الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَتُفْضِي إِلَيهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا) (1). وفي لفظ آخر:(إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا). وفِي رِوَايةٍ: "إِنَّ أَعْظَمَ". ولم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.
في العَزلِ والغِيلَةِ
2366 -
(1) مسلم. عَن أَبِي سَعيدٍ الْخُدْرِيّ قَال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ بَلْمُصْطَلِقِ فَسَبَينَا كَرَائمَ الْعَرَبِ (2)، فَطَالتْ عَلَينَا الْعُزْبَةُ وَرَغِبْنَا في الْفِدَاءِ، فَأَرَدْنَا أنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَعْزِلَ (3)، فَقُلْنَا: نَفْعَلُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ أظْهُرِنَا لا نَسْأَلُهُ، فَسَأَلنا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال:(لا عَلَيكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا مَا كَتَبَ الله عز وجل خَلْقَ نَسَمَةٍ (4) هِيَ كَائِنَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلا سَتَكُونُ) (5). وفي لفظ آخر: "فَإِنَّ الله كَتَبَ مَنْ (6) هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". وفي آخر: فَسَأَلنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَال لَنَا: (وَإِنكُمْ لَتَفْعَلُونَ، وَإِنكُمْ لَتَفْعَلُونَ، وَإِنكُمْ لَتَفْعَلُونَ، مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلا هِيَ كَائنَة). وفي آخر: (لا عَلَيكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا ذَاكُمْ (7)، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ). قَال مُحَمَّد بن سِيرِين: قَوْلُهُ: "لا عَلَيكُمْ" أَقْرَبُ إِلَى النهْي. وفي بعض طرق البخاري رضي الله عنه عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1) مسلم (2/ 1060 رقم 1437).
(2)
"كرائم العرب" أي: النفيسات.
(3)
العزل: هو أن يجامع فإذا قارب الإنزال نزع وأنزل خارج الفرج.
(4)
النسمة: النفس والروح.
(5)
مسلم (2/ 1061 رقم 1438)، البُخَارِيّ (4/ 420 رقم 2229)، وانظر (2542، 4138، 5210، 6603، 7409).
(6)
في (ج): "ما" وكتب في الحاشية: "من".
(7)
في (ج): "ذلكم".
"مَا عَلَيكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا". وقال في (1) كتاب "القدر": "وَإِنكُم (2) لَتَفعَلُون، لا عَلَيكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا" أَيضًا (3).
2367 -
(2) مسلم. عَن أَبِي سَعِيدٍ أَيضًا (4) قَال: ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (وَمَا ذَاكُمْ؟ ) قَالُوا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ تُرْضِعُ فيصِيبُ مِنْهَا وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ، وَالرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الأَمَةُ فيصِيبُ مِنْهَا وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ. قَال:(فَلا عَلَيكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا ذَلِكُمْ (5)، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ). قَال ابْنُ عَوْنٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ فَقَال: وَاللهِ لَكَأَنَّ هَذَا زَجْرٌ (6)(7).
2368 -
(3) وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَيضًا قَال: ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: (وَلِمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ؟ -وَلَمْ يَقُلْ: فَلا يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ- فَإِنهُ لَيسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَة إلا الله خَالِقُهَا)(8).
2369 -
(4) وعَنْهُ قَال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ؟ فَقَال: (مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، وَإِذَا أرَادَ الله خَلْقَ شَيءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَيءٌ)(8).
وفي بعض ألفاظ البُخَارِيّ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نُصِيبُ سَبْيًا (9) فَنُحِبُّ الأَثْمَانَ، فَكَيفَ تَرَى في الْعَزْلِ؟ ولم يصل سنده بحديث:"وَلِمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ؟ ".
2370 -
(5) مسلم. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي جَارِيَةً هِيَ خَادِمَتُنَا وَسَانِيَتُنَا (10)(11) وَأَنَا أَطُوفُ
(1) في (ج): "وفي ".
(2)
في (ج): "أَوَ إنكم".
(3)
قوله: "أيضًا" ليس في (أ).
(4)
قوله أَيضًا ليس في (ج).
(5)
في (ج): "ذاكم".
(6)
في (ج): "أزجر".
(7)
انظر الحديث الذي قبله.
(8)
انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(9)
في (أ): "شيئًا".
(10)
"سانيتنا" أي: التي تسقى لنا.
(11)
في حاشية (أ): "وسايستنا" وعليها "خ".
عَلَيهَا وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، فَقَال:(اعْزِلْ عَنْهَا إِنْ شِئْتَ فَإِنهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا). فَلَبِثَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَال: إِنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ حَبِلَتْ. فَقَال: (قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ سَيَأتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا)(1). وفي لفظ آخر: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: إِنَّ عِنْدِي جَارِيَةً لِي وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ ذَلِكَ لَنْ (2) يَمْنَعَ شَيئًا أَرَادَهُ الله عز وجل. قَال: فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي كُنْتُ ذَكَرْتُهَا لَكَ قَدْ حَمَلَتْ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ). لم يخرج البخاري هذا الحديث.
2371 -
(6) مسلم. عَنْ جَابِرِ بن عَبْدِ اللهِ (3) أَيضًا قَال: كُنا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَنْهَنَا (4).
2372 -
(7) وعَنْهُ قَال: كُنا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ. قَال سُفْيَانُ بن عُيينَةَ: لَوْ كَانَ شَيئًا يُنْهَى عَنْهُ لَنَهَانَا عَنْهُ الْقُرْآنُ (5). لم يخرج البُخَارِيّ من حديث جابر إلَّا هذا اللفظ الأخير، وآخر بمعناه، ولم يقل: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَنْهَنَا.
2373 -
(8) مسلم. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ أَتَى بِامْرَأَةٍ مُجِحٍّ (6) عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ (7)، فَقَال:(لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا)(8). فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنًا يدخلُ مَعَهُ قَبْرَهُ، كَيفَ يُوَرّثُهُ وَهُوَ لا يَحِلُّ لَهُ؟ كَيفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لا يَحِلُّ لَهُ؟ )(9). لم يخرج البُخَارِيّ هذا الحديث.
(1) مسلم (2/ 1064 رقم 1439).
(2)
في (أ): "لم".
(3)
قوله: "بن عبد الله" ليس في (أ).
(4)
مسلم (2/ 1060 رقم 1440)، البُخَارِيّ (9/ 305 رقم 5207)، وانظر (5209، 5208).
(5)
انظر الحديث الذي قبله.
(6)
مجح: هي الحامل التي قربت ولادتها.
(7)
"فسطاط": هو نحو بيت الشَّعر.
(8)
"يلم بها" أي: يطأها.
(9)
مسلم (2/ 1065 رقم 1441).