الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشطرنج لإثبات الحركة والتدبير.
قلنا: منع الشرع منهما في الأول تحريماً، وفي الثانية كراهية عند الشافعي، وصحح بعض أصحابه الإباحة بشروط، وتحريماً عند الأئمة الثلاث، فوجب تقديم الشرع في ذلك، والمصير إليه، والالتفات إلى ما نهى الشرع عنه ولا معول عليه (1).
14 - ومنها: لباس الحرير للرجال، وافتراشه والاتكاء عليه، وتجليل السروج والرحال به، واتخاذ الأسرَّة والآنية من الذهب والفضة للرجال والنساء جميعًا، وكل ذلك حرام
.
روى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي عن أبي ريحانة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عشرة: الوشر، والوشم، والنتف، ومكاعمة الرجل الرجل من غير شعار، ومكاعمة المرأة المرأة من غير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرًا مثل الأعاجم، وأن يجعل على منكبيه حريرًا مثل الأعاجم، وعن النُّهبى، وعن ركوب النِّمار، ولبس الخاتم إلا لذي سلطان (2).
وروى الأئمة الستة عن البراء رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) انظر: "الأم" للشافعي (6/ 208)، و"تحرم النرد والشطرنج" للآجري، و"الاستذكار" لابن عبد البر (8/ 462)، و"الهداية شرح البداية" للمرغيناني (4/ 96).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 134)، وأبو داود (4049)، والنسائي (5091).
نهى عن ركوب المياثر (1)؛ وهي الفرش الوطية، جمع ميثرة.
قال أبو عبيد: وأما المياثر الحمر التي جاء فيها النهي فإنها مراكب الأعاجم من ديباج أو حرير (2).
وروى ابن أبي شيبة عن أسلم مولى عمر قال: لما قدمنا مع عمر رضي الله تعالى عنه الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته، فألقيت فروة بين شعبتي الرحل، فلما جاء ركب على الفرو، فلقينا أهل الشام يتلقون عمر رضي الله تعالى عنه، فجعلوا ينظرون، قال: فجعلت أشير لهم إليه.
قال: يقول عمر رضي الله تعالى عنه: تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له؛ قال: يريد مراكب العجم (3).
وروى ابن حبَّان في "صحيحه" عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرير مزمَّل بالبردي، عليه كساء أسود، وقد حشوناه بالبردي، فدخل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فإذا النبي صلى الله عليه وسلم نائم عليه، فلما رآهما استوى جالساً فنظرا فإذا أثر السرير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما: ما تؤذيك خشونة ما ترى من فراشك وسريرك، وهذا كسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج؟
(1) رواه البخاري (5881)، ومسلم (2066)، والترمذي (1760)، والنسائي (5309).
(2)
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/ 228).
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34442).
فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُوْلُوا هَذا؛ فَإِنَّ فِراشَ كِسْرَى [وقيصر] في النَّارِ، وَإِنَّ فِرَاشِي هَذا عاقِبَتُهُ إلَى الْجَنَّةِ"(1).
وروى الحاكم وصححه على شرط مسلم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال عمر رضي الله عنه: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه في مشربة -أي: غرفة- وإنَّه لمضطجع على خصفة، إن بعضه لعلى التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفًا، وإن فوق رأسه لإهابًا عطنًا، وفي ناحية المشربة قرط، فسلَّمت عليه، فجلست، فقلت: أنت نبي الله وصفوته، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟
فقال: "أُولَئِكَ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّباتُهُمْ وَهِيَ وَشِيْكَةُ الانْقِطاعِ، وَإِنَّا لَقَوْمٌ أُخِّرَتْ لَنا طَيِّباتُنا في آخِرَتنا"(2).
وروى مسلم، والنسائي عن عبد الله بن عكيم قال: كنَّا عند حذيفة رضي الله تعالى عنه بالمدائن، فاستسقى دهِقاناً، فجاءه بماء في إناء من فضة، فحذفه به حذيفة -وكان رجلًا فيه حدة- فكرهوا أن يكلموه، ثمَّ التفت إلى القوم، فقال: أعتذر إليكم من هذا؛ إني كنت تقدّمت إليه أن لا يسقيني في هذا، ثمَّ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: "لا تَشْرَبُوا في آنِية الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وَلا تَلْبَسُوا الدِّيْباجَ والْحَرِيْرَ؛ فَإِنَّها لَهُمْ في الدُّنْيا
(1) رواه ابن حبَّان في "صحيحه"(70).
(2)
رواه الحاكم في "المستدرك"(7072).