المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌198 - ومنها: الولاية، والقضاء لأجل الدنيا لا لوجه الله تعالى، والتقرب إليه بالفصل بين الحق والباطل، وإيصال الحق إلى أهله - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٨

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌103 - ومنها: البخل، والأمر به، ومنع من تجب عليه الزكاة الزكاة، ومنع الزَّكاة ممن تجب عليه، وأخذ من لا يستحقها منها

- ‌104 - 134

- ‌ أحدها: منع الزكاة كما تقدم

- ‌ الثاني: موالاة الظَّلمة، والعمل لهم

- ‌ الثالث: مخالطةُ السلاطين، والتردد إليهم لغير ضرورة ملجئة كأن يأمروه ويخشى على نفسه لو خالفهم؛ فإنها تعرضُ للفتنة

- ‌ الرابع: البغي والتعدِّي

- ‌ الخامس: جر الرداء والإزار ونحوهما خيلاء وفخرًا

- ‌ السادس: لباس الأرجوان، وما يتأنق في تظريفه وتزويقه

- ‌ والسابع: لبس الحرير للرِّجال

- ‌ والثامن: التحلي بالذَّهب والفضَّة

- ‌ التاسع: التكاثر بكثرة المال والولد

- ‌ العاشر: الحسد

- ‌ تَنبِيْهٌ:

- ‌ الحادي عشر: تزكية النفس

- ‌ الثاني عشر: صناعة الكيمياء

- ‌ الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر: البطر، والفرح بغير الله تعالى وفضله، وحب المحمدة بما لم يفعل

- ‌ السادس عشر: حمل النِّساء على السروج ومراكب الرِّجال باديات وجوههن وزينتهن

- ‌ السابع عشر، والثامن عشر: السَّرقة، والقذف

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ التاسع عشر: أن قارون وقومه كان أحدهم لا ينظر في وجه خادمه تكبرًا

- ‌ العشرين: أن قارون وقومه كان أحدهم لا ينظر إلى جارية إلا إذا كانت بكرًا على ما ذكره ابن ظفر

- ‌ الحادي والعشرون: موافقة الكفار والفجار في أعمالهم وأخلاقهم

- ‌ الثاني والعشرون، والثالث والعشرون: البخل والشُّح، والأمر بهما

- ‌ الرابع والعشرون: قطيعة الرحم، ومعاداة الأهل لأجل الدنيا

- ‌135 - ومنها: التصدق بما يغتصبون من الناس، ويظلمونهم بأخذه منهم

- ‌136 - ومنها: التصدق بأردأ الأموال، وبما لا يحب

- ‌137 - ومنها: ترك صيام رمضان من غير عذر كالمرض والسفر

- ‌138 - ومنها: تقدم رمضان يصوم يوم أو يومين

- ‌139 - ومنها: التحرج عن الأكل والشرب، والنِّكاح من بعد النَّوم في ليالي الصوم

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌140 - ومنها: الوصال في الصوم بأن يجمع يومين أو أكثر في الصوم

- ‌141 - ومنها: التشدد في الصيام، والامتناع فيه عن اللحم وما يلائمه من الأدم

- ‌142 - ومن أعمال اليهود والنصارى: التشديد في الدين مطلقًا العزم وغيره، والتكلف فيه

- ‌143 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك السحور لمن يريد الصِّيام

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌144 - ومنها: تأخير الفطر إلى طلوع النَّجم

- ‌ تَنبِيْهٌ:

- ‌145 - ومنها: الفطر قبل تحلة الفطر، وهو غروب الشمس

- ‌146 - ومنها: صوم عيد الفطر، والأضحى، وأيام التشريق

- ‌147 - ومنها: تخصيص يوم من الأسبوع بنوع من التعظيم لم يَرِدْ به الشرع

- ‌148 - ومن أعمال بني إسرائيل: صيام يوم عاشوراء مفردًا عن يوم قبله أو بعده

- ‌ فائِدَةٌ في فضل عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم:

- ‌149 - ومن أخلاق اليهود والنَّصارى: ترك الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام مع الاستطاعة

- ‌150 - ومن أعمال اليهود: رفع اليدين عند الخروج من المسجد الحرام وغيره من المعابد، والوقوف للدُّعاء

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌151 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: ترك التضحية

- ‌152 - ومنها: التحرج عن النحر

- ‌153 - ومن أعمال النصارى: الذبح بالظفر

- ‌154 - ومنها: تقذُّر الطعام

- ‌155 - ومن أخلاق اليهود: التحرج عن أكل لحوم الإبل وألبانها، والعروق، والشحوم

- ‌156 - ومن أعمال النصارى: أكل لحم الخنزير، والميتة، والدم المسفوح

- ‌157 - ومن أعمال اليهود والنصارى: شرب الخمر

- ‌158 - ومنها: كل السُّحت

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌159 - ومن أعمال أهل الكتاب: الاستئثار

- ‌160 - ومن أعمال بني إسرائيل: الحيلة في أكل ما حُرِّم عليهم

- ‌161 - ومن أخلاق أهل الكتاب: الخيانة

- ‌162 - ومنها: جحد حقوق الناس وودائعهم، والحلف عليها الأيمان الفاجرة، وترك وفاء الديون

- ‌163 - ومن أخلاقهم: استحلال أموال المسلمين بضرب من التأويل

- ‌164 - ومنها: الانهماك في حب الدنيا، وتعيير الصالحين بالفقر والقلة

- ‌165 - ومن أعمال اليهود والنصارى: التَّبتل والترهيب

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرى:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌166 - ومن أعمال اليهود والنصارى: الخصاء، والاختصاء تقرباً

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌167 - ومن أخلاق أهل الكتاب: تزوج المرأة لجمالها أو مالها أثارة للمال والجمال على الدين

- ‌168 - ومن أخلاق أهل الكتاب: أنهم كانوا لا يتزوجون بالأَمَة، ولا بامرأة من غير دينهم

- ‌169 - ومنها: إبداء المرأة زينتها لغير محارمها من الرجال، وعدم الاحتجاب

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ ثانٍ:

- ‌170 - ومن أعمال بني إسرائيل: التظالم في المواريث

- ‌171 - ومن أعمال أهل الكتاب اجتماع الرجال والنساء من غير محرم ولا ضرورة

- ‌172 - ومن أخلاق اليهود: التحرز عن إتيان الزوجة إلا على حرف

- ‌173 - ومنها: ترك العقيقة عن الجارية

- ‌174 - ومنها: عدم اعتبار الطلاق الثلاث شيئاً

- ‌175 - ومن أخلاق أهل الكتاب: عقوق الوالدين، وقطع الأرحام، وإهانة اليتامى، وأكل أموالهم، وانتهار المسكين

- ‌ فائِدَة جَلِيْلَةٌ:

- ‌176 - ومن أعمال اليهود والنصارى، وأخلاقهم: عداوة أولياء الله تعالى، وإيذاؤهم، والتقصير في حقوقهم

- ‌177 - ومنها: التعيير بالفقر، والبلاء خصوصاً لأهل الدين

- ‌178 - ومنها: العداوة والبغضاء لغير مرضاة الله تعالى

- ‌179 - فمن أخلاق اليهود والنصارى: ترك السلام

- ‌180 - ومنها: الإشارة عوضًا عن السلام

- ‌181 - ومنها: تحريف السلام

- ‌182 - ومن أفعال اليهود والنصارى: قيام بعضهم لبعض، وهو منهي عنه

- ‌183 - ومن أفعال أهل الكتاب: الكلام السوء الشامل للغيبة والنميمة

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌184 - ومن أخلاق أهل الكتاب: سوء الظن بمن ظاهره الخير والصلاح

- ‌185 - ومن أعمال اليهود: الفتنة، وإيقاع العداوة والبغضاء بين المتآلفين

- ‌186 - ومن أعمال اليهود والنصارى قبَّحهم الله تعالى: قتل النفس التي حرم الله تعالى بغير الحق

- ‌187 - ومن أخلاق اليهود: أن كل واحد منهم لم يخل بمسلم إلا حدَّثته نفسه بقتله

- ‌188 - ومنها: الظلم في القصاص، وفي الدية

- ‌189 - ومن أخلاق اليهود: أنهم لا يعفون عن القاتل على مال

- ‌190 - ومن أخلاق اليهود: السحر، وتعلمه، وتعليمه، والكهانة، وإتيان الكاهن، وتصديقه

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌191 - ومن أعمال اليهود والنصارى: الزنا، واللواط

- ‌192 - ومن أعمال اليهود والنصارى: الوقوع على المحارم، والتجاهر بالزنا والفواحش

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌193 - ومن أعمال بني إسرائيل: القذف

- ‌194 - ودل هذا الحديث على أن من أخلاق بني إسرائيل:

- ‌195 - ومن أخلاق بني إسرائيل: المحاباة في الحدود

- ‌196 - ومن أعمال اليهود والنصارى: الكذب، والأيمان الفاجرة

- ‌197 - ومن أعمال بني إسرائيل: القتال على الملك، والقتال على التأويل، وهو دون الأول لتمحض الأول للدنيا والثاني كالمقدمة له

- ‌198 - ومنها: الولاية، والقضاء لأجل الدنيا لا لوجه الله تعالى، والتقرب إليه بالفصل بين الحق والباطل، وإيصال الحق إلى أهله

- ‌199 - ومن أعمال اليهود والنصارى: اتخاذ الولاة الشُّرَط

- ‌200 - ومن أعمال اليهود، والنصارى، وعباد الشمس: تولية المُلك والحكم للنساء كما في قصة بلقيس

- ‌201 - ودلت قصة لاجب وامرأته على أن من أعمال بني إسرائيل:

- ‌202 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الاحتفال لأعيادهم

- ‌1 - فمن ذلك: احتفالهم للخميس الحقير هو وأهله

- ‌2 - ومن ذلك: ما يفعله النساء من طبخ العصيدة ونحوها في صبيحة اليوم المعروف عند النصارى بميلاد عيسى

- ‌3 - ومن ذلك: الاغتسال لغير ضرورة في يوم غطاس النصارى

- ‌4 - ومن ذلك: احتفال أهل مصر بعيد الزيتونة

- ‌5 - ومن ذلك: ما يفعله النساء من الامتناع عن شراء السمك وأكله يوم السبت

- ‌203 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الطيرة من حيث هي

- ‌204 - ومنها: حب الحياة، وإطالة الأمل

- ‌205 - ومنها: الادخار شحًا وبخلًا

- ‌206 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الوقاحة، وعدم الحياء من الله تعالى

- ‌207 - ومنها: سخط المقدور، والتدبير والاختيار لغير ما يختاره الله، وعدم الرضا بالقضاء، والجزع، وترك الصبر على البلاء

- ‌ تنبِيهاتٌ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِي:

- ‌ الثَّالِثُ:

- ‌208 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: كفران النعم، وترك الشكر

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌209 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الظلم بجميع أنواعه، والعدوان، وولاية الظالمين والفاسقين والكافرين

- ‌210 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الرياء

- ‌211 - ومنها: عدم الاستقامة على الأمر من الدين، والروغان عنه، والطغيان في النعمة

- ‌212 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: إقرار المنكر، والسكوت عن الحق، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌213 - ومنها: الاسترسال في المعاصي، والانهماك فيها، والإصرار عليها

- ‌214 - ومنها: أنهم كانوا مع انهماكهم في المعاصي يتمنون على الله المغفرة

- ‌(12) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالأَعَاجِمِ وَالمَجُوسِ

- ‌1 - فمنها -وهو أقبح ما هم فيه-: الشرك والكفر، وعبادة النار والأضواء

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌2 - ومن أخلاق المجوس: إنكار القضاء والقدر

- ‌3 - ومن عوائد العجم وأخلاقهم: الخروج على السلطان، وإرادة خلعه أو قتله

- ‌4 - ومنها: استخلاف السلطان، أو الأمير ولده وغيره أمثل منه إيثارًا، أو تقديمًا للبنوة على حقوق الرعية

- ‌5 - ومنها: ضرب المكوس والضرائب على الناس، وأخذها منهم وجبايتها، واعتقاد أنها حق مأخوذ لا يُسامَح فيها، وأخذها بالعنف؛ وكل ذلك حرام

- ‌6 - ومن أخلاق العجم: الرفض، وبغض الشيخين وغيرهما من الصحابة

- ‌7 - ومن قبائح المجوس: استباحة أكل الميتة في غير حالة الاضطرار

- ‌8 - ومن قبائحهم: نكاح المحارم

- ‌9 - ومن قبائح العجم: العشق الشيطاني والهوى الحيواني

- ‌10 - ومن قبائح العجم: أكل الحشيش المسكر

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌11 - ومن أخلاق العجم: الدهاء -بضم المهملة والمد

- ‌12 - ومن أعمال العجم وعوائدهم القبيحة: الضرب بالعود والطنبور، وآلات اللهو، وشرب الخمور

- ‌13 - ومنها: اللعب بالنرد والشطرنج

- ‌14 - ومنها: لباس الحرير للرجال، وافتراشه والاتكاء عليه، وتجليل السروج والرحال به، واتخاذ الأسرَّة والآنية من الذهب والفضة للرجال والنساء جميعًا، وكل ذلك حرام

- ‌15 - ومنها: كثرة التنعم والترفه، والمظاهرة في اللباس والطعام

- ‌16 - ومنها: الخروج يوم النيروز

- ‌17 - ومنها: عمل الأراجيح يوم العيد

- ‌18 - ومنها: الدعكسة

- ‌19 - ومنها: حفظ أخبار العجم على وجه الاستحسان لها وبثها، والعناية بكتب الأعاجم التي لا تتعلق بعلوم الشرع

- ‌20 - ومنها: التكلم بالأعجمية

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌21 - ومن عوائد العجم وأعمالهم: غمغمة الكلام وطمطمته

- ‌22 - ومنها: الألقاب التي تشعر بتزكية النفس

- ‌23 - ومنها: التسمية: شاهان شاه، وما كان في معناه كملك الأملاك

- ‌24 - ومنها: التطير بشيء من الأشياء من ذات، أو حال، أو زمان، أو مكان

- ‌ فائِدةٌ:

- ‌25 - ومنها: الرقية بغير اللسان العربي

- ‌26 - ومنها: الاشتغال بعلم الفلسفة وعلم المنطق

- ‌27 - ومنها: البداءة في الكتاب باسم المكتوب إليه

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌28 - ومن عوائد العجم والروم: تحجُّب ملوكهم وحكامهم

- ‌29 - ومنها: وطء أعقابهم، ومشي الخدام خلفهم وبين أيديهم

- ‌30 - من أخلاق الأعاجم والأروام: قيام بعضهم لبعض على سبيل الإعظام، ومحبتهم لأنَّ يقام لهم، وقيام الخدم بين يدي المخدوم وعلى رأسه، وكل ذلك مكروه

- ‌31 - ومن آداب الأعاجم: الأكل على الخوان والأواني الرفيعة

- ‌32 - ومنها: قطع اللحم النضيج بالسكين

- ‌33 - ومنها: سكوت الجماعة على الطعام

- ‌34 - ومنها: الاستنكاف عن أكل اللقمة إذا سقطت، ونحو ذلك

- ‌35 - ومنها: التنعم والتأنق في ألوان الأطعمة وطيباتها، وغير ذلك

- ‌36 - ومنها: غسل اليدين قبل الطعام ما لم تكونا متقذرتين

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌37 - ومن آداب الأعاجم إذا غسلوا أيديهم أن يراق ماء كل واحد منهم من الطست، ثمَّ يوضع بين يدي الآخر

- ‌38 - ومن آداب الأعاجم والأروام التي يتداولونها في هذه الأيام: قيام قوم عن الطعام قبل أن يرفع وقعود آخرين

- ‌39 - ومن أخلاق الأعاجم: أنهم كانوا لا يساكنون الحُيَّضَ، ولا يؤاكلونهن

- ‌40 - ومن أخلاق الأعاجم: ترك الشعر أبيض من غير خضاب، وهو خلاف الأولى

- ‌41 - ومنها: عقد اللحية

- ‌42 - ومنها: حلق القفا لغير ضرورة

- ‌43 - ومنها: توفير الشوارب، والأخذ من اللحى

- ‌44 - ومنها: ما ذكره صاحب "قلائد الشرف": أن من عادة الفرس أنهم كانت الأصوات تستر عنهم إلَّا غناء النساء، وصوت الجوارح، وصهيل المراكب

- ‌45 - ومنها: ما ذكره صاحب "قلائد الشرف" أيضًا:

- ‌46 - ومنها: وضع الأموات في النواويس والتوابيت التي اعتاد الروم والعجم وضع أمواتهم فيها، ومثله الفساقي التي اعتادوها أهل مصر

- ‌47 - ومن أخلاق الأعاجم: حب الدنيا

- ‌48 - ومنها: محبة طول العمر حتى إن من تحية الملوك: عش ألف سنة

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لطائِفُ أُخْرى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(13) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ وَالمُشْرِكِين

- ‌1 - فمن قبائح الجاهلية -وهو أقبحها وأفحشها-: الكفر، وعبادة الأصنام، واعتقاد أنها تنفع وتشفع، وتقرب إلى الله زُلفى

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِي:

- ‌2 - ومن أخلاق الجاهلية: التكذيب بالقدر

- ‌3 - ومن أخلاق الجاهلية: الطعن على كتاب الله تعالى، أو على أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، ودعوى معارضة القرآن

- ‌4 - ومنها: الإعراض عن كتاب الله تعالى، وعن تدبر آياته، وإيثار اللهو واللعب

- ‌5 - ومن أخلاق الجاهلية: التكذيب بلقاء الله تعالى ومصيرهم إليه

- ‌6 - ومنها: إنكار المعاد

- ‌7 - ومنها: إنكار السمعيات كالحشر، والنشر، والصراط، والميزان، والحساب، والقصاص، والحوض، والشفاعة، والرؤية، والجنة والنار وما فيهما

- ‌8 - ومنها: تثبيط الناس عن اتباع السنة، وصدهم عن الهدى

- ‌9 - ومنها: تعظيم شجرة مخصوصة، أو بقعة مخصوصة، أو حجر مخصوص لم يعظَّمه الشرع الشريف

- ‌10 - ومنها: أنهم كانوا لا يتطهرون

- ‌11 - ومنها: عمل المعاصي مطلقاً، وإساءة الأعمال والأخلاق، وتكديرها بالرياء، والمن والأذى، وطلب العوض

- ‌12 - ومن عوائد الجاهلية وأعمالهم وأخلاقهم: اتخاذ المواسم والأعياد التي لم تَرِدْ بها الشريعة

- ‌13 - ومنها: الاشتغال مطلقاً بغرور الدنيا، والاعتزاز بها، والفخر والخيلاء، والأشَر والرياء

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌14 - ومن قبائح الجاهلية: الذبائح التي كانوا يذبحونها ويتقربون بها بغير شريعة واردة

- ‌15 - ومنها: المباراة والمعاقرة

- ‌16 - ومن أخلاق الجاهلية: التحرج عن الأكل من الهدي والأضحية

- ‌17 - ومنها: الذبح لغير الله، أو له ولغيره على وجه الإشراك

- ‌18 - ومنها: تضريج الكعبة بالدماء، واعتقاد أن ذلك قربة

- ‌19 - ومنها: تلطيخ رأس الغلام بدم عقيقته

- ‌20 - ومنها: الوأد - وهو من أشد الكبائر - وزيادة الفرح إذا بشر بالغلام، وزيادة الترح إذا بشر بالأنثى حياءً من الناس، وخوفاً من الفقر، وكانوا يئدون البنات لذلك

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌21 - ومن عوائد الجاهلية: العزل عن النساء مخافة الولد فراراً من العَيلَة والفقر، أو حذراً من ولادة الإناث

- ‌22 - ومن أفعال الجاهلية: قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق

- ‌23 - ومنها: أنهم كانوا إذا قتل لهم قتيل لم يرضوا بقتل قاتله حتى يتجاوزوا، أو يقتلوا غير قاتله

- ‌24 - ومنها: أخذ الإنسان بجريرة

- ‌25 - ومنها: إعانة القاتل والظالم على ظلمه

- ‌26 - ومنها: قتل القاتل بعد قبول الدية منه لما قاله الحسن

- ‌27 - ومنها: البغي مطلقاً في القتل وغيره

- ‌28 - ومنها أنهم كانوا إذا قتل لأحدهم قتيل استوفى ذلك بنفسه

- ‌29 - ومنها: الزنا سراً وجهراً، ونكاح المحارم، وتعاطي الأنكحة الفاسدة كالشغار

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌30 - ومن أعمال الجاهلية الفاحشة - وهو من جنس ما سبق -: المبادلة

- ‌31 - ومنها: أكل الأولياء مهور مولياتهم

- ‌32 - ومنها - وهو من أفعال المجوس أيضاً -: كثرة الوقيد في الأعراس ونحوها

- ‌33 - ومنها: قولهم لمن تزوج: بالرفاء والبنين، وقولهم للعنب: كرم، وتسميتهم المحرم: صفر، والعشاء: عتمة، والمغرب: عشاء

- ‌34 - ومن عوائد الجاهلية [قولهم]: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً

- ‌35 - ومن قبائح الجاهلية: إدمان شرب الخمر

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌36 - ومن أعمال أهل الجاهلية:

الفصل: ‌198 - ومنها: الولاية، والقضاء لأجل الدنيا لا لوجه الله تعالى، والتقرب إليه بالفصل بين الحق والباطل، وإيصال الحق إلى أهله

اقتتلوا بها تسع مرات حتى تفانوا، وأن العرب سيقتتلون بها العاشرة حتى يتفانوا، ويتقاذفون بالحجارة التي تقاذفت بها بنو إسرائيل (1).

وروى ابن أبي الدنيا، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" عن الحسن رحمه الله تعالى -مرسلًا- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: "هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيْدُ أَنْ يُذْهبَ اللهُ عَنْهُ العَمَى وَيجْعَلَهُ بَصِيْراً؟ ".

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: "أَلا إِنَّهُ مَنْ رَغِبَ في الدُّنْيا وَأَطالَ أَمَلَهُ فِيْها أَعْمَى اللهُ قَلْبَهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، وَمَنْ زَهِدَ في الدُّنْيا وَقَصُرَ أَمَلُهُ أَعْطاهُ اللهُ تَعالَى عِلْمًا بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ، وَهُدًى بِغَيْرِ هِدايَةٍ، أَلا إنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ لا يَسْتَقِيْمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالقَتْلِ والتَجَبُّرِ، وَلا الغِنَى إِلَّا بِالفَخْرِ والبُخْلِ، وَلا الْمَحَبَّةِ إِلَّا بِاتّباعِ الْهَوَى، أَلا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمانَ مِنْكُمْ فَصَبَرَ عَلَى الفَقْرِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الغِنَى، وَصَبَرَ لِلْبَغْضاءِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْمَحَبَّةِ، وَصَبَرَ عَلَى الذُّلِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى العِزِّ -لا يُرِيْدُ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ اللهِ- أَعْطاهُ اللهُ ثَوابَ خَمْسِيْنَ صِدّيْقاً"(2).

‌198 - ومنها: الولاية، والقضاء لأجل الدنيا لا لوجه الله تعالى، والتقرب إليه بالفصل بين الحق والباطل، وإيصال الحق إلى أهله

،

(1) رواه نعيم بن حماد في "الفتن"(1/ 59).

(2)

رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد"(1/ 106)، والبيهقيّ في "شعب الإيمان"(10582).

ص: 251

والأخذ على يد الظالم، والحكم بالباطل، وترك القاضي الحكم بالحق إذا سئل عنه، واتباع الهوى في الحكم، والمداهنة فيه، وهذه صفات قضاة السوء.

قال الله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].

وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، وقال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47].

روي عن الشعبي، واختاره النحاس: أنَّ الآيات الثلاث في اليهود (1).

وقال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما: في الكفار؛ كما رواه عنه مسلم (2).

وعن ابن عباس، وجابر بن زيد، وابن أبي زاهدة، وابن شبرمة: أنَّ الآية الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى (3).

وهذا اختاره القاضي أبو بكر بن العربي؛ لأنه ظاهر الآيات (4).

(1) ونقل عن الشعبي: أنَّ الآية الأولى في المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى. كما رواه عنه عبد الرزاق في "التفسير"(1/ 191)، وسعيد بن منصور في "السنن"(751)، و"أحكام القرآن" للجصاص (4/ 93).

(2)

رواه مسلم (1700).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 87 - 88).

(4)

انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي (2/ 127).

ص: 252

وعن ابن مسعود رضي الله عنه، والحسن، وغيرهما أنهن عامات في كل من لم يحكم بما أنزل الله (1).

وتأولوا قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} على اعتقاد الحل، أو على التغليظ كما قيل في إطلاق الكفر على ترك الصلاة.

وروى الحاكم وصححه، عن ابن عباس في الآية: أنه ليس كفرًا ينتقل عن الملة، ولكن كفر دون كفر (2).

وصحح الحاكم أيضاً عن همام قال: كنا عند حذيفة رضي الله عنه فذكروا: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، فقال رجل من القوم: إن هذا في بني إسرائيل، فقال حذيفة: نعم الأخوة بنو إسرائيل، إن كان لهم المر ولكم الحلو، كلا والذي نفسي بيده حتى تحذوا السنة بالسنة والقذة بالقذة (3).

وروى نحوه ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (4).

وروى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى قال: نزلت هذه الآيات في بني إسرائيل، ورضي لهذه الأمة بها (5).

(1) انظر: "تفسير الطبري"(6/ 240) و (6/ 257).

(2)

رواه الحاكم في "المستدرك"(3219).

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك"(3219).

(4)

انظر: "الدر المنثور" لابن عباس (3/ 88).

(5)

رواه عبد الرزاق في "التفسير"(1/ 191)، والطبري في "التفسير"(6/ 257).

ص: 253

وعن الحسن نحوه (1).

وروى سعيد بن منصور عن عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه أنَّه قال: ما رأيت مثل من قضى بين اثنين بعد هذه الآيات الثلاث (2).

وروى الثعلبي، وغيره عن الحسن رحمه الله تعالى قال: أخذ الله عز وجل على الحكام ثلاثة أشياء: أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس ويخشوه، وأن لا يشتروا بآياته ثمنا قليلًا؛ يعني: الرشوة، وبيع الحكم (3).

وروى أبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن بريدة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"القُضاةُ ثَلاثةٌ: واحِدٌ في الْجَنَّةِ، واثْنانِ في النَّارِ؛ فَأمَّا الّذِي في الْجَنّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجارَ في الْحُكْمِ فَهُوَ في النَّارِ، وَرَجُل قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلِ فَهُوَ في النَّارِ"(4).

وروى البزار، والطبراني في "الكبير" -ورجاله رجال الصحيح- عن عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنْ شِئتمْ أَنْبَأتُكُمْ عَنِ الإِمارَةِ وَما هِيَ".

(1) رواه الطبري في "التفسير"(6/ 257).

(2)

رواه سعيد بن منصور في "السنن"(752).

(3)

وذكره البخاري (6/ 2619) معلقاً، ورواه الجصاص في "أحكام القرآن"(4/ 92).

(4)

رواه أبو داود (3573)، والترمذي (1322)، وابن ماجه (2315).

ص: 254

فناديت بأعلى صوتي: وما هي يا رسول الله؟

قال: "أَوَّلُها مَلامَةٌ، وَثانِيْها نَدامَةٌ، وَثالِثُها عَذابٌ يَوْمَ القِيامَةِ إِلَّا مَنْ عَدَلَ؛ وَكَيْفَ يَعْدِلُ مَعَ أَقْرَبِيْهِ؟ "(1).

وروى أبو يعلى، وابن حبَّان في "صحيحه" -وأصله عند الترمذي- عن عبد الله بن موهب: أنَّ عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال لابن عمر رضي الله تعالى عنهما: اذهب فكن قاضياً.

قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟

قال: اذهب فاقض بين الناس.

قلت: أو تعفيني يا أمير المؤمنين.

قال: عزمت عليك إلا ذهبت وقضيت.

قال: لا تعجل؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ عاذَ بِاللهِ فَقَدْ عاذَ بِمَعاذٍ".

قال: نعم، قال: فإني أعوذ بالله أن أكون قاضيًا.

قال: وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي؟

قال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ كانَ قاضِياً فَقَضَى بِالْجَهْلِ فَهُوَ في النَّارِ، وَمَنْ كانَ قاضِياً فَقَضَى بِالْجَوْرِ كانَ في النَّارِ،

(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 71). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 200): رواه البزار، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" باختصار، ورجال "الكبير" رجال الصحيح.

ص: 255

وَمَنْ كانَ قاضِياً فَقَضَى بِحَق -أَوْ قَالَ: فَعَدَلَ- سَأَلَ التَّفَلُّتَ كِفافاً، فَمَا أَرْجُو مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ؟ " (1).

وروى ابن سعد في "طبقاته" عن يزيد بن موهب: أن عثمان قال

لعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهم: اقض بين الناس.

قال: لا أقضي بين اثنين، ولا أؤم.

فقال عثمان: أتعصيني؟

قال: لا، ولكنه بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل قضى بجهل فهو في النار، ورجل حاف ومال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو كفاف لا أجر له ولا وزر عليه.

قال: فإن أباك كان يقضي؟

قال: كان يقضي، فإذا أُشكل عليه شيء سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا أشكل على النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام، وإني لا أجد من أسأل؛ أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ عاذَ بِاللهِ فَقَدْ عاذَ بِمَعاذِ؟ ".

فقال عثمان: بلى.

قال: فإني أعوذ بالله أن تستعملني.

فأعفاه، وقال: لا تخبر بهذا أحداً (2).

(1) رواه ابن حبَّان في "صحيحه"(5056)، وأصله عند الترمذي (1322) وقال: غريب وليس إسناده بمتصل عندي.

(2)

رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 146).

ص: 256

قلت: أراد عثمان بقوله: (لا تخبر بهذا أحداً) أن لا يسمعه الناس من ابن عمر، فيتقاعدوا عن القضاء، فيتعطل هذا المنصب، وتضيع مصالح المسلمين لأنهم كانوا في غاية الخوف على دينهم، وكان الإِسلام إذ ذاك في عزَّة، والناس في رغبة إلى الانقياد إلى أحكامه والاتصاف بأخلاقه.

وأما الآن فلو سمعوا مثل ذلك أضعافاً ما منعهم عن طلب القضاء فضلَّا عَن الفرار منه، بل هم الآن يبذُلون الأموال في مقابلة الولايات استكثارًا لها، وتوصلَّا إلى أموال الناس.

ومن محاسن الشيخ زين الدين بن الوردي رحمه الله تعالى: [من مجزوء الخفيف]

قِيلَ [لي] ابْذُلِ الذَّهَبْ

تتَوَلَّ قَضا حَلَبْ

قُلْتُ هُمْ يُحْرِقُوننِي

وَأَنا أَحْمِلُ الْحَطَبْ (1)

ومن لطائف الفرار من ولاية القضاء لعزَّة الخلاص من فتنته: ما رواه أبو نعيم عن شجاع بن الوليد قال: كان فيمن قبلكم رجل حلف لا يتزوج امرأة حتى يستشير مئة نفس، وإنه استشار تسعة وتسعين رجلًا فاختلفوا عليه، فقال: بقي واحد وهو أول من يطلع من هذا الفج، فآخذ بقوله ولا أعدوه، فبينما هو كذلك إذ طلع عليه رجل يركب قصبة، فأخبره بقصته، فقال له: النساء ثلاث: فواحدة لك، وواحدة عليك،

(1) انظر: "الدرر الكامنة" لابن حجر (4/ 229).

ص: 257

وواحدة لا لك ولا عليك؛ فالبكر لك، وذات الولد عليك، والثَّيب لا لك ولا عليك.

ثمَّ قال: أطلق الجواد، فقال له: أخبرني بقصتك.

فقال: أنا رجل من علماء بني إسرائيل، مات قاضيها فركبت هذه القصبة، وتألَّهت لأخلص من القضاء.

وأخرجه المعافى بن زكريا في كتاب "الأنيس والجليس" عنه، عن حريش بن أبي الحريش بنحوه (1).

وأخرج فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حلف رجل أن لا يتزوج حتى يستشير مئة رجل، فاستشار تسعة وتسعين رجلًا، ثمَّ خرج وقال: أول من يستقبلني أستشيره، فإذا هو برجل قد طيَّن رأسه، وركب قصبة، وبيده سوط ليضرب القصبة، فلما انتهى إليه سأله، فقال له: يا عبد الله! تأخر عن الفرس؛ لا يَرْمَحُك، فركض على قصبته شوطاً، ثمَّ رجع، وقال له: هات حاجتك.

قال: إني حلفت أن لا أتزوج حتى أستشير مئة رجل، فاستشرت تسعة وتسعين رجلًا، وأنت تمام المئة.

فقال له: صاحب الواحدة إذا حاضت حاض معها، وإذا مرضت مرض معها، وإذا غابت غاب معها، وصاحب اثنتين قاض، وصاحب ثلاث ملك، وصاحب الملك مسافر.

(1) رواه المعافى بن زكريا في "الأنيس الصالح والجليس الناصح"(ص: 471).

ص: 258

فقال الرجل: لقد استشرت تسعة وتسعين رجلًا ما فيهم أعقل منك.

قال: أنا الذي أرادت بنو إسرائيل أن يستقضوني، ففعلت هذا كيما أنجو منهم (1).

وأحسب في غير هذه الرواية أنه قال: أراد بنو إسرائيل أن يذبحوني، ففررت من الذبح.

قيل: كيف يذبحونك؟

قال: أرادوا أن يولُّوني القضاء.

وقد اتفق التحامق فرارًا من ولاية القضاء لبعض هذه الأمة.

قال عبد الرحمن بن مهدي: أجبر أمير المؤمنين؟ يعني: أبا جعفرٍ، سفيانَ -يعني: الثوري- على القضاء، فتحامق عليه ليخلص نفسه منه. رواه أبو نعيم (2).

وفرار سفيان من ولاية القضاء من بلد إلى بلد، واستخفاؤه مشهور.

وقال مسعر بن كدام رحمه الله تعالى: دعاني أبو جعفر ليوليني فقلت: أصلح الله الأمير! إن أهلي ليرددوني على أن أشتري الشيء بدرهمين، فأقول: أعطوني أشتر لكم، فيقولون: لا والله، لا نرضى

(1) رواه المعافى بن زكريا في "الأنيس الصالح والجليس الناصح"(ص: 471).

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 52).

ص: 259

اشتراءك، فأهلي لا يرضون اشترائي الشيء بدرهمين، وأمير المؤمنين يوليني؟ أصلحك الله! إن لي قرابة وحقاً، وقد قال الشاعر:[من الوافر]

تُشارِكُنا قُرَيْشٌ في تُقاها

وَفِي أَنْسابِها شركَ العِنانِ

لَما وَلَدَتْ نِساءُ بَنِي هِلالٍ

وَما وَلَدَتْ نِساءُ بَنِي إبانِ

قال: أما والله ما لنا في العرب قرابة أحب إلينا منهم، فأعفاه. رواه أبو نعيم (1).

والبيتان المذكوران في كلام مسعر لنابغة بن جعدة أحد نوابغ الشعراء (2).

وكذلك شأن الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وامتناعه عن ولاية القضاء، وضربه على ذلك مشهور، ولما دُعيَ إلى ذلك قال: أنا لا أصلح للقضاء.

فقيل له في ذلك، فقال: إن كنت صادقاً فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت كاذباً فالكاذب لا يصلح للقضاء (3).

وروى أبو نعيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أنه لما ولي القضاء ركب أول يوم للقضاء، فاصطف له الناس ينظرون إليه، فقال مجنون من مجانين أهل الكوفة: انظروا إلى من جمع الله له سرور

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 215).

(2)

انظر: "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني (1/ 20).

(3)

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 98).

ص: 260

الدنيا إلى حزن الآخرة.

فقال ابن أبي ليلى: لو قد سمعتها قبل أن ألي ما وليت لهم شيئاً (1).

وروى الحكيم الترمذي عن عبد العزيز بن أبي روَّاد قال: بلغني أن قاضيًا كان في زمن بني إسرائيل بلغ من اجتهاده أن طلب إلى ربه أن يجعل بينه وبينه علمًا، إذا هو قضى بالحق عرف ذلك، فإذا هو قصر عن الحق عرف ذلك، فقيل له: ادخل منزلك فمد يدك في جدارك، ثمَّ انظر كيف تبلغ أصابعك من الجدار، فاخطط عندها خطًّا، فإذا أنت قمت من مجلس القضاء فارجع إلى ذلك الخط فامدد يدك إليه؛ فإنك متى ما كنت على الحق فإنك ستبلغه، وإن قصرت عن الحق قصر بك.

فكان يغدو إلى القضاء وهو مجتهد، فكان لا يقضي إلا بحق، وإذا قام من مجلسه وفرغ لم يذق طعاماً ولا شرابًا، ولا يفضي إلى أهله بشيء حتى يأتي ذلك الخط، فإذا بلغه حمد الله، وأفضى إلى كل ما أحل الله له من أهل ومطعم ومشرب.

فلمَّا كان ذات يوم وهو في مجلس القضاء أقبل إليه رجلان يريدانه، فوقع في نفسه أنهما يريدان أن يختصما إليه، وكان أحدهما له صديقًا وخَدَنًا، فتحرك قلبه عليه محبة أن يكون الحق له فيقضي له به، فلما أن تكلما كان الحق على صاحبه، فقضى عليه، فلما قام من

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 351).

ص: 261

مجلسه ذهب إلى خطه فإذا الخط قد ذهب وتشمر إلى السقف، وإذا هو لا يبلغه، فخر ساجدًا وهو يقول: يا رب! شيئًا لم أتعمده ولم أرده؛ فبينه لي.

فقيل له: أتحسبن أن الله لم يطلع على جور قلبك حيث أحببت أن يكون الحق لصديقك فتقضي له به؟ قد أردته وأحببته، ولكن الله قد ردَّ الحق إلى أهله وأنت لذلك كاره (1).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "من عاش بعد الموت" عن عطاء الخراساني قال: استقضي رجل من بني إسرائيل أربعين سنة، فلما حضرته الوفاة قال: إني أرى أني هالك في مرضي هذا، فإن هلكت فاحبسوني عندكم أربعة أيام، أو خمسة أيام، فإن رابني منكم شيء فلينادني رجل منكم، فلما قضى جعل في تابوت، فلما كان بعد ثلاثة أيام آذاهم بريحه، فناداه رجل منهم: يا فلان! ما هذا الريح؟ فأذن له فتكلم، فقال: قد وليت القضاء فيكم أربعين سنة، فما رابني شيء إلا رجلان أتياني، وكان لي في أحدهما هوى، فكنت أسمع منه بأذني التي تليه أكثر مما أسمع بالأخرى، فهذه الريح منها، فضرب الله على أذنه فمات (2).

ومن لطائف الأقضية في هذه الأمة: ما روى أبو نعيم عن إبراهيم

(1) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(2/ 179).

(2)

رواه ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت"(ص: 34).

ص: 262

ابن يزيد التيمي عن أبيه قال: وجد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه درعًا له عند يهودي التقطها فعرفها، فقال: درعي سقطت عن جمل لي أَورق.

فقال اليهودي: درعي وفي يدي.

ثم قال له اليهودي: بيني وبينك قاضي المسلمين.

فأتوا شريحاً، فلما رأى عليًّا تحرف عن موضعه، وجلس علي رضي الله تعالى عنه فيه، فقال علي رضي الله تعالى عنه: لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تُساوُوْهُمْ في الْمَجْلِسِ، وَألْجِئُوْهُمْ إلَى أَضْيَقِ الطُّرُقِ، فَإِنْ سَبُّوكُمْ فاضْرِبُوْهُمْ، فَإِنْ ضَربُوْكُمْ فاقْتُلُوهُمْ".

ثمَّ قال شريح رحمه الله تعالى: ما تشاء يا أمير المؤمنين؟

قال: درعي سقطت عن جمل لي أورق، فالتقطها هذا اليهودي.

فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟

قال: درعي وفي يدي.

فقال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك، ولكن لا بد من شاهدين.

فدعا قنبرًا مولاه، والحسن بن علي، فشهدا إنها لدرعه.

فقال شريح: أما شهادة مولاك فقد أجزناها، وأما شهادة ابنك فلا نجيزها.

فقال علي رضي الله تعالى عنه: ثكلتك أمك! أما سمعت عمر

ص: 263