الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو - بكسر الباء الموحدة، وإسكان الزاي، وفتح الياء التحتية، أو بضم الموحدة، وضم التحتية، والواو ساكنة فيهما؛ كما في "القاموس"، واقتصر في "الصحاح" على الثاني -: السندس؛ وهو ضرب من الديباج، وهي ثياب الحرير (1).
وقد سبق قول عمر رضي الله تعالى عنه للنَّبي صلى الله عليه وسلم: كسرى وقيصر على سرر الذَّهب وفرش الحرير والديباج.
وقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: كسرى وقيصر يطأون الخز والديباج والحرير، وأنت نائم على حصير قد أثر في جنبك؟
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيا وَلَنا الآخِرَة"(2).
-
والثامن: التحلي بالذَّهب والفضَّة
.
وهو حرام إلَّا خاتم الفضة، وتحلية آلة الحرب بالفضَّة، وضبة الفضة على ما هو مقرر في كتب الفقه، وكذلك استعمال أواني الذَّهب والفضة، وتحلية البيوت بصفائحها ونحوها، وهو حرام على الرِّجال والنِّساء، وكذلك تحلية الخيول والسُّروج بهما أو بالحرير.
وقد تقدم عن السدي: أنَّ قارون خرج على قومه في جوار بيض على سروج من ذهب عليهنَّ ثياب حمر وحلي ذهب.
وتقدم أنه جعل باب داره من ذهب، وداره من صفائح الذَّهب.
(1) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 1523)(مادة: بزي).
(2)
تقدم تخريجه.
وتنزيه المؤمن عن هذه الأخلاق القارونية لطف به من ألطاف ربِّ البرية، وذلك إما بزي ذلك عنه، ومنعه منه، وإمَّا أن يخلق الله تعالى في طبعه النفرة عن ذلك، أو يخلق له من العقل ما يمنعه من ذلك، ويبين له قبحه وسوء عاقبته.
وقد قال الله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 33 - 35].
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في الآية: يقول: لولا أن أجعل الناس كلهم كفارًا لجعلت لبيوت الكفار سقفًا من فضَّة ومعارج من فضة، وهي درج عليها يصعدون إلى الغرف، وسرر فضة، وزخرفًا هو الذَّهب. أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم (1).
وروى ابن جرير نحوه عن قتادة، وزاد:{وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35]؛ قال: خصوصاً (2).
وروى هو وابن المنذر عن الحسن رحمه الله تعالى في قوله: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] قال: لولا أن يكون النَّاس أجمعون كفّارًا فيميلوا إلى الدُّنيا لجعل الله لهم الذي قال.
(1) رواه الطبري في "التفسير"(25/ 68 - 71) مفرقًا، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3282).
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(25/ 72).
وقد مالت الدُّنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك، فكيف لو فعل! (1)
وروى الحاكم في "المستدرك" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} [الزخرف: 32]؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ أَرْزاقَكُمْ، وَإِنَّ الله يُعْطِي الدُّنْيا لِمَنْ يُحب وَمَنْ لا يُحبُّ، وَلا يُعْطِي الدَّيْنَ إلَاّ مَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطاهُ الدِّيْنَ فَقَدْ أَحَبَّهُ"(2).
وروى ابن مردويه عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ تَعالَى: لَوْلا أَنْ يَجْزَعَ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ لَعَصَبْتُ الْكَافِرَ عُصابَةً مِنْ حَدِيْدٍ فَلا يَشْتَكِي شَيْئا أَبَدًا، وَلَصَبَبْتُ عَلَيْه الدُّنْيا صَبًّا"(3).
أي: لفعلت ذلك بكل كافر.
وكذلك تحمل الآية على العموم؛ لأنَّ ذلك قد صار لبعض الكفار والفجَّار دون سائرهم.
وقد علمت ما في حديث ابن مسعود من أنَّ الله تعالى يعطي الدُّنيا
(1) رواه الطبري في "التفسير"(25/ 68).
(2)
رواه الحاكم في "المستدرك"(3671)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (1/ 387). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 53): رواه أحمد ورجال إسناده بعضهم مستور وأكثرهم ثقات.
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 376).