الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَيضًا ما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في خديجة من حديث عائشة رضي الله عنها (1).
فِي بُنيَانِ الكَعبَةِ
2150 -
(1) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَوْلا حَدَاثةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ وَلَجَعَلْتُهَا عَلَى أَسَاسِ إبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ قُرَيشًا حِينَ بَنَتِ الْكَعْبَةَ (2) اسْتَقْصَرَتْ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا خَلْفًا) (3)(4).
2151 -
(2) وعنهَا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (ألَمْ تَرَي قَوْمَكِ (5) حِينَ بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ (6) قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ ) قَالتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ)(7). فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكنينِ اللَّذَينِ يَليَانِ الْحِجْرَ إلا أَنَّ الْبَيتَ لَمْ يُتَمَّ (8) عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ (9).
2152 -
(3) وعنْهَا قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ
(1) مسلم (4/ 1888 رقم 2434)، وسيأتي.
(2)
في هامش (ج): "البيت" وعليها "خ".
(3)
"خلفًا" أي: بابًا من خلفها.
(4)
مسلم (2/ 968 رقم 1333)، البخاري (1/ 224 رقم 126)، وانظر (1583، 1584، 1585، 7243، 4484، 3368، 1586).
(5)
في (ج): "ألم تر أن قومك".
(6)
في (أ): "على"، وفي الهامش:"عن" وعليها "صح" ..
(7)
"حدثان قومك بالكفر" أي: قرب عهدهم بالكفر.
(8)
في (ج): "يتمم"، وكذا في هامش (أ) وعليها "صح".
(9)
انظر الحديث الذي قبله.
حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ -أَوْ قَال- بِكُفْرٍ لأَنْفَقْتُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَجَعَلْتُ بَابَهَا بِالأَرْضِ، وَلأَدْخَلْتُ فِيهَا مِنَ الْحِجْرِ) (1). لم يقل البخاري:"لأَنْفَقْتُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ"، وفسر فِي الحَديث الأَول: خَلْفًا قَال: يعنِي بَابًا.
2153 -
(4) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَيضًا قَالتْ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا عَائِشَةُ لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشركٍ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ فَأَلْزَقْتُ بَابَهَا (2) بِالأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَينِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّة (3) أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قُرَيشًا اقْتَصرَتْها حَيثُ بَنَتِ الْكَعْبَةَ (1). لم يقل البخاري:"وَزِدْتُ (4) فِيهَا سِتَّ أَذْرُعٍ منْ الحِجْرِ"، ولكن خرَّج معنَاهُ [وقال: "لأَمَرتُ بِالبَيتِ فَهُدِمَ فَأَدخَلتُ فِيهِ مَا أُخرِجَ مِنْهُ وأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ] (5).
2154 -
(5) مسلم. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح قَال: لَمَّا احْتَرَقَ الْبَيتُ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاويَةَ حِينَ غَزَاهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ تَرَكَهُ ابْنُ الزُّبَيرِ حَتى قَدِمَ النَّاسُ الْمَوْسِمَ يُرِيدُ أَنْ يُجَرِّئَهُمْ (6) أَوْ يُحَزِّبَهُمْ (7) عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ قَال: يَا أيهَا النَّاسُ أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الْكَعْبَةِ أَنْقُضُهَا، ثُمَّ ابْنِي بِنَاءَهَا أَوْ أُصْلِحُ مَا وَهَى مِنْهَا. قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنِّي قَدْ فُرِقَ لِي فِيهَا رَأيٌ، أَرَى أنْ تُصْلِحَ مَا وَهَى مِنْهَا، وَتَدَعَ بَيتًا أَسلَمَ النَّاسُ عَلَيهِ وَأَحْجَارًا أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيهَا وَبُعِثَ عَلَيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال ابْنُ الزُّبيرِ: لَوْ كَانَ أَحَدُكُمُ احْتَرَقَ
(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(2)
في هامش (أ): فألزقتها" وعليها "صح" كذا في هامش (ج) وعليها "صح".
(3)
في (أ): "ست".
(4)
في (ج): "فزدت".
(5)
ما بين العكوفين ليس في (ج).
(6)
"يريد أن يجرئهم" يجرئهم من الجراءة، أي يشجعهم على قتالهم بإظهار قبح فعالهم.
(7)
في (ج): "يحربهم".
بَيتُهُ مَا رَضِيَ حَتَّى يُجِدَّهُ فَكَيفَ بَيتُ رَبِّكُمْ؟ ! إِنِّي مُسْتَخِيرٌ رَبِّي ثَلاثًا، ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلاثُ أَجْمَعَ رَأيَهُ عَلَى أَنْ يَنْقُضَهَا، فَتَحَامَاهُ النَّاسُ أَنْ يَنْزِلَ بِأَوَّلِ النَّاسِ يَصْعَدُ فِيهِ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ، حَتى صَعِدَهُ رَجُلٌ فَأَلْقَى مِنْهُ حِجَارَةً، فَلَمَّا (1) لَمْ يَرَهُ النَّاسُ أَصَابَهُ شَيءٌ تَتَابَعُوا فَنَقَضُوهُ (2) حَتَّى بَلَغُوا بِهِ الأَرْضَ، فَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيرِ أَعْمِدَةً فَسَتَّرَ عَلَيهَا السُّتُورَ حَتى ارْتَفَعَ بِنَاؤُهُ، وَقَال ابْنُ الزُّبَيرِ: إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: (لَوْلا أَنَّ النَّاسَ حَدِيثُ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، وَلَيسَ عِنْدِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يُقَوِّيني عَلى بُنْيَانِهِ (3) لَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ خَمْسَةَ (4) أَذْرُعِ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابًا يَدْخُلُ مِنْهُ النَّاسُ وَبَابًا يَخْرُجُونَ مِنْهُ). قَال: فَأَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ قَال: فَزَادَ فِيهِ خَمْسَةَ (5) أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ حَتى أَبْدَى أُسًّا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيهِ فَبَنَى عَلَيهِ الْبِنَاءَ، وَكَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا زَادَ فِيهِ اسْتَقْصَرَهُ، فَزَادَ فِي طُولِهِ عَشْرَةَ (6) أَذْرُعٍ، وَجَعَلَ لَهُ بَابَينِ أَحَدُهُمَا يُدْخَلُ مِنْهُ وَالآخَرُ يُخْرَجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيرِ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، ويُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيرِ قَدْ وَضَعَ الْبِنَاءَ عَلَى أُسٍّ نَظَرَ إِلَيهِ الْعُدُولُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ إِنَّا لَسْنَا مِنْ تَلْطِيخِ ابْنِ الزُّبَيرِ فِي شَيءٍ، أَمَّا مَا زَادَ فِي طُولِهِ فَأَقِرَّهُ، وَأَمَّا مَا زَادَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ فَرُدَّهُ إِلَى بِنَائِهِ، وَسُدَّ الْبَابَ الذِي فَتَحَهُ، فَنَقَضَهُ وَأَعَادَهُ إِلَى بِنَائِهِ (7).
(1) قوله: "فلما" ليس في (ج).
(2)
في (أ): "تتابعوا الناس فنقضوه".
(3)
في هامش (ج): "بنائه" وعليها "خ".
(4)
في (ج): "خمس" وكذا في هامش (أ) وعليها "خ".
(5)
في (ج): "خمس".
(6)
في (ج): "عشر".
(7)
مسلم (2/ 970 - 971 رقم 1333/ 402)، البخاري (3/ 439 - 440 رقم 1586).
2155 -
(6) وعَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيدِ فِي هَذَا الحَدِيث قَال: وَفَدَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلافَتِهِ، فَقَال عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا أَظُنُّ أَبَا خُبَيبٍ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيرِ سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ مَا كَانَ زَعَمَ (1) أَنهُ سَمِعَهُ مِنْهَا. قَال الْحَارِثُ: بَلَى، أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْهَا. قَال: سَمِعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا؟ قَال: قَالتْ: قَال (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيتِ، وَلَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، [فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ])(3). فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَ (4) أَذْرُعٍ. هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيدٍ (5).
2156 -
(7) وعَنْ الْوَليدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَن الحَارِث فِي هَذَا الحَدِيث، قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَينِ مَوْضُوعَينِ بِالأَرْضِ (6) شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، وَهَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابَهَا؟ ) قَالتْ: قُلْتُ: لا. قَال: (تَعَزُّزًا أَنْ لا يَدْخُلَهَا إلا مَنْ أَرَادُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَة يَرْتَقِي حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ). قَال عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَارِثِ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا؟ قَال: نَعَمْ. قَال: فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ (7)، ثُمَّ قَال: وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ (8).
2157 -
(8) وعَنْ أَبِي قَزَعَةَ؛ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَينَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيتِ، إِذْ قَال: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيرِ حَيثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، يَقُولُ:
(1) في (ج): "يزعم".
(2)
في (ج): "قال لي".
(3)
ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(4)
في هامش (ج): "سبعة" وعليها "خ".
(5)
انظر الحديث الذي قبله.
(6)
في هامش (ج): "في الأرض" وعليها "خ".
(7)
في (أ): "بعصاة".
(8)
انظر الحديث رقم (5) في هذا الباب.
سَمِعْتُهَا تَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا عَائِشَةُ لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْبَيتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا (1) فِي الْبِنَاءِ). فَقَال الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا. قَال: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيرِ (2). لم يخرج البخاري قصة ابن الزبير في هدم الكعبة وبنائها، وقول عبد الملك بن مروان في ذلك. إلا أنه قال: عَن يَزِيدُ (3) بْنُ رُومَانَ، شَهِدْتُ ابْنَ الزبيرِ حِينَ هَدَمَهُ وَبَنَاهُ وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيتُ أَسَاسَ إبْرَاهِيمَ حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ الإِبِلِ. فذكر الزيادة: سِتَّةَ أَذْرُعِ أَوْ نَحْوَهَا.
2158 -
(9) وذَكَرَ في كتاب "العلم"، عَنِ الأَسْوَدِ بن يَزِيدٍ قَال: قَال لِي ابْنُ الزُّبَيرِ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيكَ كَثِيرًا، فَمَا حَدَّثَتْكَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قُلْتُ: قَالتْ لِي: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا عَائِشَةُ لَوْلا قَوْمُكِ حَدِيث عَهْدُهُمْ). قَال ابْنُ الزُّبَيرِ: (بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ، فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَينِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ (4) وَبَابٌ يَخْرُجُونَ مِنْهُ) (4). فَفَعَلَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيرِ.
2159 -
(10) مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَدْرِ أَمِنَ الْبَيتِ هُوَ؟ قَال: (نَعَمْ). قَال (5): قُلْتُ: فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيتِ؟ قَال: (إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ). قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَال: (فَعَلَ ذَلِكِ قوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا، وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ (6) أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ
(1) في (ج): "أقصروا".
(2)
انظر الحديث رقم (5) في هذا الباب.
(3)
في (ج): "زيد".
(4)
قوله: "منه" ليس في (ج).
(5)
في (ج): "قالت".
(6)
في (أ): "فأخافوا".
الْجَدْرَ فِي الْبَيتِ، وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ (1). وفِي لفظٍ آخر: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحِجْرِ. وَقَال فِيهِ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا لا يُصْعَدُ إِلَيهِ إلا بِسُلَّمٍ؟ [وذكر البخاري وقَال: مَخَافَةَ أَنْ تَنْفِرَ قُلُوبُهُمْ. ولم يقل البخاري: لا يُصْعَدُ إِلَيهِ إلَّا بِسُلَّمٍ](2).
2160 -
(11) وذكر البخاري في بنيان الكعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعُبَيدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدٍ (3) قَالا: لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْبَيتِ حَائِطٌ، كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيتِ حَتى كَانَ عُمَرُ، فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا. قَال عُبَيدُ اللَّهِ: جَدْرُهُ قَصِيرٌ فَبَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيرِ. ذكره قبل أيام الجاهلية (4).
بَابُ (5) الحَجِّ عَنْ مَنْ لا يَسْتَطِيعُ
2161 -
(1) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَتْهُ امْرَأَة مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيهَا وَتَنْظُرُ إِلَيهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ـ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ. قَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عز وجل عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَال: نَعَمْ. وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاع (6). وقال البخاري في بعض طرقه: فَطَفِقَ الْفَضْلُ
(1) انظر الحديث رقم (1) في هذا الباب.
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (ج).
(3)
في (أ): "مرثد".
(4)
البخاري (7/ 146 رقم (3830).
(5)
قوله: "باب" ليس في (أ).
(6)
مسلم (2/ 973 رقم 1334)، البخاري (3/ 378 رقم 1513)، وانظر (1854، 1855، 4399، 6228).