الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}
رُوِيَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعث
ــ
(روي أن رسول الله (1) بعث إلخ): " أخرجه ابن جرير من طريق السدي بأسانيده. (2)
وسمى فيه من السرية: عمار بن ياسر، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة (3)، وسهيل ابن (4) يبضاء (5)(6)، وعامر بن فهيرة (7)،
(1) في ب بزيادة: صلى الله عليه وسلم.
(2)
أخرجه الإمام الطبري في تفسيره (4/ 302) وما بعدها، من عدة طرق كلها مرسلة، عن عروة بن الزبير، والسدي، وجندب بن عبد الله، ومجاهد، ومقسم مولى ابن عباس، وأبي مالك الغفاري، بأرقام: 4082، 4083، 4084، 4085، 4086، 4089.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 384)، عن جندب بن عبد الله، رقم: 2022، وعن مقسم مولى ابن عباس، رقم:2023.
وأخرجه الإمام الطبراني في " المعجم الكبير "(2/ 162)، رقم: 1670، عن جندب بن عبد الله، موصولا، ورجاله ثقات، [لأبي القاسم الطبراني ت: 360 هـ، تحقيق: حمدي عبد المجيد، مكتبة ابن تيمية - القاهرة، ط: الثانية]، والإمام البيهقي في " السنن الكبرى "(9/ 20)، رقم: 17745، بسند صحيح، عن جندب بن عبد الله، أيضا.
والحديث صحيح بطرقه وشواهده.
(3)
أبو حذيفة: هو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، المتوفى: 12 هـ، اشتهر بكنيته واختلف في اسمه، فقيل: هشيم، وقيل: هاشم، كان من السابقين إلى الإسلام. هاجر مَعَ امرأته سهلة بنت سهيل بْن عَمْرو إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُحَمَّد بْن أبي حذيفة، ثم قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بمكة، فأقام بها حَتَّى هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، والمشاهد كلها. وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
ينظر: الاستيعاب (4/ 1631) أسد الغابة (6/ 68)، الإصابة (7/ 74).
(4)
في ب: بدون همزة. والصحيح إثباتها؛ لأن البيضاء اسم أمه.
(5)
في ب: (بيضاء). وهو الصحيح.
(6)
سهيل: هو سهيل ابن بيضاء القرشي الفهري، المتوفى: 9 هـ. يكنى أبا أمية فيما زعم بعضهم، والبيضاء أمه التي كان ينسب إليها، اسمها: دعد بنت الجحدم، وأبوه: وهب بن ربيعة بن هلال، كان سهيل قديم الإسلام، هاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم عاد إِلَى مكة، وهاجر إِلَى المدينة، ثم شهد بدرًا وغيرها، ومات بالمدينة في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سنة تسع، وصلى عليه رَسُول اللَّهِ في المسجد.
ينظر: الطبقات الكبرى (3/ 317)[لابن سعد الهاشمي ت: 230 هـ، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، 1410 هـ - 1990 م]، الاستيعاب (2/ 667)، أسد الغابة (2/ 582).
(7)
عامر: هو عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، أبو عمرو، المتوفى: 4 هـ. كان مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، أخي السيدة عائشة لأمها أم رومان. فأسلم عامر وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم عند غار ثور، يروح بها على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في الغار. وكان رفيقهما في هجرتهما إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، ثم قتل يوم بئر معونة.
ينظر: الطبقات الكبرى (3/ 173)، الاستيعاب (2/ 796)، الإصابة (3/ 482).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وواقد بن عبد الله اليربوعي (1).
وسمى الثلاثة الذين مع عمرو (2): الحكم بن كيسان (3)، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة (4)، ونوفل [بن](5) عبد الله (6).
(1) واقد: هو واقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين اليربوعي التميمي، كَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل. أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وآخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينه وبين بشر بن البراء بْن معرور، وَهُوَ الَّذِي قتل عَمْرو بْن الحضرمي، وواقد هَذَا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرميّ أول قتيل من المشركين فِي الإسلام. وشهد واقد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها، وتوفي بالمدينة فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ.
…
ينظر: الطبقات الكبرى (3/ 298)، معرفة الصحابة (5/ 2729) [لأبي نعيم الأصبهاني ت: 430 هـ، تحقيق: عادل العزازي، دار الوطن للنشر، الرياض، ط: الأولى 1419 هـ - 1998 م]، الاستيعاب (4/ 1550).
(2)
عمرو: هو عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاد بن أكبر بن ربيعة بن عريقة، والحضرمي نسبة إلى حضر موت، وعمرو هذا هو أَوَّلُ قَتِيلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَتْلَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي سَرِيَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. ينظر: البداية والنهاية (3/ 305).
(3)
الحكم: هو الْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ، مولى هشام بن المغيره المخزومي، كان ممن أُسر في سرية عَبْد الله بن جحش، أسره المقداد، قَالَ المقداد: فأراد أميرنا ضرب عنقه، فقلت: دعه يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمنا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه. وذلك في السنة الأولى من الهجرة، ثم أستشهد يوم بئر معونة مع عامر بن فهيرة.
ينظر: الطبقات الكبرى (4/ 102)، الاستيعاب (1/ 355)، الإصابة (2/ 95).
(4)
عثمان: هو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيّ، أَسَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنِ جَحْشٍ بِبَطْنِ نَخْلَةَ حَتّى قَدِمَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَافْتَدَى، فَرَجَعَ إلَى قُرَيْشٍ حَتّى غَزَا أُحُدًا، فَقُتِلَ بِهِ. وكان يُحْضِرُ فَرَسًا لَهُ، يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فتعثر بِهِ فَرَسُهُ فِي بَعْضِ الْحُفَرِ، فَيَقَعُ الْفَرَسُ لِوَجْهِهِ، فَيَأْخُذُهُ أَصْحَابُ رَسُولِ الله فيعقرونه، وَيَمْشِي إلَيْهِ الْحَارِثُ بْنُ الصّمّةِ فَتَضَارَبَا سَاعَةً بِسَيْفَيْنِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إلَى قِتَالِهِمَا، ثُمّ ضربه الْحَارِثُ فقضى عَلَيْهِ.
ينظر: المغازي (1/ 252)[لأبي عبد الله الواقدي ت: 207 هـ، تحقيق: مارسدن جونس، دار الأعلمي - بيروت، ط: الثالثة - 1409/ 1989.]، السيرة النبوية، لابن هشام (1/ 605).
(5)
في ب: ابن، بهمزة وصل، والأصح بدونها.
(6)
نوفل: هو نوفل بن عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيّ، كان مع أخيه عُثْمَان عندما هجم عليهم عَبْدُ اللهِ بْنِ جَحْشٍ مع سريته بِبَطْنِ نَخْلَةَ إلا أنه أعجزهم، فهرب ورجع مكة، واقْتَحَمَ الْخَنْدَقَ يوم الأحزاب، فَتَوَرَّطَ فِيهِ، فَقُتِلَ، فَغَلَبَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَسَدِهِ. فسأل بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ، رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعَهُمْ جَسَدَهُ، ولم يكن لرَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَةَ فِي جَسَدِهِ وَلَا ثَمَنِهِ، فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ. ينظر: المغازي، للواقدي (2/ 471)، سيرة ابن هشام (2/ 253)، تاريخ الطبري (2/ 574).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وفيه: أن ذلك أول غنيمة (1)، وليس رد العير والأساري، ولا قوله:(يأمن فيه الخائف إلخ)، بل انتهى الحديث إلى قوله:(فقال المشركون: استحل محمد الشهر الحرام). " (2) سيوطي
(أن رسول الله بعث إلخ): " (قبل بدر بشهرين) على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة، وبعث معه ثمانية من المهاجرين ليس فيهم أنصاري وهو تاسعهم، وأمَّره عليهم، وكتب له كتابا دفعه إليه، وقال: " سر على اسم الله، ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، فإذا نزلت فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك، ثم امض إلى حيث أمرتك، ولا تستكره (3) أحدا من أصحابك على السير معك."
فسار عبد الله (4) يومين، ثم نزل وفتح الكتاب، فإذا فيه:
" بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فسر على بركة الله بمن معك من أصحابك حتى تنزل
(1) الْغَنِيمَةُ: هي اسْمٌ لِلْمَأْخُوذِ مِنْ أَهْل الْحَرْبِ عَلَى سَبِيل الْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ. وَيَدْخُل فِيهَا الأمْوَال وَالأسْرَى مِنْ أَهْل الْحَرْبِ إِذَا اسْتُرِقُّوا.
ويَجِبُ عَلَى الإِمَامِ تَخْمِيسُ الْغَنِيمَةِ: أي تقسيمها على خمسة أجزاء، توزِعُ الأَرْبَعَةِ أَخْمَاسِ عَلَى الْغَانِمِينَ، بَعْدَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ الذي يُقْسَمُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ تصرف في مواضعها التي ذكرها الله تعالى في قوله:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41].
والْغَنِيمَةُ مَشْرُوعَةٌ أَحَلَّهَا اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ خاصة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي:
…
، وَأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ
…
" [أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (1/ 95)، رقم: 438، كِتَابُ: الصَّلاةِ، بَابُ: قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا.]
ينظر: أنيس الفقهاء في تعريف الألفاظ المتداولة بين الفقهاء - كتاب الجهاد (1/ 65)[لقاسم بن عبد الله القونوي ت: 978 هـ، تحقيق: يحيى مراد، دار الكتب العلمية، ط: 2004 م-1424 هـ]، الموسوعة الفقهية الكويتية - مادة غنيمة (31/ 302).
(2)
حاشية السيوطي على البيضاوي (2/ 409).
(3)
أي: لا تأخذ أحدا على كراهية منه، أي: بالإكراه.
(4)
عبد الله: هو عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي، ويكنى أَبَا مُحَمَّد، أمه: أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم، عمة النبي صلى الله عليه وسلم. أسلم عَبْدُ اللَّهِ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَارَ الأَرْقَمِ. وهاجر إلى بلاد الحبشة مع أخويه عُبَيْد اللَّهِ وَأَبي أَحْمَدَ ابني جَحْشٍ، ثم هاجر إلى المدينة. وَهُوَ أَوَّلُ أَمِيرٍ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَغَنِمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ غَنِيمَةً. وكَانَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُخْتُهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أم المؤمنين. قتل شهيدا يوم أحد، فدفن هو وحَمْزَة بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ في قبر واحد. ينظر: الطبقات الكبرى (3/ 65)، معرفة الصحابة، لأبي نعيم (3/ 1606)، تهذيب الأسماء واللغات (1/ 262).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
بطن نخلة (1)، فترصد بها عير قريش لعلك تأتينا منه بخير."
فلما نظر في الكتاب قال: سمعا وطاعة، ثم قال لأصحابه ذلك، وقال: إنه عليه السلام نهاني أن أستكره أحدا، فمن كان يريد الشهادة فلينطلق معي، ومن كره فليرجع.
ثم مضى ومضى معه أصحابه، لم يتخلف عنه منهم أحد، حتى بلغ موضعا من الحجاز (2) يقال له: نجران (3)، أضل فيه سعد بن أبي وقاص (4)،
(1) بطن نخلة: هو واد من أودية الحجاز، على بعد ليلة من مكّة، وهو مجتمع نخلتين، نخلة اليمانية: يصب فيها يدعان واد به مسجد رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم وبه عسكرت هوازن يوم حنين، ونخلة الشامية: مُجتمعهما بطن مر، وسبوحةٌ واد يصب في اليمانية على بستان ابن عامر، ويأخذ نخلة هذه طريق الطائف القديم، وطريق نجد من مكة، وهي التي سلكها رسول الله في غزوة الطائف. والخلاصة أن النخلتين: اليمانية والشامية تجتمعان على قرابة 43 كيلا من مكة، في الشمال الشرقي.
ينظر: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع (4/ 1302)[لعبد الله بن عبد العزيز البكري ت: 487 هـ، عالم الكتب، بيروت، ط: الثالثة، 1403 هـ]، ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة (1/ 887) [لمحمد بن موسى الهمداني ت: 584 هـ، تحقيق: حمد الجاسر، دار اليمامة النشر، 1415 هـ]، المعالم الأثير في السنة والسيرة (1/ 187)[لمحمد حسن شُرَّاب، دار القلم - دمشق، ط: الأولى - 1411 هـ].
(2)
الحجاز: هو جبل عظيم ممتدّ في جزيرة العرب، مبدؤه من اليمن حتى يبلغ وادي الشام، وسمته العرب حجازا؛ لأنه حجز بين غور تهامة وهو هابط، وبين نجد وهو ظاهر، فكأنه منع كلّ واحد منهما أن يختلط بالآخر فهو حاجز بينهما، فهو حاجز بين اليمن والشام، وهو مسيرة شهر، قاعدته مكة.
ينظر: معجم البلدان (2/ 218)، آثار البلاد وأخبار العباد (1/ 84).
(3)
نجران: هي مدينة عريقة من مخاليف اليمن، جنوب شرقي مكة، وهي واد كبير كثير المياه والزرع، بناها نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب، ودخل أهلها في دين النصرانية، فكان بها واقعة الأخدود، وكان بها أساقفة مقيمون، وهم الذين جاءوا إلى النّبيّ عليه السلام فى أصحابهم، ودعاهم إلى المباهلة، وبقوا بها حتى أجلاهم عمر - رضى الله عنه عنها -. وكان بها كعبة نجران، بناها عبد المدان بن الريان الحرثي مضاهاة للكعبة، وعظموها وسموها كعبة نجران.
ينظر: آثار البلاد وأخبار العباد (1/ 126)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (3/ 1359) [لابن شمائل القطيعي ت: 739 هـ، دار الجيل، بيروت، ط: الأولى، 1412 هـ]، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (1/ 314) [لعاتق بن غيث الحربي ت: 1431 هـ، دار مكة للنشر، مكة المكرمة، ط: الأولى، 1402 هـ- 1982 م].
(4)
سعد: هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، ويكنى سعد بأبي إسحاق، أسلم وهو ابن 17 سنة، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين عينهم عمر للخلافة، هو فاتح العراق، ومدائن كسرى، وافتتح القادسية، ونزل أرض الكوفة فجعلها خططا لقبائل العرب، وابتنى بها دارا فكثرت الدور فيها. وظل واليا عليها مدة عمر بن الخطاب. وأقره عثمان زمنا، ثم عزله. فعاد إلى المدينة، فأقام قليلا وفقد بصره، ومات عن بضع وسبعين سنة، له في كتب الحديث 271 حديثا.
ينظر: الطبقات الكبرى (3/ 103)، معجم الصحابة (3/ 3) [لعبد الله بن محمد البغوي ت: 317 هـ، تحقيق: محمد الجكني، مكتبة دار البيان - الكويت، ط: الأولى، 1421 هـ - 2000 م]، معرفة الصحابة (1/ 129).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وعتبة بن غزوان (1) بعيرا لهما يتعقبانه (2) فتخلفا في طلبه، ومضى عبد الله في بقية أصحابه حتى نزلوا نخلة بين مكة والطائف (3).
فبينا هم كذلك مرت عير لقريش تحمل زبيبا وأدما (4) وتجارة الطائف، وفي العير عمرو بن الحضرمي، والحكم بن كيسان، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، ونوفل بن عبد الله المخزوميان، وكان ذلك آخر يوم من جمادى الآخرة، وكانوا يرون أنه من جمادى وهو من رجب، فرمى واحد من أصحاب عبد الله بن جحش عمرا الحضرمي بسهم فقتله، فكان أول قتيل من المشركين، وأسر الحكم وعثمان فكانا أول أسيرين في الإسلام، وأفلت نوفل فأعجزهم.
واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة،
(1) عتبة: هو عتبة بْن غَزَوَان بْن جَابِر بن وَهْب بْن نسيب، الحارثي المازني، أبو عبد الله، المتوفى: 17 هـ، كان إسلامه بعد ستة رجال، فهو سابع سبعة فِي إسلامه. هاجر إلى أرض الحبشة وَهُوَ ابْن أربعين سنة، ثُمَّ قدم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بمكة، وأقام معه حَتَّى هاجر إِلَى المدينة، ثُمَّ شهد بدرا، والمشاهد كلها، وشهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص. وهو باني مدينة البصرة. وجهه عمر إلى أرض البصرة واليا عليها، وكانت تسمى " الأبلّة " فاختطها عتبة ومصرها. وسار إلى ميسان وأبزقباذ فافتتحهما. وقدم المدينة لأمر خاطب به أمير المؤمنين عمر، ثم عاد فمات في الطريق. وكان من الرماة المعدودين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أحاديث. ينظر: الطبقات الكبرى (3/ 72)، الاستيعاب (3/ 1026)، أسد الغابة (3/ 558)، تهذيب الأسماء واللغات (1/ 319).
(2)
يتعقبانه: أي يركبه هذا عقبة وهذا عقبة، أي هذا نوبة وهذا نوبة. ينظر: المصباح المنير - مادة عقب (2/ 419).
(3)
الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع ميل قليل إلى الجنوب، على مرحلتين من مكة، وقيل: بينهما ستون ميلاً، وهي إحدى القريتين المذكورتين في القرآن، وكان اسم الطائف (وج) سميت بـ: وج بن عبد الحي من العمالقة، ثم سكنتها ثقيف، فبنوا عليها حائطاً مطيفاً بها فسموه الطائف. وهي مدينة صغيرة متحضرة، مياهها عذبة، وهواؤها معتدل، وفواكهها كثيرة وضياعها متصلة وعنبها كثير جداً، وزبيبها معروف يتجهز به إلى جميع الجهات، وأكثر فواكه مكة من الطائف، وبها تجار مياسير، وجل بضائعهم الأديم .. وتقع الطائف على جبل (غزوان) وبه جملة من قبائل هذيل، وهو جبل مشهور بالبرد، وربما جمد الماء في الصيف لشدة برده.
…
ينظر: آثار البلاد وأخبار العباد (1/ 97)، الروض المعطار في خبر الأقطار (1/ 379) [لمحمد بن عبد الله الحِميرى ت: 900 هـ، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة - بيروت، ط: الثانية، 1980 م]، المعالم الأثير في السنة والسيرة (1/ 170).
(4)
الأَدَم: جمع أَدِيم، والأديم يطلق على: الجِلْد المدبوغ. وعلى الطعام المأدوم فيه دُهْن ونحوه يطيّبه.
ينظر: مادة أدم في: تاج العروس (31/ 192)، معجم اللغة العربية المعاصرة (1/ 76).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام، فسفك [فيه](1) الدماء، وأخذ الحوائب (2).
وعَيَّر بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين، وقالوا: يا معشر الصبأة (3)، استحللتم الشهر الحرام، وقاتلتم فيه.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابن جحش وأصحابه: " ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام." ووقف العير والأسيرين، وأبى أن يأخذ شيئا من ذلك، فعظم ذلك على أصحاب السرية، وظنوا أنهم قد هلكوا وسقط في أيديهم (4)، وقالوا: يا رسول الله إنا أخذنا الحضرمي، ثم أمسينا فرأينا هلال رجب، فلا ندري أفي رجب أصبناه أم في جمادى.
وأكثر الناس في ذلك (5)، فأنزل الله الآية، فأخذ النبي العير، فعزل منها الخمس، فكان أول خمس في الإسلام، وقسم الباقي بين أصحاب السرية، وكان أول غنيمة في الإسلام.
وبعث أهل مكة في فداء أسيريهم فقال: بل نبقيهما حتى يقدم سعد وعتبة، فإن لم يقدما قتلناهما بهما، فلما قدما فاداهما.
(1) في ب: فيها، والأصح فيه؛ لأن الضمير يعود على الشهر.
(2)
الحوائب: جمع، الحَوْأَب: وهو الواسِعُ من الأوْدِيَةِ ومن السِّقَاءِ - والدِّلاءِ - جمع دَلْوٍ- وغيرِها. والحَوْأَبَةُ: المَزَادَةُ العَظيمةُ الرَّقِيْقَةُ. ينظر: المحيط في اللغة - مادة حوب (1/ 256)[للصاحب بن عباد ت: 385 هـ]، تاج العروس - مادة حأب (2/ 212).
(3)
الصبأة: جمع: صَابِئ، وتقال لكلّ خارج من الدّين إلى دين آخر، أما الصَّابِئُونَ: فقوم يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام. ينظر: المحكم والمحيط الأعظم - باب الصاد والباء والهمزة (8/ 354)[لعلي بن سيده المرسي ت: 458 هـ، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، 1421 هـ - 2000 م]، المفردات - مادة صبا (1/ 475).
(4)
سقط في أيديهم: عبارة مجازية تستخدم كناية عن الحسرة والندم، وأصلها قول الله تعالى:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا} [الأعراف: 149]، وهو نَظْم لم يسمع قبل القرآن، ولا عَرَفَتْهُ العرب، ولم يوجد قبل ذلك في أشعارهم. وأما ذكر اليد؛ فلأن النادم يعضُّ على يديه، ويَضْرِبُ إحداهما بالأخرى تَحَسُّراً؛ كما قال تعالى:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان: 27]، وكما قال أيضا:{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا} [الكهف: 42]؛ فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد.
ينظر: معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (2/ 378)، نثر الدرر في المحاضرات (6/ 87)، مجمع الأمثال (1/ 330).
(5)
أي: أكثروا الحديث في ذلك.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[فأما](1) الحكم بن كيسان فأسلم، وأقام معه - عليه (2) السلام - بالمدينة، فقتل يوم بئر معونة (3) شهيدا.
وأما عثمان بن عبد الله فرجع إلى مكة، [فمات](4) بها كافرا. وأما نوفل فضرب بطن فرسه يوم الأحزاب (5)؛ ليدخل الخندق (6)، فوقع في الخندق مع فرسه فتحطما جميعا، فقتله الله فطلب المشركون جيفته بالثمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خذوه فَإِنَّهُ خَبِيثُ الْجِيفَةِ خَبِيثُ الدِّيَةِ."(7)
(1) سقط من ب.
(2)
في ب بزيادة: الصلاة و.
(3)
بئر معونة: هي ماء لبنى عامر بن صعصعة، وهى بين ديار بنى عامر، وحرّة بنى سليم، وكان "أبو براء عامر بن مالك" قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقال له: لو أنفذت من أصحابك إلى نجد من يدعو أهله إلى ملّتك لرجوت أن يسلموا، وهم في جواري، فبعث معه أربعين رجلا، فلما وصلوا بئر معونة استنفر عليهم "عامرُ بن الطفيل" - وكان ابن أخي عامر بن مالك - بني سليم وغيرهم فقتلوهم أجمعين، وأخفر ذمّة عمّه فيهم. ينظر: سيرة ابن هشام (2/ 183)، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع (4/ 1245)، معجم البلدان (5/ 159).
(4)
في ب: ومات.
(5)
يوم الأحزاب: ويسمى أيضا غزوة الخندق، وكانت في شوال في السنة الخامسة من الهجرة، وكان من شأنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أجلى بني النضير خرج نفر من اليهود، وحزبوا الأحزاب حتى قدموا على قريش، ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار عليه سلمان الفارسي بضرب الخندق على المدينة، وأقبلت قريش ومن تابعها في عشرة آلاف رجل، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف من المسلمين، فأقاموا بحذاء المشركين بضعا وعشرين ليلة، ثم بعث الله على المشركين ريحا شديدة، فرجعوا وكفى الله المؤمنين القتال.
ينظر: سيرة ابن هشام (2/ 214)، السيرة النبوية وأخبار الخلفاء (1/ 254).
(6)
الخندق: هو حفرة عميقة مستطيلة حول المكان، وقد تُحفر في ميدان القتال لتحصين الجنود. ينظر: القاموس المحيط - فصل الخاء (1/ 881)، معجم اللغة العربية المعاصرة - مادة خندق (1/ 701).
(7)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 102)، رقم: 2230، مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، بلفظ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ، فَأَعْطَوْا بِجِيفَتِهِ مَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ادْفَعُوا إِلَيْهِمْ جِيفَتَهُمْ؛ فَإِنَّهُ خَبِيثُ الْجِيفَةِ خَبِيثُ الدِّيَةِ» فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا. وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف؛ لضعف نصر بن باب، وتدليس الحجاج. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 496)، رقم:33256.
عبد اللَّه بن جَحْشٍ على سرية في جُمادى الآخِرَة، قبل قتالِ بدرٍ بشهرين
ــ
فهذا سبب نزول الآية." (1)(ز)
(عبد الله بن جحش): " ابن عمته عليه (2) السلام."(3)(ق)
(على سرية): " بفتح السين المهملة: يشكر كهار صد تن (4)، كذا في التاج.
و(على) متعلق بمحذوف أي: أميرا على سرية." (5)(ع)
ومعنى (يشكر): عسكر، (كهار): أربعة، و (صد): مائة، و (تن): نفر.
(في جمادى الآخرة) في (ش):
" القصة مذكورة في السير، لكن فيما ذكره المصنف بعض مخالفة لنقلهم الصحيح (6)، فإنه قال: في جمادى الآخرة. والذي ذكروه: أنه في رجب، وأنه لم يرسلهم لقتال، وإنما بعثهم ليعلم أمر قريش، وأنهم لقوا هؤلاء في آخر يوم من رجب، وقالوا: لئن تركناهم لغد دخلوا الحرم، وإن قاتلناهم حينئذ قاتلنا في الأشهر الحرم. ثم إنهم عزموا على الفتك بهم، ففعلوا ما فعلوا. (7)
قال ابن إسحاق: " فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: " ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام." فوقف العير والأسيرين، وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا، فلما نزلت الآية قبض ذلك."(8)
(1) حاشية زادة على البيضاوي (2/ 517 - 518).
وينظر: الكشف والبيان (2/ 138)، النكت والعيون (1/ 274)، أسباب النزول، للواحدي (1/ 68)، معالم التنزيل (1/ 274)، البحر المحيط (2/ 381)، تفسير ابن كثير (1/ 573)، العجاب في بيان الأسباب (1/ 537)، الدر المنثور (1/ 600).
وقال الإمام الطبري في تفسيره (4/ 301): " ولا خلاف بين أهل التأويل جميعًا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبب قتل ابن الحضرمي وقاتله. "
(2)
في ب بزيادة: الصلاة و.
(3)
تفسير البيضاوي (1/ 136).
(4)
السرية: قطعة من الجيش. يقال: خير السرايا أربعمائة رجل. الصحاح تاج اللغة - مادة سرى (6/ 2375).
(5)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (345 / ب).
(6)
ينظر: المحرر الوجيز (1/ 289)، تفسير القرطبي (3/ 41).
(7)
ينظر: السيرة النبوية، لابن هشام (1/ 603)، السيرة النبوية وأخبار الخلفاء (1/ 155)، جوامع السيرة (1/ 104)، السيرة النبوية (2/ 367) [لإسماعيل بن عمر بن كثير ت: 774 هـ، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة للطباعة بيروت، 1395 هـ - 1976 م].
(8)
نقله ابن هشام في " سيرته " عن ابن إسحاق (1/ 603).
ليترصَّدوا عِيراً لقُريش، فيهم عمرُو بنُ عبدِ اللَّه الحَضْرمي
ــ
ويقال: " وقفها حتى رجع من بدر فقسمها مع غنائمها."(1) " (2) أهـ
(ليرتصدوا) عبارة (ق): " يترصد (3)."(4)
و(ك): " ليترصد."(5)
(عيرا): " العير: كاروان كه رو طعام [بود](6)(7)، كذا في التاج.
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا، وأعطاه عبد الله بن جحش، وأمره أن لا يفتحه ولا يقرأه حتى يمضي يومان، وفيه: سماه (8) أمير المؤمنين، وأمره أن يترصد عير قريش ببطن نخلة." (9)(ع)
(كاروان): القافلة، (كه رو): التي، (بود): فيها طعام.
وفي (ش):
" العير بكسر العين المهملة وسكون الياء: القافلة من الإبل."(10)
(الحضرمي): " بحاء مهملة، منسوب إلى حضرموت (11)."(12)(ش)
(1) ينظر: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (1/ 204).
(2)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).
(3)
الرَّصَدُ: الاستعداد للتّرقّب، يقال: رَصَدَ له، وتَرَصَّدَ، وأَرْصَدْتُهُ له. قال عز وجل:{وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ} [التوبة: 107]. ينظر: مادة (رصد) في: الصحاح تاج اللغة (2/ 474)، المفردات (1/ 355).
(4)
تفسير البيضاوي (1/ 136)، وهي في المطبوعة بلفظ: ليترصد.
(5)
تفسير الكشاف (1/ 258).
(6)
سقط من ب.
(7)
ينظر: روح البيان (4/ 315).
والعير بالكسر: الإبل التي تحمل الميرة. الصحاح تاج اللغة - مادة عير (2/ 764).
(8)
أي: أطلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن جحش في هذا الكتاب لقب: أمير المؤمنين.
(9)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (345 / ب).
(10)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 301).
(11)
حضر موت: هو إقليم عظيم مشهور من أقاليم جزيرة العرب، وهو حاليا معدود من اليمن، وهو في جنوب الجزيرة، يحده شمالا رمل الأحقاف، وجنوبا بحر العرب، وشرقا عمان والبحر العربي أيضا، وغربا مقاطعة عدن، ونُسِبَت هذه البلدة إلى: حضرموت بن حمير الأصغر، غلب عليها اسم ساكنها، وللحضارمة شهرة في التجارة. ينظر: صفة جزيرة العرب (1/ 85)[لابن الحائك الهمداني ت: 334 هـ، مطبعة بريل - ليدن، 1884 م]، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (1/ 101).
(12)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).
وثلاثةٌ معه، فقتلوه وأسروا اثنين، واستاقوا العِير بما فيها من تجارة الطائفِ، وكان ذلك أولَ يوم من رجبٍ وهم يظنونه من جمادى الآخرة،
ــ
(وثلاثة معه) في السعد:
" قيل: هم حكم بن سنان (1)، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، ونوفل بن عبد الله."(2) أهـ
وفي (ع):
" (وثلاثة معه من الرؤساء) هم: حكم [بن] (3) سنان، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل بن عبد الله المخزومي."(4)
(فقتلوه): " أي: [قتل] (5) أصحاب السرية عمرو بن عبد الله، وأسروا اثنين."(6) سعد
(واستاقوا): " أي ساقوا."(7)(ع)، و (ش)(8)
(بما فيها): " أي: العير؛ فإنها تذكر وتؤنث (9)."(10)(ع)
(من تجارة الطائف): " أي: المتاع الذي يؤتى به من الطائف، من الزبيب الطائفي والأديم."(11)(ع)
(وكان ذلك): " المذكور من القتل والأسر والسوق."(12)(ع)
(وهم): " أي: أصحاب السرية."(13)(ع)
(1) في أوب وفي حاشية السعد بلفظ: سنان، والصحيح: كيسان.
(2)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / ب).
(3)
في ب: ابن، والصحيح بدونها.
(4)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (345 / ب).
(5)
في ب: قيل، والمثبت أعلى هو الصحيح المناسب للسياق.
(6)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / ب).
(7)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (345 / ب).
(8)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).
(9)
قال تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} [يوسف: 94].
(10)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (345 / ب).
(11)
المرجع السابق.
(12)
المرجع نفسه لوحة (345 / ب - 346 / أ).
(13)
المرجع نفسه لوحة (346 / أ).
فقالت قريش: قد استحل محمَّدٌ الشهرَ الحرامَ، شهراً يأمنُ فيه الخائفُ، ويبذعِرُ فيه الناسُ إلى معايشهم، فوقف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العِيرَ، وعظَّم ذلك على أصحاب السرية، وقالوا ما نبرح حتى تنزِلَ توبتُنا. ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم العِيرَ
ــ
(شهرا): " بدل من الشهر الحرام (1)."(2)(ش)
(ويبذعر): " بالباء الموحدة والعين المهملة وتشديد الراء، بوزن يقشعر: يتفرق (3)."(4)(ع)
" قال السهيلي: إنه منحوت من بذر ودعر. "(5)(ش)
وفي (ز):
" (يبذعر) أي: يتفرق، قال الجوهري: " ابذعروا: تفرقوا.
وقال أبو السميدع (6): إنه عرق الخيل إذا ركضت تبادر شيئا تطلبه. " (7) "(8) أهـ
(فوقف العير) أي: حبسها وأبى أن يأخذ.
(ما نبرح): " مغمومين مستغفرين."(9)(ع)
(ورَدَّ): " عطف على (شق) في عبارة (ق) (10)."(11)(ع)
(1) يقصد أن: كلمة (شهرا) بدل من كلمة (الشهر الحرام) في عبارة الإمام البيضاوي (1/ 136): "فقالت قريش: استحل محمد الشهر الحرام شهراً يأمن فيه الخائف."
(2)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).
(3)
ينظر حرف الراء فصل الباء في: لسان العرب (4/ 51)، القاموس المحيط (1/ 348).
(4)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (346 / أ).
(5)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).
(6)
أبو السميدع: هو أحمد بن شُريس، المتوفى: 297 هـ، جد بني أبي ثور النجار لأمِّهم، وكان ذا علم بالعربية واللغة والأخبار، وكان من أصحاب حمدون النعجة وتلاميذه. ينظر: طبقات النحويين اللغويين (1/ 243)، البلغة في تراجم أئمة النحو (1/ 77)، بغية الوعاة (1/ 308).
(7)
الصحاح تاج اللغة - مادة بذعر (2/ 588).
(8)
حاشية زادة على البيضاوي (2/ 518).
(9)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (346 / أ).
(10)
العبارة في تفسير البيضاوي (1/ 136) ونصها: " وشق ذلك على أصحاب السرية، وقالوا: ما نبرح حتى تنزل توبتنا، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسارى."
(11)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (346 / أ).
والأُسارى.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلتْ أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة.
ــ
وعلى (عظم) في عبارة المفسر.
وفي (ش):
" ليس معناه: ردها على أصحابه، بل تركها موقوفة ولم يقبلها."(1)
(والأُسَارى (2)): " " المراد بهم الأسيران، أو جعل كل ما أُخذ أسيرا على التغليب." (3) كذا في السعد.
وفي المواهب (4): " واستأسروا عثمان بن عبد الله، والحكم بن سنان (5)، وهرب نوفل بن عبد الله، واستاقوا."(6) " (7)(ع)
(وعن ابن عباس إلخ)(8): " يعني: أن روايته تخالف رواية رد الغنيمة."(9) سعد
(1) حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 300).
(2)
الأسارى: جمع أسير: والأَسْر: الشدّ بالقيد، وسمّي الأسير بذلك، ثم قيل لكلّ مأخوذٍ ومقيّد وإن لم يكن مشدوداً: أسيرا. وقيل في جمعه: أَسَارَى وأُسَارَى وأَسْرَى، قال تعالى:{وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} [البقرة: 85]، وقال أيضا:{وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 9]. ينظر المفردات - مادة أسر (1/ 76).
(3)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / ب).
(4)
يقصد كتاب: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، لأحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري، أبو العباس، شهاب الدين، المتوفى: 923 هـ.
(5)
في أوب: سنان، وفي حاشية الإمام عبد الحكيم وفي المواهب اللدنية بلفظ: كيسان. وهو الصحيح.
(6)
المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (1/ 204).
(7)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (346 / أ).
(8)
ذكر هذه الرواية: الإمام الزمخشري في " الكشاف "(1/ 258)، والإمام البيضاوي في تفسيره (1/ 136)، ونقلها منهما الإمام أبو السعود.
ولم أقف على تخريجها، ولم يذكرها الإمام ابن حجر في " الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف"، ينظر:(17) وما بعدها، ولا الإمام المناوي في " الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي "، ينظر:(1/ 252) وما بعدها.
(9)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / ب).
والمعنى: يسألك الكفارُ أو المسلمون عن القتال في الشهر الحرامِ
ــ
وفي (ع):
" يعني أن روايته تخالف رواية رد الغنيمة.
وفي المواهب: " كانت أول غنيمة في الإسلام، فقسمها ابن جحش، وعزل الخمس من ذلك قبل أن يفرض.
ويقال: بل قدموا بالغنيمة كلها، فقال النبي -[عليه السلام] (1) -:«ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام.» فأَخَّر الأسيرين والغنيمة حتى رجع من بدر، فقسمها مع غنائمها." (2) "(3)(ع)
[155/ب]
لكن في (ش):
" والسرية: طائفة دون الجيش، والأساري: من إطلاق الجمع على ما فوق الواحد. (4)
ورواية ابن عباس لا تخالف ما قبلها كما قيل؛ لأنه ردها أول مجيئها، ثم قبلها وخمسها بعد ذلك وهو المروي.
وقوله: (ما نبرح) أي: ما نبرح مكاننا، أو ما نبرح في ندم." (5) أهـ
(والمعنى إلخ) هو مثل ما في (ك)(6).
وفي (ق):
" والسائلون: هم المشركون، كتبوا إليه في ذلك تشنيعا وتعييرا، وقيل: أصحاب السرية."(7) أهـ
(1) في ب: صلى الله عليه وسلم.
(2)
المواهب اللدنية (1/ 204).
(3)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (346 / أ).
(4)
لأنهم أسروا اثنين فقط، فكان حقه أن يقول:" ورد رسول الله العير والأسيرين "، بلفظ المثنى، بدل الأسارى، بلفظ الجمع.
(5)
حاشية الشهاب على البيضاوي (2/ 301).
(6)
تفسير الكشاف (1/ 258).
(7)
تفسير البيضاوي (1/ 136).
وقال الإمام أبو حيان في " البحر المحيط "(2/ 382): " وَضَمِيرُ الْفَاعِلِ فِي {يَسْئَلُونَكَ}، قِيلَ: يَعُودُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ؛ سَأَلُوا تَعْيِيبًا لِهَتْكِ حُرْمَةِ الشُّهَدَاءِ، وَقَصْدًا لِلْفَتْكِ، وَقِيلَ: يَعُودُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، سَأَلُوا اسْتِعْظَامًا لِمَا صَدَرَ مِنَ ابْنِ جَحْشٍ، وَاسْتِيضَاحًا لِلْحُكْمِ."
ثم قال بعد ذلك: " {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} الضَّمِيرُ فِي: {يَزَالُونَ}، لِلْكُفَّارِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ الْمَرْفُوعَ فِي قَوْلِهِ: {يَسْئَلُونَكَ} هُوَ الْكُفَّارُ."(2/ 390).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كتب (ع):
" تعيين للسائلين، وبيان لكيفية السؤال.
والضمير: لمطلق السائلين، إذ المقصود: جواب السؤال من أي سائل كان، وكذا الكلام في السابق واللاحق من الأسئلة.
فقول السعد: " والأظهر أن ضمير (يسألون) للمؤمنين، أو للجميع، لا للكفار خاصة؛ إذ لا يلائمه الأسئلة الآتية، سيما {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ} (1)."(2) أهـ مما لا يظهر وجه.
وقوله (3): (وقيل: أصحاب السرية) مَرَّضه - وإن اختاره أكثر المفسرين على ما قال النيسابوري (4): " أكثر المفسرين على أن المسلمين هم السائلون "(5) -؛ لأن (6) قوله: {وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أكبر شاهد صدق على أنهم هم المشركون؛ ليكون تعريضا لهم موافقا لتعريضهم للمؤمنين. " (7) أهـ
(1) سورة: البقرة، الآية:219.
(2)
مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (135 / ب).
(3)
أي الإمام البيضاوي.
(4)
النيسابوري: هو الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابورىّ، نظام الدين، ويقال له: الأعرج، المتوفى بعد: 850 هـ، مفسر، له اشتغال بالحكمة والرياضيات. أصله من بدلة (قم) ومنشأه وسكنه في نيسابور. له كتب منها:(غرائب القرآن ورغائب الفرقان)، يعرف بتفسير النيسابورىّ، ألفه سنة 828 هـ، و (لبّ التأويل)، و (شرح الشافية) في الصرف، يعرف بشرح النظام، و (تعبير التحرير) شرح لتحرير المجسطي للطوسي، و (توضيح التذكرة النصيرية) في الهيئة. ينظر: طبقات المفسرين للأدنروي (1/ 420)، هدية العارفين (1/ 283)، معجم المؤلفين (3/ 281).
(5)
انتهى إلى هنا قول الإمام النيسابوري في " غرائب القرآن ورغائب الفرقان "(1/ 594).
وقال الإمام الآلوسي في " روح المعاني "(1/ 503): " واختار أكثر المفسرين: أن السائلين هم المسلمون، قالوا: «وأكثر الروايات تقتضيه» وليس الشاهد مفصحا بالمقصود."
(6)
هذه الجملة تعليل لقوله: مرضه، وعبارة الإمام النيسابوري معترضة بين الفعل المعلَل له (مرضه) والتعليل (لأن
…
).
(7)
مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (346 / أ).