الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: 27]، أي: لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى يتم الاستئذان.
وإن لم يحتمل صدر الكلام، وآخره الانتهاء، وكان الصدر سببًا للفعل الواقع بعد حتى، فتكون بمعنى كي مفيدة السببية والمجازاة، كقوله: أسلمتُ حتى أدخلَ الجنة، فالدخول في الإسلام لا يوجب الانتهاء إلى دخول الجنة حقيقة، وإنما مجازًا، باعتباره يكون داعيًا إلى ذلك.
وإن لم يصلح الصدر سببًا للثاني فتكون حتى للعطف المحض من غير دلالة على غاية أو مجازاة، كقوله: للَّه عليَّ صومُ يوم إن لم آتك غدًا حتى أتغدى عندك، فهي للعطف المحض لتعذر الغاية والسببية.
3 - التعليل:
تستعمل "حتى" للتعليل، نحو قوله: كلمته حتى يأمر لي بشيء، وزرته حتى يرضى، وعلامتها أن يصلح موضعَها حرفُ "كي"، وهي التي مرت للسببية، ومنه قولك: أَسْلِم حتى تدخل الجنة.
4 - الاستثناء:
تستعمل "حتى" في الاستثناء بمعنى "إلا" وهو قليل؛ لأنه عكس الغاية، فلا يكون ما بعدها تابعًا لما قبلها، نحو: ما جاء أحد حتى خالدًا، أي: إلا خالدًا (1).
سادسًا: لكن:
لكن العاطفة حرف مخفف النون، ومعناه الاستدراك، أي: التدارك، قال الزركشي رحمه اللَّه تعالى: "وفسّره المحققون برفع التوهم الناشئ عن الكلام السابق، مثل: ما جاءني زيد لكن عمرو، وذلك إذا توهم المخاطَبُ
(1) مغني اللبيب (1/ 131)، رصف المعاني ص 180، البرهان في علوم القرآن (4/ 274)، الإحكام للآمدي (1/ 69)، المحلي والبناني على جمع الجوامع (1/ 345)، كشف الأسرار (2/ 160)، فواتح الرحموت (1/ 240)، شرح الكوكب المنير (1/ 238)، القواعد والفوائد الأصولية ص 143، شرح تنقيح الفصول ص 102، البحر المحيط (2/ 316)، أصول الفقه الإسلامي، الزحيلي (1/ 394).=