الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسجدتين، ثم انصرفوا فقاموا مقام أصحابهم، وأقبل الآخرون فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان ولكل رجل من الطائفتين ركعة، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت كل طائفة وصلت الركعة الباقية لتتم صلاتهم جميعًا، وأقبلت امرأة الغفاري على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتت المدينة نذرت أن تنحرها، فأخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا نذر لأحد في معصية الله، ولا فيما لا يملك، وأخذ صلى الله عليه وسلم ناقته1.
وقد استشهد من المسلمين محرز بن نضلة رضي الله عنه، وقتل من المشركين مسعدة بن حكمة، وأوثار، وابنه عمرو بن أوثار، وحبيب بن عيينة.
1 مختصر السيرة ص293.
سادسًا: سرية عكاشة بن محصن إلى الغمر
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن في أربعين رجلا من الصحابة في شهر ربيع الأول سنة ست إلى "الغمر" وهو ماء لبني سعد.
أسرع عكاشة ورجاله إلى الغمر، فلما علم القوم به تركوا ماءهم، وفروا إلى الجبال وتركوا بعض نعمهم، فأخذوا منها المسلمون مائتين، وعادوا إلى المدينة.
سابعًا: السرايا إلى ذي القصة
أخذ بنو ثعلبة يغيرون على سرح المسلمين في المدينة فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم محمد بن مسلمة رضي الله عنه -أولا- في عشرة رجال من الصحابة، في ربيع الأول سنة ست، فكمن لهم القوم عند مائهم "ذي القصة" حتى ناموا فأحدقوا بهم، وكان عددهم مائة، فما شعر المسلمون إلا والنبال تأتيهم من كل جانب، واستمر الرمي حتى قتل المشركون المسلمين جميعًا ماعدا محمد بن مسلمة، فإنه أفلت، وتمكن من الرجوع إلى المدينة وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما حدث له، ولأصحابه.
فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم سرية ثانية إلى بني ثعلبة في "ذي القصة" في ربيع الآخر مكونة من أربعين صحابيًا بقيادة عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
ونظرًا ليقظة بني ثعلبة، وتتبعهم لأخبار المسلمين صلى أفراد السرية المغرب بالمدينة المنورة حتى لا يشعر بهم أحد، ثم أخذوا في المسير بعد المغرب متجهين إلى "ذي القصة" واستمروا في السير طوال الليل، فوافوها قبيل طلوع الشمس، وفاجئوا القوم بالإغارة عليهم، ففر القوم هاربين إلى التلال والجبال، وتركوا إبلهم وغنمهم، فغنم المسلمين إبلًا وغنمًا وأسروا رجلًا واحدًا، ثم عادوا إلى المدينة بما غنموا، وقد أسلم الرجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركه صلى الله عليه وسلم.