الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَال الْحَوْلُ وَمِنَ الثمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَين تَطْرِفُ (1)(2).
فِي المُرتَدِّ
2870 -
(1) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك؛ أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَينَةَ (3) قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَاجْتَوَوْهَا (4)، فَقَال لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(إِنْ شِئْتُمْ أَن تَخْرُجُوا إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَتَشْربوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا). فَفَعَلُوا فَصَحُّوا، ثُمَّ مَالُوا عَلَى الرُّعَاءِ فَقَتَلُوهُمْ، وَارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلامِ، وَاسْتَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمْ (5) فَأُتِيَ بِهِمْ (6)، فَقَطَعَ أَيدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعينَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتى مَاتُوا) (7). وفِي لَفظ آخر: أَن نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَبَايَعُوهُ عَلَى الإسْلامِ، فَاسْتَوْخَمُوا الأَرْضَ وَسَقِمَتْ أَبْدَانُهُمْ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَال:(أَلا تَخْرُجُون مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ فَتُصيبُونَ مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانهَا). قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَخرَجُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَصَحُّوا، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَطَرَدُوا الإِبِلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُدْرِكُوا فَجِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِعَتْ أَيدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَسُمِلَ أَعينُهُمْ، ثُمَّ نُبِذُوا فِي الشَّمْسِ حَتى مَاتُوا. وفي آخر: قَال: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَوْمٌ مِنْ عُكْلٍ
(1) البخاري (7/ 155 - 156 رقم 3845).
(2)
"تطرف": تتحرك.
(3)
"عُرينة": حي من اليمن.
(4)
"فاجتووها" أي: لم توافقهم وكرهوها لسقم أصابهم. قالوا: وهو مشتق من الجوى، وهو داء يصيب الجوف.
(5)
في (ج): "آثارهم".
(6)
قوله: "فأتى بهم" ليس في (ج).
(7)
مسلم (3/ 1296 رقم 1671)، البخاري انظر الحديث رقم (5) في الباب السابق.
أَوْ عُرَينَةَ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلِقَاحٍ (1)، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشربوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا (2). قَال فِيه: وَسُمِرَتْ أَعينُهُمْ، وَأُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلا يُسْقَوْنَ. وقَال (3) في آخر: وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ (4). وقال البخاري: وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتى مَاتُوا. [وفي آخر: مِنْ عُكْلٍ وَعُرَينَةَ](5).
2871 -
(2) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نَفَر مِنْ عُرَينَةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوهُ، وَقَدْ وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ الْمُومُ، وَهُوَ: الْبِرْسَامُ (6). وذَكَرَ الحَدِيث (7)، قَال فيه: وَعِنْدَهُ شَبَاب مِنَ الأَنْصَارِ قَرِيب مِنْ عِشْرِينَ، فَأرْسَلَهُمْ إِلَيهِمْ، وَبَعَثَ مَعَهُمْ قَائِفًا (8) يَقُصُّ أَثَرَهُمْ. وفِي رِوَايةٍ: مِنْ عُكْلٍ وَعُرَينَةَ.
خرَّج البخاري هذا الحديث في مواضع منها: "باب إذا حرَّق المشرك المسلم هل يحرق"، عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: إِنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً قَدِمُوا عَلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله ابْغِنَا (9) رِسْلًا (10). قَال: (مَا أَجِدُ لَكُمْ إِلا أَنْ تَلْحَقُوا بِالذوْدِ). وذَكَر الحديث. قَال: فَمَا تَرَجَّلَ النهَارُ حَتى أُتِيَ بِهِمْ، فَقَطعَ أَيدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ بِهَا، وَطَرَحَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَمَا يُسْقَوْنَ حتى مَاتُوا. وذَكَرَ في "الحدود": أَنهُم كَانُوا فِي
(1)"لقاح": جمع لقحة، وهي الناقة ذات الدر.
(2)
في (ج): "ألبانها وأبواله".
(3)
قوله: "قال" ليس في (ج).
(4)
"ولم يحسمهم" أي: لم يكوهم، والحسم في اللغة: كي العرق بالنار لينقطع الدم.
(5)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(6)
"الموم وهو البرسام": هو نوع من اختلال العقل، ويطلق على ورم الرأس وورم الصدر، وهو معرب وأصل اللفظة سريانية.
(7)
انظر الحديث الذي قبله.
(8)
"قائفًا" القائف: هو الذي يتتبع الآثار وغيرها.
(9)
في (ج): "بعثنا".
(10)
"رِسْلًا" الرّسل: هو اللبن.
الصُفَّةِ، يَعْنِي أَولًا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجُوا (1). وفي بعض طرقه: وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ. خرَّجه في "الزكاة". وقَال فِي أخرى: [أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَينَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عَلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَكَلمُوا بِالإِسْلامِ](2)، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ الله! إِنا كُنا أَهْلَ ضَرْعِ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ. خرَّجه في "المغازي" و"الطب"(3)، وقَال فِيه: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله! آونَا وَأَطْعِمْنَا، فَلَمَّا صَحُّوا قَالُوا: إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ. [وَقَال: قَال سَلامُ بْنِ مِسْكِينٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَال لأنَسٍ: حَدِّثْنِي بأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغِ الْحَسنَ فَقَال: وَدِدْتُ أنهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ](2). وقَال فِي آخر: "فَقَال هَذِهِ نعَمٌ لَنَا تَخْرُجُ (4) فَاخْرُجُوا فِيهَا". [وقَال فِي آخر: قَال قَتَادَةُ](5): فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ. وقَال فِي موضع آخر: قَال قَتَادَةُ: وَبَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يَحُثُ عَلَى الصدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ (6).
2872 -
(3) وَقَال مسلم بْنُ الحَجَّاج، عَنْ أَنَسٍ: إِنمَا سَمَلَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعينَ أُولَئِكَ لأَنهُمْ سَمَلُوا أَعينَ الرعَاءِ (7). لم يخرج البخاري هذا.
[كان هؤلاء المرتدون قد مثلوا بالراعي، فقطعوا يديه ورجليه، وغرزوا الشوك في عينيه، فأدخل المدينة ميتًا على هذه الصفة، ففعل بهم نحو مافعلوا، ذكر ذلك ابن إسحاق وغيره (8).](9)
(1) قوله: "قبل أن يخرجوا" ليس في (ج).
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(3)
في (ج): "في الطب وفي المغازي".
(4)
قوله: "تخرج" ليس في (أ).
(5)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(6)
"المثلة" يقال: مثلت بالقتيل: إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئًا من أطرافه.
(7)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(8)
انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (4/ 640 - 641).
(9)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).