المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء فيمن أعطي عن مسألة وفحش، وإعطاء المؤلفة قلوبهم وفيه ذكر الخوارج - الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - جـ ٢

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الجنائز

- ‌بَابٌ فِي إِغْمَاضِ الْمَيتِ وَالدُّعَاءِ لَهُ إِذَا حَضَرَ

- ‌كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌[بَابُ مَا تَجِبُ فِيهِ الزكاةُ مِنْ العَينِ والحَرْثِ وَالْمَاشِيةِ وَمَا لَيسَ فِيهِ زَكَاةٌ، وَفِي زَكَاةِ الفِطْرِ، وَمَا جَاءَ فِي مَانِع الزَّكَاةِ، وَالأَمْرِ بإرْضَاءِ الْمُصَدِّقِين]

- ‌[بَابُ قَبُولِ الصَّدَقَةِ تَقَعُ فِي غَيرِ أَهْلِهَا]

- ‌بَابٌ فِي ذَمِّ الرَّغْبَةِ وَمَا فِي الصَّبْرِ وَالقَنَاعَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أُعْطَي عَنْ مَسْأَلَةٍ وَفُحْشٍ، وَإِعْطَاءِ الْمُؤَلَفَةِ قُلُوبُهُم وَفِيهِ ذِكْر الْخَوَارِجِ

- ‌بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَتَحْرِيمهَا عَلَى آلِهِ وَإبَاحَتِهَا لِمَوَالِي نِسَائِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ قَبُولِ الْهَدِية والدُّعَاء لِمَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ

- ‌كتاب الصيام

- ‌بَابٌ في فَضْلِ رَمَضَان

- ‌بَابُ الصَّوْمِ وَالفِطْرِ لِرُؤيَةِ الهلالِ أَوْ إكْمَالِ العِدَةِ وَالنَّهْي أَنْ يَتَقَدَّمَ صَوْمُ رَمَضَان بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيِن، وَقَوْلِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: شَهْرَا عِيدٍ لا ينقُصَان

- ‌بَابُ إِبَاحَةِ الأكْلِ مَا بَينَ الْمَغْرَبِ وَالفَجْرِ وَفِي صِفَةِ الفَجْرِ وَفِي السَّحُورِ وَفِي الفِطْرِ وَتَعْجِيلِهِ

- ‌بَابُ النَّهْي عَنِ الوصَالِ فِي الصَّوْمِ

- ‌بَابٌ فِي القُبْلَةِ وَالْمُبَاشرةِ لِلصَّائِمِ وَفِيمَنْ أَدْرَكَهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٍ وَفِيمَنْ وَطِيءَ امْرَأتَهُ فِي رَمَضَان

- ‌بَابُ الْحِجَامَةِ لِلصائِمِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الصِّيامِ فِي السّفَرِ

- ‌بَابُ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} وَفِي قَضَاءِ رَمَضَان

- ‌بَابٌ فِيمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا ثُم أَفْطَرَ، وَفِيمَنْ أَفْطَرَ نَاسِيًا

- ‌بَابُ صَوْمِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالترْغِيبِ فِي الصيَامِ، وَفَضلِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ]

- ‌بَابٌ فِي لَيلَةِ القَدْرِ وَالاعْتِكَافِ

- ‌كِتَابُ الْحَجِّ

- ‌بَابٌ فِي الْمَوَاقِيتِ

- ‌بَابٌ فِي التَّلْبِيَةِ

- ‌بَابُ الطِّيبِ عِنْدَ الإِحْرَامِ

- ‌بَابُ [لَحْمِ الصَّيدِ لِلمُحْرِمِ]

- ‌بَابُ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌بَابُ الفِدْيَةِ

- ‌بَابُ سُنةِ الْمُحْرِمِ إِذَا مَاتَ

- ‌بَابٌ فِي النُّفَسَاءِ إِذَا أَرَادَتْ الإِحْرَام

- ‌بَابُ إِرْدَافِ الْحَائِضِ الْحَجَّ عَلَى العُمْرَةِ

- ‌حَدِيثِ جَابِر فِي حَجَّةِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ وَفَسْخِ التحَلُّلِ مِنَ الإحْرَامِ

- ‌بَابُ فِي الْمُتْعَةِ بِالحَجِّ إِلَى العُمْرَةِ وَالْهَدْيَ فِيهَا

- ‌الإفْرَادُ والقِرَان

- ‌فِي تَقْلِيدِ الْهَدْي وَإشْعَارِهِ عِنْدَ الإِحْرَامِ

- ‌بَابٌ

- ‌رَمْيُ الجِمَارِ

- ‌فِيمَن قَدَّمَ شيئًا مِن نُسُكِهِ أَوْ أَخرَهُ

- ‌أَينَ يُصَلِي الظُهْرَ يَوْمَ التَرويَةِ

- ‌المَبِيتُ بمكة ليالي مِنَى

- ‌بَابُ سِقَايَةِ الحَاجِّ

- ‌بَابُ الصَّدَقَةِ بِلحُومِ البُدْنِ وَجِلالِهَا

- ‌بَابُ الاشْترَاكِ فِي الهَدْي ونَحْرِهَا قَائِمَةً

- ‌رُكُوبُ البُدْنِ

- ‌مَا يُصنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الهَدي

- ‌طَوَافُ الوَدَاع وفِي المرأَةُ تَحِيضُ بَعد الإِفَاضَةِ

- ‌الدُخُولُ فِي الكَعْبَةِ والصَّلاةُ فِيهَا

- ‌فِي بُنيَانِ الكَعبَةِ

- ‌حَجُّ الصَّبِي

- ‌فَرضُ الحَجِّ مَرَّةً واحِدَةً

- ‌الإِقَامَةُ بِالبَطْحَاءِ التِّي بِذِي الحُلَيفَةِ والصَّلاةُ فِيهَا

- ‌بَابٌ لا يَحُجُّ البَيتَ مُشرِكٌ ولا يَطُوفُ بالبَيتِ عُرْيَانٌ

- ‌ باب

- ‌تَحرِيمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ

- ‌كِتَاب النِكَاح

- ‌فِي نِكَاحِ الْمُتْعَةِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الشُّرُوطِ

- ‌مَا يَقُول إِذَا أَراد أَن يَأتِي أَهلَهُ وفِي قَول اللهِ تَعَالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} وفي المَرأَةُ تَهْجُر فِرَاشَ زَوجِهَا والرجُل يُحَدِّث بِسر امرأتِه

- ‌في العَزلِ والغِيلَةِ

- ‌في الرَّضَاعِ

- ‌في قَوْلِهِ تَعَالى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}

- ‌في الوَلَدِ للفِراشِ وفِي القافَةِ

- ‌في المقَامِ عِنْدَ البِكْرِ والثَّيبِ

- ‌لا يَمَسُّ المَرأَةَ في يَومِ الأُخرَى

- ‌هِبَةُ المَرأَةِ يَوْمَهَا مِنْ زَوْجِهَا لِصاحِبَتِهَا

- ‌في قَوْلِهِ تَعَالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ}

- ‌في المَرأَةِ الصَّالِحةِ وفِي مُدَارَاة النِّسَاءِ

- ‌بَابٌ

- ‌في طَلاقِ الحَائِضِ

- ‌بَابٌ

- ‌في التَّحْرِيمِ

- ‌في قَولِهِ تَعَالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا}

- ‌في التَّخْييرِ والإيلاءِ

- ‌بَابٌ فَى الخُلْعِ

- ‌خُرُوجُ المُطَلَّقَةِ

- ‌عِدَّةُ الحَامِلِ

- ‌فِي الإحدَادِ عَلَى المَيت

- ‌وُجُوبُ النَّفَقَةِ عَلَى الأهْلِ والعِيَال

- ‌كِتَابُ العِتْقِ

- ‌كِتَابُ البُيُوع

- ‌النَّهْيُ أَن يَبيعَ الرَّجُلُ عَلَى بَيع أَخِيهِ وعَنِ النَّجْشِ وتَلَقّي الرُّكبَانِ والتَّصْرِيةِ وأَن يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ

- ‌النَّهيُ عَنْ بَيع الطعَام إِذَا اشتُرِي قَبْلَ أَن يُستَوْفَى ونَقلِ الطَّعَامِ إِذَا بِيعَ جُزَافًا

- ‌بَابٌ فِي بَيع الصُّبرَةِ مِن التَّمْرِ

- ‌فِي كِرَاءِ الأرضِ

- ‌المُسَاقاةُ عَلَى جُزءٍ مَعلُومٍ مِن التَّمْرِ والزَّرْعِ

- ‌فَضلُ الغَرس والزَّرع

- ‌الأمرُ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ

- ‌فِي الْمُفْلِسِ

- ‌بَابٌ

- ‌فِيمَنْ أَدْرَكَ سِلْعَتَهُ عِنْدَ مُفْلِسٍ

- ‌فَضْلُ إِنظَارِ الْمُعْسِرِ والتَّجَاوُزِ

- ‌النَّهي عَنْ بَيعِ فَضْلِ المَاء وضِرَابِ الجَمَلِ

- ‌النَّهْي عَنْ ثَمَنِ الكلْبِ والسِّنَّورِ وَحُلْوَانِ الكَاهِنِ وَعَنْ كَسْبِ الحَجَّامِ والأَمرُ بِقَتْلِ الكِلابِ وَمَا اسْتثنِي مِنْ ذَلِكَ

- ‌بَابُ الرُّخْصَةِ فِي أُجرَةِ الحَجَّامِ

- ‌إِثمُ مَنْ بَاعَ حُرًّا

- ‌تَحرِيمُ بَيعِ الخَمْرِ

- ‌فِي التفَاضُلِ فِي الطعَامِ

- ‌التشْدِيدُ فِي الربا

- ‌اتِّقَاءُ الشُّبُهاتِ

- ‌الشرطُ فِي البِيع

- ‌بَاب فِي السَّلَمِ

- ‌ما جَاءَ فِي الْمُحتَكِرِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الحَلِفِ فِي البُيُوع

- ‌فِي الشُّفعَةِ

- ‌غَرْزُ الحشَبِ فِي جِدَارِ الجَارِ

- ‌فِيمَنْ ظَلَمَ شِبرًا مِن الأرضِ

- ‌الاختِلافِ فِي الطَّريقِ

- ‌القَطَائِعُ

- ‌فِي الفَرائِضِ

- ‌فِيمَنْ يَمُوتُ وعَلَيهِ دَينٌ

- ‌بَابٌ

- ‌فِي الوَصَايَا والحبسِ

- ‌بَابٌ فِي النذُورِ والأيمَانِ

- ‌فِي صُحبَةِ المَمَالِيكِ وأَبْوَابٍ مِن العِتْقِ

- ‌كتَاب الْحُدُود

- ‌فِي المُرتَدِّ

- ‌فِي القَاتِلِ يُقتَلُ بِمثلِ مَا قَتَلَ بِهِ

- ‌القِصَاصُ فِي الجِرَاحَةِ والدِّيةِ

- ‌ما يُحِلُّ دَمَ المُسلِمِ والنَّهِيُ أَن يُقْتَلَ مُسلِمٌ بِكافِر

- ‌تَعْظِيمُ القَتْلِ

- ‌باب

- ‌بابٌ في دِيَةِ الجَنِينِ وفِيمَنْ عَفا في الخَطأ

- ‌حدُّ البِكرِ والثيِّبِ في الزنا

- ‌في رَجْمِ أَهْلِ الذمَةِ إِذا زَنُوا

- ‌بابٌ في التعزيرِ

- ‌بابُ الحدُودِ كَفارَةٌ

- ‌باب]

- ‌الأَقْضِيَة والشَّهادات

- ‌فِي اللُّقَطَةِ والضَّوَال

- ‌فِي الضِّيَافَةِ والموَاسَاةِ

الفصل: ‌باب ما جاء فيمن أعطي عن مسألة وفحش، وإعطاء المؤلفة قلوبهم وفيه ذكر الخوارج

آتَاهُ) (1). لم يخرج البخاري هذا الحديث.

1593 -

(14) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا)(2)(3). ولا أخرج البخاري أيضًا هذا الحديث.

‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أُعْطَي عَنْ مَسْأَلَةٍ وَفُحْشٍ، وَإِعْطَاءِ الْمُؤَلَفَةِ قُلُوبُهُم وَفِيهِ ذِكْر الْخَوَارِجِ

1594 -

(1) مسلم. عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطابِ قَال: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَغَيرُ هَؤُلاءِ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ، قَال: [إنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَينَ (4) أنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ أَوْ يُبَخِّلُونِي فَلَسْتُ بِبَاخِلٍ) (5). ولا أخرج (6) البخاري أيضًا هذا الحديث.

1595 -

(2) مسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ (7)(8) بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، نَظَرْتُ إلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَال: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ (9). وفي رواية: ثُمَّ جَبَذَهُ إِلَيهِ جَبْذَةً رَجَعَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نَحْرِ الأَعْرَابِيِّ. وَفِي أخْرى:

(1) مسلم (2/ 730 رقم 1054).

(2)

"قوتًا" القوت: ما يسد الرمق.

(3)

مسلم (2/ 730 رقم 1055).

(4)

قوله: "بين" ليس في (ج).

(5)

مسلم (2/ 730 رقم 1056).

(6)

في (ج): "لم يخرج".

(7)

في (ج): "فجبذ".

(8)

"جبذه" الجبذ: لغة في الجذب.

(9)

مسلم (2/ 730 - 731 رقم 1057)، البخاري (6/ 251 رقم 3149)، وانظر (5809، 6088).

ص: 97

فَجَاذَبَهُ حَتى انْشَقَّ الْبُرْدُ، وَحَتَّى بَقِيَتْ حَاشِيَتُهُ في عُنُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

1596 -

(3) وعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ قَال: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ مِنْهَا شَيئًا، فَقَال مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ انْطَلِقْ بِنَا إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ قَال: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي. قَال: فَدَعَوْتُهُ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَيهِ وَعَلَيهِ قَبَاءٌ مِنْهَا فَقَال:(خَبَأتُ هَذَا لَكَ). قَال: فَنَظَرَ إِلَيهِ فَقَال: رَضِيَ مَخْرَمَةُ (1). وفي لفظ آخر: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ، فَقَال لِي أَبِي مَخْرَمَة: انْطَلِقْ بِنَا إِلَيهِ عَسَى أَنْ يُعْطينَا مِنْهُ شَيئًا. قَال: فَقَامَ أَبِي عَلَى الْبَابِ فَتَكَلَّمَ فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ قَبَاءٌ وَهُوَ يُرِيهِ مَحَاسِنَهُ، وَهُوَ يَقولُ:(خَبَأْتُ هَذَا لَكَ، خَبَأْتُ هَذَا لَكَ). وقَال البخاري: أَقْبِيَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ وقَال: فَتَلَقَّاهُ بِهِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِأَزْرَارِهِ فَقَال (2): (يا أَبَا الْمِسْوَرِ خَبَأْتُ هَذَا لَكَ، خَبَأْتُ هَذَا لَكَ). وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ. قَال: وقَال (3) الليثُ: حَدَّثَنِي ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ، أَنَّ أَبَاه مَخْرَمَةَ قَال: يَا بُنَيِّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَتْ عَلَيهِ أَقْبِيَةٌ فَهُوَ يَقْسِمُهَا، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيهِ فَذَهَبْنَا، فَوَجَدْنَا النبِيَّ صلى الله عليه وسلم في مَنْزِلِهِ، فَقَال لِي أَبِي (4): يَا بُنَيِّ ادْعُ لِيَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ وَقُلْتُ: ادْعُو لَكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَيسَ بِجَبَّارٍ، فَدَعَوْتهُ فَخَرَجَ وَعَلَيهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاج مُزَرَّزٌ بِالذَّهَبِ، فَقَال: يَا مَخْرَمَةُ هَذَا خَبَأْنَاهُ (5) لَكَ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ. خرَّجه في كتاب "اللباس" وفي كتاب "الجهاد".

(1) مسلم (2/ 731 رقم 1058)، البخاري (5/ 222 رقم 2599)، وانظر (2657، 3127، 5800، 5862، 6132).

(2)

في (ج): "وقال".

(3)

في (ج): "قال".

(4)

قوله: "أبي" ليس في (ج).

(5)

في (أ): "خبأنا".

ص: 98

1597 -

(4) مسلم. عَن سَعْدِ بن أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَال: أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا وَأَنَا جَالِسٌ فِيهِمْ قَال: فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ رَجُلًا لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إلَيَّ، فَقُمْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، وَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا! قَال:(أَوْ مُسْلِمًا). فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ (1) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا! قَال:(أَوْ مُسْلِمًا). فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا! قَال:(أَوْ مُسْلِمًا). فَقَال (2): (إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ في النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ)(3). وفي طريق أخرى: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ بَينَ عُنُقِي وَكَتِفِي، ثُمَّ قَال:(أَقِتَالًا أَي سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ). وقال البخاري: أَقْبِلْ أَي سَعْد.

1598 -

(5) مسلم. عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَينٍ حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي قُرَيشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ! قَال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَحُدِّثَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ (4) صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلهِمْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ في قبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال:(مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ). فَقَال لَهُ فُقَهَاءُ الأَنْصَارِ: أَمَّا ذَوُو رَأيِنَا يَا رَسُولَ اللهِ

(1) في حاشية (أ): "فيه" وعليها "خ".

(2)

قوله: "فقال" ليس في (ج).

(3)

مسلم (2/ 732 - 733 رقم 150) وقد تقدم في (1/ 132 رقم 150)، البخاري (1/ 79 رقم 27)، وانظر (1478).

(4)

في (ج): "فحدث ذلك للنبي".

ص: 99

فَلَمْ يَقُولُوا شَيئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِهِ يُعْطِي قُرَيشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ، أَفَلا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَرْجِعُونَ (1) إلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللهِ، فَوَاللهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَير مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ). قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ رَضِينَا. قَال: (فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَثَرَةً (2) شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ). قَالُوا: سَنَصْبِرُ (3). وفي طريق أخرى: قَال أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ. وفي بعض طرق البخاري: فَلَم يَصْبِرُوا. وفي آخر: وَمَوْعِدكُم الحَوْضُ، وقال أيضًا: جَمَعَهُمْ (4) في قُبَّةٍ مِنْ أَدَم، ولَمْ يَدْعُ مَعَهُم غَيرَهُم. وفي آخر: في قُبَّةٍ حَمْرَاء مِنْ أَدَم.

1599 -

(6) مسلم. عَنْ أَنَسٍ أَيضًا قَال: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأَنْصَارَ، فَقَال:(أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيرِكُمْ؟ ) قَالُوا: لا، إلا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ (5) ابْنَ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ). فَقَال: (إنَّ قُرَيشًا حَدِيثُ (6) عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجبرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ الناسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعونَ (7) بِرَسُولِ اللهِ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا

(1) في (ج) كتب فوقها "صح"، وفي (أ):"وترجعوا".

(2)

"أثرة" الأثرة: الاستئثار بالمشترك، أي: يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق.

(3)

مسلم (2/ 733 - 734 رقم 1059)، البخاري (6/ 250 ر قم 3146)، وانظر (3147، 3528، 3778، 3793، 4331، 4332، 4333، 4334، 4337، 5860، 6762، 7441).

(4)

في (ج): "وقال: جميعهم".

(5)

قوله: "إن" ليس في (ج).

(6)

في هامش (أ): "حديثو" وعليها "خ".

(7)

في (أ): "وترجعوا".

ص: 100

[أَوْ شِعْبًا (1)](2) وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ [واديًا أوْ](2) شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ) (3)(4).

1600 -

(7) وعَنْهُ قَال: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ قَسَمَ الْغَنَائِمَ في قُرَيشٍ، فَقَالتِ الأَنْصَارُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرٌ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَإِنَّ غَنَائِمَنَا تُرَدُّ عَلَيهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَهُمْ فَقَال:(مَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ). قَالُوا: هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ، وَكَانُوا لا يَكْذِبُونَ. قَال:(أَمَا تَرْضَوْنَ أنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا إِلَى بُيُوتِهِمْ وَتَرْجِعُوا (5) بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا وَسَلَكَتِ (6) الأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَ الأَنْصَارِ) (7).

1601 -

(8) وعَنْهُ قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَينٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيرُهُمْ بِذَرَارِيِّهِمْ وَنَعَمِهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ عَشَرَةُ آلافٍ (8)، وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ (9)، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتى بَقِيَ وَحْدَهُ. قَال: فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَينِ لَمْ يَخْلِطْ بَينَهُمَا شَيئًا قَال: الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَال: (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ) فَقَالُوا: لبَّيكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. قَال: ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَال: (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ) قَالُوا: لبَّيكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، قَال: وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ

(1)"شعبًا" الشعب: ما انفرج بين جبلين. وقال ابن السكيت: هو الطريق في الجبل.

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (أ)، وهو ملحق في هامش (ج) وكتب فوقه "ح" و "صح".

(3)

في هامش (ج): "واديا الأنصار" وكتب فوقها "ح" و"صح".

(4)

انظر الحديث الَّذي قبله.

(5)

في المطبوع من "صحيح مسلم": "وترجعون".

(6)

في (ج): "وسلك".

(7)

انظر الحديث رقم (5) في هذا الباب.

(8)

في (أ): "عشرة ألف".

(9)

"الطلقاء" هم الذين أسلموا يوم فتح مكة.

ص: 101

بَيضَاءَ، فَنَزَلَ، فَقَال:(أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ) فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ كَثِيرَةً فَقَسَمَ في الْمُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيئًا، فَقَالتِ الأَنْصَارُ: إذَا كَانَتِ الشِّدَّةُ فَنَحْنُ نُدْعَى وَتُعْطَى (1) الْغَنَائِمُ غَيرَنَا، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ في قبَّةٍ، فَقَال:(يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ ) فَسَكَتُوا، فَقَال:(يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ (2) أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَذْهبونَ (3) بِمُحَمَّدٍ تَحُوزُونَهُ (4) إِلَى بُيُوتِكُمْ). قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ رَضِينَا. قَال: فَقَال: (لَوْ سَلَكَ الناسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ (5) الأَنْصَارُ شِعْبًا لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ). قَال هِشَامُ بْنُ زَيدٍ: فَقُلْتُ: يَا أبَا حَمْزَةَ! أَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ (6)؟ قال: فَأَينَ (7) أَغِيبُ عَنْهُ (8).

1602 -

(9) وَعَنْ أَنَسِ أَيضًا قَال: افتتَحْنَا مَكةَ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَينًا، قَال: فَجَاءَ الْمُشركُونَ بِأَحْسَنِ صُفُوفٍ رَأَيتُ! قَال: فَصُفَّتِ الْخَيلُ، ثُمَّ صُفَّتِ الْمُقَاتِلَةُ، ثُمَّ صُفَّتِ النَّسَاءُ مِنْ وَرَاء ذَلِكَ، ثُمَّ صُفتِ الْغَنَمُ، ثُمَّ صُفَّتِ النَّعَمُ، قَال: وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا سِتَةَ آلافٍ، وَعَلَى مُجَنِّبَةِ (9) خَيلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَال: فَجَعَلَتْ خَيلُنَا تَلْوي (10) خَلْفَ ظُهُورِنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنِ انْكَشَفَتْ خَيلُنَا، وَفَرَّتِ الأَعْرَابُ وَمَنْ يُعْلَمُ مِنَ النَّاسِ قَال: فَنَادَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَال الْمُهَاجِرِينَ يَال الْمُهَاجِرِينَ) ثُمَّ قَال: (يَال الأَنْصَارِ يَال الأَنْصَارِ)،

(1) في (أ): "ويعطى".

(2)

قوله: "الأنصار" ليس في (ج).

(3)

في (أ): "وتذهبوا "

(4)

في (أ): "تحوزنه".

(5)

في (ج): "وسلك".

(6)

في (ج): "ذلك".

(7)

في (ج): "وأين".

(8)

انظر الحديث رقم (5) في هذا الباب.

(9)

"مجنبة" هي الكتيبة من الخيل تأخذ جانب الطريق.

(10)

"تلوي" في بعض نسخ مسلم "تلوذ"، وكلاهما صحيح.

ص: 102

قَال أَنَسٌ: هَذَا حَدِيثُ عِمِّيَّةٍ (1). قَال: قُلْنَا لبَّيكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَال: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: فَايمُ اللهِ مَا أَتَينَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمُ اللهُ عز وجل. قَال: فَقَبَضْنَا ذَلِكَ الْمَال، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرْنَاهُمْ أَرْبَعِينَ لَيلَةً، ثُمَّ رَجَعْنَا إلَى مَكَّةَ، فَنَزَلْنَا قَال: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ، ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ كَنَحْو مَا تَقَدم (2). لم يخرج البخاري هذا اللفظ. وفي بعض طرقه:"وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلافٍ مِن الطُّلَقَاءُ". "والطلقاء" بالواو بدل "من الطقاء" وهو الصحيح (3)، والله أعلم. وقال: فَغَضَبَتِ الأنْصَارُ.

1603 -

(10) مسلم. عَنْ رَافِع بْنِ خَدِيجِ قَال: أَعْطى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ وَصَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ وَعُيَينَةَ بْنَ حِصْنٍ وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطى عَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ ذَلِكَ، فَقَال عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ:

أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيدِ

بَينَ عُيَينَةَ وَالأَقْرَعِ

فَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلا حَابِسٌ

يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ في الْمَجْمَعِ

وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا

وَمَنْ تَخْفِضِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ

قَال: فَأَتَمَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِائَةً -وفي رواية-: وَأَعْطَى (4) عَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ مِائَةً (5). ولا ذكر البخاري هذا الحديث.

1604 -

(11) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا فَتَحَ حُنَينًا

(1)"عمية" أي: شدة، وروي بفتح العين وتخفيف الياء، أي حدثني به عمي.

(2)

انظر الحديث رقم (5) في هذا الباب.

(3)

"وهو الصحيح" أي أن أصح الروايتين "عشرة

آلاف والطلقاء" بالعطف. لأن عشرة آلاف شهدوا الفتح ثم انضم إليهم الطلقاء فكانوا اثني عشر ألفًا.

(4)

قوله: "وأعطى" ليس لا (أ).

(5)

مسلم (2/ 737 - 738 رقم 1060).

ص: 103

قَسَمَ الْغَنَائِمَ فَأَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ، فَبَلَغَهُ أَنَّ الأَنْصَارَ يُحِبُّونَ أَنْ يُصِيبُوا مَا أصَابَ النَّاسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَال:(يَا مَعْشرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَعَالةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ بِي، وَمُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُمُ اللهُ بِي). وَيَقُولُونَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. فَقَال: (أَلا تُجِيبُونِي؟ ) فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. فَقَال: (أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ شِئْتُمْ أنْ تَقُولُوا كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ مِنَ الأَمْرِ كَذَا) لأَشْيَاءَ عَدَّدَهَا زَعَمَ عَمْرٌو (1) أَنْ لا يَحْفَظُهَا فَقَال (2): (أَلا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالإِبِلِ وَتَذْهبونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى رِحَالِكُمْ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ (3)، وَلَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ) (4).

[وقال البخاري: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدِ: لَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَينٍ قَسَمَ في الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيئًا، فَكَأَنَّهُمْ وُجْدٌ إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، أَوْ كَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، فَخَطَبَهُمْ. وَقَال فِيه:" لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئتنَا كَذَا وَكَذَا" الأَشْيَاءَ التِي عَدَّدَهَا عَمْرٌو ولَمْ يَحْفَظُهَا هُو والله أعلم. قَوْلُه عليه السلام للأَنصار في هذه القصة: (أمَّا وَالله لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ وَلَصَدَقْتُمْ، لَقُلْتُمْ: أَتَيتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَينَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَعَائِلًا فَآسَينَاكَ). فَقَالُوا: بَلَى للهِ ولِرَسُولِه المَنُّ والفَضلُ.

(1)"عمرو" هو عمرو بن يحيى بن عمارة الراوي عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد.

(2)

في (ج): "قال".

(3)

"الأنصار شعار والناس دثار" قال أهل اللغة: الشعار: الثوب الَّذي يلي الجسد، والدثار فوقه.

(4)

مسلم (2/ 738 - 739 رقم 1061)، البخاري (8/ 47 رقم 4330)، وانظر (7245).

ص: 104

وَفِي آخره: فَبَكَى الْقَوْمْ حَتى أَخْضَلُوا لِحَاهمْ وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللهِ قَسْمًا وَحَظًا. ذكره سفيان بن عيينة، وابن إسحاق، وابن أبي عدي من حديث أنس، وأَبي سعيد، ورافع بن خديج (1)] (2).

1605 -

(12) وخرَّج البخاري أيضًا (3) من حديث أَبِي هُرَيرَة: "لَوْلا الْهِجْرَةُ"(4). "وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ"، ومَا بعدَهُمَا إلى قوله "شِعْبَهُمْ" بمعناه، وزاد: قَال أَبُو هُرَيرَة: مَا ظَلَم بِأَبِي وَأُمِي آوَوه وَنَصَرُوه، وكَلِمَةً أُخرَى. [وفي رواية: ومَا أُرِيد] (2)، وقد خرَّج حديث عبد الله بن زيد في ذكر الأنصار.

1606 -

(13) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَينٍ أثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا في الْقِسْمَةِ فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ وَأَعْطَى عُيَينَةَ مِثْلَ ذَلِكَ وَأَعْطَى نَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ وَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْقِسْمَةِ فَقَال رَجُلٌ وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا أَوْ مَا (5) أُرِيدَ فِيهَا وَجْهُ اللهِ قَال: فَقُلْتُ: وَاللهِ لأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: فَأَتَيتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قال. قَال: فَتَغيَّرَ وَجْهُهُ حَتى كَانَ كَالصِّرْفِ (6)، ثُمَّ قَال:(فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ) قَال: ثُمَّ قَال: (يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ). قَال: قُلْتُ: لا جَرَمَ لا أَرْفَعُ إلَيهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا (7). [وفي رواية: مَا

(1) أخرج هذه الروايات أحمد (3/ 77، 3/ 105).

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(3)

قوله: "أيضًا" ليس في (ج).

(4)

البخاري (7/ 112 رقم 3779)، وانظر (7244).

(5)

في (ج): "وما".

(6)

"الصرف": صبغ أحمر يصبغ به الجلود.

(7)

مسلم (2/ 739 رقم 1062)، البخاري (6/ 251 - 252 رقم 3150)، وانظر (3405، 4335، 4336، 6059، 6100، 6291، 6336).

ص: 105

أُرِيدَ، (1). لم يقل البخاري: لا جرم وما بعده، ولا ذكر الصِّرفَ.

1607 -

(14) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا فَقَال رَجُل: إنَّهَا (2) لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ. قَال: فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَارَرْتُهُ بِهِ (3) فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى تَمَنَّيتُ أَنِّي لَمْ أَذْكُرْهُ لَهُ. ثُمَّ قَال: (قَدْ أَوُذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ)(4). وفي بعض طرق البخاري: فَقَال رَجُلٌ مِن الأَنْصَارِ: والله مَا أَرادَ مُحَمَّدٌ بِهَذَا وَجْهَ اللهِ. وفيه: رَحِمَ الله مُوسَى. الحديث. وقال فيه (5): فَأَتَيتُهُ وهُوَ في ملأٍ فَسَارَرْتُهُ.

1608 -

(15) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: أَتَى رَجُلٌ بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَينٍ وَفِي ثَوْبِ بِلالٍ فِضَّةٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا وَيعْطِي النَّاسَ، فَقَال: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ. قَال: (وَيلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ). فَقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ رضي الله عنه: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ، فَقَال:(مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ (6) مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) (7). وفي رواية: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْسِمُ مَغَانِمَ.

(1) ما بين المعكوفين ليس في (ج).

(2)

في (ج): "إن هذه"، وكذا في هامش (أ).

(3)

قوله: "به" ليس في (أ).

(4)

انظر الحديث الَّذي قبله.

(5)

قوله: "فيه" ليس في (أ).

(6)

"يمرقون" قال القاضي عياض: معناه يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شيء منه، و"الرمية": الصيد المرمي، وهي فعيلة بمعنى مفعولة.

(7)

مسلم (2/ 740 رقم 1063)، البخاري (6/ 238 رقم 3138).

ص: 106

لم يخرج البخاري عن جابر في هذا شيئًا إلا حديثه: بينما رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِم غَنِيمَةً بِالْجِعْرَانَةِ إِذْ قَال لَهُ رَجُلٌ إِعْدِلْ، فَقَال: "لَقَد شَقِيت إِنْ لَمْ أَعْدِلْ.

1609 -

(16) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: بَعَث عَلِيٌّ وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيبَةٍ في تُرْبَتِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: الأَقْرَعُ (1) بْنُ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيُّ، وَعُيَينَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كِلابٍ، وَزَيدُ الْخَيلِ (2) الطَّائِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي نَبْهَانَ. قَال: فَغَضِبَتْ (3) قُرَيشٌ فَقَالُوا: تُعْطِي صَنَادِيدَ نَجْدٍ (4) وَتَدَعُنَا (5)، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنِّي إِنمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لأَتَأَلَّفَهُمْ). فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَينِ (6)، غَائِرُ الْعَينَينِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَال: اتقِ اللهَ يَا مُحَمَّدُ. قَال: فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (فَمَنْ يُطِعِ اللهَ إِنْ عَصَيتُهُ، أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَلا تَأمَنُونِي). قَال: ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ في قَتْلِهِ، يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ (7) هَذَا قَوْمًا يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ

(1) في (ج): "بين الأقرع بن حابس".

(2)

في هامش (ج): "الخير".

(3)

في (أ): "فغضب".

(4)

"صناديد نجد": ساداتها، وأحدهم: صِنديد بكسر الصاد.

(5)

في (ج): "يعطى

ويدعنا".

(6)

"الوجنتين" الوجنة -ويقال أيضًا: أجنة- هي: لحم الخد.

(7)

"ضئضئ" هو بضادين معجمتين مكسورتين وآخره مهموز، وهو أصل الشيء.

ص: 107

كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ) (1) (2). وقال البخاري: فَغَضِبَتْ قُرَيشٌ والأنْصَار.

1610 -

(17) مسلم. عَن أَبِي سَعِيدٍ أَيضًا قَال: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ بِذَهَبَةٍ (3) في أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ (4) لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا (5)، قَال: فَقَسَمَهَا بَينَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: بَينَ عُيَينَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَالأَقْرَع بْنِ حَابِسٍ، وَزَيدِ الْخَيلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ، وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيلِ، فَقَال رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاءِ، قَال: فَبَلَغَ ذَلِكَ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال:(أَلا تَأمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ في السَّمَاءِ يَأتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً). قَال: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَينَينِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَينِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرأسِ مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ اتقِ اللهَ، فَقَال:(وَيلَكَ أوَلَسْتُ (6) أحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ الله! ) قَال: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، فَقَال خَالِدُ بْنُ الْوَليدِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَقَال (7): (لا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي). قَال خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيسَ في قَلْبِهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ، وَلا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ). قَال: ثُمَّ نَظَرَ إلَيهِ وَهُوَ مُقَفٍّ (8) فَقَال: (إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ

(1)"قتل عاد": قتلًا عامًّا مستأصلًا.

(2)

مسلم (2/ 741 - 742 رقم 1064)، البخاري (6/ 376 رقم 3344)، وانظر (3610، 4351، 4667، 5058، 6163، 6931، 6933، 7432، 7562).

(3)

في هامش (أ): "بذهيبة".

(4)

"مقروظ": مدبوغ بالقرظ.

(5)

"لم تحصل من ترابها": لم تميز.

(6)

لا (أ): "ألست".

(7)

في (ج): "قال".

(8)

"مقف": مولى قد أعطانا قفاه.

ص: 108

هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ رَطْبًا لا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ). قَال: أَظُنُّهُ قَال: (لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ)(1). هَذَا الظَن مِن عُمَارَةِ بْنِ الْقَعْقَاعِ أَحَد رُوَاة الحَدِيث. وفي طريق أخرى: وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيلِ. وعَلْقَمَةُ هُو (2) الصَّحيح. وَقَال فِيه: فَقَامَ إِلَيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَال: (لا)، ثُمَّ أَدْبَرَ، فَقَامَ إِلَيهِ خَالِدٌ سَيفُ اللهِ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ ألا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَال: (لا) قَال: (إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ لَيِّنًا رَطْبًا)(3).

1611 -

(18) وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَاس سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَأَلاهُ عَنِ الْحَرُورِيَّةِ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُهَا؟ قَال: لا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ (4)، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(يَخْرُجُ في هَذِهِ الأُمَّةِ -وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا- قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتكُمْ مَعَ صَلاتهِمْ، فَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ (5)، فَيَتَمَارَى في الْفُوقَةِ (6) هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شَيءٌ) (7). وقال البخاري في بعض ألفاظ هذا الحديث: يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ". خرَّجه في باب "مَن راءى

(1) انظر الحديث الَّذي قبله.

(2)

في (أ): "وهو".

(3)

في (أ): "رطبًا لينًا" وكتب بجوارها: "كذا".

(4)

"الحرورية": الخوارج، سموا بذلك لأنهم نزلوا حروراء، قرية قريبة من الكوفة.

(5)

"رصافه" الرصاف: مدخل النصل من السهم.

(6)

"الفوقة" هو الحز الَّذي يجعل فيه الوتر.

(7)

انظر الحديث رقم (16) في هذا الباب.

ص: 109

بالقرآن" من كتاب "فضائل القرآن".

1612 -

(19) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: بَينَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ اعْدِلْ، قَال (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(وَيلَكَ وَمَنْ (2) يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ). فَقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَال (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتهُ مَعَ صَلاتهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ (4) تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ (5) فِيهِ شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، ثُمَّ يُنْظرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، وَهُوَ الْقِدْحُ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ (6) فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ (7) تَتَدَرْدَرُ (8) يَخْرُجُونَ عَلَى خَيرِ فِرْقَةٍ (9) مِنَ النَّاسِ). قَال أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صلى الله عليه وسلم قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَه، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ

(1) في (ج): "فقال".

(2)

في (ج): "من".

(3)

في (ج): "فقال".

(4)

في هامش (ج): "لا يجوز"، وكذا في هامش (أ) وكتب فوقها "صح".

(5)

في (أ): "يجد" وفي الهامش: "يوجد" وكتب فوقها "صح".

(6)

"النصل": حديدة السهم، و"النضي والقدح": عود السهم، و"قذذه": ريش السهم.

(7)

"البضعة": القطعة من اللحم.

(8)

"تتدردر": تضطرب وتذهب وتجئ.

(9)

كذا في (أ) وكتب فوقها "حين"، وفي (ج):"حين فرقة"، وفي الهامش "خير فرقة".

ص: 110

فَالْتُمِسَ فَوُجِدَ، فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَ (1). زاد البخاري: فَنَزَلَتْ {ومِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ في الصَّدَقَاتِ} (2) ذكره في كتاب "المرتدين". [وقال: بَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ جَاءَ عَبْدُا للهِ بْنِ ذِي الْخُوَيصِرَةِ التَّمِيمِيّ فَقَال: اعْدِلْ. وفِي رواية الْحَمَوي وَأَبِي الْهَيثَم: "عَلَى حِينِ" بالنون، وفي رواية المستملي (3): "عَلَى خَيرِ" بالخاء والراء. وذكره في كتاب "الأدب". وقال: "عَلَى حِينِ" بالنون لهم كلهم](4).

1613 -

(20) مسلم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَيضًا؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ في أُمَّتِهِ يَخْرُجُونَ في فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ (5) قَال: (هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ أَوْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ تَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَينِ إِلَى الْحَقِّ). قَال: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ (6) مَثَلًا، أَوْ قَال قَوْلًا:(الرَّجُلُ يَرْمِي الرَّمِيَّةَ، أَوْ قَال الْغَرَضَ، فَيَنْظُرُ في النَّصْلِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً، وَيَنْظُرُ في النَّضِيِّ فَلا يَرَى بَصِيرَةً، وَيَنْظُرُ في الْفُوقِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً). قَال أَبُو سَعِيدٍ: وَأَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقٍ (7). وفي لفظ آخر: قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَمْرُقُ مَارِقَة عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَينِ بالْحَقِّ). وفي لفظ آخر: (تَكُونُ في أُمَّتِي فِرْقَتَانِ فيَخْرُجُ مِنْ بَينِهِمَا مَارِقَةٌ يَلِي قَتْلَهُمْ أَوْلاهُمْ بِالْحَقِّ). وفي آخر: (تَمْرُقُ مَارِقَةٌ في فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ فَيَلي قَتْلَهُمْ أَوْلَى الطائِفَتَينِ بِالْحَقِّ). وفي آخر:

(1) انظر الحديث رقم (16) في هذا الباب.

(2)

سورة التوبة، آية (58).

(3)

"الحموي" عبد الله بن أحمد بن حموية الحموي، "أبو الهيثم" محمد بن مكي الكشميهني، "المستملي" إبراهيم بن أحمد المستملي، وكلهم من رواة الصحيح عن الفربري عن البخاري.

(4)

ما بين المعكوفين ليس في (أ).

(5)

"سيماهم التحالق" السيما " العلامة، التحالق: المراد به حلق الرؤوس.

(6)

قوله: "لهم" ليس في (أ).

(7)

انظر الحديث رقم (16) في هذا الباب.

ص: 111

(يَخْرُجُونَ عَلَى فُرْقَةٍ مُخْتلِفَةٍ يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطائِفَتَينِ مِنَ الْحَقِّ). لم يقل البخاري: "هُمْ شَر الْخَلْقِ أَوْ مِنْ شَرّ الْخَلْقِ"، ولا ذكر من يقتلهم، ولا قول أبي سعيد: وَأَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ.

1614 -

(21) وخرَّج عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَيضًا، عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:(يَخْرُجُ أُنَاسٌ (1) مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ). قِيلَ: مَا سِيمَاهُمْ (2)؟ قَال: سِيمَاهُمُ (3) التَّحْلِيقُ، أَوْ قَال: التَّسْبِيدُ (4). ذكره في آخر الكتاب، وليس في شيء من طرق مسلم ابن الحجاج:"حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إلَى فُوقِهِ".

1615 -

(22) مسلم. عَنْ سُوَيدِ بْنِ غَفَلَةَ قَال: قَال عَلِيٌّ، يَعْنِي: ابْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيهِ مَا لَمْ يَقُلْ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَينِي وَبَينَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(سَيَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ (5) الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ (6)، يَقُولُونَ مِنْ خَيرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ في قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (7). وقال البخاري:"فَأَينَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ" وقال: "لا يُجَاوز إِيمَانهُم

(1) في (ج)"ناس".

(2)

في (أ): "سماهم".

(3)

قوله: "سيماهم" ليس في (أ).

(4)

"التسبيد" هو الحلق واستئصال الشعر. وقيل: هو ترك التدهن وغسل الرأس.

(5)

في (أ): "أجداث".

(6)

"أحداث الأسنان سفهاء الأحلام" معناه: صغار الأسنان، صغار العقول.

(7)

مسلم (2/ 746 - 747 رقم 1066)، البخاري (6/ 618 رقم 3611)، وانظر (5057، 6930).

ص: 112

حَنَاجِرَهُم". ولم يقل في حديث علي: "يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ".

1616 -

(23) مسلم. عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَال: ذَكَرَ (1) الْخَوَارِجَ فَقَال: فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ أَوْ مُودَنُ الْيَدِ أَوْ مَثْدُونُ (2) الْيَدِ (3)، لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَال: قُلْتُ: أنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قَال: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (4). لم يخرج البخاري هذا اللفظ.

1617 -

(24) مسلم. عَن زَيدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ، أَنَّهُ كَانَ في الجَيشِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِج، فَقَال عَليٌّ: أيُّهَا النَّاسُ إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لَيسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قرَاءَتِهِمْ بِشَيءٍ، وَلا صَلاتُكُمْ إِلَى صَلاتهِمْ بِشَيْءٍ، وَلا صيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيءٍ، يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ (5) أنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيهِمْ لا تُجَاوزُ صَلاُتهُمْ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَوْ يَعْلَمُ الْجَيشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ لاتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ، وَلَيسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ عَلَيهِ شَعَرَاتٌ بيضٌ، فَتَذْهَبُونَ إِلَى مُعَاويَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَتَتْرُكُونَ هَؤُلاءِ يَخْلُفُونَكُمْ في ذَرَارِيِّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أنْ يَكُونوا هَؤُلاءِ الْقَوْمَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأغَارُوا في سَرْحِ النَّاسِ (6)، فَسِيرُوا

(1) في (ج): "وذكر".

(2)

في (أ): "مثدون".

(3)

"مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدون اليد": المخدج: ناقص اليد، والمودن بمعناه أيضًا، والمثدون: صغير اليد فجتمئها كثندوة الثدى.

(4)

انظر الحديث الَّذي قبله.

(5)

في (أ): "تحسبون".

(6)

"في سرح الناس" السرح والسارح والسارحة سواء: الماشية.

ص: 113

عَلَى اسْمِ اللهِ. قَال سَلَمَةُ بْنُ كُهَيلٍ، فَنَزَّلَنِي زَيدُ بْنُ وَهْبٍ مَنْزِلًا حَتَّى قَال: مَرَرْنَا عَلَى قَنْطَرَةٍ فَلَمَّا الْتَقَينَا وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ، فَقَال لَهُمْ: أَلْقُوا الرِّمَاحَ وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفُونِهَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُنَاشِدُوكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ، فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ (2) وَسَلُّوا السُّيُوفَ، وَشَجَرَهُمُ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ (3)، وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمَا أُصِيبَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إِلا رَجُلانِ، فَقَال عَلِيٌّ: الْتَمِسُوا فِيهِمُ الْمُخْدَجَ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِنَفْسِهِ حَتى أَتَى نَاسًا قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَال: أَخِّرُوهُمْ فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ، فَكبَّرَ، ثُمَّ قَال: صَدَقَ اللهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ قَال: فَقَامَ إِلَيهِ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، فَقَال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! آللهَ الَّذِي لا إلَهَ إِلا هُوَ لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَال (4): إِي وَاللهِ الَّذِي لا إلَهَ إلا هُوَ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلاثًا وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ (5). لم يخرج البخاري هذه القصة، ولا هذا اللفظ في صفة الخوارج، إلا قوله:"يَمْرِقُون" إلى قوله "من الرَّمِيَةِ".

1618 -

(25) مسلم. عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالُوا: لا حُكْمَ إِلا لِلهِ، قَال عَلِيٌّ رضي الله عنه: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَ نَاسًا إِنِّي لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ في هَؤُلاءِ يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لا يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ. مِنْ

(1) لفظ الجلالة ليس في (أ).

(2)

"فوحشوا برماحهم" أي: رموا بها عن بعد.

(3)

"وشجرهم الناس برماحهم": مددوها إليهم وطاعنوهم بها.

(4)

في (ج): "قال".

(5)

انظر الحديث رقم (22) في هذا الباب.

ص: 114

أَبْغَضِ خَلْقِ اللهِ إِلَيهِ، مِنْهُمْ: أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيهِ طُبْيُ (1) شَاةٍ أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ، فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَال: انْظُرُوا فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيئًا، فَقَال: ارْجِعُوا فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ، وَلا كُذِبْتُ مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ وَجَدُوهُ في خَرِبَةٍ (2)، فَأَتَوْا بِهِ حَتى وَضَعُوهُ بَينَ يَدَيهِ، قَال عُبَيدُ اللهِ: وَأَنَا (3) حَاضِرُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَقَوْلِ عَلِيٍّ فِيهِمْ (4). ولا أخرج البخاري أيضًا هذا اللفظ، ولا قال: مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللهِ إِلَيهِ. (5)

1619 -

(26) مسلم. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ حَلاقِيمَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ). قَال ابْنُ الصَّامِتِ: فَلَقِيتُ رَافِعَ بن عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ أَخَا الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ فَقُلْتُ (6): مَا حَدِيث سَمِعْتُهُ مِنْ أبِي ذَرٍّ كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَال: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (7). قَولُهُ عليه السلام: "ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ" خرَّجه البخاري من حديث أبي سعيد (8)، وليس في شيء من طرقه:"هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ"، ولا أخرج فيه عن أبي ذر رضي الله عنه شيئًا، ولا خرَّج (9) عن رافع بن عمرو في كتابه شيئًا.

1620 -

(27) مسلم. عَنْ يُسَيرِ بْنِ عَمْرٍو قَال: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيفٍ، سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْخَوَارِجَ؟ فَقَال: سَمِعْتُهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ:

(1)"طبي شاة" المراد به: ضرع الشاة.

(2)

"خربة" موضع الخراب.

(3)

في (ج): "فأنا".

(4)

انظر الحديث رقم (22) في هذا الباب.

(5)

في حاشية (أ): "بلغ مقابلًا بالأصل فصح، ولله الحمد".

(6)

في (ج): "قلت".

(7)

مسلم (2/ 750 رقم 1067).

(8)

تقدم برقم (16) في هذا الباب.

(9)

في (ج): "أخرج".

ص: 115