الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].
روى ابن جرير، والطبراني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما نزلت:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} أرسلت فارس إلى قريش أن خاصموا محمدًا، فقولوا له: ما تذبح أنت بيدك وسكين فهو حلال، وما ذبح الله -يعني: الميتة- فهو حرام؟ فنزلت هذه الآية: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} ؛ قال: الشياطين من فارس، وأولياؤهم قريش (1).
وروى ابن أبي حاتم عن عطاء رحمه الله تعالى {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} : نهى عن ذبائح كانت تذبحها قريش على الأوثان، ونهى عن ذبائح المجوس (2).
وروى عبد الرزاق عن طاوس رحمه الله تعالى قال: مع المسلم ذكر الله، فإن ذبح ونسي أن يسمي فليسمِّ وليأكل؛ فإن المجوسي لو سمَّى على ذبيحته لم تؤكل (3).
8 - ومن قبائحهم: نكاح المحارم
.
روى الدينوري عن ابن قتيبة: أنَّه قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّه
(1) رواه الطبري في "التفسير"(8/ 16)، والطبراني في "المعجم الكبير"(11614).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(4/ 1378).
(3)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(8539).
قال للشفاء: "عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ"(1)؛ قال الدينوري: والنملة قروح تخرج في الجنب.
قال ابن قتيبة: وقال الشاعر:
وَلا عَيْبَ فِينا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ
…
كِرامٍ وَأنَّا لا نَخُطُّ عَلى النَّمْلِ
قال: يريد: إنَّا لسنا بمجوس، وذلك أنهم كانوا يقولون: إنَّ ولد الرجل من أخته إذا خط على هذه القروح بَرَأ صاحبها (2).
وقال الجوهري في "صحاحه": يقول المجوس: إن ولد الرجل إذا كان من أخته، ثمَّ خط على النملة شفي صاحبها، ثمَّ أنشد البيت، وقال: يريد أنَّا لسنا بمجوس ننكح الأخوات (3).
وذكر الماوردي في "أدب الدين والدنيا": أن معاوية رضي الله تعالى عنه استعمل رجلًا من كلب، فذكر المجوس يومًا عنده، فقال: لعن الله المجوس! ينكحون أمهاتهم، ولو أعطيت عشرة آلاف ما نكحت أمي.
فبلغ ذلك معاوية، فقال: قبَّحه الله! أترونه لو زادوه فعل، وعزله (4).
(1) أصل الحديث عند أبي داود (3887) عن الشفاء رضي الله عنها.
(2)
رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 122).
(3)
انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 1836)، (مادة: نمل).
(4)
انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 17).