الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حيدرية، وكان سببه أنه خرج هائماً بنفر من أصحابه، فمرَّ على هذه الحشيشة، فرأى أغصانها تتحرك من غير هواء، فقال في نفسه: هذا لسر فيها، فاقتطف فأكل منها، فطرب، فلما رجع أعلمهم أنه رأى فيها سراً، وأمرهم بأكلها.
وقيل: ظهرت على يد أحد المسارجي القلندري، ولهذا سميت: قلندرية.
وقال ابن تيميَّة: إنما لم يتكلم فيها الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء السلف لأنها لم تكن في زمنهم، وإنما ظهرت في المئة السادسة وأول المئة السابعة حين ظهرت دولة التتار (1).
وكذا قال غيره: إنها كانت شر داخل على بلاد العجم حين استولت عليها التتار، ثمَّ انتقلت إلى بغداد، وقد علم ما جرى على أهلها من قبيح الأمر.
*
تنبِيْهٌ:
قال الشيخ شمس الدين العلقمي في "حاشية الجامع الصغير" للسيوطي: حكي أنَّ رجلًا من العجم قدم القاهرة، وطلب دليلًا على تحريم الحشيشة، وعقد له مجلس حضره علماء العصر، فاستدل الحافظ زين الدين العراقي بحديث الإمام أحمد، وأبي داود عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومُفتِّر (2)،
(1) انظر: "مجموع الفتاوى"(34/ 205).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 309)، وأبو داود (3686).