الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
208 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: كفران النعم، وترك الشكر
.
روى النسائيُّ، والمفسرون، والبيهقيُّ في "الشعب" عن أُبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 5]؛ قال: "بِنِعَمِ اللهِ وَآلائِهِ"(1).
وقال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].
فيه تعريض لمن كان كافرًا لنعمه من بني إسرائيل وغيرهم.
وقال تعالى في قصة المائدة: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 115].
(1) رواه النسائي في "السنن الكبرى"(11260)، والبيهقيُّ في "شعب الإيمان"(4418)، وكذا روى مسلم (2380) نحوه.
فإن الكفر هنا أعم من كفر الشرك، بل هو كفر النعمة الشامل له ولغيره.
وحاصل معنى الشكر يرجع إلى الطاعة، ومعنى الكفر أن يرجع إلى المعصية.
ومعاصي اليهود والنصارى مقررة.
وروى ابن الأنباري في كتاب "الأضداد" عن سعيد بن جبير قال: نزلت المائدة -يعني: على أصحاب عيسى عليه السلام وهي طعام يفور، فكانوا يأكلون منها قعودًا، فأحدثوا -يعني: معصية- فرفعت شيئًا، فكانوا يأكلون على الركب، ثمَّ أحدثوا فرفعت شيئاً، فأكلوا قيامًا، ثمَّ أحدثوا فرفعت ألبتة.
وعن وهب بن منبه قال: كانت مائدة عيسى عليه السلام يجلس عليها أربعة آلاف، فقالوا لقوم من وضعاء قوم: إن هؤلاء يلطخون ثيابنا علينا، فلو بنينا لها دكاناً، فجعلت الضعفاء لا تصل إلى شيء، فلما خالفوا أمر الله رفعها عنهم (1).
وروى الإمام أحمد عنه قال: بلغني أن نبي الله موسى عليه السلام مرَّ برجل يدعو ويتضرع، فقال: يا رب! ارحمه؛ فإني رحمته، فأوحى الله تعالى إليه: لو دعانا حتى ينقطع قواه فإني لا أستجيب له حتى ينظر في حقي عليه (2).
(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 236).
(2)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 88).