الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الْحَسَنُ والْحُسَيْنُ سَيِّدا شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "
قال: اللهم نعم.
قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة؟ والله لأوجهنك إلى باتقيا تقضي بين أهلها أربعين ليلة.
ثمَّ قال لليهودي: خذ الدرع.
فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين يقضي عليه، ورضي؟ صدقت والله يا أمير المؤمنين! إنَّها لدرعك سقطت عن جملٍ لك، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فوهبها له علي، وأجازه بتسعمئةٍ، وقُتلَ يوم صفين (1).
هكذا في هذه الرواية.
وفي رواية أخرى: فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه؟ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الدرع درعك، كنت راكبًا على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلًا، فأخذتها، وخرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان، فقتل (2).
199 - ومن أعمال اليهود والنصارى: اتخاذ الولاة الشُّرَط
.
وتقدم نظيره في التشبه بنمرود وفرعون.
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 139).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 141).
روى أبو نعيم في "الحلية" عن وهب قال: أُتِيَ برجل من أفضل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير، فلما أُتيَ به استعظم الناس مكانه، وهالهم أمره، فقال له صاحب شرط الملك: ائتني بجَدْي نذبحه مما يحل أكله فأعطنيه؛ فإن الملك إذا دعا بلحم الخنزير آتيك به وكُلْهُ، فذبح جديًا، فأعطاه إياه، ثمَّ أتي به إلى الملك فدعا لهم بلحم الخنزير، فأتى صاحب الشرط باللحم الذي كان أعطاه إياه، لحم الجدي، فأمره الملك أن يأكل.
قال: فجعل صاحب الشرط يغمز إليه، ويأمره بأكله، ويريه أنه اللحم الذي دفعه إليه، فأبى أن يأكله، فأمر صاحب شرطته أن يقتله.
فلما ذهب به قال له: ما يمنعك أن تأكل وهو اللحم الذي دفعت إلى؟ أظننت أني آتيك بغيره؟
قال: قد علمت أنه هو، ولكن خفت أن يقتاس الناس بي، فكلما أُريدَ أحد على أكل لحم الخنزير قال: قد أكله فلان فيقتاس الناس بي، فأكون فتنة لهم (1).
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشرط هذه الأمة، فأتوا بعد زمانه كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوْشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةً أَنْ تَرَى قَوْمًا في أَيْدِيْهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ البَقَرِ؛ يَغْدُوْنَ في غَضَبِ اللهِ،
(1) تقدم تخريجه.