الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول تعريف الوقائع
الوقائع لغة: أصلها يرجع إلى الفعل (وَقَعَ)، وهو يَدُلُّ على سقوط شيء (1)، فوقع الشيء يقع وَقْعًا ووقوعًا سقط (2).
والوقائع: الأحوال والأحداث، ومفردها (وَقْعَة) على غير قياس (3)، وقال الكفوي (ت: 1094 هـ): مفردها (وقيعة)(4).
والواقعة: صدمة الحرب مرة بعد مرة، والاسم منها الوقيعة والواقعة (5).
قال ابن منظور (ت: 711 هـ): "الوقعة والوقيعة: الحرب والقتال، وقيل: المعركة، والجمع وقائع"(6).
(1) مقاييس اللغة 6/ 133.
(2)
مختار الصحاح 732، لسان العرب 8/ 402.
(3)
الوسيط لمجمع اللغة 2/ 1051، العيد الذهبي لمجمع اللغة العربية 326.
(4)
الكليات 944.
(5)
لسان العرب 8/ 403، الوسيط لمجمع اللغة 2/ 1051.
(6)
لسان العرب 8/ 403.
وتطلق الواقعة على النازلة من صروف الدهر، والنازلة الشديدة، والقيامة، وجمعها واقعات (1).
ويستخلص مما سبق أَنَّ الوقائع جمع، المراد منه: الأحوال والأحداث، ومفرده: وقعة أَوْ وقيعة، مأخوذ من وقعة الحرب، وأَنَّ الاسم منه: وقيعة وواقعة، وجمعه: وقائع وواقعات.
والمراد بالوقائع هنا: الأحوال والأحداث التي تستدعي حكمًا شرعيًّا.
قولي: "الأحوال والأحداث" هي جميع ما يقع؛ سواء كان مكتسبًا من فعل الآدمي من الأقوال والأفعال، أَمْ كان سماويًّا لا دخل للعبد في اكتسابه؛ من الصغر، والجنون، والموت، والجوائح، وغيرها من الأسباب المكتسبة أَوْ السماوية المؤثرة في الأحكام، فالوقائع في حقيقتها أسباب للأحكام.
وقولي: "التي تستدعى حكمًا شرعيًّا" لأَنَّ الواقعة إذا نزلت استدعت حكمًا شرعيًّا من الوجوب، والاستحباب، والتحريم، والكراهة، والإباحة، والصِّحَّة، والفساد، ونحوها.
وجميع ما يحدث ويقع يترتب عليه حكم فقهي كلي، فما من نازلة إلَّا وفي كتاب الله حكمها من حرمة أَوْ وجوب
…
(1) لسان العرب 8/ 403، الكليات للكفوي 944، الوسيط لمجمع اللغة 2/ 1051.
فإذا وقعت سعى الفقيه إلى بيان حكمها، وإذا سئل عنها المفتي أخبر بما يعلمه فيها، وإذا وقعت فيها خصومة قضى فيها القاضي بما يظهر له، وسيأتي بيان أنواع الوقائع في المطلب التالي.
* * *