الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ممن يبيع أو يشتري ونحوهما؛ فإنهم يقولون: هذا حق السلطان، أو: عليه حق السلطان، ونحو ذلك من العبارات المشتملة على تسميته حقًا أو لازمًا، وهذا من أشد المنكرات، وأشنع المستحدَثات، حتى قد قال بعض العلماء: من سمَّى هذا حقًا فهو كافرٌ خارجٌ عن ملة الإِسلام.
والصحيح أنَّه لا يكفر إلا إذا اعتقده حقًا مع علمه بأنّه ظلم، فالصواب أن يُقال فيه: المكس، أو: ضريبة السلطان، ونحو ذلك من العبارات، انتهى (1).
6 - ومن أخلاق العجم: الرفض، وبغض الشيخين وغيرهما من الصحابة
.
وهو مما غلب على كثير من الفرس حتى إن الأعجمي إذا كان سنيًا كان طرفة بين الناس.
ومن لطيف ما اتفق في الدولة العثمانية حين كانت الحرب واقعة بين السلطان سليم بن السلطان أبي يزيد بن عثمان وبين الشاه إسماعيل أنَّه كتب إلى السلطان سليم كتابًا، وكتب فيه هذين البيتين:[من السريع]
نَحْنُ أُناسٌ قَدْ غَدا شَأْنُنا
…
حُبَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبِ
(1) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 294).
يَعِيْبُنا النَّاسُ عَلى حُبِّه
…
فَلَعْنَةُ اللهِ عَلى الْعائِبِ
فأرسل السلطان سليم رحمه الله تعالى في جوابه كتابًا كتب فيه هذين البيتين: [من السريع]
ما عَيْبُكُمْ هَذا وَلَكِنَّه
…
بُغْضُ الَّذِي لُقِّبَ بِالصَّاحِبِ
وَقَوْلُكُمْ عَنْهُ وَعَنْ بِنْتِهِ
…
فَلَعْنَةُ اللهِ عَلى الْكاذِبِ (1)
وروى الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري المعروف باللالكائي في "السنة" عن النضر بن شُميل قال: سمعت المأمون يقول: القدر دين الخزر، والرفض دين القبط، والإرجاء دين الملوك (2).
وعن إبراهيم بن المغيرة -وكان شيخًا حجاجًا- قال: سألت سفيان الثوري: يُصَلَّ خلف من سبَّ أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؟
(1) انظر الأبيات في "شذرات الذهب" لابن العماد (8/ 400).
(2)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(8/ 1459)، وعنده:"الخوز" و"النبط".