الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»
(1)
.
2 -
«وَالْبُلُوغُ» ؛ لحديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ، عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ»
(2)
، والاحتلامُ إحدى علَاماتِ البلوغِ؛ فإنَّ للبلوغِ أربعَ علَاماتٍ؛ ثلاثٌ منها يشترِكُ فيها الذَّكرُ والأنثى، وهي: الاحتلامُ، ونباتُ الشَّعرِ الخشِنِ حوْلَ العانةِ، وبلوغُ خمسَ عَشْرَةَ سنةً، وتَزيدُ الأنثى بعلَامةٍ رابعةٍ، وهي: نزولُ دمِ الحيضِ.
3 -
«وَالْعَقْلُ وَهُوَ حَدُّ التَّكْلِيفِ» ، ودليلُه الحديثُ السَّابقُ، فإذا اجتمعتْ هذه الأمورُ الثَّلاثةُ المذكورةُ وُجِدَ التَّكليفُ بالصَّلاةِ وغيرِها مِن فروعِ الشَّريعةِ، وإذا لم تَجتمعِ انتفى التَّكليفُ.
«فَصْلٌ»
في الصَّلواتِ المَسْنُونَات
قال أبو شجاع رحمه الله: «وَالصَّلَوَاتُ الْمَسْنُونَاتُ خَمْسٌ: الْعِيدَانِ، وَالْكُسُوفَانِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ» ، الصَّلواتُ المسنوناتُ تَنقسمُ إلى قِسمينِ؛ قسمٍ تُسَنُّ فيه الجماعةُ، وهو هذه الخمسُ المذكورةُ،
(1)
رواه البخاري (1331)، ومسلم (19).
(2)
رواه أبو داود (4401)، وابنُ خُزَيْمَةَ (1003)، وابنُ حبَّان (143)، والحاكم (949)، وصَحَّحَه، وأَقَرَّه الذَّهبي.
ورَتَّبْتُها في الأفضليَّةِ على حكمِ ترتيبِها المذكورِ، ولها أبوابٌ تُذْكَرُ فيها إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
قال أبو شجاع رحمه الله: «وَالسُّنَنُ التَّابِعَةُ لِلْفَرَائِضِ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً» ، هذا القِسمُ الَّذي لا تُسَنُّ فيه الجماعةُ، وهو:
1 -
«رَكْعَتَا الْفَجْرِ» ؛ لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: «لم يَكُنِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على شَيءٍ مِنَ النَّوافلِ أَشَدَّ منه تعاهدًا على ركعَتَيِ الفَجْرِ»
(1)
.
2 -
«وَأَرْبَعٌ قَبَلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَهُ» ؛ لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي في بيتي قبْلَ الظُّهرِ أربعًا، ثمَّ يَخْرُجُ فيصلِّي بالنَّاسِ، ثمَّ يَدْخُلُ فيصلِّي ركعتينِ»
(2)
.
3 -
«وَأَرْبَعٌ قَبْلَ الْعَصْرِ» ؛ لحديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رَحِمَ اللهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا»
(3)
.
وكانَ يصلِّيها ركعتينِ ركعتينِ كما في حديثِ عليٍّ رضي الله عنه قال: «كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي قبْلَ العصرِ أربعَ ركعاتٍ يَفْصِلُ بينهنَّ بالتَّسليمِ»
(4)
.
4 -
«وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ» ؛ لحديثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما
(1)
رواه البخاري (1116)، ومسلم (724).
(2)
رواه مسلم (730).
(3)
رواه أحمد (5980)، وأبو داود (1271)، والترمذي (430)، وابن حبَّان (2453).
(4)
رواه الترمذي (429)، وقال:«حديثٌ حسن» .
(1)
.
5 -
«وَثَلَاثٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ، يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ» ، الواحدةُ هي أقلُّ الوِتْرِ، وأكثرُه؛ إحدى عشْرةَ ركعة؛ لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها:«أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يصلِّي باللَّيلِ إحدى عشْرةَ ركعة، يوتِرُ منها بواحدة»
(2)
.
ووقتُه بينَ صلاةِ العِشاءِ وطلوعِ الفجرِ.
قال أبو شجاع رحمه الله: «وَثَلَاثُ نَوَافِلَ مُؤَكَّدَاتٌ:
1 -
صَلَاةُ اللَّيْلِ»؛ لحديثِ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ؛ الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ»
(3)
.
2 -
«وَصَلَاةُ الضُّحَى» ، وأقلُّها ركعتانِ؛ لحديثِ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:«يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»
(4)
.
(1)
رواه البخاري (1126)، ومسلم (729).
(2)
رواه مسلم (736).
(3)
رواه مسلم (1163).
(4)
رواه مسلم (720)، وقولُه:«عَلَى كُلِّ سُلَامى» ، قالَ النَّوويُّ في «شرح مسلمٍ» (5/ 233): «هو بضمِّ السِّينِ وتخفيفِ اللَّامِ، وأصلُه عظامُ الأصابعِ وسائرُ الكَفِّ، ثم اسْتُعْمِلَ في جميعِ عظامِ البدنِ ومفاصِله
…
وقولُه صلى الله عليه وسلم: (وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى)، ضبطناه (وَيَجْزِي) بفتحِ أوَّلِه وضَمِّه، فالضَّمُّ من الإجزاءِ، والفتحُ مِن جزى يَجْزِي؛ أي: كَفى».
وأَفْضَلُها ثماني ركعاتٍ؛ لحديثِ أمِّ هانئٍ رضي الله عنها قالت: «قامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى غُسْلِه، فسترتْ عليه فاطمةُ ثم أَخَذَ ثوبَه فالتحفَ به، ثم صلَّى ثمانيَ ركعاتٍ سُبْحَةَ الضُّحى»
(1)
.
وفي روايةٍ أنَّه صلى الله عليه وسلم: «يومَ الفتحِ صلَّى سُبحةَ الضُّحَى ثَمَانيَ رَكَعَاتٍ، يُسَلِّمُ مِن كلِّ ركْعَتَينِ»
(2)
.
ووقتُها مِن ارتفاعِ الشَّمسِ حتَّى الزَّوال، والأفضلُ فعلُها عندَ مُضيِّ رُبُعِ النَّهَارِ؛ لحديثِ زيدِ بنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قال: خَرَجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على أهلِ قُباءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحى، فقال:«صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ»
(3)
.
3 -
«وَصَلَاةُ التَّرَاوِيحِ» ، وهي عِشرونَ ركعةً بعَشْرِ تسليماتٍ في كلِّ ليلةٍ مِن رمضانَ، وجُملتُها خمسُ ترويحاتٍ، وسُمِّيَتْ تراويحَ لاستراحةِ القومِ بعدَ كلِّ أربعِ ركعاتٍ، وتُسَمَّى -أيضًا- قيامَ رمضانَ، ووقتُها بينَ صلاةِ العِشاءِ وصلاةِ الفجرِ، وتُصَلَّى قَبْلَ الوِترِ.
(1)
رواه البخاري (1052)، ومسلم (336).
(2)
رواه أبو داود (1290)، وابنُ خزيمةَ (1234).
(3)
رواه مسلم (748)، و «الْأوَّابِينَ» ، جمعُ أوَّابٍ، وهو المطيعُ الرَّاجعُ إلى الطَّاعةِ، و «تَرْمِضُ» ، مِن الرمضاءِ، وهي الرِّمالُ إذا اشْتَدَّتْ حرارتُها بالشَّمسِ؛ أي: حِينَ تَحترقُ أخفافُ الفِصالِ، و «الْفِصَالُ» ، هي الصِّغارُ من أولادِ الإبلِ.