاشية

- ‌المبحث الثالث: النسخ الخطية وعمل الباحث فيها

- ‌المطلب الأول: وصف النسخ الخطية للحاشية:

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌النسخة الرابعة:

- ‌المطلب الثاني: النسخ المعتمدة وأسباب اختيارها

- ‌المطلب الثالث: منهج الباحث في دراسة وتحقيق نص الحاشية:

- ‌ العمل في القسم الدراسي:

- ‌ العمل في قسم التحقيق:

- ‌أولا: كتابة نص الحاشية:

- ‌ثانيا: تخريج النصوص التي احتواها الكتاب، وذلك كما يلي:

- ‌ثالثا: تيسير فهم النص، وذلك كالآتي:

- ‌رابعا: التعقيب على المؤلف: عن طريق:

- ‌خامسا: ذكر الفهارس الفنية، وهي كالتالي:

- ‌المطلب الرابع: صور ضوئية لبعض صفحات المخطوط

- ‌{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}

- ‌{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ}

- ‌{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

- ‌{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ}

- ‌{فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}

- ‌{أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}

- ‌{فَمِنَ النَّاسِ}

- ‌{مَن يَقُولُ}

- ‌{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}

- ‌{وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}

- ‌{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}

- ‌{وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً}

- ‌{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا}

- ‌{وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

- ‌{وَاذْكُرُوا اللَّهَ}

- ‌{فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}:

- ‌{فَمَن تَعَجَّلَ}

- ‌{فِي يَوْمَيْنِ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{وَمَن تَأَخَّرَ}

- ‌{فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- ‌{لِمَنِ اتَّقَى}

- ‌{وَاتَّقُوا اللَّهَ}

- ‌{وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}

- ‌{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}

- ‌{وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

- ‌{وَإِذَا تَوَلَّى}

- ‌{سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}

- ‌{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}

- ‌{وَإِذَا قِيلَ لَهُ}:

- ‌{اتَّقِ اللَّهَ}:

- ‌{أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}

- ‌{فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ}

- ‌{وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}:

- ‌{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ}:

- ‌{ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}

- ‌{وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}

- ‌{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ}

- ‌{كَافَّةً}

- ‌{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}

- ‌{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}

- ‌{فَإِن زَلَلْتُم}

- ‌{مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ}

- ‌{الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ}

- ‌{حَكِيمٌ}

- ‌{هَلْ يَنظُرُونَ}

- ‌{إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ}

- ‌{فِي ظُلَلٍ}

- ‌{مِّنَ الْغَمَامِ}

- ‌{وَالْمَلَائِكَةُ}

- ‌{وَقُضِيَ الْأَمْرُ}

- ‌{وَإِلَى اللَّهِ}

- ‌{تُرْجَعُ الْأُمُورُ}

- ‌{سَلْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ}

- ‌{كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}

- ‌{وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

- ‌{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}

- ‌{وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

- ‌{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا}

- ‌{فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}

- ‌{وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ}

- ‌{بِغَيْرِ حِسَابٍ}:

- ‌{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}

- ‌{فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ}

- ‌{مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}

- ‌{وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ}

- ‌{بِالْحَقِّ}

- ‌{لِيَحْكُمَ}

- ‌{بَيْنَ النَّاسِ}

- ‌{فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌{وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ}

- ‌{إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}

- ‌{مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}

- ‌{بَغْيًا بَيْنَهُمْ}

- ‌{فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا‌‌ لِمَااخْتَلَفُوا فِيهِ}

- ‌ لِمَا

- ‌{مِنَ الْحَقِّ}

- ‌{وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

- ‌{أَمْ حَسِبْتُمْ}

- ‌{أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم}

- ‌{مَّسَّتْهُمُ}

- ‌{الْبَأْسَاءُ}

- ‌{وَالضَّرَّاءُ}

- ‌{وَزُلْزِلُوا}

- ‌{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}

- ‌{مَتَى}

- ‌{نَصْرُ اللَّهِ}

- ‌{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}

- ‌{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}

- ‌{وَالْيَتَامَى}

- ‌{وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}

- ‌{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}

- ‌{فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}

- ‌{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}

- ‌{وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}

- ‌{وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}

- ‌{وَاللَّهُ يَعْلَمُ}

- ‌{وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

- ‌{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}

- ‌{قِتَالٍ فِيهِ}

- ‌{قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}

- ‌{قُلْ}

- ‌{صَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}

- ‌{وَكُفْرٌ بِهِ}

- ‌{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}

- ‌{وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ}:

- ‌{مِنْهُ}

- ‌{أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ}

- ‌{وَالْفِتْنَةُ}

- ‌{أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}

- ‌{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ}

- ‌{حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ}

- ‌{إِنِ اسْتَطَاعُوا}

- ‌{وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ}

- ‌{فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}

- ‌{أُوْلَئِكَ}

- ‌{حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}

- ‌{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}

- ‌{وَأُوْلَئِكَ}

- ‌{أَصْحَابُ النَّارِ}

- ‌{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} أي: من أصناف أموالِهم. ‌ ‌{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ

{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}

أي: من أصناف أموالِهم.

{قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ}

(ما): إما شرطية، وإما موصولة حُذف العائدُ إليها، أي: ما أنفقتموه من خير، أي خير كان، ففيه تجويزُ الإنفاق من جميع أنواعِ الأموالِ، وبيانٌ لما في السؤال، إلا أنه جُعل من جُملةِ ما في حيز الشرطِ أو الصلة، وأُبرِز في معرِض بيانِ المصرِفِ حيث قيل:

{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}

؛ للإيذان بأن الأهمَّ بيانُ المصارفِ المعدودة؛ لأن الاعتدادَ بالإنفاق بحسب وقوعِه في موقعه.

ــ

(حذف العائد) أي: على التقديرين. (1)

(أي خير كان) إشارة إلى عموم خير (2)؛ لتنكيره في حيز الشرط أو ما يشبهه. (3)

(وبيان لما في السؤال) وهو: المنفَق.

في (ك):

" فإن قلت: كيف طابق الجواب السؤال في قوله: {قُلْ مَا أَنفَقْتُم} (4) وهم قد سألوا عن بيان ما ينفقون، وأجيبوا ببيان المصرف؟

قلت: قد تضمن قوله: {مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ} بيان ما ينفقونه وهو كل خير، وبنى الكلام على ما هو أهم وهو: بيان المصرف؛ لأن النفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها.

(1) ينظر: الدر المصون (2/ 384)، التبيان في إعراب القرآن (1/ 173).

(2)

أغلب المفسرين على أن قوله تعالى: {خَيْرٍ} ، في قوله:{مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ} معناه: المال؛ لِقَوْلِهِ عز وجل: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8]، وَقَالَ:{إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ} [البقرة: 180].

ينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 183)[لمقاتل بن سليمان البلخي ت: 150 هـ، تحقيق: عبد الله شحاته، دار إحياء التراث - بيروت، ط: الأولى - 1423 هـ]، تفسير الطبري (4/ 292)، معاني القرآن للزجاج (1/ 287)، الكشف والبيان (2/ 136)، تفسير الراغب الأصفهاني (1/ 444)، معالم التنزيل (1/ 273) زاد المسير (1/ 180)، التحرير والتنوير (2/ 318).

(3)

أي: الصلة.

(4)

سورة: البقرة، الآية:215.

ص: 329

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إنَّ الصَّنِيعَةَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً

حَتَّى يُصَابَ بهَا طَرِيقُ الْمصنَعِ (1)

وعن ابن عباس إلخ." (2) أهـ

قال السعد:

" (قد تضمن) يعني قد ذكر بيان ما سألوا ضمنا، بقوله:{مِّنْ خَيْرٍ} ، وبيان ما هو الأهم قصدا بجملة الكلام، فحصل الجواب مع الزيادة.

وليس من شرط جواب سؤال الاسترشاد الاقتصار على ما سأل، بل المجيب فيه كالطبيب يبني المعالجة على ما يقتضيه المرض، لا على ما يحكيه المريض، لا سيما بطريق التعليم من حكيم هو فوق كل عليم.

على أنه لو اعتبر السؤال على ما ذكر ابن عباس في سبب النزول، فكلا الأمرين مذكور فيه، وإنما الاختصار في النظم تعويلا (3) على الجواب." (4) أهـ

يعني في نظم حكاية السؤال حيث قال: {مَاذَا يُنفِقُونَ} ولم يذكر أين يضعونها. (5)

وقوله: (إن الصنيعة): هي ما اصطنعت لأحد من خير. (6)

(1) البيت لحسان بن ثابت، وهو من الكامل، وبعده:

فإذا صنعتَ صنيعةً فاعمد بها

للهِ أو لذي القرابةِ أو دعِ

يقول: إن العطية لا تكون عطية حقيقة حتى تكون في موضعها، فكنى بإصابة الطريق عن إيصالها إلى المقصد، وهو من يستحقها. وقوله:«فاعمد بها» أى: اقصد بها، وضمنه معنى: اذهب بها، فعداه باللام. وقوله:«أو دع» أى: اترك.

ينظر: الكامل في اللغة والأدب (1/ 115)، نثر الدرر في المحاضرات (1/ 294)[لمنصور بن الحسين الرازي، ت: 421 هـ، تحقيق: خالد عبد الغني، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، 1424 هـ - 2004 م]، سفط الملح وزوح الترح (1/ 31)[لسعد الله بن نصر، ابن الدجاجي ت: 564 هـ]، شرح شواهد الكشاف، لمحب الدين أفندي (190)، شرح شواهد الكشاف، للمرزوقي (68)، مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي (9/ 406)[لأحمد قبش بن محمد نجيب].

(2)

تفسير الكشاف (1/ 257).

(3)

أي: اعتمادا على الجواب، واستعانة به. والتعويل: من عَوَّل عليه: إذا استعان به، يقولون: عَوِّل عليه ما شئت: أي احمل عليه ما شئت. ينظر: مادة (عول) في: الصحاح تاج اللغة (5/ 1776)، شمس العلوم (7، 4837).

(4)

مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / أ).

(5)

يقصد: أنه اختصر في نظم الآية، في حكاية سؤال السائلين، حيث قالوا: ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين نضعها؟ فجاء نظم الآية بالسؤال عن: ماذا ينفقون فقط، ولكن الجواب جاء عن السؤالين.

(6)

ينظر: تهذيب اللغة - باب العين والصاد مع النون (2/ 25)، شمس العلوم - مادة صنع (6/ 3835)، تاج العروس - مادة صنع (21/ 366).

ص: 330

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه جاء عمْرُو بنُ الجموح، وهو شيخ هِمّ، له مالٌ عظيم، فقال: يارسول الله ماذا نُنفق من أموالنا، وأين نضعُها؟ فنزلت.

ــ

و(المصنع): مكان أو مصدر. (1)

و(حتى يصاب): غاية للنفي، أي: عدم كونها صنيعة ممتد إلى هذه الغاية." أهـ

وهذا ما سلكه المفسر بقوله: (ففيه تجويز الإنفاق من جميع الأموال) فهذا جواب:

(وبيان لما في السؤال)، لا أنه عدول عنه.

وقوله: (إلا أنه إلخ) أي: المقصود المعتنى به بيان المصرف، فأضيف الكلام له مصرحا؛ للإيذان بأنه المقصود الأهم.

(وأبرز) أي: الكلام، كما أن ضمير (ففيه) له أيضا.

(وعن ابن عباس)(2):

(1) يقصد اسم مكان أو مصدر ميمي.

واسم المكان: هو اسم مصوغ من المصدر الأصلي للفعل؛ للدلالة على مكان الفعل، زيادة على المعنى المجرد الذي يدل عليه ذلك المصدر، وهو يصاغ من الثلاثي على وزن "مَفْعَل" -بفتح العين- إن كان معتل اللام مطلقا، أو صحيحها، ولم تكسر عين مضارعه، نحو: مرمى، ومسعى، ومنظر، ومذهب.

ينظر: الشافية في علمي التصريف والخط (1/ 67)[لجمال الدين ابن الحاجب ت: 646 هـ، تحقيق: د. صالح عبد العظيم، طبعة مكتبة الآداب - القاهرة، ط: الأولى، 2010 م]، الموجز في قواعد اللغة العربية (1/ 212) [لسعيد بن محمد الأفغاني ت: 1417 هـ، دار الفكر - بيروت - لبنان، ط: 1424 هـ - 2003 م].

والمصدر الميمي: هو مصدر مبدوء بميم زائدة لغير المفاعلة، مصوغ من المصدر الأصلي للفعل، يعمل عمله، ويفيد معناه، مع قوة الدلالة وتأكيدها. وهو يصاغ من مصدر الفعل الثلاثي مطلقا غير المضعف مهما كانت صيغته على وزن "مفعَل" بفتح العين، نحو: ملعب، ومسقط، ومصعد.

ينظر: الشافية في علمي التصريف والخط (1/ 67)، جامع دروس العربية (1/ 173)، النحو المصفى (1/ 427)[لمحمد عيد، مكتبة الشباب].

(2)

هذه الرواية ضعيفة، وهي إحدى روايتين ذكرهما غالبية المفسرين في سبب نزول هذه الآية.

ينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 183)، بحر العلوم (1/ 141)، الكشف والبيان (2/ 136)، معالم التنزيل (1/ 273)، زاد المسير (1/ 179)، مفاتيح الغيب (6/ 381)، تفسير القرطبي (3/ 36)، البحر المحيط (2/ 376)، روح المعاني (1/ 501).

وقد وردت هذه الرواية من طريقين:

الأول: ذكره الواحدي في "أسباب النزول"(1/ 67) من رواية أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ معلقا، وأبو صالح متروك في روايته عن ابن عباس؛ لأنه لم يسمع منه. وعنه الكلبي وهو متروك متهم، والخبر لا يصح.

الثاني: ذكره السيوطي في " الدر المنثور "(1/ 585) ونسبه لابن المنذر عن مقاتل بن حيان، وهو معضل.

ص: 331

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

" أخرجه ابن المنذر (1)، و (2) مقاتل بن حيان (3).

هِمّ: الهم بالكسر: الشيخ الفاني (4)." (5) سيوطي

" وعلى هذا فهم سألوا عن المنفق والمصرف، فيكون في السؤال المذكور في الآية طي، تعويلا على الجواب. (6)

والظاهر على هذا: أن لا يكون من الأسلوب الحكيم، وبه يشعر كلام الراغب قال: " في مطابقة الجواب السؤال وجهان:

أحدهما: أنهم سألوا عنهما وقالوا: ما ننفق؟ وعلى من ننفق؟

لكن حذف في حكاية السؤال أحدهما إيجازا، ودل عليه الجواب، كأنه قيل: المنفَق هو الخير، والمنفق عليهم هؤلاء. فلف أحدهما في الآخر (7)، وهذا طريق معروف في البلاغة.

(1) ابن المنذر: هو محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابورىّ، أبو بكر، المتوفى: 319 هـ، فقيه مجتهد، من الحفاظ. كان شيخ الحرم بمكة. سمع من محمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وخلقًا كثيرًا؛ وحدث عنه أبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وآخرون، وصنف في اختلاف العلماء كتباً لم يصنف أحد مثلها، واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف. منها:(الإشراف على مذاهب أهل العلم) وهو كتاب كبير يدل على كثرة وقوفه على مذاهب الأئمة، وهو من أحسن الكتب وأنفعها وأمتعها، و (المبسوط) في الفقه، و (الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف)، و (اختلاف العلماء)، و (تفسير القرآن)، وغير ذلك. ينظر: طبقات الفقهاء (1/ 108)، وفيات الأعيان (4/ 207)، طبقات الشافعية الكبرى (3/ 102).

(2)

في حاشية السيوطي: (عن).

(3)

مقاتل: هو مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ النَّبَطِيُّ الْبَلْخِيُّ الْخَرَّازُ، أَبُو بَسْطَامٍ، المتوفى: 150 هـ، روى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وابن بُرَيْدَةَ، وَخَلْقٍ. وروى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بن أدهم، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعُمَرُ ابْنُ الرَّمَّاحِ، وعبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد، وذلك فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ ". وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، صَاحِبَ سُنَّةٍ. هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.

ينظر: تهذيب الكمال (28/ 430)، تاريخ الإسلام (3/ 983)، تهذيب التهذيب (10/ 277).

(4)

تهذيب اللغة - باب الهاء والميم (5/ 249)، الصحاح تاج اللغة - مادة همم (5/ 2062)، النهاية في غريب الحديث - مادة همم (5/ 275).

(5)

حاشية السيوطي على البيضاوي (2/ 408).

(6)

ينظر: روح المعاني (1/ 501).

(7)

يقصد أنه من اللف والنشر.

ص: 332

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الثاني: أن السؤال ضربان:

سؤال جدل، وحقه أن يطابقه جوابه، لا يكون زائدا عليه ولا ناقصا عنه.

وسؤال تعلم، وحق المعلم فيه أن يكون كطبيب رفيق يتحرى ما فيه الشفاء، طلبه المريض أو لم يطلبه، فلما كان حاجتهم إلى من ينفق عليه كحاجتهم إلى ما ينفق، بَيَّن الأمرين." (1)

كمن به صفراء فاستأذن طبيبا في أكل العسل فقال: كله مع الخل. (2)

وقول السكاكي (3): " إنهم سألوا عن بيان ما ينفقون، فأجيبوا ببيان المصرف، ونزل سؤال السائل منزلة سؤال غيره؛ لتوخي التنبيه بألطف وجه على تعديه عن موضع سؤال هو أليق بحاله وأهم."(4)

بناء على أنها ليس فيها ذكر المنفق أصلا، لا وجه له؛ لأن قوله:{مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ} ذكر له، لكن لما كان لا حد له أجمل، أي: كل حلال قليلا أو كثيرا.

والزمخشري: " جعل السياق لبيان المصرف، والمنفق صريح فيه (5)، وهو الخير."(6)

وتقديره: ما يعتد به من إنفاق الخير مكانه، ومصرفه الأقربون.

(1) تفسير الراغب الأصفهاني (1/ 444).

وينظر: التفسير البسيط، للواحدي (4/ 128).

(2)

ينظر: روح المعاني (1/ 501).

(3)

السكاكي: هو يوسف بن أبي بكر بن محمد السكاكي الخوارزمي الحنفي، أبو يعقوب، سراج الدين، المتوفى: 626 هـ، إِمَام فِي النَّحْو والتصريف، والمعاني وَالْبَيَان، وَالِاسْتِدْلَال وَالْعرُوض وَالشعر، وَله النَّصِيب الوافر فِي علم الْكَلَام وَسَائِر الْفُنُون. مولده ووفاته بخوارزم، وَمن مشائخه: سديد الخياطي، ومحمود بن صاعد بن مَحْمُود الْحَارِثِيّ، وأخذ عنه علم الْكَلَام مُخْتَار بن مَحْمُود الزَّاهدِيّ. من كتبه:(مفتاح العلوم) فِيهِ اثْنَا عشر علما من عُلُوم الْعَرَبيَّة، و (رسالة في علم المناظرة). ينظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 225)، بغية الوعاة (2/ 364)، شذرات الذهب (7/ 215).

(4)

مفتاح العلوم (1/ 327).

(5)

مكتوب في هامش المخطوط: (عبارة الزمخشري: " مدمج فيه."، لعل هذا تحريف من الكاتب. تأمل.)

(6)

ينظر: تفسير الكشاف (1/ 257).

ص: 333

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال الطيبي: " ولا يخرج عنده من (الأسلوب الحكيم)، والفرق بينه وبين: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} (1) أن تزايد الأهلة (2) وتناقصها لما لم يكن من الأمور المعتبرة في الدين، لم يلتفت إليها رأسا، كما لو سأل السوداوي أن يأكل جبنا، فقال: عليك بمَائِهِ، بخلاف المنفق فهذا الضرب على قسمين."(3)

والمراد بالحكيم في (الأسلوب الحكيم): الطبيب، ويصح أن يراد صاحب الحكمة، وجعل الأسلوب حكيما مجازا، وضده الأسلوب الأحمق." (4)(ش)

وفي (ق):

" {يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} عن ابن عباس: أن عمرو بن الجموح الأنصاري (5) كان ذا مال عظيم، فقال: يا رسول الله ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين ننفقها؟ فنزلت: {قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ

(1) سورة: البقرة، الآية:189.

(2)

الأَهِلَّة: جمع الْهِلَال، وهو القمر في أوّل ليلة والثّانية، ثم يقال له القمر، ولا يقال: له هِلَالٌ. ينظر: مادة (هلل) في: الصحاح تاج اللغة (5/ 1851)، المفردات (1/ 843).

(3)

حاشية الطيبي على الكشاف (2/ 364 - 365) باختصار.

الأصل في كلام الطيبي هذا أنه رد على كلام السكاكي حيث قال في " مفتاح العلوم "(1/ 327) ما ملخصه: " إخراج الكلام لا على مقتضى الظاهر [له] أساليب متفننة، ولكل من تلك الأساليب عرق في البلاغة، يتشرب من أفانين سحرها. [ومنها: ]

تلقي المخاطب بغير ما يترقب، كما قال [الشاعر، وذكر بيتيّ شعر كمثال].

أو السائل بغير ما يتطلب، كما قال تعالى:{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} ، قالوا في السؤال: ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط، ثم يتزايد قليلا قليلا حتى يمتلئ ويستوي، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ؟ فأجيبوا بما ترى، وكما قال:{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ} ، سألوا عن بيان ما ينفقون فأجيبوا ببيان المصرف

إلخ، وأن هذا الأسلوب الحكيم لربما صادف المقام فحرك من نشاط السامع ما سلبه حكم الوقور، وأبرزه في معرض المسحور." أهـ

(4)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 299 - 300).

(5)

عمرو: هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي، المتوفى: 3 هـ، صحابي. كان في الجاهلية من سادات بني سلمة وأشرافهم، وهو آخر الأنصار إسلاما. شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، واستشهد بأحُد، وَكَانَ عَمْرو بْن الجموح أعرج فقيل لَهُ يَوْم أحد: والله مَا عليك من حرج؛ لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى، وَقَالَ: والله إِنِّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة وَقَالَ: اللَّهمّ ارزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي خائبا، فاستشهد، فقال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لقد رَأَيْته يطأ فِي الجنة بعرجته ".

ينظر: الاستيعاب (3/ 1168)، أسد الغابة (4/ 194)، الإصابة (4/ 506).

ص: 334

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

خَيْرٍ}: من مال، {فَلِلْوَالِدَيْنِ} إلى {ابْنِ السَّبِيلِ} ، سئل عن المنفق، فأجيب ببيان المصرف؛ لأنه الأهم، فإن اعتداد النفقة باعتباره؛ ولأنه كان في سؤال عمرو، وإن لم يكن مذكورا في الآية، واقتصر في بيان المنفق على ما تضمنه قوله:{مِّنْ خَيْرٍ} ." (1) أهـ

قال (ش):

" وفي كلام المصنف شاء؛ لأن أوله يقتضي أن المنفق لم يذكر أصلا ككلام السكاكي، وآخره يقتضي أنه ذكر لكن بطريق الإجمال والإدماج، وإذا طبق المفصل أصاب المحز، وحمله بعضهم على أنهما جوابان، لكن الظاهر (أو) (2)."(3) أهـ

وكتب (ع):

" (ولأنه كان إلخ) جواب بعد ملاحظة شأن النزول.

وإنما لم يذكر المصرف في الآية؛ للإيجاز في النظم تعويلا على الجواب.

والاقتصار في بيان المنفق على البيان الإجمالي الذي تضمنه قوله: {مِّنْ خَيْرٍ} ، وهو كونه حلالا؛ فإن المنفق إنما يطلق عليه الخير إذا كان حلالا، من غير تعرض للتفصيل.

كما في بيان المصرف إشارة إلى كونه أهم، فعلى هذا أيضا لا يخرج الكلام عن أسلوب الحكيم؛ حيث أجيب عن المتروك صريحا، وعن المذكور تبعا (4)." (5)

أهـ

(1) تفسير البيضاوي (1/ 136).

(2)

يقصد: أن الأولي والظاهر في كلام الإمام البيضاوي أن يكون العطف بين شقيه بـ (أو)، وليس بالواو، أي عند قوله:(ولأنه كان في سؤال عمرو).

(3)

حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).

(4)

السؤال المتروك: هو السؤال عن المصرف، حيث قال في جوابه:{فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ، والسؤال المذكور هو قوله:{مَاذَا يُنفِقُونَ} ، وجوابه:{مِّنْ خَيْرٍ} .

(5)

مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (345 / ب).

إجمالي ما ذكره العلماء في مطابقة الجواب للسؤال عدة أقوال:

الأول: ما ذكره الإمام الزمخشري.

الثاني: ما ذكره الإمام الراغب الأصفهاني.

الثالث: ما ذكره السكاكي.

الرابع: ما ذكره الإمام أبو حيان في " البحر المحيط "(2/ 377) حيث قال: " وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ (مَاذَا) سُؤَالًا عَنِ الْمَصْرِفِ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، التَّقْدِيرُ: مَصْرِفُ مَاذَا يُنْفِقُونَ؟ أَيْ: يَجْعَلُونَ إِنْفَاقَهُمْ؟ فَيَكُونُ الْجَوَابُ إِذْ ذَاكَ مُطَابِقًا."=

ص: 335