الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من شر السَّامة والهامة، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ وبرأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها؛ إن ربي على صراط مستقيم (1).
191 - ومن أعمال اليهود والنصارى: الزنا، واللواط
.
وهما فيهما كثير.
والأول أكثر في الأولين.
والثاني أكثر في الآخرين.
وقد تقدم في الحديث أن سبب زنا بني إسرائيل عدم تنظيف رجالهم واستنانهم.
روى ابن جرير عن السدي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27] قال: هم اليهود والنصارى (2).
وروى ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله: {يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} قال: الزنا (3).
وروينا عن مجاهد رحمه الله تعالى {أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} قال:
(1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 289)، وتقدم نحوه في "حلية الأولياء".
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(5/ 28).
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (2/ 493).
يريدون أن تكونوا مثلهم تزنون كما يزنون (1).
وروى عبد الله ابن الإِمام أحمد عن سالم بن أبي الجعد رحمه الله تعالى: أن عمر رضي الله تعالى عنه استعمل النعمان بن مُقرِّن على كسكر، فكتب إليه النعمان رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين! اعزلني عن كسكر، وابعثني في بعض جيوش المسلمين؛ فإنما مثل كسكر كمثل مومسة بني إسرائيل: تعطر وتزين في اليوم مرتين.
قال: وكان عمر إذا ذُكِرَ النعمان بعد موته يقول: يا لهف نفسي على النعمان! (2)
ومعنى قوله: مرتين: مرة بعد مرة؛ يريد التكرار لا التثنية كما في قوله: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4].
وروى والده في "الزهد" عن ابن أبي الهذيل رحمه الله تعالى قال: أُتيَ عيسى عليه السلام برجل قد زنا، فأمرهم برجمه، وقال لهم: لا يرجمه رجل عمل عمله، فألقوا الحجارة من أيديهم إلا يحيى بن زكريا (3).
وروى ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: لا يكون في بني إسرائيل شيء إلا كان فيكم مثله.
(1) رواه الطبري في "التفسير"(5/ 28).
(2)
وروى نحوه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 172)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 300).
(3)
رواه الإِمام أحمد في "الزهد"(ص: 76).