الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
غزوة ذات الرقاع:
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بطونًا من غطفان، المجاورين لخيبر قد تألموا لما لحق بأنصارهم من يهود خيبر وهم أنمار، وبنو ثعلبة، وبنو محارب، فأخذوا يجتمعون، ويستعدون لمهاجمة المدينة، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إليهم في سبعمائة من أصحابه بعدما ولى على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه وسار حتى وصل إلى "نخل"1 فلقي جمعًا من غطفان، فتوافق الطرفان، ولم يقع قتال بعدما هاب كل طرف الطرف الآخر.
يروي البخاري بسنده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت الغزوة بـ"ذات الرقاع"، لما كنا نعصب الخرق على أرجلنا2.
ويسمي البعض هذه الغزوة بغزوة الأعاجيب لما ظهر فيها من الآيات العجيبة وخوارق العادات المذهلة.
يروي البخاري بسنده عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع، فإذا أتينا
1 نخل بفتح فسكون موضع بنجد من أرض غطفان في طريق الشام من ناحية مصر "معجم البلدان".
2 صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة ذات الرقاع ج6 ص332 وقيل: سميت بذلك لرقاع كانت في أثوابهم وقيل الرقاع اسم للمكان أو اسم للجبل وفيها ألوان كالرقاع، ولا مانع من صحة أن تكون كل هذه أسباب للتسمية لأنها جميعًا كانت موجودة وقت الغزوة.
على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس في العضاة، يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه.
قال جابر: فنمنا نومة، فجاء رجل من المشركين فاخترط سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف على رأس رسول الله ثم قال: أتخافني؟
قال صلى الله عليه وسلم: "لا".
قال الرجل: فمن يمنعك مني؟
قال صلى الله عليه وسلم: "الله".
فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من يمنعك مني؟
فقال الرجل: كن خير آخذ.
قال صلى الله عليه وسلم: "تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"؟.
قال الرجل: أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك: فخلى سبيله فجاء إلى قومه، فقال جئتكم من عند خير الناس.
قال جابر: فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئنا فإذا عنده أعرابي جالس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال لي: من يمنعك مني"؟
قلت: الله.
فها هو ذا جالس". ثم لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم1.
وفي رواية البخاري قال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث.
قال ابن حجر: ووقع عند الواقدي في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي دعثور، وأنه أسلم لكن ظاهر كلامه أنهما قصتان في غزوتين والله أعلم2.
والأعاجيب المروية كثيرة وهي مفصلة في كتب السيرة والسنة.
وكانت غزوة ذات الرقاع في ربيع الأول سنة سبع للهجرة3.
1 صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة ذات الرقاع ج6 ص337.
2 صحيح البخاري باب غزوة ذات الرقاع ج6 ص337.
3 تناول ابن حجر كافة الأقوال التي ذكرت في سنة هذه الغزوة. "فتح الباري ج7 ص417".