الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من تسمية العشاء العتمة لحديث: "لَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي الصُّبْحِ وَالْعَتْمَةِ لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْواً"(1) بوجهين:
أحدهما: أنه لبيان كون النهي ليس للتحريم بل للتنزيه.
والثاني: أنه خوطب بها من يخاف أن يلتبس عليه المراد لو سماها عشاءً.
قال: وأما تسمية الصبح غداة بلا كراهة على المذهب الصحيح.
قال: وذكر جماعة كراهة ذلك، وليس بشيء.
قال: ولا بأس بتسمية المغرب والعشاء: عشاءين.
[ولا بأس يقول العشاء الآخرة، وما نقل عن الأصمعي أنه قال: لا يقال](2): العشاء الآخرة [فغلط ظاهر](3).
لكنه صحح في "المجموع" أن تسمية العشاء عتمة خلاف الأولى كتسمية الصبح الغداة (4).
34 - ومن عوائد الجاهلية [قولهم]: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً
.
روى أبو داود عن معمر عن قتادة، أو غيره، عن عمران بن الحصين
(1) رواه البخاري (590)، ومسلم (437) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
ما بين معكوفتين زيادة من "الأذكار"، وكان في "أ" و "ت" مكانه:"ولا تقولوا".
(3)
انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 298).
(4)
انظر: "المجموع" للنووي (3/ 43).
رضي الله تعالى عنهما قال: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً، وأنعم [صباحاً]، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك (1).
قال عبد الرزاق: قال معمر: يكره أن يقول الرجل: أنعم الله بك عيناً، ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك.
قال أهل العلم: لا يحكم لمثل هذا الحديث بالصحة؛ فإن قتادة - وإن كان ثقة - فإن غيره مجهول، ويحتمل أن يكون عن غيره، فلا يثبت به حكم شرعي كما قال النووي في "الأذكار".
قال: ولكن الاحتياط للإنسان اجتناب هذا اللفظ لاحتمال صحته، ولأن بعض العلماء يحتج بالمجهول (2).
فأشار إلى أنه خلاف الأولى، وليس بمكروه لأن معناه غير منكر شرعاً.
قال في "الصحاح": أنعم الله بك عيناً؛ أي: أقر الله عينك بمن تحب.
قال: وكذلك: نعم الله بك عيناً نُعمة - أي: بالضم - مثل غَلِمَ غُلْمة، وكَرِهَ كُرْهة، ونَعِمَك عيناً مثلُه.
قال: وقولهم: عم صباحاً: كلمة تحية كأنه محذوف من نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر؛ كما تقول: كُلْ مِنْ أَكَلَ يأكل، فحذف منه
(1) رواه أبو داود (5227).
(2)
انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 291).